عناصر الخطبة
1/توديع شهر البركات 2/العيد موسم المسرات 3/ثلاث وصايا مهمة 4/عيد الشكر المضاعف 5/وصية للآباء والأزواج 6/وصية للمرأة المسلمة.اقتباس
العيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها، فتتصافَى بعدَ كَدَرٍ، وتتصافَحُ بعد انقباضٍ. فأصلِحُوا ذاتَ بينِكم، وتنازلُوا عن بعضِ حقوقِكم؛ فإن الشيطانَ قد يُزَيِّنُ للهاجِرِ أن تنازُلَه نوعُ ضعفٍ ومَهانةٍ، ولأنْ يُقالَ فيه ذلكَ خيرًا له من أنْ يَتِيهَ في ظلماتِ القطيعةِ. وبارَكَ اللهُ فيمن أعانَ على جمعِ كلمةِ أولِي قُرباهُ وجيرانِهِ....
الخُطْبَةُ الأُولَى:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ تتمُ الصالحاتُ، واللهُ أكبرُ على إكمالِ عِدةِ أيامٍ معدوداتٍ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ مبدعُ الكائناتِ. وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولهُ المؤيدُ بالبيناتِ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أهلِ المكرُماتِ. أما بعدُ:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
أيُّها المتعيّدونَ المُبتهجونَ: يا لَجمالِ صباحِ يومِنا!، ويا لَهيبةِ منظرِ تلكَ الحشودِ الخارجةِ لصلاةِ العيدِ!، حين ازدحمَتْ بهمُ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ. فماذا أرادَ هؤلاءِ؟! أرادُوا ذِكرًا وشُكرًا: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة:185]؛ فاللهم أوزِعْنا شكرَ نعمِكَ الظاهرةِ والباطنةِ، وألِّفْ بين قلوبِنا.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
نعمْ وداعاً رمضانُ شهرُ البركاتِ. لكنْ أهلاً بالعيدِ موسمِ المَسراتِ، فكما أن رمضانَ موسمٌ فالعيدُ موسم. فلنَفرحْ ولنُفرِحْ أهلِينا وأطفالَنا، فإنْ فَرِحَ الصغارُ سَعِدَ الكبارُ. ولنتواصلْ ولنتزاوَرْ بالعيدِ؛ فالعيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها، فتتصافَى بعدَ كَدَرٍ، وتتصافَحُ بعد انقباضٍ.
فأصلِحُوا ذاتَ بينِكم، وتنازلُوا عن بعضِ حقوقِكم؛ فإن الشيطانَ قد يُزَيِّنُ للهاجِرِ أن تنازُلَه نوعُ ضعفٍ ومَهانةٍ، ولأنْ يُقالَ فيه ذلكَ خيرًا له من أنْ يَتِيهَ في ظلماتِ القطيعةِ. وبارَكَ اللهُ فيمن أعانَ على جمعِ كلمةِ أولِي قُرباهُ وجيرانِهِ.
يا عبدَ اللهِ: هل احتسبتَ حَطَّ الخطيئاتِ بالأيدي التي ستُصافحكَ منذُ انقضاءِ خطبةِ العيدِ؟! فاحرِصْ على أن تبدأَ الناسَ بتهنئتِهِم ولا تنتظِرْهُمْ يُهنئوكَ. واحتسِبْ ذلك عبادةً، لا عادةً، وكلُّ عامٍ وأنتمْ إلى الرحمنِ أقرَبُ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، ولله الحمدُ على ما أعطيتَنا.
وفي العيدِ أيُها المتعيدونُ: لنحذرْ ثلاثةَ أمورٍ:
أَوَّلُهُا لا نتحزَّنْ على رحيلِ رمضانَ؛ فالحزنُ على الفائتِ لا يُعِيدُه. ولا نَسْتَجِرُّ دموعَنا على ميتٍ لم يشهَدْ عيدَنا، بل لنتناسَى أحزانَنَا، ولنفرَحْ بالعيدِ كما فرِحَ به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم، ولم يمنعْه من الفَرَحِ أن في مكةَ طائفةٌ من المستضعفينَ: (مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا)[النساء:98].
وثانِيها لنحذرِ السهرَ المفوِّتَ للصلواتِ، لا سيما الظهرَ والعصرَ. ولنُوازِنْ نومَنا بالليلِ؛ لحفظِ صَلاتِنا، وتنظيمِ صِلاتِنا.
وثالثُها: لنحذرْ كُفرانُ النعمِ، بالإسرافِ في الأكلاتِ والحلوياتِ، والسَّفْراتِ، والمرفِّهاتِ المحرماتِ.
معاشرَ الخارجينَ من كورونا: لنطبِقْ قولَ ربِنا (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)[إبراهيم: 5]؛ فهذا العيدُ بالذاتِ عيدُ الشكرِ المضاعَفِ، فقد قضَينا ثلاثَ رمضاناتٍ: رمضانُ الحَجْرِ، ثم رمضانُ التباعُدِ، ثم الآنَ رمضانُ التقارُبِ. وعِشنا هذا الرمضانَ بأمانٍ، وسعةِ أرزاقٍ، وطيبِ أجواءٍ، وبشائرِ أمطارٍ، وفتحِ بابِ العمرةِ، ومزيدِ تنظيمٍ للمساجدِ. والحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُ الصالحاتُ، وجزَى اللهُ ولاةَ أمرِنا على التنظيماتِ والاحترازاتِ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ جعلَ رمضانَ للقرآنِ وقتًا لنزولِه، وصلى اللهُ وسلمَ على عبدِهِ ورسولهِ.
أما بعدُ: اللهُ أكبر اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، وللهِ الحمدُ على ما أعطيتَنا.
أيها الزوجُ: احفظْ لزوجِك حقَّها وقدْرَها، وليُبْنَ بيتُك على اثنتينِ: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم21]، وشكرًا للأزواجِ المنفقِينَ على بيوتِهمُ، الموسِعِينَ على أهلهِمْ بما يَطلبونَ، وتَرَاهم لأولادِهم بالصلاةِ يأمرُونَ، وعليها يَصطبِرُونَ. وشكرًا للأمهاتِ والبناتِ والزوجاتِ اللاتي تردَّدْنَ شهرًا كاملاً على مَطابِخِهِنَّ لإعدادِ فطورٍ وسُحورٍ.
معاشرَ النساءِ: انقطعتنَّ عن تلاواتٍ وصلواتٍ، لتفطيرِ أهلِ بيوتِكُنَّ، وهنيئًا لكُنَّ بأجورِ: "من فَطّرَ صائمًا فلهُ مثلُ أجرِهِ".
أمَا وقدْ خرجتِ من بركاتٍ وحسناتٍ كثيراتٍ، فاخرُجِي بما يُرضي ربَّكِ بلباسِ زينةٍ لا محاذيرَ فيهِ: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)[الأعراف: 32]؛ فلتفرحِي والفرحُ عبادةٌ، ولتتزيَّنِي لكنِ احذرِي القصيرَ والشفافَ والضيقَ. واحذرِي الزينةَ بالحجابِ، فالحجابُ سِترٌ وليسَ زينةً. وعِبادةٌ وليسَ عادةً.
فاللهم احفظْ أعراضَنا، وارزقْ نساءَنا مزيدَ الحشمةِ، ومزيدَ التبصرِ بكيدِ مُتبعي الشهواتِ، الذين يريدونَ أن نميلَ ميلاً عظيمًا.
اللهُمَّ يا سامعَ كلِّ نجوَى، ويا مُنتهى كلِّ شكوَى، يا عظيمَ المنِّ، يا واسعَ المغفرةِ: تفضلتَ علينا بشهرٍ مضاعَفٍ حسناتُه، اللهُمَّ فتسلمْهُ بجودِك مضاعَفًا، وما كانَ من تقصيرٍ؛ فكنْ بعفوِك عافيًا. اللهم تقبلْ صيامَنا وقيامَنا، وزكواتِنا ومعايداتِنا.
اللهم واغفرْ لمن قضَى نحبَه قبلَ تلكَ الأزمانِ المضاعفةِ، واغفرْ لنا ووالدِينا وزوجاتِنا وذرياتِنا وباركْ فيهم.
اللهمَ أعنَّا على أنْ نشكُرَكَ على لُطفِكَ في بلائِكَ، وأن علمتَنا سبيلَ دفعهِ، ورفعهِ.
اللهمَ باركْ في أوقاتِنا وأقواتِنا، وحسِّنْ أخلاقَنا، وبارِكْ أرزاقَنا.
اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنا ووليَ عهدِه، وأعزَّهم بطاعتِك، وأعزَّ بهمْ دينَك، وارزقهُم بطانةً صالحةً ناصحةً، دالّةً مُذكِّرةً.
اللهم احفظْ مجاهدِينا وجنودَنا على حدودِنا.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم