الصداقة - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2024-09-17 - 1446/03/14
التصنيفات:

اقتباس

وإن نصحتك مرة باتخاذ الأصدقاء الصالحين والاستكثار منهم، فإنني أحذرك مائة مرة من أن تتخذ صديقًا طالحًا فاسدًا؛ فإنه شر ووبال وشؤم على صاحبه، والأدلة والنماذج والشواهد على ذلك كثيرة...

"رب أخ لك لم تلده أمك"، و"واختر الصديق قبل الطريق"... إن الصداقة منحة ربانية، والصديق الصالح نعمة عليك من ربك، وجليسك الطائع شيء ثمين نادر فلا تضيعه، فمهما كنت مقصرًا ثم جالست الفضلاء وصادقتهم حتى أحببتهم، فإنك مرحوم في الدنيا والآخرة ببركتهم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم"... وفيه أن الله -عز وجل- يُشهِد ملائكته أنه -سبحانه وتعالى- قد غفر لهم، فتقول الملائكة متعجبين: "فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة!"، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"(متفق عليه).

 

فقد نالته المغفرة في الدنيا بفضل مجالسة ومصادقة الصالحين، وكذا تناله بركتهم يوم القيامة، فقد قال الله -تعالى-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 67]، ويروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال في هذه الآية: "خليلان مؤمنان وخليلان كافران، مات أحد المؤمنين، فقال: يا رب إن فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك -صلى الله عليه وسلم-، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يا رب: فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول ليثن كل منكما على صاحبه فيقول نعم الأخ ونعم الخليل ونعم الصاحب..."(تفسير الخازن).  

 

ولما أراد الله -عز وجل- التوبة والنجاة لمن قتل مائة نفس، سخَّر له من يأمره بالفرار من صحبة الفجار إلى صحبة الأخيار؛ قائلًا له: "انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء"(متفق عليه)، وبذلك كُتبت له النجاة.

 

وقد نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مصادقة أحد إلا المؤمنين الأتقياء، قائلًا: "لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي"(رواه أبو داود)، ولا أشك أن هذا الحديث كان نصب عيني الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يقول: "فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله -تعالى-"(الإحياء، للغزالي).

 

وكما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمصادقة الصالحين، فكذلك قد أمر الله -عز وجل- بمجالسة العابدين الطائعين وبلزوم الصادقين، فقال -عز من قائل- عن العابدين: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ)[الكهف: 28]، وقال -سبحانه وتعالى- عن الصادقين: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة: 119]...

 

فهي صفات كثيرة لمن تُستحَب مصادقته؛ منها: أن يكون صالحًا، مؤمنًا، تقيًا، عابدًا، مخلصًا، صادقًا...

 

ولذلك كله تجد الشافعي -رحمه الله- ينصح قائلًا:

وأكثر من الإخوان ما استطعت إنهم *** بطون إذا استنجدتهم وظهور

وليس كثـير ألف خل وصاحـب *** وإن عدوًا واحدًا لكـثير

 

***

 

وإن نصحك الشافعي مرة باتخاذ الأصدقاء الصالحين والاستكثار منهم، فإنني أحذرك مائة مرة من أن تتخذ صديقًا طالحًا فاسدًا؛ فإنه شر ووبال وشؤم على صاحبه، والأدلة والنماذج والشواهد على ذلك كثيرة، ففي سبب نزول قول الله -عز وجل-: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا...)[الفرقان: 27-28]، يقول المفسرون: "كان عقبة بن أبي معيط خليل أمية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدًا فكفر وارتد"، فنزلت.(تفسير الخازن).

 

وهذا أبو طالب، لما حضرته الوفاة جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب: "يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله"، فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.(متفق عليه).

 

فيا حسرتهما يوم القيامة؛ أن أطاعا صديق السوء وخالفا الصديق الصالح! وصدق من قال:

 

فارغب بنفسك أن تصادق أحمقًا *** إن الصديق على الصديق مصدق

ولأن يـــعـــــــادي عــــــاقـــــــلًا خــــيرًا له *** مـــــن أن يـــكــــون لـه صـــديـق أحـمـق

 

وكما نقلنا في بداية كلامنا قول الله -تعالى- في الحديث القدسي عمن جالس الصالحين: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"، فإننا ننقل هنا كلام القرآن عمن جالس الفاسدين الطالحين، يقول -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ)[النساء: 140]، فجعلهم مثلهم لمجرد مجالستهم وعدم نهيهم ولا هجرهم! فيا خزي من جالس طالحًا يوم القيامة!

 

ولذلك تسمع مالك بن دينار يحذرك قائلًا: "إنك أن تنقل الحجارة مع الأبرار، خير من أن تأكل الخبيص مع الفجار"، ويؤكده أبو حاتم قائلًا: "العاقل لا يدنس عرضه ولا يعود نفسه أسباب الشر؛ بلزوم صحبة الأشرار"(روضة العقلاء، لابن حبان).

 

فلا تصحب أخا الجهل *** وإياك وإياه

فكم من جاهل أردى *** حليمًا حين آخاه

يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه

كحذو النعل بالنعل *** إذا ما النعل حاذاه

وللشيء من الشيء *** مقاييس وأشباه

وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه

 

***

 

وقد تخيَّرنا فيما يلي مجموعة من الخطب التي تتحدث عن الصداقة، وأهميتها، وخطورتها، وأثرها في الدنيا والآخرة، وأسس اختيار الأصدقاء، وآداب الصداقة، وحقوق الصديق... وغيرها من الأمور التي نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها، فإليكم:

العنوان

خواطر عن الصحبة الصالحة

2014/03/23 65604 926 120

الناسُ معادن مختلفة، وأصنافٌ مُتعدِّدة، وطبائِع مُتفاوتة، وغرائزُ متغايِرة، كلٌّ يميلُ إلى من يُوافِقُه، ويصبُو إلى من يُشاكِلُه، ويحِنُّ إلى من يُماثِلُه. الأضداد لا تتفق، والأشكال لا تفترق؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأرواح جنودٌ مُجنَّدة، ما تعارفَ منها ائتلَف، وما تناكَر منها اختلَف". أخرجه مسلم.

المرفقات

عن الصحبة الصالحة


العنوان

صحبة الأخيار

2014/04/09 26710 627 51

وقد أدرك العلماء والعقلاء أثر الصاحب على صاحبه، فحثوا على صحبة الأخيار، وحذروا من صحبة الأشرار؛ قال مالك بن دينار -رحمه الله-: "إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار خير من أن تأكل الحلوى مع الأشرار"، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "لصاحب صالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء". ومن كلام علي -رضي الله عنه-:

المرفقات

الأخْيارِ


العنوان

خطبة عن الصداقة وأثرها في الدنيا والآخرة

2017/05/09 171138 1193 258

وإن مما فطَر الله -جل وعلا- عليه الناس أن يكون الإنسان مختارًا لصديق يكون مصاحبًا له؛ إما أن يكون صديقًا خليلاً دائمًا، أو أن يكون صديقًا عامًّا، ولقد جعل الله -تعالى- شريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- التي كان يبينها للناس، ويشرح أحكامها جعلها الله -تعالى- مقيدة وضابطة لهذه الفِطَر التي فطَر الله -تعالى- الناس عليها، فلم يمنع الله -تعالى- الأب من أن يحب ولده، ولم يمنع الإنسان من أن يحب المال، ولم يمنع الرجل من أن يقترب من المرأة، ولم يمنع العبد من أن يكون له صديق، لكن ربنا -جل وعلا- جعل لذلك ضوابط وآداب وأحكام .

المرفقات

وأثرها في الدنيا والآخرة


العنوان

اختيار الصديق الأفضل

2011/08/12 50146 1914 146

وقد يبدأ مسار الصحبة في مكان يجمع بين الناس كالمدرسة أو الجامعة أو العمل، وقد تبدأ الصحبة بموقف ما، قد تبدأ بمجلس، أو تبدأ بمأدبة عشاء أو غداء فينقدح للنفس ميل تجاه حديث تحدث به، أو سلوك راقٍ سلكه، أو خلق تخلق به، فيتطور ذلك الميل إلى حرص على الصلة به، ودعوته للمناسبات، أو يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك، كصحبة في سفر أو نحوه" ..<p>

المرفقات

الصديق الأفضل


العنوان

الصديق

2012/07/20 331 0 2

ناصر بن محمد الأحمد

والمسلم العاقل عباد الله يدرك أن الحصول على الصديق الوفيّ والخليل الحميم من أصعب الأشياء إن لم يكن من المستحيلات، ولذلك ينظر بعين البصيرة إلى أعمال وأخلاق من يريد صداقته، فمن رضي أعماله وأخلاقه صادقه، ومن سخط أعماله وأخلاقه ابتعد عنه. قال الأوزاعي رحمه الله: " الصاحب للصاحب...

المرفقات

العنوان

حقوق الصحبة

2018/06/20 12936 405 24

كَمَا أَنَّ عَلَى الصَّاحِبِ أَن يَنْصَحَ لِأَخِيهِ، خَاصَّةً إِذَا رَأَى مِنْهُ تَقْصِيرًا فِي حَقِّ دِينِهِ أَوْ أَهْلِهِ، بِأَلْطَفِ إِشَارَةٍ، وَأَهْذَبِ عِبَارَةٍ، وَكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ المُؤْمِنِ"؛ فَلَا تَبْخَلْ عَلَيْهِ بِالنُّصْحِ، لَكِنْ دُونَ إِكْثَارٍ، وَدُونَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي مَشْهَدٍ مِنَ النَّاسِ؛ فَإِنَّ فِيهَا إِحْرَاجًا، وَأَخْذَ عِزَّةٍ بِالْإِثْمِ!..

المرفقات

حقوق الصحبة


العنوان

الصديق .. ما له وما عليه

2013/06/27 37009 868 62

واعلم -يا عبد الله- أنَّك إذا اتَّخذت أحداً صديقاً, واعترفت وأقررتَ بصداقته؛ فقد وجب عليك أنْ تلتزم بحقوقه عليك, وواجباته اللاَّزمةِ عليك, فإنْ قُمت بها فقد وَفَّيت وأحسنت, وإن لم تقم بها وعجزت عنها فدعواك بأنك صديقٌ له دعوى باطلة, ومقولةٌ...

المرفقات

.. ما لَهُ وما عَلَيْهِ


العنوان

حق الصديق

2015/11/14 16148 381 18

موضوع مهم للغاية؛ فطرة الإنسان تحتاجه، ويبحث عنه المرء طيلة حياته، ألا وهو موضوع الصداقة الصادقة، وذلك الصديق الذي يوسم بالوفاء، وقررنا أن مَن قال: إن من المستحيلات: الخل الوفي، أن ذلك لا يصح في ديننا، بل إن الخل الوفي، والصديق الصدوق الصادق موجودان، فإن فقدناه نحن وجدناه عند غيرنا، فنسأل الله -جل وعلا- أن نكون خير الناس للناس، وأن نكون خير الأصدقاء لأصدقائنا، وأن يجعلنا ربنا من الأوفياء؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المرفقات

في زمن الفتنة


العنوان

أدب الصداقة والعتاب

2017/08/17 5726 319 13

إن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا، زينة في الرخاء، وعدةٌ في الشدة، والعاقل هو الذي لا يفرط في اكتسابهم، فمن رزق بأخ صالح ناصح فليتشبث به، وليجعل المودةَ والألفة خير رباط بينهما؛ ألا ترى أن...

المرفقات

آداب المجالسة


العنوان

آداب الصحبة

2016/03/10 6250 404 22

عباد الله: من الناس من يدعي حب أخيه، فإذا استقرضه مرة، واعتذر بعدم الجدة، غضب، ويدعي حب أخيه، ويغضب لأتفه الأسباب، ويتأول الكلمات، ويجمع الخطيئات، ويتذكر السلبيات، فأي أخوة ليس مبناها التسامح، وعمادها الإيمان، وأساسها...

المرفقات

الصحبة


العنوان

من تصاحب

2017/05/09 23844 609 32

صاحِبِ العقلاء تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولك أن تسأل أهل السجون كيف وصلوا إلى قضبان الحديد، وكيف وُضعت في أيديهم وأرجلهم القيود، إنهم بلا شك بواسطة أصدقاء السوء. اسأل أهل الخمر والمخدرات كيف وقعوا في ذلك؟ كم ضل من ضل بسبب قرينٍٍ فاسد أو مجموعة من القرناء الأشرار، وكم أنقذ الله بقرناء الخير من كان على شفا جُرفٍ هار فأنقذه الله بهم من النار، وكاذب ثم كاذب من ادَّعى قدرته على معايشة البيئة الفاسدة دون التأثر بغبارها،...

المرفقات

تصاحب


العنوان

مصاحبة الأخيار: تجلب المنافع وتدفع الأضرار

2014/01/27 7437 806 38

وعلى قدر ما رغّب الإسلام في صحبة الأخيار وأخوَّتهم على قدر ما حذّر من صحبة الأشرار والقرب منهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "قال تعالى: "المتحابون في جلالي على منابر من نور، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهدا؛ء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله تعالى". فقال الصحابة: من هم يا رسول الله؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور...

المرفقات

الأخيار تجلب المنافع وتدفع الأضرار


العنوان

الصحبة (1) صفاتهم وحقوقهم

2013/03/20 4144 921 30

أيها الحبيب: إذا أجدبت الأرض، وضاقت المسالك، وادلهمت الخطوب وتاهت الدروب، هناك يظهر لك الأخ الصادق والوفي، تستأنس برأيه، وتتقوى بهمته يهون عليك المصيبة، ويحمل عنك ما أثقل كاهلك.<br>أما إذا اخضرت الأرض وابتسمت لك الدنيا، فالـ....<br>

المرفقات

(1) صفاتهم وحقوقهم


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات