المرأة بين عدل الإسلام وظلم بعض الأنام - ملف علمي

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الملفات العامة

اقتباس

وعادت المرأة من حيث بدأت؛ جارية في سوق النخاسة، وخادمة للسيد الغربي أو الشرقي، تركت ما فيه عزها وشرفها واستعاضت عنه بما جلب عليها الذل والهوان! وضعت قيد الرق مختارة في عنقها بعد أن رفع الإسلام عنها شؤم العبودية لغير الله! استعاضت عن الاقتداء بخديجة وحفصة وفاطمة بالاقتداء بالرقيعة والساقطة والجاهلة!...

هو شعار من كلمات ثلاث لخَّص موقف الإسلام من المرأة، وفنَّد كل ترهات القوم بأن الإسلام قد ظلم المرأة وحابى الرجل، شعار وضع المبدأ القوي الراسخ الواضح للتعامل وللتكافؤ بين الرجال والنساء، شعار فاق كل شعارات تحرير المرأة وتغريبها شفافية وصدقًا وسموًا، شعار حفظ للمرأة مكانتها ووهبها قيمتها، إنه شعار نبوي يقول: "النساء شقائق الرجال"(رواه الترمذي).

 

وإن المتأمل في أحوال النساء اليوم يكتشف أنهن لا يخرجن عن ثلاثة أصناف، أولهن: امرأة مكرمة مصونة، والثانية: امرأة مظلومة مهضومة، وأما الثالثة فامرأة مخدوعة مغرورة.

 

فأما المرأة الأولى: فالمرأة المكرمة المصونة، ولا تكون كذلك إلا في الإسلام؛ ففيه تُكرَم ولا تهان، وتُنصَف ولا تُظلم، وتصان فلا تمتهن، وتُحفظ فلا تُضيَّع، وهذا ما أمرنا به ديننا تجاه المرأة أيًا كان موقعها؛ أمًا أم بنتًا أم زوجة أم عمة أم خالة... وإننا لا ننسى أبدًا كيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى على الأم ثلاثًا لما سأله الصحابي: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟" فأجابه: "أمك".. "ثم أمك".. "ثم أمك"، ثم قال في الرابعة: "ثم أبوك"(متفق عليه).

 

وكيف ننسى أن إكرامها بنتًا وأختًا نجاة من عذاب جهنم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة"(رواه ابن ماجه).. وإكرامها زوجة علامة على نبل زوجها، يقول نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"(رواه ابن ماجه).. وبرها خالةً تكفير للذنوب؛ فقد قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إني أصبت ذنبًا عظيمًا فهل لي توبة؟ فأجابه: "هل لك من أم؟" قال: لا، قال: "هل لك من خالة؟" قال: نعم، قال: "فبرها" (رواه الترمذي).

 

والمرأة في ثوب إسلامها مستقلة الفكر والإبداع، مستقلة الذمة المالية تملك كامل الحرية في التصرف في مالها، مستقلة الشخصية والاختيار لا يفرض عليها ما تكره، عالمة ومتعلمة، مؤلفة ومفكرة، رائدة في مجالاتها وسابقة، تجير المستجيرين وتدخلهم في حمايتها، تنصر المظلومين وتعمل على رفع الظلم عنهم... وهي فوق هذا كله طاهرة عفيفة حيية شريفة.

 

فأفرز لنا الإسلام نساءً كخديجة وعائشة وفاطمة، وكأسماء ذات النطاقين والخنساء... ثم انظر تراجم النساء المسلمات تجد من الموهبة والعبقرية والبأس والاستبسال والعلم والفضل ما يعجز عنه كثير من الرجال! ثم أفرزت لنا النساء -تحت شجرة الإسلام التي أظلتهن- أبطالًا ذللوا سبل المعالي وأخضعوا الدنيا وفتحوا البلاد وملئوها علمًا ودينًا وبرًا.

 

ولو كان النساء كمثل هذي *** لفضلت النساء على الرجال

وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال

 

وذلك التكريم كله ما نالته المرأة إلا في ظل الإسلام، بعد أن كانت مهانة ذليلة مهملة حقيرة، بل وعارًا على من رُزق بها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ)[النحل: 58 - 59]...

 

***

 

أما المرأة الثانية، فهي المرأة المضطهدة المستضعفة المظلومة، مظلومة في الغرب ومظلومة في الشرق، مظلومة قديمًا ومظلومة حديثًا، ومظلومة كذلك في بعض المجتمعات الإسلامية المعاصرة، وهذا ما يحكيه الواقع وتؤيده المشاهدة.

 

ظُلمت يوم أن دفنت حية بلا ذنب ولا جريرة! ظُلمت يوم أن أُجبرت على البغاء وعلى التكسب بفرجها! ظُلمت يوم أن احتُقرت وأُبغضت وجُعل الموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خيرًا منها! ظُلمت يوم أن قدمت قربانًا لنيل رضا آلهة زائفة تُذبَح تحت أقدامها! ظُلمت يوم أن كانت تُبعد وتُجتنب مدة حيضها! ظُلمت يوم أن اعتبرت لعنة وبلاء ونقمة وآفة وشرًا!

 

ثم ظُلمت في مجتمعات "إسلامية" -فرطت في شرعها- مجتمعات كان حق المرأة أن تُكرَّم فيها وتُصان! فأُسقطت عليها شتى ألوان المظالم من حرمان من ميراث، إلى تزويج بغير رضاها، إلى عضلها من الزواج، إلى إتيانها في دبرها، إلى الاعتداء عليها بالضرب والسب واللعن، إلى القسوة والفظاظة والجفاء، إلى التقتير عليها في النفقة وتركها معلقة فلا هي زوجة ولا هي مطلقة، إلى منعها من صلة رحمها وزيارة أهلها...

 

***

 

أما المرأة الثالثة فهي امرأة مخدوعة مغرر بها، قد أوهموها أن حريتها أن تتحرر من بعض ملابسها أو من كلها! وأن تتمرد على تعاليم دينها وعلى أبيها وأمها وزوجها وأهلها! وأن تتفلت من قِيَمها وأخلاقها ومبادئها! وأن تتنكر لكل موروثاتها وإن كانت ثمينة سامية!.. خدعوها فانخدعت وغروها فاغترت! وانطلت عليها الحيلة، فانطلقت المسكينة معربدة في أفكارها وفي أقوالها وفي أفعالها، تشتري الخسيس بالغالي والحقير بالعزيز والخبيث بالطيب والضلالة بالهدى! انطلقت سافرة عارية، وإن لم يتعر جسدها فقد تعرت كلماتها وأعمالها وأخلاقها وأوصافها وأغراضها!

 

واستغلها القوم أبشع استغلال ليهدموا بها المجتمعات ويجنوا من ورائها الربح الخبيث؛ فجعلوها سلعة تباع وتشترى، ومتعة رخيصة يُتلذَذ بها ثم تُلقى، وخنجرًا مسمومًا يُغرَس في قلب المجتمعات المحافظة فيدنسوها به، فهي فتنة تُفسِد بجسدها الأجيال راقصة وممثلة ومغنية ومتجولة في الطرقات تدعوا إلى الزنا والخنا!.. وهي "فتاة إعلانات" توضع بجانب أحذية تُروَّج أو أجهزة كهربائية تُسوَّق؛ لتغري الرجال الناظرين إلى لحمها العاري بالشراء.. وهي "عارضة أزياء" تُكسى من الملابس ما لا يكسي؛ فهي كاسية عارية!.. وهي عاملة لتمويل السيارات بالبنزين! وسائقة تقود الحافلات بالراكبين!..

 

فعادت من حيث بدأت؛ جارية في سوق النخاسة، وخادمة للسيد الغربي أو الشرقي، تركت ما فيه عزها وشرفها واستعاضت عنه بما جلب عليها الذل والهوان! وضعت قيد الرق مختارة في عنقها بعد أن رفع الإسلام عنها شؤم العبودية لغير الله! استعاضت عن الاقتداء بخديجة وحفصة وفاطمة بالاقتداء بالرقيعة والساقطة والجاهلة!.. وما جنت إلا الذل والصغار والشقاء والهوان!

 

ولا تخرج نساء اليوم عن هذه الأصناف الثلاثة؛ مكرَّمة ومظلومة ومخدوعة، ولقد رتبنا ما تخيرنا من مواد علمية حول المرأة في المحاور الستة التالية، فلعلها تكون ذكرى للذاكرين.

المحور الأول: المرأة في الإسلام
المحور الثاني: وضع المرأة في المجتمعات غير الاسلامية:
المحور الثالث: بعض صور الكيد للمرأة المعاصرة (ما يراد بالمرأة المسلمة):
المحور الرابع: شبهات حول وضع المرأة في الإسلام، والرد عليها:
المحور الخامس: صور من ظلم المرأة في المجتمع الإسلامي المعاصر:
المحور السادس: مراجع وكتب وإحالات:
العنوان
خطب تفضيل الرجال على النساء 2008/12/01 29739 1472 37
خطب حقوق المرأة في الإسلام 2010/09/28 19020 998 52
خطب مكانة المرأة في الإسلام 2010/10/10 44792 1617 118
خطب عناية الإسلام بالمرأة 2012/04/04 15084 1111 32
خطب تكريم المرأة في الإسلام 2013/06/08 49806 2008 55
خطب المرأة عندما كرمها الإسلام 2013/06/17 5307 655 29
خطب المرأة الفتنة 2015/01/08 12468 341 19
خطب ثمانية حصون لحماية المرأة 2018/02/06 3140 404 1
خطب ولاية الرجل على المرأة 2018/03/12 2651 304 7
خطب تكريم المرأة في الإسلام 2018/03/15 3402 469 2
خطب المرأة ما لها وما عليها 2018/07/26 20442 807 9
مقالات المرأة المسلمة في عصر الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم 2021/03/09 647 0 1
مقالات المرأة في الإسلام تجربة تاريخية جديدة 2021/03/09 489 0 0
مقالات أهمية تتطلبها مكانة المرأة العالية وتكريمها في الإسلام 2021/03/09 459 0 0
مقالات دور المرأة في الدعوة و إصلاح المجتمع 2021/03/09 3763 0 0
مقالات ضوابط عمل المرأة في الإسلام 2021/03/09 838 0 0
مقالات مظاهر تكريم الإسلام للمرأة 2021/03/09 623 0 0
فتاوى المساواة بين الرجال والنساء من منظور شرعي 2021/03/09 507 0 0
فتاوى تبوأت المرأة في الإسلام المكانة السامية 2021/03/09 533 0 0
فتاوى تسأل عن حقوق المرأة في الإسلام 2021/03/09 459 0 0
فتاوى تكريم الإسلام للمرأة في تشريع النفقة عدل وفضل 2021/03/09 468 0 0
فتاوى ما مفهوم المساواة في الإسلام؟ 2021/03/09 1470 0 1
فتاوى مكانة المرأة في الدنيا والآخرة 2021/03/09 481 0 0
فتاوى هل الإسلام يساوي بين الرجل والمرأة 2021/03/09 4392 0 0
صوتيات وفديوهات 2021/03/09 0 0 0
ندوات وحوارات 2021/03/09 0 0 0
دراسات وأبحاث تكريم الإسلام للمرأة 2021/03/09 410 0 0
دراسات وأبحاث حق المرأة في التملك والإنفاق 2021/03/09 446 0 0
دراسات وأبحاث حق المرأة في الولاية العامة 2021/03/09 418 0 0
دراسات وأبحاث دور المرأة السياسي في الإسلام 2021/03/09 670 219 0
دراسات وأبحاث شقائق الرجال وحل مسألة المرأة في المنهج الإسلامي 2021/03/09 450 224 1
دراسات وأبحاث مدخل إلى فهم مكانة المرأة في الإسلام 2021/03/09 449 220 0
دراسات وأبحاث من صور تكريم الإسلام للمرأة 2021/03/09 600 205 0
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life