تفجير مسجد عسير .. وإحياء سنة أبي لؤلؤة المجوسي – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

إن حادثة عسير وما تحمله من دلالات من الهجوم على المساجد، واستباحتها، وقتل المصلين فيها، وترويع الآمنين، لهي عمل إجرامي تخريبي جبان، يقطر حقدًا وغدرًا، استطاع أصحاب الفكر الضال غسل أدمغة بعض الشباب المندفع المتحمس لدينه، فأنزلوا نصوصًا محكمة نزلت في قوم محادين لله ولرسوله معرضين عن شريعته في قوم من المسلمين المصلين، فتجرأ هذا الحدث الغرّ فأحدث أحداثًا في المسجد لا يقبلها...

جريمة بشعة جديدة تضاف للأحداث المفزعة والغريبة التي تقع في بلاد الحرمين، جريمة تنشر الفتن، وتُحدث الاضطرابات، وتخلف قتلى وجرحى، وتصنع إحنًا ومحنًا، جريمة فيها اجتراء على حرمات المساجد، وإشعار المصلين بعدم الأمان فيها والفرار منها، وإن استباحة المساجد بالتفجيرات وقتل المصلين جريمة شنعاء أنتجتها نيران الحق البغيض والجهل واتباع الأهواء المضلة والفتن العمياء.

 

إن المسجد في الشريعة الإسلامية مكان طاهر، أُعدّ ليجتمع الناس فيه لعبادة الله –تعالى- ولإقامة الشعائر الدينية، وتعظيمه من أفعال عباد الله المتقين، قال الله –تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].

 

ولقد حسَّ الإسلام على بناء المساجد ورفعها وتطييبها وتنظيفها وجعل في ذلك الأجر والمغنم في الدنيا والآخرة، وكذا جعل في المشي إليه والصلاة فيها وعمارتها درجات وحطًّا للخطيئات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (صحيح مسلم 666).

 

ومن المؤلم أن تنبت في المسلمين نابتة سوء لا يعظّمون المساجد، ويعتدون عليها، ويسعون إلى خرابها؛ إما بهدمها أو بتعطيلها من العبادة، ويقتلون العبّاد الذين يرتادونها، وهل يوجد أحد أشد عداوة إفسادًا من هؤلاء؟! قال الله –تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[البقرة: 114]، وليس هناك أحد أظلم ممن يقوم بتفجير المساجد، ويسعى في خرابها، ويقتل المصلين والذاكرين فيها.

 

إن المسجد مكان عبادة وأمن، من لجأ إليه يأمن، وله مكانته السامية في قلوب المسلمين فهم يعظمونه ويجلونه، قال الله –تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)[التوبة: 18]، فكيف يتجرأ هؤلاء على تفجير المساجد فيخربونها ويقتلون من فيها؟! وهم يزعمون أنهم مهتدون!!، ويدلّسون على الشباب بأنهم مجاهدون!!، ألا إنهم هم الكاذبون.

 

كما أن المساجد أماكن يحبها الله –تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" (صحيح مسلم: 1/ 464)، ولذا كان زوار المساجد هم ضيوف الرحمن، ووعدهم الله –تعالى- بالتكريم والتقدير، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ" (صحيح البخاري: 1/133)، فكيف يُهددون بالقتل والتفجير؟!.

 

ومن صور تعظيم الإسلام للمساجد: تحريم أذى المسلمين فيها بأي وسيلة حتى ولو كانت غير مقصودة، ومن ذلك دخول المسجد بالسلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا، أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا، - أَوْ قَالَ: فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ -، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْء" (صحيح البخاري: 9/ 50).

 

وإن هذه الأحداث المؤلمة لتصيب المسلم بالهموم والأحزان، ولا نجاة من ذلك إلا بالاعتصام بالله -تعالى-، ولقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين من فتن آخر الزمان، وأمر المسلم بالاعتصام بحبل الله ودينه، وعدم الانسياق خلف الأهواء والفتن، فقال –صلى الله عليه وسلم-: " وإنَّ أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيُصيبُ آخرها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها، وتجيءُ فتنةٌ فيُرقِّقُ بعضها بعضًا.. فمن أحبَّ أن يزحزحَ عن النارِ ويدخلَ الجنةَ، فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أن يُؤْتَى إليهِ" (صحيح مسلم 1844)، فمن أراد أن يُرْحَم فليرحمْ هو خَلق الله، ومن أراد أن تُصان أمواله ونفسه، فليبدأ هو وليسلم الناس من لسانه ويده، وهذا هو المؤمن.

 

ومصداق ذلك ما ثبت عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قالَ في حَجَّةِ الوداعِ: "هذا يومٌ حرامٌ وبلَدٌ حَرامٌ، فدماؤكم وأموالُكم وأعراضُكم عليكم حرامٌ مثلُ هذا اليومِ وهذا البلدِ إلى يومِ تلقونَهُ وحتَّى دَفعةٌ دَفَعها مسلِمٌ مسلِمًا يريدُ بها سوءًا، وسأخبرُكم مَنِ المسلمُ؛ من سلمَ النَّاسُ من لسانِهِ ويدِهِ، والمؤمنُ من أمِنهُ النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم، والمهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبِ والمجاهدُ من جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ تعالى" (مختصر البزار 1/464، وقال ابن حجر العسقلاني: إسناده صحيح)، فهذا هو التعريف النبوي للمسلم والمؤمن والمهاجر يا عباد الله، فهل نعي ونتدبر ومن ثَم نمتثل ونعمل؟!

 

إن من صور الغلو الممقوتة: الاجتراء على دماء المسلمين المعصومة، وسفك الدم الحرام، وترويع الآمنين، وزعزعة الأمن في الأوطان، ونشر الخوف والفتن فيها، وقد حفلت النصوص الشرعية بالنصوص المتواترة التي تحذر المسلم التحذير الشديد من الدماء المعصومة، فقال رب العالمين: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93]، وهذا وعيد شديد لمن اجترأ على الدم الحرام فسفكه، واعتدى على أرواح آمنة، وأنفس مطمئنة، فقتلها، فويل له يوم يقوم الناس لرب العالمين!!

 

وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا" (صحيح الجامع 7691)، وتأمل في هذا الحديث، يظل العبد في سعة، إذا أذنب استغفر، وإذا ذلّ في معصية تاب، وإذا أطاع ربه قَبِل الله منه، حتى يقع في ورطة عظيمة وداهية شديدة، بأن يلوث يده بالدماء المعصومة، عندها يضيق عليه دينه، ويعظم عند الله جُرْمه، وتسود صحيفته، وتضيق عليه نفسه، وتظلم روحه، ويجد الهمّ في قلبه، ولِمَ لا، وقد هدم بنيانًا شيّده الله، وأمر بصيانته وعدم أذاه؟!

 

ومما جاء من التحذير الشديد من الاعتداء على المسلمين، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- طاف يومًا حول الكعبة ونظر إليها فقال: "ما أطيبَكِ وأطيَبَ ريحَكِ ! ما أعظمَكِ وأعظمَ حُرمتَكِ ( يَعني الكعبةَ ) والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لحُرمةُ المؤمنِ أعظَمُ عندَ اللَّهِ حرمةً منكِ مالِهِ ودمِهِ ، وأن يُظنَّ بهِ إلَّا خيرًا" (صحيح الترغيب: 2441).

 

وسياق هذا الحديث كأنه يقول: إذا كان المسلم يعظّم بيت الله الحرام، ويشد إليه الرحال، وينفق من أجل زيارته الأموال؛ فإن أخاه المسلم بجواره وبالقرب منه، أعظم حرمةً وأجلّ مكانةً من بيت الله الحرام، فهل يعني مسلمو هذا الزمان هذا التوجيه النبوي الكريم؟!

 

وقد فهم الصحابة هذه النصوص، وقدّروها حق قدرها، فعن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ –رضي الله عنهما- أنه قال: "إن مِن وَرَطاتِ الأمورِ، التي لا مَخْرَجَ لمَن أَوقعَ نفسَه فيها، سفكَ الدمِ الحرامِ بغيرِ حلِّه" (صحيح البخاري: 6863).

 

إن حادثة عسير وما تحمله من دلالات من الهجوم على المساجد، واستباحتها، وقتل المصلين فيها، وترويع الآمنين، لهي عمل إجرامي تخريبي جبان، يقطر حقدًا وغدرًا، استطاع أصحاب الفكر الضال غسل أدمغة بعض الشباب المندفع المتحمس لدينه، فأنزلوا نصوصًا محكمة نزلت في قوم محادين لله ولرسوله معرضين عن شريعته في قوم من المسلمين المصلين، فتجرأ هذا الحدث الغرّ فأحدث أحداثًا في المسجد لا يقبلها شرع ولا يقرها دين، كيف والنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا يوصون المجاهدين بعدم المساس بأصحاب الصوامع والرهبان؟! فيكف بالمسلمين المصلين في المساجد ؟! نسأل الله الهداية والرشاد في زمان كثرت فيه الفتن.

 

ومن أجل تذكير المسلمين بحرمة قتل المسلمين، وضعنا بين يديك أخي الخطيب الكريم مجموعة خطب منتقاة توضّح حرمة إيذاء الآمنين في المساجد والاعتداء عليهم مع شدة النكير على حادثة عسير، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العنوان

الحرب على المآذن

2015/08/13 4501 354 19

إن هذه الحرب القذرة لا تتحفظ من أي شيء حتى لو كان التفاوض فيها مع الشيطان ضد الإنسان، وحتى لو كانت شرارات السيوف منقولة من الساحات إلى بيوت الله. حتى المساجد رُوعت، حتى بيوت الله في العصر الجديد، تُوفيت العقول فلا عقول ولا أصحابهن هم الصحاب. من هذا الذي ألقى في الأرواع والأفئدة أن المساجد يمكن أن تتحول من مكان عبادة إلى مكان تصفية، ومن دار أمان إلى مكان اختطافات موت أو تنفيذ شهوة قتل...

المرفقات

على المآذن


العنوان

سنة أبي لؤلؤة المجوسي

2015/08/09 4486 358 42

هلْ رأيتم يا عبادَ اللهِ .. أشلاءَ المُصلِّينَ كيفَ تمزَّقتْ؟! وهل رأيتُم المصاحفَ كيفَ تقطَّعتْ؟! وهل رأيتم بيوتَ اللهِ –تعالى- كيفَ دُنِّستْ؟! .. فبأيِّ جُرمٍ تلكَ الأرواحُ أُزهقتْ؟! .. وبأيِّ ذنبٍ تلكَ الأنفسُ قُتلتْ؟! فإذا كانَ قد نُهيَ عن قتلِ الرَّاهبِ الكافرِ في صومعتِه حالَ الحربِ .. فتحريمُ قتلِ المسلمِ في مسجدِه حالَ الأمنِ .. أشدُّ وأعظمُ وأجرمُ. متى كنَّا نسمعُ عن القتلِ في مساجدِنا .. فضلاً عن التَّفجيرِ وقتلِ العشراتِ!! متى كنَّا نحتاجُ إلى حمايةٍ في بيوتِ اللهِ؟!.. فإذا لم يأمنُ النَّاسُ في المساجدِ .. فأينَ يأمنونَ؟ .. وأينَ يُوجدُ الأمانَ .. إذا فُقِدَ من أماكنِ رفعِ الأذانِ. فانتبه .. يا من اتَّبعَ سُنَّةَ أبي لؤلؤةِ المجوسيِّ .. هذه بيوتِ اللهِ –تعالى- .. واللهُ -عزَّ وجلَّ- يغارُ على بيوتِه...

المرفقات

أبي لؤلؤة المجوسي


العنوان

استنكار جريمة التفجير في منطقة عسير

2015/08/09 2721 277 14

الخوارج أبعد الناس عن كتاب الله، وعن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعن سبيل المسلمين وعن تعظيم شعائر الله وحرمات المسلمين، فلم يراعِ أولهُّم حرمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يراع تلامذته وورثته حرمة صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا حرمةَ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ويركع ويسجد لله. وها هم اليوم لا يراعون حرمة بيوت الله التي أمر أن تُرفع، وأن يُذكر فيها اسمه، وأن تُطهر للمصلين والركع السجود، فقتلوا المصلين الركع السجود، وكذلك هم لا يراعون حرمة الأزمان الفاضلة كرمضان والحج والأشهر الحرم.

المرفقات

جريمة التفجير في منطقة عسير


العنوان

غلو اليوم امتداد لغلو القرن الأول

2015/08/09 2686 271 6

وإذا كان ربنا عدّ من أعظم الظلم ظلمَ من منع من مساجد الله أن يعبد فيها, فكيف بمن هدمها, وفجر فيها, وإذا كان نبينا -عليه السلام- يقول: "إني نُهيت عن قتل المصلين", فكيف بمن يتحرى بالقتل غرة المصلين؟! وإذا كان نبينا –صلى الله عليه وسلم- أمر من مرّ بالمسجد ومعه سهام أن يأخذ بنصالها؛ كي لا تؤذي أحداً ولو بأدنى أذى، فكيف بمن يتريث بسهامه من شرع في صلاته؟!

المرفقات

اليوم امتداد لغلو القرن الأول


العنوان

عسير -بإذن الله- في أمن وأمان

2015/08/09 2284 226 18

إنَّ سلامةَ البُلدانِ، والأمنَ في الأوطانِ، مسؤوليةُ الجميعِ، فالأمنُ كَنْزٌ ثَمينٌ، فَهوَ قِوامُ الحَياةِ، فِي ظِلِّ الأمْنِ تُحْفَظُ الأَنْفُسُ وتُصَانُ الأعْرَاضُ والأمْوَالُ وتَأْمَنُ السُّبُلُ وتُقَامُ الحُدُودُ، في ظِلِّ الأمْنِ تَقُومُ الدَّعْوَةُ إلى الله وتُعمَرُ المسَاجِدُ، ويَسُودُ الشَّرْعُ ويَفْشُو المَعْروفُ ويَقِلُّ المُنْكَرُ ويحْصُلُ الاستِقْرارُ. والأمْنُ والدِّينُ مُتَلازِمانِ، فلا يَسْتَقيمُ أحَدُهُما إلاَّ بِوُجُودِ الآخَرِ: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) ...

المرفقات

-بإذن الله- في أمن وأمان


العنوان

خطر الخوارج, وأوصافهم وأخلاقهم, والحديث عن تفجير مسجد عسير

2015/08/09 2495 373 9

قلوبهم لم تعِ القرآن ولم تفقهه بعدُ, بل يستدلُّون بالآيات والأحاديث, وهم أجهل الناس بالْمُراد منها, ويلتمسون المعنى الذي يطلبونه ولو كان بعيداً، ويرغبون عن المعنى الصحيح ولو كان قريباً. ولذلك هم من أجهل الناس في مقاصدِ الشريعةِ, يأخذون بظواهر النصوص, ولا يلتفتون إلى مَن خالفهم ولو كان أعلمَ الناسِ.. فيُؤخذ من هذا, أنَّه يجبُ الْحَذَرُ من الانخداع بمظاهر الصلاح, والدين والعبادة، وعدمِ جعلِ ذلك دليلاً على الإخلاص وصحةِ الطريقةِ والمنهج، فالعبرة بالأخلاقِ وحُسْنِ السيرة, والاستقامةِ على ما أمر الله به ورسولُه، فالدين المعاملة...

المرفقات

الخوارج, وأوصافهم وأخلاقهم, والحديث عن تفجير مسجد عسير


العنوان

العنوان

الاستنكار والتنفير فيما وقع في تفجير مسجد عسير

2015/08/11 2852 264 16

كيف بمن أفسدها حسًّا وفجّر فيها بناء وجلب الظلم فيها، وروّع قاطنيها، وأزعج ساكنيها؟! بل كيف بمن قتل مَن فيها وأرعب الساجد والراكع فيها؟! وهذا ما حصل من الاعتداء المرير في مسجد الطوارئ بعسير من القتل والتدمير والإفساد والتفجير. حدث لا يرضاه ضمير، ولا يقره شرع ودين، سمته الأمن والتيسير، فانتُهكت المساجد ورُوِّع فيها الراكع والساجد، وأُهينت المصاحف، ودُمرت الحيطان والفُرش والمتاحف، قُتل الأبرياء وانتُشلت فيها أشلاء، ومرض فيها أصحاء وروَّع أمناء، ومتى كان دين الله يُنتهك بهذه الطريقة؟!..

المرفقات

والتنفير فيما وقع في تفجير مسجد عسير


العنوان

لقد رمت عسيرا يا منتحر عسير

2015/08/12 1750 297 2

الغادر ملعون ممقوت من اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، ويحمل لواء غدره يوم القيامة خزيا وعارا بين الخلائق.. ويكفي الغادر سخطا وغضبا أن يكون اللّهُ خصمه يوم القيامة.. والغادر يحذره النّاس فلا يطمئنّون إلى مخالطته ولا لجيرته ولا لمعاملته.. وسيعامله اللّه بعكس مقصوده فلا يتمّ له أمرا. والغدر دليل على خسّة النّفس وحقارتها، ولا يتصف به إلّا فاقد الإيمان..

المرفقات

رمت عسيرا يا منتحر عسير


العنوان

الطوارئ وتفجيرها الآثم

2015/08/12 1491 278 15

إنّ كلَّ عمَلٍ تخرِيبيٍّ يستهدِفُ الآمِنين ومَعصومِي الدّماء والنّفوس المحرّمة محرَّم بالإجماع، مخالفٌ لأحكامِ شرعِ الله، فكيفَ إذا كانَ القتلُ والتخريبُ والإفساد والتدمير في بلدِ التوحيد، بلدٍ يُعلِي كلمةَ الله، وترتفِع فيه راية الدِّين والدّعوة، وحُكمُ الشّرع؟!.. فكَم من نفس معصومةٍ أُزهِقت؟! وكَم مِن أموالٍ وممتَلكات محتَرمَة أُتلِفت؟! وكَم من نفسٍ آمنةٍ رُوِّعت؟! مفاسدُ عظيمة، وشرور كثيرة، وإفسادٌ في الأرض، وترويعٌ للآمنين، ونقضٌ للعهود، وتجاوزٌ على إمامِ المسلمين. جرائمُ نَكراء، في طيِّها منكرات. فئةٌ ضالّة وشِرذِمة ظالمة، جمَعوا بين منكرات عظيمة، وأقدَموا على جَرائم شنيعة، واقتحَموا آثامًا كبيرة...

المرفقات

وتفجيرها الآثم


العنوان

العنوان

سبل النجاة من فتن الدماء (2) لا تستحل الدماء بالتأويل

2015/08/12 5260 919 94

فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ - عِبَادَ اللَّـهِ - مِنَ اسْتِحْلَالِ المُحَرَّمَاتِ بِالتَّأْوِيلِ؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَمْوَالِ نُهِبَتْ بِالتَّأْوِيلِ، وَاسْتُحِلَّتْ فُرُوجٌ بِالتَّأْوِيلِ، وَاسْتُبِيحَتْ دِمَاءٌ بِالتَّأْوِيلِ، وَالنَّاسُ إِنْ لَمْ يَسْتَوْفُوا حُقُوقَهُمْ فِي الدُّنْيَا أَخَذُوهَا فِي الْآخِرَةِ، وَالمُنْتَهِكُ لِلْحُرُمَاتِ يُؤَاخَذُ بِانْتِهَاكِهِ لَهَا وَلَوْ كَانَ مُتَأَوِّلًا، وَالنَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مَا زَالَ يَقُولُ لِأُسَامَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"...

المرفقات

النجاة من فتن الدماء (2) لا تُستحل الدماء بالتأويل

النجاة من فتن الدماء (2) لا تُستحل الدماء بالتأويل - مشكولة


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات