اقتباس
من هذا المنطلق، وإيمانًا منّا بأهميّة هذا الإعدادِ والتجهُّز؛ نقدّمُ لإخواننا هذا الملفّ العلميَّ المتكامِلَ حول " رحلة الحج " آملينَ من اللهِ جلّ وعلاَ أن يكتُبَ لنا ولهم حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا.
الحمدُ لله ربّ العالمين، و نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، ونشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله الأمين، صلى الله عليه، وعلى آله الطيّبين، وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين. ثم أما بعد:
فإنَّ الحجَّ إلى بيت الله الحرام ركنٌ في الإسلام عظيم، وهو عبادة العمر، وتمام الأمر؛ إذ هو الجامعُ لدلائِلِ الإيمانِ، المتمم لبقية أركانِ الإسلام، يتحقّقُ به العفوُ والغُفران، كما ورد في حديثِ جبريل عليه السلام يرويهِ عُمَر -رضي الله عنه-، سأل جبريلُ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام، فقال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " رواه مسلم.
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه.
فلا تمام لدينِ المُكَلّفِ القادِرِ إلاّ بأداءِ هذه الفريضة الطيّبة المباركة، ويا سَعدَ من حجّ البيت ورجعَ كيومِ ولدتهُ أمُّه !.
هذا و أسعدُ الناسِ برحلةِ الحجّ من تحقّق فيها بالإعداد والتجَهُّز بجميعِ أنواعِه الإيمانيّ والفقهيّ والمادّي، فهي رِحلةُ سَفَرٍ تعبُّدِيّ شاق، وانقطاعٌ عن الأهلِ و غُربَة، إلى مشاهدَ و أماكنَ وبلدان، ومناسِكَ و مشاعِر، و أقوالٍ و أحوال و أعمال، مطلوبٌ من الحاجّ إدراكها، و إيقاع عباداتِهِ فيها على مقتضَى الشريعة، ليكونَ الحجُّ مبرورًا، و الذّنبُ مغفورًا، و السّعيُ قاصدًا مشكورًا بإذن الله.
من هذا المنطلق، وإيمانًا منّا بأهميّة هذا الإعدادِ والتجهُّز؛ نقدّمُ لإخواننا هذا الملفّ العلميَّ المتكامِلَ حول " رحلة الحج " آملينَ من اللهِ جلّ وعلاَ أن يكتُبَ لنا ولهم حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا. وقد تضمّنَ الملفُّ المحاور التالية:
التعليقات