الأخوة الإيمانية - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات:

اقتباس

فما أحوج المسلمين اليوم في غربتهم الآخرة إلى من يغذي قلوبهم بغذاء الإيمان، ويرتفع بهم عن دنايا الأرض كي يصلوا إلى عباب السماء، لترتقي علاقاتهم، وتصفو روابطهم، وتسمو أرواحهم بالأخوة الإيمانية عميقة الجذور!! ما أحوجهم إلى من يقتبس من نور الشريعة الغراء قبسًا يقذفه في قلوب المسلمين، فيقتل النزاعات العرقية، والعصبيات الحزبية والمذهبية، فيعلي فيهم روح المحبة والإخاء والعدالة ...

من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأخوة في الله، التي سببها الإيمان والعقيدة، فهي قائمة على أوثق عرى الإيمان كما في الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"، فهي أسمى علاقة وأقوى رابطة يمكن أن تكون في مجموعة من البشر، لأن لها سببًا سماويًّا رفيعًا، وما دونها من علاقات النسب والمصاهرة قد لا تبلغ معشار ما فيها من خير؛ فهي علاقات جبرية تنقصها أحيانًا الرابطة الإيمانية التي تهز القلب وتغير توجهاته.

 

فقلتُ أخي قالوا: أخٌ من قرابة *** فقلت لهم إن الشُّكُول أقاربُ
نسيبي في رأيي وعزمي وهمَّتي *** وإن فرّقَتْنا في الأصولِ المناسِبُ

 

إن أهمية رابطة الأخوة الإيمانية تنبثق من أهمية الإيمان نفسه في قلوب حامليه، لقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في مكة ثلاث عشرة سنة كاملة على معاني الأخوة الإيمانية العميقة، ثم أتبعها ببضع سنين في المدينة قبل أن تتنزل عليهم التكاليف الشرعية والقتالية، ولم يستكثر هو وأصحابه رضوان الله عليهم هذه المدة، بل كان يعلم علم اليقين مدى تأثير هذه المرحلة الفارقة في تاريخ أصحابه في تاريخ الإسلام كله فيما بعد، فالإسلام الذي انتشر في ربوع الأرض فيما بعد كان أثرًا من آثار هذه التربية الإيمانية العميقة التي جذّرت الأخوة في صدور أصحابه، ولم يتأفف أيضًا هؤلاء الأصحاب ولا تساءلوا: إلى متى نربي تلك المشاعر دون أن نعمل؟! بل كانوا مدركين لأهمية ما يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه لما تم تفعيل تلك الأخوة في المدينة بعد الهجرة مباشرة ضربوا أروع الأمثلة في إنكار الذات والتضحية لأجل بعضهم.

 

هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غربتهم الأولى، غذى القلوب قبل أن يغذي الأبدان، ربط القلوب برباط الإيمان، وغلفها بغلاف التقوى، وسقاها بماء الأخوة، فهشمت الصخور، وشقت البحار، وغزت المفاوز والقفار، فما أحوج المسلمين اليوم في غربتهم الآخرة إلى من يغذي قلوبهم بغذاء الإيمان، ويرتفع بهم عن دنايا الأرض كي يصلوا إلى عباب السماء، لترتقي علاقاتهم، وتصفو روابطهم، وتسمو أرواحهم بالأخوة الإيمانية عميقة الجذور!! ما أحوجهم إلى من يقتبس من نور الشريعة الغراء قبسًا يقذفه في قلوب المسلمين، فيقتل النزاعات العرقية، والعصبيات الحزبية والمذهبية، فيعلي فيهم روح المحبة والإخاء والعدالة، ويقتل فيهم كل معاني الشر والجاهلية والتعصب المقيت للقبيلة والشيخ والمذهب!!

 

إننا في ظل تفشي الظلم والشر بين الناس نحتاج إلى إعادة ثقافة الأخوة بين الناس، والتزام المنهج النبوي الراقي في التعامل مع الآخرين، لا سيما إن كانوا من ديننا، ويتكلمون بألسنتنا، وينتهجون نهجنا، فهم أولى الناس بنا وبطيب كلامنا وبرفق أحوالنا، ونحن أولى الناس بهم وبحسن حديثهم وابتسامة محياهم.

 

وبمثل هذه الروح النبوية الرقراقة نستطيع اختصار الزمان الذي يُنفق في البحث عن آليات للتعارف والتواصل مع إخواننا في الملة، فبين أيدينا منهج تربوي نبوي فريد يبني الشخصية المسلمة الحقة، ويربطها بإخوانها عن طريق منهج رباني لا مثيل له، فتنتج أشخاصًا هي مصاحف تمشي على الأرض، تقاتل وتجاهد وتدعو إلى ربها وهي صف واحد، بنيان مرصوص، لا يصده عن هدفه صادٌّ مهما بلغت به القوة، ولا تزحزحه رياح الجاهلية مهما بلغت إمكاناتها وقدراتها، فهم على قلب رجل واحد، يدينون بدين واحد، يصلون إلى قبلة واحدة، ويتعبدون إلى رب واحد.

 

لقد آمن إخوانكم في ملتقى الخطباء بأهمية هذه الأخوة الإيمانية التي لا تقاس بها رابطة أخرى على هذه الأرض، لذا فإنهم يدعونكم -معاشر الخطباء- إلى بذل مزيد من الجهد إزاء هذه القضية التربوية والإيمانية المؤثرة، فربما تكون كفيلة بالقضاء على الكثير من الأمراض المجتمعية الخطيرة التي تنشأ بين أفراد الجماعة الإسلامية المؤمنة، لذا فقد اخترنا لكم في هذه المجموعة من المختارات عددًا من الخطب التي تدور في فلك هذا الموضوع، كي نتعرف كيف ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على معاني الأخوة الإيمانية العميقة، والوسائل المعينة على ذلك، مشيرين إلى ما قد يفسد جمال هذه الأخوة ويعكر صفوها، راجين الله تعالى أن يعمق ما بيننا من أواصر الإسلام العظيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العنوان

الأخوة الإيمانية وثمراتها

2011/04/28 24903 2529 399

الأخوة في الدين تعلو الأخوة في النسب، فالله أمر بالمؤاخاة بين المؤمنين والمسلمين، ولو اختلفت أنسابهم وتباعدت أوطانهم، فقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وأمر بمعاداة الكافرين ولو تقاربت أنسابهم، فقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ءابَاءكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ..

المرفقات

الإيمانية وثمراتها


العنوان

في الأخوّة الدينية

2010/02/24 9164 1091 89

إنه لا يكمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأقل درجات الأخوة أن يعامل أخاه بما يحب أن يعامله به. ولا شك أنك تنتظر من أخيك أن يستر عورتك، وأن يسكت عن مساويك؛ فكيف تنتظر منه ما لا تفعله معه؟!<br>إنك لا ترضى أن يصدر من أخيك أدنى إساءة في حقك، فكيف ترضى أن تسيء إليه؟<br>إنك تنتظر من أخيك أن يصدق معك في المعاملة ولا يخدعك ولا يغشك؛ فكيف تعامله بضد ذلك؟.. <br>

المرفقات

1044


العنوان

الأخوة الإيمانية

2011/04/28 7603 1414 124

إن الشيطان قد يعجز عن الإنسان العابد لله أن يجعله يتجه بالعبادة لغير الله، ولكنه مع ذلك يحتال في إيقاد نار العداوة والبغضاء في القلوب، فإذا اشتعلت هذه النار استمتع الشيطان برؤيتها وهي تحرق حاضر الناس ومستقبلهم وتقطع أواصرهم، ويقوم شياطين الإنس بعد ذلك بإلهابها كلما خمدت أو كادت. يقول -عليه الصلاة والسلام-: "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم" ..

المرفقات

الإيمانية


العنوان

مفسدات الأخوة (1)

2011/04/28 22127 2523 99

فكم تصبح الحياة قاسية حين ينضب معين الأخوة، وتجف ينابيع الحب في الله، والملاحظ أنه مع هذه المدَنِيَّة المادية التي طغت على الناس بدأت الأواصر تضعف والألفة تتقطع، بل تُفقَد في بعض الأحيان، وشتان بين مجتمع تسوده الألفة والمودة والإخاء والحب، ومجتمع يشعر بالفردية، يشعر بالأنانية، فالفرد بقربه من الآخرين وقربهم منه دون انقباض ولا تكلف ..

المرفقات

الأخوة (1)


العنوان

مفسدات الأخوة (2)

2011/04/28 10472 1777 71

إخوة الإسلام: قال -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت في صحيح مسلم: "الأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". أخذ منه البغوي -رحمه الله- أن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد، والذي يعنينا أن الألفة تدوم وتنشأ وتستمر إذا فعلت الأسباب الموجبة لذلك، وتنقطع العلاقات وتنفصم العرى إذا لم يستشعر الإخوان أهمية المودة والإخاء. لذلك حديثنا موصول عن أسباب ..

المرفقات

الأخوة (2)


العنوان

مقويات الأخوة

2011/04/28 8559 2610 58

لا تظنوا موضوع الأخوة موضوعًا عاديًا لا أجر فيه ولا ثواب، بل هو موضوع يحبه الواحد الوهاب، وجعله أعظم من أخوة النسب، فأخوك في النسب الذي من أمك وأبيك لا ينفعك يوم القيامة، بل إذا رآك فر هاربًا؛ قال تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)، بل (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)، بل (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)، فلا ينفعك، بينما أخوك في الله، في الدين، ينفعك؛ قال تعالى: (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ)، استثنى هنا إلا من؟ (إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) جميع الصداقات تلاشت وانتهت، الصداقة للرياضة انتهت ..

المرفقات

الأخوة


العنوان

مضعفات الأخوة

2011/04/28 6936 1878 55

ونحن في هذا اليوم مع الأمور التي تضعف الأخوة، التي تفكك روابط الأخوة، نذكرها على سبيل الحذر منها والابتعاد عنها. لما ذكر الله -سبحانه وتعالى- موضوع الأخوة في سورة الحجرات وقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، ذكر بعدها أمورًا كثيرة تضعف الأخوة وكلها حرمها علينا؛ حتى لا يعيش المجتمع في تفكك وفي عداوة وبغضاء ..

المرفقات

الأخوة


العنوان

إنما المؤمنون إخوة

2011/04/28 32721 1581 126

يخبرنا تعالى عن صفاتِ المؤمنين، وأنّ المؤمنين إخوةٌ بعضُهم لبعض، فالمؤمن أخٌ لأخيه المؤمن، جمعتهم أخوةُ الإيمان، وحَّدتهم رابطةُ الإسلام، فهم إخوانٌ في الله متحابّون في الله. تلك الأخوّة تدعو ذلك المؤمنَ إلى أن يحبَّ لأخيه ما يحبّه لنفسه، وأن يكره له ما يكرهه لنفسه. أجل -أيها المؤمن-، تحبُّ له ما تحبّ لنفسك، فكلّ أمر تحبُّه لنفسك فأنت تحبُّه وترضاه لأخيك المؤمن ..

المرفقات

المؤمنون إخوة


العنوان

الأخوة الإيمانية

2011/04/28 10236 2489 87

الأخوة قوام الحياة؛ بل هي ماء العيش كما قال سفيان -رحمه الله-: "لا بد من أخ تبثه شكواك، ويعينك على بلواك، ومن وجد له أخًا تهواه نفسه، وتعجبه فعاله، ويرضى الله عن خصاله، فليتمسك به، فإن أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان الأوفياء، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم". ويقول عمر -رضي الله عنه-: "لقاء الإخوان جلاء الأحزان" ..

المرفقات

الإيمانية1


العنوان

حتى لا تضيع حقوق الأخوة

2012/05/17 18925 1395 135

لقد جاء الإسلام ليهذب النفوس ويربيها ويجعل من الحب والمودة والإخاء شعار المجتمع المسلم وسببًا لسعادته.. فما أحوج الأمة اليوم أفرادًا وشعوبًا حكامًا ومحكومين إلى هذه الأخوة في زمن كثرة فيه المشاكل وتنوعت فيه الخلافات على مستوى القُطر الواحد بل وبين الدول مع بعضها البعض، بل حتى في المؤسسة الواحدة ويا ليتها كانت خلافات من أجل الدين والحق والقيم العظيمة والتنافس من أجل ازدهار الأمة ورفاهية الشعوب، بل كانت من أجل دنيا فانية ولذة عابرة ..

المرفقات

لا تضيع حقوق الأخوة


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات