خطر التفرق والاختلاف بين المسلمين - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

ليست ثمة قضية أجمع عليها المسلمون قديمًا وحديثًا مثلما أجمعوا على خطورة التفرق والتنازع في دين الله، وأن الاجتماع قوة تتضاءل إلى جانبها كل القوى المتفرقة، ورغم حالة الإجماع هذه إلا أن هناك حالة أخرى من الانفضاض عن هذه الفكرة بشكل يبعث على التساؤل والدهشة، فحالات التنازع والفرقة التي يغرق فيها المسلمون حتى آذانهم تأكل أخضرهم ويابسهم ..

ليست ثمة قضية أجمع عليها المسلمون قديمًا وحديثًا مثلما أجمعوا على خطورة التفرق والتنازع في دين الله، وأن الاجتماع قوة تتضاءل إلى جانبها كل القوى المتفرقة، ورغم حالة الإجماع هذه إلا أن هناك حالة أخرى من الانفضاض عن هذه الفكرة بشكل يبعث على التساؤل والدهشة، فحالات التنازع والفرقة التي يغرق فيها المسلمون حتى آذانهم تأكل أخضرهم ويابسهم، وتأتي على جهودهم للنهوض والتقدم عن بكرة أبيها، وتُفْشِل كثيرًا من ممارساتهم تجاه محاولات التجمُّع على كلمة سواء.

 

والمستفيد الأول من حالة التنازع ما بين المسلمين بشكل عام والدعوات الإسلامية بشكل خاص هم أعداء هذا الدين، سواء من الداخل أم من الخارج، فتشتيت الجهود غاية كل أفاق، وأمل كل أفاك، فالضربات المتفرقة غير موجعة، والضربة الصادرة عن أيادٍ مصهورة في يد كبيرة قوية لا شك أنها ضربة قاصمة رادعة، توقف المنافقين ومبتغي الفتن عند حدودهم، وتردعهم عن مزيد من حملات تشويه الصورة وإسقاط الرموز.

 

لذلك فإن بذرة التفتيت والتفريق يرعاها أعداء هذه الملة وأذنابهم في داخل البلاد، بإيعاز من القوى الظلامية الخارجية، التي تسعى لتطفئ نور الله بأفواهها، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، فهذه البذرة تسقى بماء التنازع، ويضاف إليها سماد تضخيم مواطن الخلاف، لتخرج من طينتها نبتة التنابز بالألقاب والسعي بالغيبة والنميمة بين أبناء الدين الواحد والقبلة الواحدة، فتتشتت جهودهم في كيل التهم لبعضهم، والتنظير لإثبات مخالفة فريق ما لقواعد الإسلام وأصوله، حتى يضيع وقت الأمة في قيل وقال، بدلاً من أن تصرف الأوقات للدعوة إلى التوحيد والأخلاق الفاضلة والسعي في الأرض والإنتاج والتقدم والنهضة.

 

وتعد بذرة التصارع المجتمعي التي زرعها الغرب وأذنابه في بلاد المسلمين نموذجًا مصغرًا من حالة التصارع بين الدول -الإسلامية خاصة-، فالغرب يتصور أن حياته لن تُبنى إلا على أنقاض الإسلام، وأنه ينبغي للدول الإسلامية والعربية أن تكون دويلات تابعة ذليلة للغرب حتى تقوم له قائمة، فإذا قام تكتل عربي وإسلامي قوي فإنه سيؤذن بنهاية الغرب لا محالة، وسينهي سيطرته على مقدرات البلاد والعباد، لذلك يعمل على تكريس هذا المفهوم وتكريس مبادئ الحدود بين الدول واحترام كل منها لسيادة الأخرى والفصل الكامل بين الثروات والسياسات، كل هذا لحساب الدول الغربية التي تتغول يومًا فيومًا وتنشئ كل يوم تكتلات جديدة رغم ما بينها من خلافات عقدية وسياسية ولغوية وجغرافية وأخلاقية، إلا أنهم تكتلوا واجتمعوا ليقينهم بأهمية الاجتماع ونجاعته في دفع العدوان.

 

لقد كان الافتراق مؤذنًا بانتهاء الخلافة الإسلامية منذ ما يقرب من مائة عام، وقبلها بانتهاء الحضارة الأندلسية بعد أن تفتت إلى طوائف وإمارات متقاتلة، وقبلها بغزو التتار للعالم الإسلامي حينما انشغل كل بلد بنفسه وملذاته وشهواته، ضاربين بالدعوات إلى الوحدة عرض الحائط، بجانب ضياع القدس الشريف والمسجد الأقصى من أيدي المسلمين حيث رزح تحت حكم الصليبيين ما يزيد عن قرنين من الزمان، ولم يعد إلى الحظيرة الإسلامية إلا حينما وحد صلاح الدين الأيوبي بلاد الإسلام مرة أخرى تحت راية واحدة وأعلن الجهاد على الغزاة، واسترد شرف الإسلام مجددًا، ثم ضياعه مرة أخرى في القرن الماضي على أيدي حفنة ضئيلة من اليهود، التي استقت قوتها وتجبرها من ضعف المسلمين وتمزقهم واختلاف راياتهم وسعيهم خلف مصالحهم الشخصية.

 

إن إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، والوقوف على مواطن القوة فيه، والتي كان من أهم أسبابها وحدة المسلمين قلبًا وقالبًا، وانضواؤهم تحت راية واحدة هي راية الإسلام، وعدم تخوين بعضهم بعضًا، هي الاستفادة الحقيقية من التاريخ، فليس التاريخ مجرد قصص وحكايات تُقضى بها الساعات وتُقتل بها الأوقات، وليست عيشًا في الماضي، وإنما هي دروس وعبر تدفع الأمة دفعًا نحو المستقبل، بفكر واعٍ وقلب نابض بالحياة.

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع جمعنا لكم -معاشر الخطباء- مجموعة من الخطب التي تحذر من خطر الفرقة والتنازع، والأسباب التي أدت بالأمة الإسلامية إليها، والعلاجات التي على الأمة أن تسلك مسالكها ليقيها الله -عز وجل- شر هذا البلاء المهلك، وليدفع عنها هذا الداء الوبيل، سائلين الله -عز وجل- أن يعصم الأمة من الافتراق، وأن يوحد كلمتها ويجمعها على قلب رجل واحد، وأن يعينها على التصدي لمخططات أعدائها.

العنوان

الاعتصام بالكتاب والسنة

2013/08/25 19691 1945 224

الإسلامُ وحده هو الذي يجمعُ القلوبَ المُتنافِرة، ويُطفِئُ الشرارة المُلتهِبَة، ويُزيلُ شحناءَ النفوس، قال الله – تعالى -: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال: 63]. الاعتصامُ بحبل الله المتين أمانٌ من الزيغ والضلال، ويجمعُ الأمةَ تحت لواء "لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله"، يُقوِّي اللُّحْمة، ويقتلُ الأطماع، ويُسقطُ الرايات الزائِفة، وبه نُواجِهُ مكرَ وكيدَ الأعداء.

المرفقات

بالكتاب والسنة


العنوان

كونوا إخوانا كما أمرتم

2014/01/06 8091 992 53

وَإِنَّ في ذِكرِ الإِصلاحِ بَينَ الإِخوَةِ، وَالتَّعقِيبِ بَعدَهُ بِتَقوَى اللهِ، لإِشَارَةً وَاضِحَةً جَلِيَّةً، إِلى أَنَّ رَابِطَةَ الأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، لا يُمكِنُ أَن تَقوَى وَتَشتَدَّ وَتَكُونَ عَلَى مَا يَنبَغِي، إِلاَّ بِصَلاحِ مَا بَينَ الإِخوَةِ مِن عِلاقَاتٍ، وَهُوَ مَا لا يَتِمُّ إِلاَّ بِتَقوَى الجَمِيعِ لِرَبِّهِم، وَالَّتي بها يَتَآخَونَ وَيَتَرَاحَمُونَ وَيَتَلاحَمُونَ، وَمِن ثَمَّ يَنَالُونَ رَحمَةَ اللهِ.

المرفقات

إخوانا كما أمرتم


العنوان

وحدة المسلمين الواقع والواجب

2013/01/30 7432 1122 81

إن المسلمين -مهما تفرقت بلادهم, واختلفت لغاتهم- تجمعهم عقيدةٌ واحدةٌ, المسلمون تجمعهم شعائر واحدة, يصلون جميعاً, ويحجون سوياً, ويصومون في آن واحد, ويتوجهون لإله واحد. في الإسلام يؤمر المسلم بالشعور بإخوانه القريبين والبعيدين, والفرحِ لفرح المسلمين والحزنِ لحزنهم, وهنا تعلم أن الاجتماع والوحدة ليست على...

المرفقات

المسلمين الواقع والواجب


العنوان

فضل الاجتماع وخطر الاختلاف

2008/11/23 14657 2282 146

وإذا كان التفرق والاختلاف واقعا في الأمة لا محالة، وهو من قدر الله تعالى الذي قدره عليها، فليس معنى ذلك أن يستسلم أفراد الأمة لهذا القدر، ولا أن يحتجوا به على تفرقهم واختلافهم؛ لأن الله تعالى وإنْ قدر ذلك بحكمته فقد أمرنا سبحانه بالاجتماع، ونهانا عن الفرقة.

المرفقات

الاجتماع وخطر الاختلاف

الاجتماع وخطر الاختلاف - مشكولة


العنوان

من أسباب الخذلان (3) التفرق والاختلاف

2009/06/08 14177 2815 82

وعلى هذا الأساس المتين من الأخوة والمحبة ذابت مختلف الأعراق والأجناس في بوتقة الإسلام، وتلاشت العنصريات والعصبيات، ولم يبق إلا رابطة الدين، وعصبية الإيمان؛ عزت بها الأمة، واجتمعت تحت رايتها، حتى جاء الاستعمار البغيض على أنقاض دولة بني عثمان ففرق الأمة إلى دول شتى، وأحيى فيها الجاهلية الأولى، فاعتز كل ناس بعرقهم، وفاخروا بلسانهم، واحتقروا غيرهم ..

المرفقات

أسباب الخذلان (3) التفرق والاختلاف

أسباب الخذلان (3) التفرق والاختلاف - مشكولة


العنوان

أخوة العقيدة في جُزُر سايكس بيكو

2011/04/20 8841 1917 67

واستمرت الأمة تنعم برابطة الإيمان وأخوة العقيدة قرونًا من الزمن، ورغم ما كان يصيبها أحيانًا من ثغرات تنفذ إليها، لكنها بالإجمال ما تخلت عن أخوة الإيمان، استمرت حالها كذلك حتى اتفاقية سايكس بيكو وإرهاصاتها التي فرقت الأمة المسلمة أشتاتًا وأحزابًا وقطعًا وإربًا، من خلال وضعها لحدود أرضية مصطنعة فصلت جموع الأمة في جزر، ومن خلال إذكاء روح العنصرية والطائفية فيها ..

المرفقات

العقيدة في جُزُر سايكس بيكو


العنوان

الحث على الاجتماع وذم الفرقة والاختلاف

2010/08/17 47559 3166 154

ليس من سبيل لانتشال هذه الأمة من مستنقع الضياع الذي تغوص فيه إلا بنبذ الخلافات، وصهرها في أتون المحبة والوفاق والأخوة؛ لتستخلص منها شرابًا حلو المذاق، يخترق عبقُه الزكيُّ أنوفًا أزكمها نتن الهوى والميل عن الحق، وعفن الفرقة وإعجاب كل ذي رأي برأيه.

المرفقات

على الاجتماع وذم الفرقة والاختلاف


العنوان

أهمية الوحدة بين المسلمين

2011/04/22 98641 3031 259

إننا نشاهد بأم أعيننا فئامًا من إخوة لنا لا همَّ لهم إلا تفريق المسلمين، وبث بذور الاختلاف بينهم، ونراهم لاهثين في البحث عن كل ما من شأنه تشتيت ما بقي من أشلاء هذه الأمة إلى مِزق، من تجمعات محدودة لا تتطلع إلى علياء، ولا تنظر إلى أبعد من أنفها، ولا تجاوز أخمص قدميها. وإن لنا كذلك إخوة يسعون في الأرض يظنون أن الأصل أن تكون كلمة المسلمين شتى ..

المرفقات

الوحدة بين المسلمين


العنوان

أخوة الدين وفساد الجماعات المفرقة

2011/04/22 6732 1378 32

لقد نبتت في أبناء الأمة دعوات فاسدة، تزرع في الشباب الحقد والضغينة وكره المسلمين، وأصبح التنابز بالألقاب والمسميات والطعن في الناس، بل الطعن في دعاة الإسلام وأولياء الأمة، أصبح رمزًا للتدين واتباع السلف، ونعوذ بالله من الكذب على صالحي سلف الأمة الذين فهموا الخلاف وأدب الخلاف، وما سمعنا ولا قرأنا في تاريخ أمتنا المجيدة عالمًا يفسّق غيره ..<p>

المرفقات

الدين وفساد الجماعات المفرقة


العنوان

الواقع الايجابي بين المجتمعات المسلمة

2010/06/14 6290 1075 60

<br>إن الحاجة إلى تلاحم المجتمعات المسلمة وتوحيد شعورها إيجاباً وسلباً وفق ما شرعه الله لهم، والدعوة إلى إذكاء ذلكم الشعور لم تكن بدعاً من الحديث، وليست هي خيالاً لا يُتصور وجوده، ولا هي مثالية يُهزأ بها، بل هي واقع منشود في كل عصر ومصر، وهي وإن خَبَت تارة؛ فإنها قد نشطت تارات. وإن ذلكم كله ليسير على من يسَّره الله له، متى ما تحققت معاني التعاون الصادق، والإحساس المشترك، والانتماء الأصيل للأخوة والدين ..<br>

المرفقات

الايجابي بين المجتمعات المسلمة


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات