أحداث البديح بالقطيف.. ومثيرو الفتنة – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

إن القتل العشوائي والتفجير والتدمير فضلاً عن حرمته، وأنه من كبائر الذنوب، فإنه عمل خبيث خسيس، يشعل أوار الفتنة بين الآمنين، ويقطع حبال الود وحُسن الجوار بين المسلمين، ويؤدي بهم –إذا تطور الأمر ولم يتدخل العقلاء- إلى اقتتال داخلي، ونزاع طائفي، تغرق فيه البلاد في مستنقع آسن، يتضرر من البلاد والعباد. ومما يزيد من بشاعة تلكم الجريمة النكراء، أنها -وفي سابقة خطيرة- قد تكون سببًا في نقل...

تتوالى الأحداث المفزعة والغريبة على بلاد العالم الإسلامي، بلدًا تلو الآخر، تنشر فيها الفتن، وتحدث الاضطرابات، وتخلف قتلى وجرحى، وتصنع إحنًا ومحنًا، وتفرّق الصفوف، ولا بد ونحن نفتش عن السبب ونسبر أغوار الجريمة أن نكون على وعي بتلك المقولة الحكيمة، إذا أردت أن تعرف فاعل الجريمة "فتِّش عن المستفيد من الجريمة، فهو يكون عادة منفذها، أو المحرّض عليها، أو الممهد لها".

 

وفي تعليق لمفتي المملكة عن هذا الحادث البشع قال: "إن هذا الحادث حادث مؤثم إجرامي تعمدي، حادث خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب، والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف من وراءه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا، ولكن ولله الحمد الأمة متماسكة مجتمعه متآلفة تحت دين الله جل وعلا ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا".

 

إن يد الغدر تضرب بقوة في بلاد المسلمين، ولا يفتأ الماكرون والحاقدون عن بثّ المكائد، وزرع الأحقاد، ونشر سموم الفتن في بلاد المسلمين، غير آبهة بدين ولا حرمة، ولا دماء؛ تسعى في خفاء، وتضرب في عمياء، وتنضح حقدًا ومكرًا، وتخلّف وراءها أهوالاً، وتدع العقلاء في حيرة، وتذهب بصفاء البلاد وهدوئها، وتعكر صفوها، وتبدّد شمل أهلها.

 

وإن مكر الكافرين والمنافقين يمتلئ لؤمًا وحقدًا، لا يفتر عن زعزعة الأمن في المجتمعات الآمنة الهادئة التي لم تكتوِ بنار الفتن بعدُ، فيلجأ في خبث لبث سمومه وأحقاده، يريد أن تعم الفوضى، ويقوّض الأمن، وتضيع مقدرات المسلمين، ويذهب استقرارهم، لتصبح الأمة أثرًا بعد عين.. وهذه آثار مكر المنافقين والكافرين ظاهرة في قلب الأمة الإسلامية، من العراق إلى اليمن ومن سوريا إلى مصر، والمتابع لوسائل الإعلام يقف على أهوال ومصائب كبيرة، وما لا ينشره الإعلام كثير، والله من ورائهم محيط.

 

إن المسلمين اليوم تعمل فيهم آلة هدم جبارة، وآلة تعمل على تمزيق صفّهم، وتشتيت شملهم، وإضعاف كلمتهم، تعمل بأسلوب ماكر خادع يستزل الجهلاء بدعاوى شتى، إلى مستنقع الفتنة والكيد، وهي مزالق متى استسلم لها شعب أهلكته، وما دخلت أي أمة إلا أهلكتها.

 

كما أن المسلمين اليوم في أشد الحاجة إلى التعايش فيما بينهم؛ حتى مع اختلاف مشاربهم، وتنوع مذاهبهم، وتعدد رؤاهم، وإن هذا التعايش داخل إطار الوطن الواحد، وتحت مظلة الإسلام الواسعة كفيل بأن يوحّد صفهم، ويعلي كلمتهم، ويجمع شملهم، ويقوي بلادهم، ويوفر الأمن والاستقرار لهم، ويحول دون ضياع الدين والدنيا، وتنتظم معايشهم، ويغيظ عدوهم المشترك، ويسد منافذ الخبثاء ومسالكهم في التفريق بينهم، ولو أن كل مجموعتين من المسلمين اختلفتا اقتتلتا، لما بقي بين المسلمين وشيجة ولا رابط، فأين الدين والعقل وروابط الدم، وحرمة الأوطان؟!

 

إن الجريمة التي وقعت في بلدة القديح بمحافظة القطيف خلال هذا الأسبوع جريمة وحادث بشع وغريب على نسيج المجتمع في المملكة، الذي يتعايش فيه المسلمون، من السُنة والشيعة، في سلام منذ عصور طويلة وأزمان مديدة، ويحرص كل طرف منهم على الوئام مع شركاء الوطن، فضلاً عما يجمع بينهم من روابط الدم والقرابة، وحُسن الجوار.

 

ومما يزيد من بشاعة تلكم الجريمة النكراء، أنها -وفي سابقة خطيرة- قد تكون سببًا في نقل عمليات بشعة وتفجيرات غير مبررة ولا مقبولة إلى ساحة المساجد في بلاد الحرمين، وإن المرء ليتعجب ويتملكه الحيرة: أي دين يدفع بإنسان أن يفجر نفسه في مسجد يؤمه مصلون لصلاة الجمعة؟! كيف يفعل ذلك وفيهم الطفل غير المكلف وفيهم الجاهل غير المعلَّم، وفيهم المقلِّد غير المبصر؟!

 

كيف يهجم مسلم على أناس غافلين، حتى ولو كانوا مبتدعة ضلالاً؟! فيعمل فيهم القتل، والتفجير وقد كانوا أحوج إلى النصيحة برفق، والدعوة إلى الحق بالضوابط الشرعية، لا إلى سفك دمهم، ونشر الفتن في بلاد آمنة، وفتح باب لتفجير المساجد بين الطائفتين، إن هذا لشيء عجاب!!

 

ولسنا في حاجة إلى إعادة التأكيد أن المسلم الحق هو الذي يسلم منه الجميع، من شجر وحجر، وبشر، وحيوان، وطائر، ويستشعر الناس معه الأمان، حتى وإن خالفوه الرأي، فإن هذا من مبادئ ديننا الحنيف.

 

إن القتل العشوائي والتفجير والتدمير فضلاً عن حرمته، وأنه من كبائر الذنوب، فإنه عمل خبيث خسيس، يشعل أوار الفتنة بين الآمنين، ويقطع حبال الود وحُسن الجوار بين المسلمين، ويؤدي بهم –إذا تطور الأمر ولم يتدخل العقلاء- إلى اقتتال داخلي، ونزاع طائفي، تغرق فيه البلاد في مستنقع آسن، يتضرر من البلاد والعباد.

 

ومن أجل تذكير المسلمين بأضرار هذه الحادث البشع، وضعنا بين يديك أخي الخطيب الكريم مجموعة خطب منتقاة تنفّر من هذا العمل الجبان، وتحذر من مغبة هذا الضلال، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العنوان

نعمة الأمن وخطورة فقده

2012/01/15 38358 2390 164

الأمنُ من أهمِّ مطالبِ الحياة، بها تتحقَّقُ الحياةُ السعيدةُ، وبه يحصُل الاطمئنانُ والاستِقرار، به تتحقَّقُ السلامةُ من الفتن والشُّرور، لذا فهو نعمةٌ كُبرى ومنَّةٌ عظيمةٌ لا يعرِفُ كبيرَ مقدارِها وعظيمَ أهميتها إلا من اكتوَى بنار فقدِ الأمن، فوقعَ في الخوف والقلق والذُّعر والاضطراب ليلاً ونهارًا، سفرًا وحضرًا ..

المرفقات

الأمن وخطورة فقده


العنوان

وجوب حفظ الأمن والتحذير من الفتن

2011/03/12 7956 1146 72

تتفاوَت البلدان والأوطان شرفًا ومكانة، وعُلوًّا وحُرمة، ومجدًا وتاريخًا، وتأتي المملكة العربية السعودية بلادُ الحرمين الشريفين، وراعيةُ المسجدَيْن العظيمَيْن، وخادمةُ المدينتين المُقدَّستين، في المكان الأعلى، والموطن الأَسْمى، بلادٌ في ظِلال الشرع وادِعة، وفي رياض الأمن راتِعة، ولأطراف المجد جامعة، مهبِط الوحي وموئِلُ العقيدة ومأرِزُ الإيمان وحرَمُ الإسلام، فيها الكعبةُ المُعظَّمة، والمشاعرُ المُقدَّسة، وفيها مسجدُ نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ..

المرفقات

حفظ الأمن والتحذير من الفتن


العنوان

أهمية الأمن والاستقرار

2013/11/17 23686 1382 145

لا يعرفُ فضائل الأمن إلا من اكتوَى بنارِ الخوف والرُّعب، والفوضَى والتشريد والغُربة، اسأَلوا القُرى من حولِكم، اسألوا الغريبَ عن وطنه، واسألوا المُشرَّد عن أهلِه، واسألوا اللاجِئ عند الآخرين. وشاهِدوا بعين الشُّكر والبصيرة ما تنقلُه إليكم وسائلُ الإعلام نقلاً حيًّا مُباشِرًا. عالمٌ حولكم تجتاحُه فتنٌ وحروبٌ، ومجاعاتٌ وقلاقِل، يُحيطُ بهم الخوفُ والجوعُ، واليأسُ والقلق، سلبٌ ونهبٌ، في فوضَى عارِمة، وغابة مُوحِشة، دماءٌ تُراق، ورِقابٌ إلى الموت تُساق، في أعمالٍ نكراء، وفتنٍ عمياء. حفِظَهم الله ورحمهم، وأعادَ إليهم أمنَهم، واستقرارَهم ورخاءَهم.

المرفقات

الأمن والاستقرار


العنوان

كبيرة القتل بغير حق

2013/08/19 8518 1417 66

هم فعلا ظاهرة غريبة عجيبة تستحق الدراسة والتحليل، مخلوقات متعددة الجنسية، رأيناهم في البوسنة لما هاجم ذلك الصنف من المخلوقات بكل قسوة على المسلمين المستضعفين، قتلا وتعذيبا، واغتصابا، بلا رحمة، ورأيناهم على هيئة ميلشيات في مذابح التطهير العرقي في روندا، ورأيناهم في كتائب الموت في العراق يقتلون على الهوية وعلى الاسم، ورأيناهم شبيحة في الشام، وأخيرا رأيناهم بـ...

المرفقات

القتل بغير حق


العنوان

الأمن والاستقرار ضرورتان

2014/11/06 10556 1398 325

كُلُّ مَنْ سَعَى بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ لِإِحْدَاثِ الْفَوْضَى وَالِاضْطِرَابِ فِي بِلَادِ المُسْلِمِينَ عَادَ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ، فَالدَّمُ لَا يَزُولُ إِلَّا بِالدَّمِ، وَقَدْ قِيلَ: بَشِّرِ الْقَاتِلَ بِالْقَتْلِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. وَاسْتِهْدَافُ أَمْنِ المُسْلِمِينَ وَاسْتِقْرَارِهِمْ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَلَا يَقَعُ فِيهِ إِلَّا مَبْخُوسُ الْحَظِّ مَرْذُولٌ. وَمَنْ أَشْعَلَ فِتْنَةً تُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْأَمْنُ، وَيَزُولُ الِاسْتِقْرَارُ، بَلَغَتْهُ نَارُهَا فَأَحْرَقَتْهُ وَلَوْ ظَنَّ أَنَّهُ فِي مَأْمَنٍ مِنْهَا، فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسٍ الْعَمَلِ. وَمِنْ أَهَمِّ مُقَوِّمَاتِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ لُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَالنَّهْيُ عَنْ شَقِّ عَصَا المُسْلِمِينَ...

المرفقات

والاستقرار ضرورتان

والاستقرار ضرورتان - مشكولة


العنوان

أحداث العمل الإرهابي في الأحساء

2014/11/06 7585 601 155

لقد آلمنا ما حصل في الأيام الماضية من عمل إرهابي بقرية "الدالوة" بمحافظة الأحساء، مما نتج عنه قتل للآمنين الأبرياء، وجرح لبعضهم، وقتل لبعض رجال الأمن، وهذا عمل منكر وجرم شنيع ينافي الدين والشرع والقيم والأخلاق، وينمّ عن خبث في قلوب منفذيه، الذين لم يراعوا حرمة الدماء المعصومة، والحفاظ على لحمة وتماسك هذا الوطن الآمن المستقر، بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي...

المرفقات

العمل الإرهابي في الأحساء


العنوان

فتنة اختلال الأمن

2011/09/07 6061 972 67

لقد تكاثرت في هذه الآونةِ حلقاتُ الإخلال الأمنيّ في المجتمع المسلم، وقلَّت في واقعنا هيبةُ الدم المسلم وحرمتُه وعصمتُه، ولقد أشار المسلم بالسِّلاح على أخيه المسلم، بل وأفرَغ حشوَه فيه، وهذا ما لا كُنّا نعهدُه في زمَن الاستقرار الوارف، والطمأنينةِ التي عمَّت المجموع، فما الذي غيَّر الأمرَ عن مجراه؟! ولأيِّ شيء يختلف اليومُ عن الأمس؟! وما هو السبيلُ للخروج من عُنُق الزجاجةِ القاتل؟!

المرفقات

اختلال الأمن


العنوان

نابتة العَصر

2008/11/30 9980 1863 154

الأمنُ مطلبٌ عزيزٌ، هو قِوامُ الحياةِ الإنسانيّة وأسَاسُ الحضارةِ المدنيّة، تتطَلّع إليه المجتمعات، وتتسابَق لتحقيقِه السّلُطات، وتتَنافس في تأمينهِ الحكومات، تُسَخَّر له الإمكانات الماديّة والوَسائلُ العلميّة والدِّراسات الاجتماعيّة والنّفسيّة، وتُحشَد لَه الأجهزةُ المدنيّة والعسكريّة، وتُستَنفَر له الطَّاقات البشريّة.

المرفقات

278


العنوان

التفجيرات.. التطرف لا يعالج بالتطرف

2009/09/27 6867 1446 59

د ماجد بن عبدالرحمن آل فريان

وإن من المقطوع به عقلاً وحسًّا أن المناهج الدينية لها في مجتمعاتنا عمر طويل، يتجاوز السبعين عامًا، هو عمر التعليم النظامي، وأن تعليم القرآن الكريم لم ينقطع في بلادنا وفي أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي منذ نزوله وإلى يومنا هذا، ومع ذلك -ومع وجود هؤلاء الغربيين في بلادنا على مدى أكثر من سبعين عامًا- لم يحدث ما حدث تجاههم من وقائع التفجير

المرفقات

711


العنوان

منزلة الدماء في الشريعة

2009/09/28 12153 4074 182

... بان بهذه النصوص الكثيرة أن قصد المسلم بالترويع والقتل من كبائر الذنوب، وأعظم ذنبٍ يتعلق بحق مخلوق: سفك دم حرام بغير حق، ومن أبين صور ذلك: التفجير والتخريب في بلاد المسلمين، وقصد المعصومين بالتخويف والترويع، والإيذاء والقتل، وما حصل قبل أيام من قصد بعض دوائر الأمن بالتفجير، ما هو إلا ضربٌ من ضروب الفساد في الأرض، ..

المرفقات

الدماء في الشريعة

الدماء في الشريعة - مشكولة


العنوان

التفجيرات عودًا على بدء

2009/09/27 5514 1367 41

د ماجد بن عبدالرحمن آل فريان

يا أيها المسلم: اتق الله تعالى أن تلقاه وفي عنقك أنفسٌ مسلمة معصومة وأموال مسلمة معصومة أو ذرائع أوجدتها لأهل الكفر يتسلّطون بها على أهل الإسلام أو أسباب يفرح بها أهل النفاق ليحاربوا بها الدعوة إلى الله عز وجل، ولا شيء حصلته وراء ذلك إلا موت عدَد يسير من الناس كلّهم من معصومي الدماء: إما مسلم أو معاهد ..

المرفقات

710


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات