اقتباس
ولكثرة حفلات الزواج والأعراس في العطل الصيفية؛ وضعنا بين أيدي خطبائنا المكرمين هذه الخطب المتنوعة عن منكرات الأفراح؛ مؤملين أن ينفع الله تعالى بها في التقليل من هذه المنكرات ما أمكن، حتى يأتي اليوم الذي نستطيع فيه التغلب والقضاء عليها كليةً، وما ذلك على الله بعزيز
حثت الشريعة الإسلامية على الفرحة وجلب السرور وإدخاله على المسلمين في كل وقت، بل وذمت تذكر الأحزان واسترجاع الذكريات الأليمة التي مرت خلال حياة الإنسان وسني عمره، ولا يستطيع عاقل أن ينكر أن من أَوْلى الأوقات بالسرور والفرحة وإسعاد الإخوان هي وقت يوم خطبتهم أو دخولهم على زوجاتهم؛ وذلك لما في هذه الأيام من فرحة غامرة بذلك اليوم الذي يُكلل فيه سعي الزوجين كليهما بالارتباط بطرفه الآخر الذي ظل يبحث عنه بين كل الغادين والرائحين على ظهر هذه الأرض، فإذا وفقه الله ليجد ذات الدين، ووفقها لتجد صاحب الخلق الجم فإن كليهما يسعى على الفور للارتباط بالآخر، مكللاً رحلة بحثه وكده وتعبه في تحصيل مستلزمات هذا الزواج بهذا الحفل الذي يقيمه في يوم العرس تفريجًا عن نفسه وإسعادًا لأهله وإخوانه وأصدقائه وأحبابه.. وهذا من تمام شكر نعمة الوهاب جل جلاله، الذي يعطي كثيرًا ويمنح كثيرًا؛ لذلك فإنه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده بالفرح والسرور والاغتباط والسعادة.
ولكن أبالسة الجن والإنس الذين لا يفوتون فرصة للاصطياد في الماء العكر يزينون للعريس والعروس وأهلهما أن لا يكتفوا في الاحتفال بما أحله الله تعالى لهما من زينة الحياة الدنيا -وهي كثيرة-، ولكنهم يدفعونهم -بشتى الطرق- إلى الإسراف؛ الإسراف في المأكل والمشرب، فتقام الولائم العظيمة، وتذبح الذبائح المتعددة، ويؤتي بألوان الحلوى والعصائر والمشروبات وبكميات ضخمة تكفي لإطعام قرية بأكملها، فيأكل من يأكل من المدعوين، ويشرب من يشرب، ويبقى فائض الطعام والشراب بلا صاحب، فلا يجد إلا صناديق القمامة تفتح له ذراعيها لتستقبله بالأحضان.
ولا يكتفي الأبالسة بذلك، بل يزينون الإسراف في مراسم الاحتفال نفسها، فيأتي أهل العريس أو العروس بمن يحيي الحفل من المطربين والمطربات وآلات العزف واللهو، التي تنزع البركة من الحفل، وتشيطن العروسين بالكلمات الماجنة والألحان الشيطانية، فبدلاً من أن تحل بركة الزواج الذي جمع بين العروسين بكلمة الله، تحل الشياطين بالمكان وتخرج منه الملائكة زهدًا في المعصية واستجابة لأمر الله تعالى بالبعد عن مواطن الفتنة.
هذا فضلاً عما تتلبس به النساء من معاصٍ في هذا اليوم خاصة؛ بحجة كونه يوم عرس واحد في العام، بل قد يكون يومًا كل عدة أعوام، فيتحللن فيه من العفة والأخلاق، ويلبسن الملابس الفاضحة التي تشف وتصف وتفضح جسد المرأة أكثر مما تستره، ولا يخفى على ذي بال مدى خطورة هذا الأمر حتى ولو كان بين مثيلاتهن من النساء..
ونظرا لما تكثر حفلات الزواج والأعراس في العطل الصيفية؛ وضعنا بين أيدي خطبائنا المكرمين هذه الخطب المتنوعة عن منكرات الأفراح؛ مؤملين أن ينفع الله تعالى بها في التقليل من هذه المنكرات ما أمكن، حتى يأتي اليوم الذي نستطيع فيه التغلب والقضاء عليها كليةً، وما ذلك على الله بعزيز..
التعليقات