الإرهاب ليس من الإسلام (حادثة الزلفي) - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

إن الإسلام برئ من كل دم يسفك باسمه ظلمًا، وإن الله -عز وجل- برئ من كل نفس تُقتل ظلمًا مهما عدَّها القاتل في سبيله، إن الإسلام برئ من كل ترويع للآمنين واعتداء على المسلمين الموحدين، إن الإسلام برئ من كل فكر خارجي يكفِّر المسلمين ويستحل دماءهم...

 

 

كم من تهم ألصقوها بالإسلام، والإسلام منها برئ، يخرج علينا أعداؤنا عند كل واقعة فيدعون أن الإسلام دين يدعو أبناءه وأتباعه إلى الإرهاب! وأن الإسلام دين قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين! يزعمون أنه دين همجي يعلِّم معتنقيه الشراسة والوحشية!

 

هكذا أعداؤنا دومًا؛ يرمون التهم جزافًا، ويلصقونها بدين الإسلام اعتباطًا! ولو فهموا ولو عقلوا ولو أعطوا لأنفسهم الفرصة للتفكير والتدبر في تعاليم الإسلام وأوامره لأيقنوا أن الإسلام مشتق من الاستسلام والسلام، لو فقهوا لعلموا أن الإسلام يعادي ويحرم كل أذى أو اعتداء على الآمنين...

 

 

فهو دين يحرِّم على أتباعه أن يعرضوا الناس للأذى، فعن أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها بكفه، أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء" (متفق عليه)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يحرَّم على أتباعه حتى مجرد المزاح بما يُفزِع، فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: "ما يضحككم؟"، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا" (أحمد)، فما بالك بمن يسفك دمه!... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يعتبر مجرد الإشارة بالسلاح إلى إنسان بسلاح أو بحديدة عمل محرم يأثم فاعله، فعن أبي هريرة يقول: قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: "من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه" (مسلم) ، وفي لفظ: "لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار" (متفق عليه)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يأمر بالإحسان إلى الحيوان والرحمة به حتى عند ذبحه لأكله، فعن شداد بن أوس، قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته" (مسلم)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يجعل زوال الكعبة أيسر من سفك دم مسلم بغير حق، فعبد الله بن عمر، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالكعبة، ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه، وأن نظن به إلا خيرا" (ابن ماجه)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يرحم من رحم عصفورًا من الذبح، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من رحم، ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة" (الطبراني في الكبير)، ويروي معاوية بن قرة، عن أبيه، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني لأذبح الشاة، وأنا أرحمها -أو قال: إني أرحم الشاة أن أذبحها- فقال: "والشاة إن رحمتها، رحمك الله" (أحمد)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يأمر أتباعه حتى أثناء الحرب ألا يقتلوا طفلًا وألا يمثلوا بجثة، فعن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمر أميرًا على جيش، أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا..." (مسلم)... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يغفر لمن رحم كلبًا وأشفق عليه مهما بلغت ذنوبه، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به" (متفق عليه) ... فهل هذا دين إرهاب؟!

 

دين يأتي نبيه -صلى الله عليه وسلـم- يوم القيامة خصيمًا لمسلم موحد ظلم ذميًا، فعن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة" (أبو داود)، بل ويحرم الجنة على من قتل معاهدًا، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما" (البخاري)، فما بالك بمن يقتل مسلمًا موحدًا؟!

 

***

 

أيها المسلمون: إن الإسلام برئ من كل دم يسفك باسمه ظلمًا، وإن الله -عز وجل- برئ من كل نفس تُقتل ظلمًا مهما عدَّها القاتل في سبيله، إن الإسلام برئ من كل ترويع للآمنين واعتداء على المسلمين الموحدين، إن الإسلام برئ من كل فكر خارجي يكفِّر المسلمين ويستحل دماءهم، والإسلام كذلك برئ من كل ما يرتكب باسمه من مخالفات واعتداءات، والإسلام برئ من الإرهاب كله بشتى أصنافه وأنواعه وأشكاله وصوره، فما لدين السلام والسماحة والرفق والمحبة بذلك الركام النتن من سفك الدم المحرم والاعتداء على الآمنين خاصة إن كانوا من المسلمين الموحدين.

 

ولا تحسبن أن هذا رأي شخصي لكاتب هذه السطور وحده، بل تدبر في هذه الخطب التي جُمعت من أجلك لتعلم أنما هي شريعة رب العالمين الذي حرًم الفساد والتخريب والقتل والتدمير... فدونك فتدبرها.

 

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة الحادية عشر:
الخطبة العاشرة:
العنوان
تحريم الدماء 2015/06/01 6005 555 89
تحريم الدماء

إن الواجب على المسلم ولاسيما مع تزايد الفتن أن يكون معظِّما للنصوص محترمًا لها قائمًا بتحقيقها خوفًا من الله ومراقبةً له جل في علاه؛ فإن لم يكن كذلك تخطَّفته شبهات أهل الباطل ومسالك أهل الضلال وزيَّنوا له الإجرام وحسَّنوا له الآثام وهوَّنوا من شأن إراقة الدماء. ومن آخر ما وقع من ذلك: الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء التي أقدم عليها أحد الشباب الذين أشربوا بالفتنة في بلدة القديح؛ عندما أقدم على تفجير نفسه في مثل هذا اليوم -يوم الجمعة- فأراق دماءً كثيرة وتسبَّب في إصابات جسيمة مهلكًا نفسه في تلك الفعلة النكراء. وأرباب هذا الفكر الضال يعدُّون ذلك عملاً بطوليًّا ومغنمًا كبيرًا، وحقيقة الأمر -عباد الله- أنه...

المرفقات

تحريم الدماء.doc

المرفقات
بوست045-الإرهاب-ليس-من-الإسلام-01.jpg
بوست045-الإرهاب-ليس-من-الإسلام-02.jpg
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life