اقتباس
إن خطر الدولة الصوفية الرافضية على المسلمين السُّنّة خطر عظيم؛ بدءًا من ملالي قم وإيران حتى الحوثيين في اليمن مرورًا بحوزات العراق وسوريا ومعممي لبنان، وغيرهم، يفتعلون الأزمات، ويشعلون الحروب، ويصدرون الثورة الصفوية، ويحرصون على إثارة القلاقل والفتن، وزرع المحن والإخلال بالأمن، وهم دائمًا على مرّ...
كل متأمل مُنصِف يفكر فيما يجري ويتم تدبيره في المنطقة العربية, منذ سنوات طويلة وحتى اليوم، ليدرك بجلاء أن هناك حربًا مدبرة ومرتبة بشكل منهجي واضح، لا يمكن أن تكون محض مصادفة، وقودها وحطبها هم أهل السنة في البلاد العربية، ومسعروها الروافض اللئام مع العدو الغربي الحاقد، تشابهت قلوبهم فتلاقت مصالحهم، فتشابهت أفعالهم، واتحدت أهدافهم.
الأمر لم يبدأ كما يظن البعض مع الحوثيين باليمن, ولا مع حزب الله في لبنان, ولكنه بدأ قبل ذلك بكثير, عندما قامت ثورة الخميني الشيعية في إيران في نهاية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي تحت رعاية غربية خلافًا لما يقال.
فقد كان الخميني مقيمًا في فرنسا ويمارس أنشطته السياسية بحرية واضحة, وعندما تبين الغرب أن ورقة الشاه قد حُرقت واستنفدت أغراضها, دعموا ثورة الخميني كمسمار شيعي طائفي توسعي في جسد الأمة السنية, من أجل أن يمارسوا من خلاله عدة أهداف إستراتيجية ومهمة بالنسبة لهم, منها تخويف الدول السنية وإجبارها على اللجوء إليهم لحمايتهم من العدو الجديد.
ومن هنا نفهم كيف اندلعت الحرب بين إيران والعراق؟, وكان السلاح الغربي يتدفق على الطرفين معًا رغم الخلافات الإعلامية العلنية التي كانت تدور وقتها بين طهران والغرب.
كذلك سعى الغرب من خلال زرع جمهورية الخميني في المنطقة, لتخفيف الضغط على "إسرائيل", وإشغال العرب بعدو جديد, لإفساح المجال للكيان المغتصب, للتوسع وتهجير المزيد من اليهود إليه.
ليس هذا فحسب, إنما وجود قوة جديدة في المنطقة لها أطماع يخدم الغرب الذي يركز في سياساته في مناطق نفوذه ومصالحه على تفجير الصراعات وضرب الأطراف بعضها ببعض, حتى يستغل هذا الاضطراب في بيع المزيد من الأسلحة والعتاد, وتسهيل نشر قواته في حال وجد أن مصالحه في قد تتعرض لخطر مباشر.
لقد تكالبت أمم الشرق والغرب على أهل السنة ووجهوا جميعاً سهامهم ورصاصهم ضد أهل السنة، وما من بلد من بلاد المسلمين إلا وتجد فيه أهل السنة هم أذل الناس وأكثرهم جراحاً وبلاء وتشتتاً وتفرقاً، حتى غدوا مستضعفين في الأرض، وليس لهم كيان يحميهم أو دولة ترعاهم وتعتني بحقوقهم.
وتوالت الضربات الموجعة والسهام المتتالية عليهم فصار حالهم يرثى له بسبب ما يقع عليهم من الظلم الكبير والحيف العظيم الذي ينالهم من كل مكان والبلاء الصعب الذي يأتيهم من الشرق والغرب.
إن خطر الدولة الصوفية الرافضية على المسلمين السُّنّة خطر عظيم؛ بدءًا من ملالي قم وإيران حتى الحوثيين في اليمن مرورًا بحوزات العراق وسوريا ومعممي لبنان، وغيرهم، يفتعلون الأزمات، ويشعلون الحروب، ويصدرون الثورة الصفوية، ويحرصون على إثارة القلاقل والفتن، وزرع المحن والإخلال بالأمن، وهم دائمًا على مرّ التاريخ يكونون مع الكفار في قتال المسلمين، والمتأمل في حزب الله في لبنان يدرك أنه حامي حدود العدو الإسرائيلي، وها هي إيران تضرب أهل السنة في العراق، وتشارك قواتها في إبادة السوريين في سوريا، والقوات الأمريكية قريبة منها، فلا تقربها، إنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، فضلاً عن العبث بأمن شعوب دول الخليج....
ولذا كثر تحذير الأئمة من خطرهم من قديم الأزمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "هم دائمًا -أي الرافضة- يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم". وذكر عنهم -رحمه الله- أنهم كانوا يعاونون التتار عندما غزوا بلاد المسلمين. وقال عنهم أيضًا: "الرافضة ليس لهم سعيٌ إلا في هدم الإسلام ونقض عراة وإفساد قواعده"(منهاج السنة: ٤١٥/٧).
إن ما يجري اليوم في العالم لأهل السنة من أحداث جسيمة ومآس عظيمة ستظل محفورة في الأذهان شاهدة على هذا الجبروت والطغيان الذي يعانيه أهل السنة في كل مكان من قتل واضطهاد واعتقال وتهجير وتشريد وضرب واغتصاب وإهانات مستمرة وملاحقة ومطاردة.
ففي سوريا يقتل أهل السنة كل يوم بالمئات على مرأى من العالم ومسمع ويُصب عليهم العذاب صباً ويحرقون بالكيماوي وترمى على رءوسهم وبيوتهم البراميل المتفجرة ولا أحد يحرك ساكناً لا لشيء إلا لأنهم من أهل السنة الذين لا راثي لهم ولا بواكي تبكى أسى من أجلهم.
وفي العراق بلاد الرافدين دُمر أهل السنة شر تدمير وشردوا كل مشرد وأذاقهم الروافض – قاتلهم الله – أصنافاً وألواناً من العذاب والتعذيب ولا يزالون إلى اليوم أذلاء صاغرين تحت رحمة هؤلاء الأنجاس الحاقدين الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ولأهل السنة خاصة.
وفي لبنان يُسام أهل السنة سوء العذاب ويُنكل بهم الروافض شر تنكيل ويهينونهم شر إهانة ويزجون بهم في السجون والمعتقلات تحت تهم سخيفة ووشايات ملفقة.
أما في اليمن فحدث ولا حرج عن الظلم الكبير الذي أصاب أهل السنة من الحوثة الروافض وخاصة في شمال البلاد وما تعرضوا له على أيديهم من حروب مستعرة وتهجير مستمر وإقصاء متعمد وبطش وتنكيل حتى وصل بهم الحال إلى تدمير المساجد وتهجير المستضعفين وقتل المخالفين وترويع الآمنين بغير حق كما يفعل إخوانهم الروافض بأهل السنة في شتى بقاع الأرض.
ومن العجب العجاب أنّ الروافض يرفعون شعارات برّاقة كاذبة ويطلقون عبارات مخادعة ماكرة حيث يقولون (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة لليهود، النصر للإسلام)، فكيف نصدقهم عندما يقولون (النصر للإسلام) وهم الذين هدّموا المساجد في اليمن والعراق، وفجروها بالقنابل والمدافع، وحرّقوا المصاحف وقتّلوا المسلمين؟!
كيف نصدقهم عندما يقولون خداعًا وكذبًا (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) وهم لم يقتلوا أمريكيًّا واحدًا ولم يهاجموا سفارة أمريكا في صنعاء ولا لبنان ولا العراق، ولا أفغانستان، فضلًا عن مهاجمتهم لإسرائيل. والحقيقة التي ظهرت للعيان أنّ الأمريكان هم الذين مكنوا الروافض في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
لقد كشَّر الروافضُ في العراق وسوريا واليمن عن أنيابهم، وظهرت أحقادهم وبانت عداوتهم هذه العداوة لأهل السنة ليست لأمور دنيوية أو لأجل مصالح سياسية وإنما هي عداوة دينية, عداوةٌ لكل من تمسك بالسنة وما كان عليه سلف الأمة.
يخطئ من يظن أن خيانات الرافضة لأهل السنة وليدة أحداث معاصرة، بل هي متأصلة في نفوسهم متجذرة في عقائدهم متوارثة بين ذرياتهم، وإن الشيعة عبر الزمان شوكة في جسد المسلمين، تعادي أهل السنة وتبغضهم، وتنصر الكافرين عليهم، وتمد يدها لكل من يبغض أهل السنة والجماعة يملؤها في ذلك حقد رافضي وكيد فارسي وثارات قديمة.
ومن أخبث أدوارهم في الفترة الأخيرة، استغلال بعض الشباب في عمليات قذرة تطال حسينياتهم، بهدف صرف المملكة عن حربها عليهم في الجنوب، وزرع الفرقة بين الشعوب، فلنحذر من هذا الفخّ الرافضي الجديد، فهو أداة من أدوات المكر لتفخيخ المنطقة، وتدمير وحدة الشعوب.
ومن أجل تذكير المسلمين بدور إيران في تغذية الاختلالات الأمنية، وضعنا بين يديك أخي الخطيب الكريم مجموعة خطب منتقاة تحذر من مغبة المكر الرافضي ببلاد المسلمين، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
التعليقات