المرأة المسلمة في عصر الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-07 - 1444/03/11

اقتباس

المرأة المسلمة في عصر الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم

 

 

د. سامية منيسي

 

لقد كان للمرأة المسلمة في عصر الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم دورها البارز في كل مجال من مجالات الحياة. فقد أضفى الإسلام نهجًا جديدًا وأسلوبًا عظيمًا في بناء المجتمع المسلم. نظم فيه حقوق الإنسان تنظيمًا دقيقًا سواء أكان رجلًا أم امرأة في إطار قول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13] وقوله جل جلاله: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

 

وأيضًا في إطار أن لكل من الرجل والمرأة أجره وثوابه وعقابه وحسابه عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، لذلك كان الرجال والنساء من صحابة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم يتسابقون لمرضاة الله ورسوله، وكان حبهم لله ورسوله يفوق حبهم لأنفسهم ولأبنائهم ولأزواجهم وجميع أهلهم. فكانت هجرتهم في سبيل الله تاركين المال والأهل، وكان الجهاد في سبيل الله يفوق كل شيء، وكانت الشهادة في سبيل الله نصب أعينهم جميعًا، لذلك لم تكن الدنيا أكبر همهم، وإنما كانت حياتهم الدنيا معبرًا للآخرة، فتسابق الجميع في نشر الدين الإسلامي والدفاع عنه، ومرضاة الله ورسوله، ونشر الدعوة الإسلامية والجهاد في سبيل ذلك بالنفس والمال والولد.

 

وقد كان للمرأة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق في ممارسة الحياة العامة بكل حرية فكانت المرأة تخرج للعمل، وتجلس للعلم والفتيا، وتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة في حياتها، وتخرج للصلاة في المساجد صلاة الجماعة حتى وردت أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بخروج القواعد من النساء لشهود صلاة العيدين، كما كانت تخرج لصلاة الجمعة، إلا أنه لم يكن ذلك واجبًا عليها نظرًا لتبعات الأسرة والأمومة المنوطة بها.

 

وفي ذلك قالت أم عطية الأنصارية[1]: (أمرنا أن نُخرج الحيّض يوم العيدين، وذوات الخدور، فيشهدون جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحيّض عن مصلاهن. قالت امرأة: يا رسول الله! إحدانا ليس لها جلباب، قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها). كما كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يخطب في الرجال، ينزل إلى النساء فيعظهن[2].

 

وإذا كانت المرأة تخرج للعمل والصلاة وتجلس للفتيا وتجاهد في سبيل الله إلا أن ذلك كله كان في إطار أمر الله تعالى لنبيه في قرآنه الكريم ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59] وقول الله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].

 

وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث لأسماء بنت أبي بكر حينما أمرها ألا يظهر منها إلا وجهها وكفاها، وأن يكون ثوبها فضفاضًا لا يشف ولا يصف[3]، ليكون ذلك صونًا لكرامتها وحفظًا لأنوثتها، إلا أن الحجاب الأكبر -كما نعلم- هو "حجاب النفس عن المعاصي" الذي كان لتعاليم الإسلام اليد الطولى فيه.

 

فأصبح للمرأة كرامتها وحقوقها ولم تعد تورث كما كانت في الجاهلية. بل نرى التشريعات المختلفة تنزل تباعًا لتنظيم حياة المسلمين، وأيضًا لتنظيم حقوق المرأة في كل كبيرة وصغيرة، بل في أخص خصائص حياتها؛ علاقتها الزوجية مع زوجها وأسرتها وأبنائها، وضعها كأم وزوجة وأخت وابنة، ميراثها وحقها فيه، حقها في الزواج والطلاق، إلغاء أوضاع شاذة مهينة بكرامة المرأة كانت تحدث في الجاهلية ثم أبطلها الإسلام؛ مثل أن يرث الرجل امرأة أبيه كرهًا، أو أن تظل المرأة معلقة بلا زواج أو طلاق. بل إن الإسلام عند تنظيمه لحالات الطلاق كان ذلك إنصافًا للمرأة حتى يحفظ لها كرامتها وكذلك لحالات الزواج، وأيضًا لتحريم الزنا، والأمر بغض البصر للرجل والمرأة معًا.. إلخ.

 

فقد حرص الإسلام دائمًا على أن تظل المرأة في حالة نفسية وصحية سليمة، وذلك من خلال أحكامه وتشريعاته المختلفة.

 

فأصبح للمرأة ذمة مستقلة، ولا ترغم على الإنفاق إلا بقدر حاجة أسرتها لذلك، ولها أن تتصدق على زوجها وأيتام في حجورها (إن رأت أن ذلك أولى) تتصدق عليهم من نتاج عملها، بل إن لها أجرين على ذلك أجر القرابة وأجر الصدقة كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم[4].

 

بل إن لها حق مفارقة الزوج إذا كانت تكرهه ولا تطيقه[5] كما كان لها حق الزواج..

 

أي تكريم كرم الإسلام به المرأة، وأي كرامة أضحت لها بعد الإسلام وأي حرية مُنحت لها دون المساس بحق الرجل، وحق الأسرة، وحق المجتمع.. يسير كل في إطار صالح الجماعة دون إجهاض لصالح الفرد.

 

إننا في عصر الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم -أي منذ خمسة عشر قرنًا- أكثر تقدمًا بمراحل مما تدعيه الدول المتقدمة الآن من الحرية والكرامة ومنح الحقوق للمرأة بصفة خاصة، وللإنسان بصفة عامة، يشهد على ذلك ما نشاهده الآن من التفرقة العنصرية في كل مجال ومكان وأيضًا التمييز العنصري..

 

بينما كنا في عصر رسول الله الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم ننادي بشعار الإسلام الدائم شعار المساواة ونرتل قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13] وما زلنا ننادي بذلك حتى تبدل الأرض غير الأرض وما عليها وتقوم الساعة، و﴿ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾ [الزلزلة: 6].

 

إننا الآن نرى المنظمة الدولية للأمم المتحدة تجعل للمرأة عقدًا خاصًا لمناهضة التمييز العنصري ضدها ونحن نُبصر الدنيا بمنظور القرن الحادي والعشرين للميلاد، الخامس عشر الهجري.

 

إننا نبغي من وراء هذه المقارنة إبراز وضع المرأة الصحابية في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهادي البشير وعصر صدر الإسلام، وذلك حتى يعلم الناس أن الإسلام لم يظلم المرأة بأي حال من الأحوال -كما كان يشيع عند المغرضين الحاقدين عليه- وإنما بجَّلها وكرَّمها أيما تكريم، ووضعها في الإطار الإنساني وهو أن النساء شقائق الرجال لهن جميع الحقوق، وعليهن بالطبع كل الواجبات التي تقابل هذه الحقوق.

 

إن حوار الحضارات الآن هو الفرصة الحقيقية السانحة للمسلمين لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي سادت قرونًا طويلة عن الإسلام عند من لم يفهمه جيدًا من الأمم الأخرى، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يفهم جيدًا الشريعة الإسلامية، وتاريخ الإسلام وحضارته، وأن يُعلن على الملأ ما يعرفه عن الشريعة الإسلامية وحضارة الإسلام بصوت العقل الهادئ الرزين، والمنطق السليم، وكيف كرم الإسلام الإنسانية بصفة عامة، والمرأة على وجه الخصوص، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ يقول الله تعالى لرسوله الكريم: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125] وقال تعالى: ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]، فقد كرم الله تعالى الإنسان بالعقل والاختيار وفضله على كثير من مخلوقاته؛ فقال جل وعلا: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، فكلنا لآدم؛ وآدم من تراب لذا قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

فالإسلام هو دين المودة والرحمة والسلام بين جميع البشر وهو الدين الخاتم للإنس والجن جميعًا، يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ويقول تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28]، فالاختيار بالعقل السليم هو منطق الإسلام الذي سوف يسود بمشيئة الله تعالى على جميع الأديان؛ لأن الإسلام هو الدين الذي يناسب كل عصر وكل مكان فلندع جميع الأديان السماوية للحوار البنّاء ونعمل بقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]، فقد جاء الهادي البشير بالهدى ودين الحق قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 19، 20]

 

هذا، وإن كان ما زال من العالمين من يغض من قدر الإسلام لما يرونه من أحوال المسلمين فعسى الله تعالى أن يبدِّل حالًا بحال، حينما يتمسك المسلمون بمنهج دينهم القويم والذي سوف يظل وإلى آخر الزمان هو المنهج الحق في كل مجالات الحياة، ولو بلغ الإنسان بعلمه أقصى ما يستطيع أن يبلغه البشر فلن يغني ذلك عن الإيمان بالله تعالى والتمسك بشريعته الغراء شريعة الإسلام التي دعت إلى العلم والتقدم بل حضت على طلب العلم والحث عليه؛ قال تعالى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، وقال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18] وقال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ... ﴾  [فصلت: 53].

 

فأي حضارة أو شريعة سبقت الإسلام، وأي قانون لاحق عليه دفع الإنسان إلى العلم وحثه عليه مع الإيمان والخشوع والتقوى كما حث عليه الإسلام، وأي شريعة وحضارة وقانون كرم المرأة كما كرمتها الشريعة الإسلامية ورسول الإسلام، هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل، ورضي عنا رضًا لا يسخط بعده أبدًا.

 

وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

[1] أخرجه البخاري في: كتاب الصلاة، باب وجوب الصلاة في الثياب. ومسلم في كتاب: صلاة العيدين، باب إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال. انظر أيضًا اللؤلؤ والمرجان كتاب صلاة العيدين باب إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال.

[2] انظر نفس المرجع السابق للبخاري، كتاب العيدين باب "موعظة الإمام النساء يوم العيد"، وصحيح مسلم، كتاب صلاة العيدين.

[3] موطأ مالك – كتاب اللباس باب "ما يكره للنساء لبسه من الثياب".

[4] انظر ترجمة "زينب الأنصارية" ستأتي فيما بعد في الأنصاريات (الكتاب الثالث من الموسوعة)، وكذلك "زينب الثقفية" ستأتي في "نساء العرب الصحابيات" (الكتاب الرابع من الموسوعة)، وفي باب "الصحابيات اللائي نزل فيهن تشريع" (الكتاب الخامس) بمشيئة الله تعالى.

[5] سيأتي في ترجمة جميلة بنت عبدالله الخزرجية الأنصارية (في الأنصاريات) أو في باب (من نزل فيهن تشريع) (في الكتابين الثالث والخامس من الموسوعة بمشيئة الله تعالى)

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات