إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

وهداية القرآن جامعةٌ للمصالح العاجلة والآجلة، ومحققةٌ لمنافع الدنيا والآخرة: فأما ما يتعلق بالآخرة فالقرآن عرّف العباد بربهم -سبحانه وتعالى-، ودلهم عليه، وبيّن لهم أفعاله وأسماءه وأوصافه، وكشف لهم ما يحتاجون إلى العلم به من الغيب الذي يدفعهم للإيمان والعمل الصالح، وفصّل لهم بداية خلقهم ونهايته، وأعلمهم بمصيرهم بعد موتهم، وأوضح لهم طريق السعادة ليسلكوه، وسبل الشقاء ليجتنبوها، وما ترك شيئًا من دينهم إلا هداهم إليه: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ...

إن أهم وصفٍ للقرآن، وأكثره ورودًا في آياته، كونه هدىً يهدي البشرية أفرادًا ودولاً وأممًا لما يصلحها في كل شؤونها، ذلكم الوصف الرباني الذي قُرن بتاريخ نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185]، وهو أول وصفٍ يقرع الأسماع عند الابتداء في قراءته؛ ففي مطلع سورة البقرة: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2].    

 

وهداية القرآن جامعةٌ للمصالح العاجلة والآجلة، ومحققةٌ لمنافع الدنيا والآخرة: فأما ما يتعلق بالآخرة فالقرآن عرّف العباد بربهم -سبحانه وتعالى-، ودلهم عليه، وبيّن لهم أفعاله وأسماءه وأوصافه، وكشف لهم ما يحتاجون إلى العلم به من الغيب الذي يدفعهم للإيمان والعمل الصالح، وفصّل لهم بداية خلقهم ونهايته، وأعلمهم بمصيرهم بعد موتهم، وأوضح لهم طريق السعادة ليسلكوه، وسبل الشقاء ليجتنبوها، وما ترك شيئًا من دينهم إلا هداهم إليه: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16].    

 

وأما ما يتعلق بالدنيا ومعاملة الناس بعضهم لبعضٍ؛ فقد هدى القرآن فيها إلى أحسن السبل وأيسرها وأنفعها، في السياسة والاقتصاد والأخلاق والمطاعم والمشارب واللباس والعلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، في أحكامٍ تفصيليةٍ لبعضها، وقواعد عامةٍ تنتظم جميعها، فلا يقع المهتدي بالقرآن في تخبطات البشر، ولا يجرّ إلى أهوائهم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]، وقد جيء بصيغة التفضيل (أَقْوَمُ) لتدل على أنه لا يمكن أن يساوى مع غيره أبدًا، وذكرت الصفة (أَقْوَمُ) ولم يذكر موصوفٌ لإثبات عموم الهداية بالقرآن للتي هي أقوم في كل شيءٍ.    

 

لقد تكرر وصف القرآن بأنه هدىً في آياتٍ كثيرةٍ: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2]، (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [النمل:2] (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) [لقمان:3]، (هُدًى وَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ) [غافر:54]، (وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل:102]، (هَذَا هُدًى) [الجاثيةٌ:11]... ومثلها آياتٌ كثيرةٌ، لكنّ الملاحظ فيها جميعًا أنّ وصف القرآن بالهداية لم يحدّد في مجالٍ معينٍ ولا زمانٍ معينٍ، ولم يذكر له معمولٌ، وإنما كان بهذا الإطلاق والعموم؛ ليدل على أنه هدىً في كل شيءٍ، وأن من اهتدى بالقرآن في أي مجالٍ من مجالات الدنيا والآخرة فإنه يُهدى للأصوب والأقوم والأحسن.    

 

وأكثر ما جاء وصف القرآن بالهداية خُص به المؤمنون أو المتقون أو المحسنون؛ لأنهم قبلوا هداه، وعملوا بمقتضاه، وإلا فالأصل أن القرآن هدىً للناس جميعًا، لكنّ الكفار والمنافقين لمّا لم يرفعوا به رأسًا، واستبدلوا به غيره في الاهتداء لم ينتفعوا باطلاعهم عليه، ولا بقراءتهم لآياته: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت:44]، وفي آيةٍ أخرى ذكر الله تعالى جملةً من أوصاف القرآن، وتأثيره في القلوب، ثم قال سبحانه: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر:23].    

 

لقد هدى الله تعالى بالقرآن بشرًا كثيرًا في القديم والحديث، ولا زلنا نسمع كل يومٍ قصص المهتدين بالقرآن ممن سمعوه، أو وقع في أيديهم فقرؤوه، ومنهم من قصد قراءته لنقده والطعن فيه، وصرف الناس عنه، فكان من المهتدين به. وللمستشرقين والمثقفين الغربيين أعاجيب في ذلك.    

 

وينبغي لنا -نحن المسلمين- أن نقف طويلاً طويلاً مع قوله تعالى: (إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]؛ فإن في فهم هذه الآية الكريمة وتدبرها جوابًا لكل التساؤلات المطروحة في هذه الأيام عن أسباب السعادة وأسباب الشقاء وأسباب الكوارث والويلات المتلاحقة على المسلمين، وأسباب تقلص الفضائل وفشو الرذائل وظهور الضغائن والأحقاد والتمزق في الأواصر وانقطاع الصلات إلى غير ذلك من التساؤلات، فإن السبب العظيم لحصول كل خير منشود، وتجنب كل شر مخوف، هو الإيمان والعمل الصالح، ومن ذلك اتباع كتاب الله تعالى اتباعًا تامًّا صحيحًا، فما اشتكى المؤمنون مُرّ الشكوى ولا اشتد تألمهم وتوجعهم وعظمت أحزانهم وغمومهم ومصائبهم إلا لأن كتاب الله مهجور غير متبوع إلا ممن رحم الله من عباده، ولو اتبع كتاب الله حق الاتباع لتبدل الحال إلى أحسن الأحوال، فإن الله -عز وجل- تكفّل بذلك، وقال في الآية الخامسة والخمسين بعد المائة من سورة الأنعام: (وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155].  

 

وهذه الآية الكريمة أجمل الله تعالى فيها جميع ما في القرآن العظيم من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبع تفصيلها على وجه الكمال لأتى على جميع القرآن العظيم لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خير الدنيا والآخرة، هذا القرآن العظيم الذي يهدي للتي هي أقوم والذي هُجر وابتُعد عنه ابتعادًا عظيمًا، أمرنا ربنا -تبارك وتعالى- بأن نتبعه وأن نلتزمه، فإن في اتباعه خير الدنيا والآخرة.    

 

ومن هذا المنطلق انتقينا لخطبائنا الكرام في مختاراتنا لهذا الأسبوع مجموعة من الخطب المختارة حول كون القرآن الكريم كتاب هداية للتي هي أقوم، لنتحدث خلالها حول معنيين: أولهما: كيف أن القرآن الكريم كتاب هداية، يقوم الله تعالى به المعوج من عباده ومن حياتهم، والآخر: أن هدايته هي أقوم هداية، وحكمه هو أصوب وأقوم الأحكام، مشيرين خلال تلك الخطب إلى كيفية كونه أقوم الكتب والأحكام مقارنة بغيره من الأحكام الوضعية والأرضية.

 

العنوان

أوصاف القرآن الكريم (2) (هُدىً لِلنَّاسِ)

2010/10/06 7501 2325 61

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

إن الأدواء التي في القلوب قد حالت بين المسلمين وبين التأثر بالقرآن والاهتداء به، فليس التأثر بالقرآن مجرد البكاء عند وعده ووعيده مع بقاء حال صاحبه على ما هو عليه من الغفلة والعصيان، ولكن التأثر الحقيقي بالقرآن هو التأثر الذي يقود إلى الاهتداء به والعمل بأحكامه، فبمجرد تلاوة آياته يأتمر بأوامره، ويجتنب نواهيه ولو خالفت مرغوب النفس ومشتهاها.. فمن منا يفعل ذلك؟!

المرفقات

القرآن الكريم (2) (هُدىً لِلنَّاسِ)

القرآن الكريم 2 مشكولة


العنوان

معالم الهداية في القرآن (1)

2012/07/25 5155 1330 27

سعيد بن يوسف شعلان

فإن في فهم هذه الآية الكريمة وتدبرها جوابًا لكل التساؤلات المطروحة في هذه الأيام عن أسباب السعادة وأسباب الشقاء وأسباب الكوارث والويلات المتلاحقة على المسلمين، وأسباب تقلص الفضائل وفشو الرذائل وظهور الضغائن والأحقاد والتمزق في الأواصر وانقطاع الصلات إلى غير ذلك من التساؤلات، فإن السبب العظيم لحصول كل خير منشود، وتجنب كل شر مخوف، هو الإيمان والعمل الصالح، ومن ذلك اتباع كتاب الله تعالى اتباعًا...

المرفقات

الهداية في القرآن (1)


العنوان

معالم الهداية في القرآن (2)

2012/07/25 3558 1179 23

سعيد بن يوسف شعلان

فمن هدي القرآن للتي هي أقوم: قطع يد السارق المنصوص عليه في قوله تعالى في سورة المائدة: (وَ?لسَّارِقُ وَ?لسَّارِقَةُ فَ?قْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَـ?لاً مّنَ ?للَّهِ وَ?للَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة:38]. وفي الحديث الشريف يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو سرقت فاطمة لقطعت يدها". والجمهور على أن اليد اليمنى هي التي تقطع، فإن سرق ثانية قطعت رجله اليسرى، ثم إن سرق فيده اليسرى، ثم إن سرق فرجله اليمنى، ثم إن سرق قُتل كما جاء في الحديث.

المرفقات

الهداية في القرآن (2)


العنوان

معالم الهداية في القرآن (3)

2012/07/25 3306 1126 22

سعيد بن يوسف شعلان

فمن هدي القرآن للتي هي أقوم بيانه أنَّ كل من اتبع تشريعًا غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه-، فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح مخرج عن الملة الإسلامية. وفي رواية أخرى عن أبي داود عن ابن عباس أنّ الكفار لما قالوا للنبي –صلى الله عليه وسلم-: الشاة تصبح ميتة، مَنْ قتلها؟! فقال لهم: "الله قتلها"، فقالوا له: ما ذبحتم بأيديكم حلال، وما ذبح الله بيده الكريمة حرام!! فأنت إذن أحسن من الله. أنزل الله تعالى عندها قوله سبحانه في سورة الأنعام...

المرفقات

الهداية في القرآن (3)


العنوان

أثر القرآن في هداية الإنسان

2022/05/17 2617 380 1

محمد بن سليمان المهوس

فَالْقُرْآنُ فِيهِ هِدَايَةُ الْعَبْدِ إِلَى إِفْرَادِ الْعُبُودِيَّةِ لِرَبِّهِ وَالَّتِي لأَجْلِهَا خُلِقَ, كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]، وَفِيهِ هِدَايَةُ الْعَبْدِ إِلَى مُتَابَعَةِ هَدْيِ نَبِيِّهِ, وَالْبُعْدِ عَنْ كُلِّ مُخَالَفَةٍ لَهُ أَوْ إِحْدَاثٍ فِي دِينِهِ...

المرفقات

أثر القرآن في هداية الإنسان.pdf

أثر القرآن في هداية الإنسان.doc


العنوان

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم

2020/09/27 1954 223 0

عبدالله محمد الطوالة

القرآن المجيد: حبلٌ وثيقٌ عروته، ومعقِلٌ منيعٌ ذروته، وبرهانٌ دامغةٌ حُجته.. أبهر الحكماء، وتحدّى البلغاء، وأفحم الخطباء، وحير الشعراء، وأدهش الأذكياء، متانةُ بُنيان، وإشراقةُ بيان، وقوةُ برهان، وظهورُ سلطان، ومعانٍ حِسان، تلاوتهُ درجات، واتباعهُ نجاة،

المرفقات

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم


العنوان

رمضان والهداية بالقرآن

2016/06/14 2744 391 53

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

إنما يعظُم حظ العبد من القرآن إذا عُنِيَ بهداية نفسه بهدايات القرآن، فإذا كان كذلك قرأ الآيات يداوي بها نفسه، ويتفقد أخطاءه وعيوبه، يعرض نفسه على القرآن فما كان في العبد من حَسَنٍ وحميد يحمد الله -عز وجل- على منِّه وفضله وعطائه، وما كان فيه من تقصير في باب الاهتداء بهدايات القرآن يحاسب نفسه ويتوب إلى ربه ويُقبل على الله -عز وجل- تائبًا منيبًا، ليكون من أهل القرآن حقًّا وصدقًا. يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: "وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ"، ليس في كل أحوالك يكون القرآن حجة لك، وإنما القرآن حجة لك إذا اهتديت بهداياته وعملتَ بما فيه وكنت تاليًا له حقًّا وصدقًا...

المرفقات

والهداية بالقرآن


العنوان

هدايات القرآن للمرأة المسلمة

2020/11/29 2503 388 1

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

عباد الله: إن القرآن الكريم كتاب الله -عز وجل- المنزَّلَ للناس هداية ورحمة هو كتاب السعادة الحقيقية والفلاح في الدنيا والآخرة، كتاب فيه هداية الأنام، وشفاء الأسقام، وسعادة الدنيا والآخرة، ومن طلب السعادة من غير طريقه شقي، ومن طلب العز من غير هداه ذل، ومن طلب الكرامة من غير سبيله أُهِين. كتاب جعله الله نوراً للعباد، وبصيرة لهم، يهديهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، وإلى صراط الله المستقيم، وسبيله القويم...

المرفقات

هدايات القرآن للمرأة المسلمة


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات