خطب عيد الفطر المبارك لعام 1443هـ

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

وفرح المسلمين في أعيادهم وفي جميع أحوالهم لا يكون إلا بالمباح الطيب الحلال، فاللهم إنا نسألك فرحًا حلالًا، كما نسألك أن ترفع الكرب عن إخواننا المستضعفين في كل مكان وأن تُدخِل على قلوبهم الروح والريحان إنك على كل شيء قدير...

الحمد لله الذي وفقنا إلى الصيام فصمنا، وهدانا إلى القيام فقمنا، وزين لنا الإطعام فأطعمنا، وأعاننا على تلاوة القرآن فختمناه... فمنك يا رب الفضل ومنك يا رب العون ولولا رفدك وعونك وهداك ما صمنا ولا قمنا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[الأعراف: 43].

 

ففي قلوبنا فرحة وانشراح بإتمام هذه الطاعات، فرحة بصيام نهار شهر كامل وبقيام ليله، وفرحة بالعكوف على الذكر والقرآن، وفرحة بالجلوس في مجالس العلم، وفرحة بتفطير الصائمين، وفرحة بصلة الأرحام، وفرحة بإخراج الصدقات... وحُقَّ لنا أن نفرح؛ أليس قد قال الله -عز وجل-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58]، ثم فرحة أخرى بعيد الفطر تلك الجائزة الربانية للصائمين، وإنها لإحدى الفرحتين اللتين قد ذكرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"(متفق عليه)، فها قد نلنا إحداهما، ونسأل الله -تعالى- أن ننال الأخرى.

 

لكن مع هذه الفرحات غصة، بل هما غصتان، أما الأولى فأنْ رحل رمضان ولما نقضي منه نهمتنا، لقد ولت أيامه ولياليه وكرت، وتفلتت ساعاته ودقائقه من بين أيدينا وما حققنا فيه كل ما كنا نطمح، لقد كان ضيفًا عزيزًا على القلوب لكنه تعجل الرحيل، وكان نعمة أسبغها الله -تعالى- على الأرض لكنها رُفعت بعد حين، فأين بعد رمضان المسارعون إلى قيام الليل في المساجد في اشتياق؟ أين بعد رمضان كف الشياطين عن بني البشر؟ وأين بعد رمضان الأعوان الكُثُرُ على الخير؟ ثم أين وأين وأين...

 

لكنها عادة الأزمان وسنة الأفلاك وطبيعة الدنيا؛ ألا شيء يبقى ولا شيء يدوم ولا شيء يخلد ولا شيء يستمر أبدًا ما خلا الجليل -سبحانه وتعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)[الرحمن: 26-27]، هذا ما قضاه الله -تعالى- على جميع ما سواه: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)[القصص: 88].

 

وأما الغصة الثانية: فهي خوفنا من عدم القبول، فرُب أقوام قد جدوا واجتهدوا لكنهم عند الله -تعالى- ما قُبلوا! إننا لنثق في عدل الله -سبحانه- تمام الثقة، لكننا نشك في نوايانا ومقاصدنا؛ هل أردنا وجه الله -تعالى- بأعمالنا أم تسلل إلى قلوبنا رياء أو عجب فأحبطها! هل عبَدنا الله -تعالى- ابتغاء رضاه وجنته أم سرنا مع السائرين حياء من الافتضاح وعادة تعودناها في كل رمضان! هل لما خلونا عن البشر قارفنا ذنوب الخلوات فضيَّعت أجورنا!... لكننا كما نثق في عدل الله فإننا كذلك نثق في فضله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، أن يتجاوز عن أخطائنا ويتم نقصنا ويجبر كسرنا.

 

وخوفنا هذا من عدم القبول هو علامة صحة واشارة رحمة؛ فإن الصالحين من قبلنا قد فعلوه، يُحدِّث عبد العزيز بن أبي رواد عن الصحابة الأبرار الكرام فيقول: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم؛ أيقبل منهم أم لا"، ويحكي عنهم كذلك معلى بن الفضل فيقول: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم".

 

وهذا العيد هو شعيرة من شعائر ديننا قد أنعم الله بها علينا، به تميزنا عن غيرنا، فعن أنس، قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر"(رواه أبو داود)، ويدل على ذلك أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر -رضي الله عنه-: "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا"(متفق عليه).

 

فأعيادنا من شعائر ديننا، وهي علامة تميز لنا؛ لا نقلد فيها غيرنا ولا نتبع فيها سوانا، ولا نستهين بها ولا نهملها، فالأمر كما قرره القرآن الكريم: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].

 

وعلى أعتاب هذا العيد الكريم سنن وآداب ينبغي أن تراعى، فهي هدي خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، فمنها تكبيرات العيد: قال الله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)[البقرة: 185].

 

ومنها: ارتداء أجمل الثياب: فقد "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس يوم العيد بردة حمراء"(رواه الطبراني في الأوسط)، وهذا للرجال، أما النساء فالأهم أن يلبسن ما يستر أجسادهن ولا يظهر زينتهن.

 

ومنها: الفطر على تمرات وتر قبل الصلاة: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" وفي زيادة: "ويأكلهن وترًا"(رواه البخاري).

 

ومنها: إخراج الجميع لشهود جماعة المسلمين: فعن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى؛ العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين"، قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها"(متفق عليه).

 

ومنها: مخالفة الطريق: فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق"(رواه البخاري).

 

ومنها: الاستماع إلى خطبة العيد: فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقول بعد صلاة العيد: "إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب"(رواه أبو داود).

 

وإذا قلنا أن العيد فرحة وسرور وبهجة وحبور، فإنه لا يصح أن نجعل العيد يومًا لتجديد الأحزان بزيارة القبور والبكاء على الأحباب من الأموات، بل على العكس تمامًا كان هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وفرح المسلمين في أعيادهم وفي جميع أحوالهم لا يكون إلا بالمباح الطيب الحلال، فاللهم إنا نسألك فرحًا حلالًا، كما نسألك أن ترفع الكرب عن إخواننا المستضعفين في كل مكان وأن تُدخِل على قلوبهم الروح والريحان إنك على كل شيء قدير.

 

وها هي باقة من الخطب الناضرة ننثرها على وجه هذا العيد السعيد قد جاءتك بالبشرى والتهنئة، فاقبلوها:

العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ التدافع.. سنة ربانية

2022/04/24 4556 2835 3

سُنَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ عَظِيمَةٌ لِصَالِحِ الْبَشَرِ؛ إِذْ لَوْلَا تَدَافُعُهُمْ لَفَسَدَتْ أَحْوَالُهُمْ، وَضَمِرَتْ عُقُولُهُمْ، وَتَلَاشَتْ مَعَارِفُهُمْ، وَكَسَدَتْ تِجَارَتُهُمْ، وَتَلِفَتْ زُرُوعُهُمْ، وَتَوَقَّفَ عُمْرَانُهُمْ؛ فَالتَّدَافُعُ يَقُودُ إِلَى الصِّرَاعِ وَالتَّنَافُسِ، وَحُبِّ الْبَقَاءِ وَالْقِيَادَةِ...

المرفقات

مشكولة - خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ التدافع.. سنة ربانية.pdf

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ التدافع.. سنة ربانية.doc

مشكولة - خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ التدافع.. سنة ربانية.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/04/25 6203 1228 7

عِيدٌ يَمَلَأُ القُلُوبِ فَرَحًا وَسُرُورًا، وَيَتَلَأْلَأُ فِي الإِفْطَارِ فِيهِ بَهَاءً وَضِيَاءً وَنُورًا، مَقْصِدُهُ الأَجَلُّ الأَكْبَرُ أَنَّهُمْ يَحْمدُونَ اللهَ عَلَى القِيَامِ بِمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الصِّيَامِ وَمَا مَنَّ بِهِ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقِيَامِ، المُوصِلَةِ إِلَى دَارِ السَّلَامِ، فَيَشْكُرُونَ اللهَ حَيْثُ وَفَّقَهُمْ لإِتْمَامِ صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَمَا تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الطَّاعَاتِ فِي لَيَالِيهِ وَأَيَّامِهِ ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/04/26 4134 900 0

إِنَّ أَعْظَمَ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، فَقَدْ أَوْجَبَهَا اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، وَضَاعَفَ أُجُورَهَا؛ لِأَنَّهَا خَمْسٌ فِي الْعَدَدِ لَكِنَّهَا خَمْسُونَ فِي الْمِيزَانِ، وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ مِنْ عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَوْجَبَ صَلاتَهَا عَلَى الرِّجَالِ فِي الْمَسَاجِدِ..

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ

2022/04/27 4079 789 3

إن أفراح أهل الإيمان لا تُشبه أفراح التائهين في أودية الهلاك والانحراف؛ فأفراح المؤمنين مرتبطة بواهب الفرح -جل في عليائه- فيفرحون بما يرضى به ربهم عنهم، وحتى ندرك حقيقة فرحتهم لابد.. اشكروا ربكم على هدايته لكم إلى هذا الدين العظيم وافرحوا...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ (شكر النعمة لزوال الجائحة وعودة الحياة كسابق عهدها)

2022/04/29 2083 618 0

لا تغتروا بكثرة المنحرفين، واحمدوا الله على الهداية، فمهما رأيتم من كثرة الزائغين عن الحق، ولو كانوا مَن كانوا قبل زيغهم، فلا تغتروا، ولا تتخذوهم ذريعة للانحراف، فإن هذا من الابتلاء، أتصبرون؟ نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر، فإن لم تحس بذلك فراجع نفسك فلقد فُتِنْتَ وأنت لا تشعر.

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ (شكر النعمة لزوال الجائحة وعودة الحياة كسابق عهدها).pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ (شكر النعمة لزوال الجائحة وعودة الحياة كسابق عهدها).doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/04/29 3390 678 3

وَاعْلَمُوا أَنَّ فَرَحَ الْمُؤْمِنِ بِالْعِيدِ هُو فَرَحٌ مُرْتَبِطٌ بِطَاعَةِ رَبِّهِ -جَلَّ فِي عُلَاهُ-؛ الَّذِي أَحْيَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْهِدايَةِ وَالْبُعْدِ عَنِ الْآثَامِ فَسَدّدَهُ وَهَداهُ، لِيَسْعَدَ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/04/29 3059 637 3

الحياةُ كَنزٌ إِن عُمِرَتْ بِها منازِلُ الآخِرَة، وهي غَبنٌ وخُسرانٌ إِن بُدِّدَت في لهوٍ وضياعٍ وعَبَث. وَهل أَدرَكَ أَهلُ النعِيمِ أعالي الدرجاتِ، إلا بصالِح الأعمالِ وخالِصِ القُرُبات؟.. خاسِر مَن أضاعَ صلاتَه، مَن أضاعَ أَوقاتها، مَن أطاعَ هواهُ، مَن اتَّبَعَ شهَواتِه...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عيد سعيد بكم يا صائمون)

2022/04/30 4000 646 4

شُكْرًا رَمَضَانَ، فَقَدْ عَلَّمْتَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّنَا نَرَاهُ، فَأَعْطَيتَنَا دُرُوسَاً فِي مُرَاقَبَةِ اللَّهِ تَعَالى، لِأَنَّ وَاعِظَاً يُخَاطِبُنا دَوْمَاً بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى! فَمَا أَجْمَلَ أَنَّ تَكُونَ تِلْكَ الْمُرَاقَبَةُ مَنْهَجَ حَيَاةٍ لَنا! عِبَادَ اللهِ: انْشُرُوا الْمَحبَّةَ بَينَكُم، وَتَزَاوَرُوا وتَبَادَلُوا التَّهَانِيَ وَالدَّعَوَاتِ. اليومَ فَرَحٌ وَسُرُورٌ، أُعفُوا وَاصفَحُوا: (أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم) فَقَبْلَ حُسْنِ مَلْبَسِنا دَعْوةٌ أنْ نُنَظِّفَ قُلُوبَنَا..

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عيد سعيد بكم يا صائمون).pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عيد سعيد بكم يا صائمون).doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عليكم أنفسكم)

2022/04/30 2868 538 3

حِينَمَا يَبدَأُ كُلُّ مُسلِمٍ بِنَفسِهِ, ويبادرُ فوراً دونَ أن ينتظرَ غيرهُ, فيَفعَلُ الصَّوَابَ, لأَنَّهُ صَوَابٌ، ويقومُ بمَا يَخُصُّهُ مِنَ الوَاجِبِ؛ لأنهُ واجِبٌ, دُونَ أن ينظُرَ إلى غيره, أفعلَ ما يلزمُهُ أم لَم يفعل، فَإِنَّ ذلك سُرعَانَ مَا يكونُ سبباً في صلِاحِ أحوالِ المجتمع، وانتظامِ شَأنِه، واستقامةِ أمرهِ،....

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عليكم أنفسكم).pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ (عليكم أنفسكم).doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/05/01 2348 447 3

داوموا على العمل الصالح بعد رمضان، فإن الله -تعالى- يُعبَد في كل الأزمان والأحوال، وبئس قوم لا يعرفون الله -تعالى- إلا في رمضان!.. وإياك أن تترك الصلاة بعد خروج رمضان؛ فإنه الإفلاس بعد الغِنى، والخراب بعد البناء،...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/05/01 2102 411 1

وفي هذا الزمان اشتدّ لهيبُ معركةِ التعري الشيطانية، وتغلبت كثيرٌ من مداهماتِ التفسخِ على حصونِ الفضيلة، حتى صار التعري هو التقدم، والسترُ هو الرجعية. وصارت الملابسُ المتعريةُ هي الموضةُ الحديثة، والملابسُ الساترةُ هي المظهرُ القديمُ البالي، وصار الذي يربي أولادَه وبناتِه على الستر والفضيلة يُنظرُ إليه على أنه متزمّت منغلق يذيق أطفالَه الحرمان.

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/05/01 2860 603 0

مِنَ المُتَقَرِّرِ شَرعًا وَعَقلاً، وَالتَّجرِبَةُ تُؤَيِّدُهُ وَتُؤَكِّدُهُ، أَنَّ لِلعِبَادَةِ الخَالِصَةِ لِوَجهِ اللهِ عَلَى مُرَادِ اللهِ، أَثَرًا حَمِيدًا عَلَى صَاحِبِهَا في سُلُوكِهِ وَتَعَامُلِهِ وَخُلُقِهِ وَأَدَبِهِ؛ فَلا تَكَادُ تَجِدُ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443.pdf

خطبة عيد الفطر 1443.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر 1443هـ

2022/05/01 2799 514 4

العيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها، فتتصافَى بعدَ كَدَرٍ، وتتصافَحُ بعد انقباضٍ. فأصلِحُوا ذاتَ بينِكم، وتنازلُوا عن بعضِ حقوقِكم؛ فإن الشيطانَ قد يُزَيِّنُ للهاجِرِ أن تنازُلَه نوعُ ضعفٍ ومَهانةٍ، ولأنْ يُقالَ فيه ذلكَ خيرًا له من أنْ يَتِيهَ في ظلماتِ القطيعةِ. وبارَكَ اللهُ فيمن أعانَ على جمعِ كلمةِ أولِي قُرباهُ وجيرانِهِ....

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1443هـ.pdf

خطبة عيد الفطر 1443هـ.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ آداب الزيارة في حق المزور والزائر

2022/05/04 4760 704 12

لا تتألَّموا من رحيل شهر رمضان، فسوف يعود، ولكن تأمَّلُوا وتألَّمُوا أن يعود هذا الشهر الكريم وقد كُتبتم في الراحلين، أشفِقوا على أرواحكم قبل الرحيل، واعلموا أنه لا يزال في العمر بقية لركعة، وفرصة لدمعة، ليكن عملُكم عملَ مُودِّع في دعاء من ألسنة طاهرة، وعمل من جوارح مستقيمة، وخشوع من قلوب منيبة...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ آداب الزيارة في حق المزور والزائر.doc

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ آداب الزيارة في حق المزور والزائر.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ بعد الصيام والقيام الفرحة بالعيد والتمام

2022/05/04 3657 605 10

رمضانُ إحسانٍ مِنْ ربِّنا لتزكو أخلاقُنا وتصفو قلوبُنا، وتسمو نفوسُنا عن الرذائل، فإن المسلم إذا استرسَل وتوسَّع في الملذات والمُتَع الطيبات والرغبات قسا قلبُه، وضعفت إرادتُه، وثقلت عليه العبادةُ، ونازعَتْه نفسُه إلى الشهوات المحرَّمة، وبغى في حياته، وتضرَّر بعمله المنحرف بعد مماته...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ بعد الصيام والقيام الفرحة بالعيد والتمام.pdf

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ بعد الصيام والقيام الفرحة بالعيد والتمام.doc


العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ العيد بهجة واجتماع في رحاب الأقصى المبارَك

2022/05/04 2011 335 3

إذا كان شهر رمضان انتهى، فإن الصلاة في المسجد الأقصى لا تنتهي حتى تقوم الساعة، وكما عودتُم أقصاكم على الصلاة فيه في كل الصلوات، وبمثل هذه الجموع المبارَكة الطيبة المؤمنة فلا تقطعوا هذه العادةَ، فإنها في القدس رباطٌ ومجاوَرةٌ وعبادةٌ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ العيد بهجة واجتماع في رحاب الأقصى المبارَك.pdf

خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ العيد بهجة واجتماع في رحاب الأقصى المبارَك.doc


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
01-05-2022

الحمد لله الذي وفقنا إلى الصيام فصمنا، وهدانا إلى القيام فقمنا، وزين لنا الإطعام فأطعمنا، وأعاننا على تلاوة القرآن فختمناه... فمنك يا رب الفضل ومنك يا رب العون ولولا رفدك وعونك وهداك ما صمنا ولا قمنا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)3

ففي قلوبنا فرحة وانشراح بإتمام هذه الطاعات، فرحة بصيام نهار شهر كامل وبقيام ليله، وفرحة بالعكوف على الذكر والقرآن، وفرحة بالجلوس في مجالس العلم، وفرحة بتفطير الصائمين، وفرحة بصلة الأرحام، وفرحة بإخراج الصدقات... وحُقَّ لنا أن نفرح؛ أليس قد قال الله -عز وجل-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58]، ثم فرحة أخرى بعيد الفطر تلك الجائزة الربانية للصائمين، وإنها لإحدى الفرحتين اللتين قد ذكرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"، فها قد نلنا إحداهما، ونسأل الله -تعالى- أن ننال الأخرى.

 لكن مع هذه الفرحات غصة، بل هما غصتان، أما الأولى فأنْ -رحل رمضان ولما نقضي منه نهمتنا، لقد ولت أيامه ولياليه وكرت، وتفلتت ساعاته ودقائقه من بين أيدينا وما حققنا فيه كل ما كنا نطمح، لقد كان ضيفًا عزيزًا على القلوب لكنه تعجل الرحيل، وكان نعمة أسبغها الله -تعالى- على الأرض لكنها رُفعت بعد حين، فأين بعد رمضان المسارعون إلى قيام الليل في المساجد في اشتياق؟ أين بعد رمضان كف الشياطين عن بني البشر؟ وأين بعد رمضان الأعوان الكُثُرُ على الخير؟ ثم وأين وأين... لكنها عادة الأزمان وسنة الأفلاك وطبيعة الدنيا؛ ألا شيء يبقى ولا شيء يدوم ولا شيء يخلد ولا شيء يستمر أبدًا ما خلا الجليل -سبحانه وتعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)[الرحمن: 26-27]، هذا ما قضاه الله -تعالى- على جميع ما سواه: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)

وأما الغصة الثانية: فهي خوفنا من عدم القبول، فرُب أقوام قد جدوا واجتهدوا لكنهم عند الله -تعالى- ما قُبلوا! إننا لنثق في عدل الله -سبحانه- تمام الثقة، لكننا نشك في نوايانا ومقاصدنا؛ هل أردنا وجه الله -تعالى- بأعمالنا أم تسلل إلى قلوبنا رياء أو عجب فأحبطها! هل عبَدنا الله -تعالى- ابتغاء رضاه وجنته أم سرنا مع السائرين حياء من الافتضاح وعادة تعودناها في كل رمضان! هل لما خلونا عن البشر قارفنا ذنوب الخلوات فضيَّعت أجورنا!... لكننا كما نثق في عدل الله فإننا كذلك نثق في فضله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، أن يتجاوز عن أخطائنا ويتم نقصنا ويجبر كسرنا.

وخوفنا هذا من عدم القبول هو علامة صحة واشارة رحمة؛ فإن الصالحين من قبلنا قد فعلوه، يُحدِّث عبد العزيز بن أبي رواد عن الصحابة الأبرار الكرام فيقول: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم؛ أيقبل منهم أم لا"، ويحكي عنهم كذلك معلى بن الفضل فيقول: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم".

وهذا العيد هو شعيرة من شعائر ديننا قد أنعم الله بها علينا، به تميزنا عن غيرنا، فعن أنس، قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر"، ويدل على ذلك أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر -رضي الله عنه-: "يا أبا بكر، إ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا"(متفق عليه).

فأعيادنا من شعائر ديننا، وهي علامة تميز لنا؛ لا نقلد فيها غيرنا ولا نتبع فيها سوانا، ولا نستهين بها ولا نهملها، فالأمر كما قرره القرآن الكريم: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[

وعلى أعتاب هذا العيد الكريم سنن وآداب ينبغي أن تراعى، فهي هدي خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، فمنها تكبيرات العيد: قال الله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)5].

ومنها: ارتداء أجمل الثياب: فقد "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس يوم العيد بردة حمراء"(رواه الطبراني في الأوسط)، وهذا للرجال، أما النساء فالأهم أن يلبسن ما يستر أجسادهن ولا يظهر زينتهن.

ومنها: الفطر على تمرات وتر قبل الصلاة: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" وفي زيادة: "ويأكلهن وترًا 

ومنها: مخالفة الطريق: فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق"

ومنها: الاستماع إلى خطبة العيد: فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقول بعد صلاة العيد: "إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب"(رواه أبو داود).

وإذا قلنا أن العيد فرحة وسرور وبهجة وحبور، فإنه لا يصح أن نجعل العيد يومًا لتجديد الأحزان بزيارة القبور والبكاء على الأحباب من الأموات، بل على العكس تمامًا كان هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وفرح المسلمين في أعيادهم وفي جميع أحوالهم لا يكون إلا بالمباح الطيب الحلال، فاللهم إنا نسألك فرحًا حلالًا، كما نسألك أن ترفع الكرب عن إخواننا المستضعفين في كل مكان وأن تُدخِل على قلوبهم الروح والريحان إنك على كل شيء قدير.