أين أنتم مما يدور حولكم من أحداث تهدد أمن بلدكم ؟!! ما هذا التناقض !!
أبو العنود
ومحزن في نفس الوقت !
وأتمنى أن لا يكون مقصودا ..
كان الملتقى في كل الفترات مادة خصبة لكل ما يتعلق بمشاكل المسلمين ومتابعاً لكل أحداثه ..
لا أبالغ إن قلت أنك ربما تعرف موضوع الجمعة القادمة من خلال جهود هذا الملتقى ..
فلما صار الموقف قريباً من دارنا صار الصمت المطبق سيد الموقف !!
في كل نازلة تنزل بأمة الإسلام في أقصى الكرة الأرضية أو أي منطقة منها تجد كثيراً من الأئمة يضجون بدعاء القنوت ، بإذن رسمي أو بدونه - وهو الأكثر - .. ولست في مقام تصحيح هذه المسألة من عدمه فلست أهلا لذلك ..
ولكن - ويا للمفارقة العجيبة - عندما نزلت النازلة في جنوب المملكة أيام الحوثيين - لا أعادهم الله - ساد الصمت المطبق فلم أسمع مسجداً واحداً ولم أعرف عن مسجد أنه قنت لهذه النازلة .. !!!!!
الآن الموقف يتكرر فالدعوات إلى المظاهرات من بعض الفئات الضالة والدعوة إلى المطالب الإصلاحية - زعموا- صارت غير سرية وصار التخطيط لها والإعلان عنها في كل الوسائل .. وأبانت وزارة الداخلية عن عزمها الأكيد - وفقها الله - على منع مثل هذه المظاهر الدخيلة ..
ولكن ملتقانا في واد آخر !!
مواضيع هذا الأسبوع عن معرض الكتاب والاحتساب ! وعن دماء ليبيا .. والقذافي .. وإلخ ..
الواجب علينا جميعاً - من وجهة نظري - في هذا الأسبوع بالذات أن تكون هناك وقفة جادة وحملة مخصصة من الخطباء لثلاث جمع قادمة أو جمعيتن على أقل الأحوال .. للحديث بكل جد وعزم وإصرار عن المخاطر المحدقة .. وأضرار هذه المظاهرات والتحذير منها ... وعن الجماعة وأن نكون يدا واحدة في وجه كل من أراد تفرقتنا ..
خصوصا من المشايخ الفضلاء الحقيل والعجلان والبصري والفريان ممن أعطاهم الله قدرة على البيان بالدليل الشرعي والحجة والإقناع ..
بلدنا يستحق من الكثير .. هذا بلدكم يهدد في أمنه واستقراره فماذا أنتم فاعلون ؟!
المشاهدات 7038 | التعليقات 11
لا يخفى على شريف علمك أن هذه القضايا شائكة وحساسة وطرحها على المنابر فيه حساسية شديدة مع توتر الأوضاع وحماس الناس ورغبتهم في التغيير والحرية مقارنة بمن حولهم، وموافقة العلماء والدعاة والمصلحين لكثير من مطالب الناس في رفع الظلم وإخراج المعتقلين وغيرها.
وعليه فالوقوف في وجه الناس في هذا الموضع قد يكون طفولة سياسية ودعماً للظلم والاستبداد، وفي مقابل ذلك الوقوف مع هذه المطالبات في هذا الوقت قد يكون تهوراً غير محسوب العواقب لأن مما هو معلوم أن طوائف كثيرة تتربص بهذه البلاد وأبرزهم الرافضة والليبراليون.
ونحن نترك المجال للخطباء لاقتراح المعادلة المطلوبة وهذا الموقع منهم وإليهم والمبادرة مطلوبة منهم هذه المرة.
وما دمنا مترددين في الأصلح للخطاب الدعوي فلا تسعنا المبادرة بما لم يتضح لنا أو نقتنع به تمام الاقتناع، وقد يظهر في قادمات الأيام ما يجعلنا نحسم أمرنا بقناعة تامة.
ونحن في هذه الأيام يمكن أن نشبه حالنا بحال الأحنف بن قيس مع معاوية رضي الله تعالى عنه عندما ذكروا عند معاوية شيئاً، فتكلموا والأحنف ساكت، فقال: يا أبا بحر، ما لك لا تتكلم؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت.
ونحن نخشى الله تعالى إن كذبنا ومدحنا وزكينا، ونتخوف من أمور كثيرة إن صدقنا وعدلنا في طرحنا.
فالصمت حكمة إذا عرفت أسبابة، ونحن في انتظار تعليقكم، وإثراء الإخوة الخطباء ومرئياتهم.
نصيحه للخطباء
اتقوا الله
وإذا ما وقفتم مع المظلومين لا توقفون مع الظالمين
:mad:
لا أظن أن الأمر بهذا الاشتباه في مثل وضعنا في هذه البلاد المباركة ..
فمتى كان الأمر مدلهما إلى هذه الدرجة وغامضاً ؟!
ألسنا نعتقد بوجوب الرجوع إلى العلماء الكبار في الأزمات ؟
فماذا قالوا ؟
أين ما ننظِّر له بين الشباب من المرجعية والأخذ عن الأكابر ؟!
ثم ما هو الشائك والحساس في هذا الموضوع ؟!!
هل تسوغ الدعوة إلى المظاهرات وإدخال البلد في حالة من الفوضى والتشتت لا يعلم عاقبتها إلا الله ؟!
الأمر الآن كأوضح ما يكون من حيث الدعوة إلى الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة سيما - كما تفضلت يا شيخ ماجد - أن العدو واضح للعيان فهو إما رافضي أو علماني وكلاهما يتربص الدوائر ..
فالذي أعتقده وأدين الله تعالى به أن الدعوة إلى الاجتماع على القيادة والعلماء الكبار هو الواجب المتعين في هذه المرحلة .. بغض النظر تماماً عن ما هو موجود عندنا من أخطاء فهي مهما بلغت تظل في إطار الأخطاء ولا أظن ولاة الأمر في غفلة أو عدم رغبة عن الإصلاح .. خصوصاً في هذه المرحلة .
ولكن الخطر الأكبر هو الصيد في الماء العكر والمساومة في هذه المرحلة فهي وإن كانت حرية بأهل الزيغ والفساد المعتقدي والمنهجي إلا أنها قبيحة في حق طلبة العلم والدعاة والخطباء الذين ينتظر منهم نصرة بلد التوحيد والسنة ..
وكم يفرح المتربصون بهذا الصدع والاختلاف في الرأي بين أبناء الصف الواحد ..
لم أقصد أبداً أن نجعل ولاتنا وقادتنا ملائكة تمشي على الأرض أو مبرئين من كل عيب .. فهم لم يقولوا بهذا هم أصلاً ..
وإنما في ظني أن الكلام الآن عن معاني الوحدة والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف والوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الفتن وذم المظاهرات وبيان خطورتها وواجب النصيحة للراعي بالطريقة الشرعية ..
خصوصاً أن المنهج سوي والحكم شرعي حتى وإن كان ثمة أخطاء ..
وإن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن لا نتركها لقمة سائغة هنية في وجه المخربين الانتهازيين ..
كيف نهنأ بعبادة وعيش ودعوة للخير وتواصل بين الناس في ظل فوضى وقلاقل لا قدر الله بذلك ؟؟!
والمصيبة أن من حولنا ممن وقع في هذه الفتن لا يزال أمام أعيننا يتخبط من مصيبة إلى أخرى ومن مشكلة إلى أعظم منها.. فالسعيد من وعظ بغيره ولم يكن عبرة لغيره .. نسأل الله أن يفرج عنهم وأن يؤمنهم ويرحم حالهم ..
أما قولك : ".. مع توتر الأوضاع وحماس الناس ورغبتهم في التغيير والحرية مقارنة بمن حولهم" !!
فهي كلمة كبيرة جداً منك يا شيخ ماجد ..
لا يستغرب هذا الكلام من عامة الناس وقليلي العلم من العامة والدهماء من الرجال والنساء .. أما من مثلك من أهل العلم والفضل فأنت والله غير جدير به .
أسأل الله جل وعلا أن يهدينا ويهدي بنا وأن يجعلنا دعاة خير وصلاح وإصلاح وأن يكفينا شر الأعداء وكيد الفجار وأن يرد كيد من يتربص بنا في نحره .. إنه سميع قريب مجيب..
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
وأحيلك ـ أخي الحبيب ـ إلى أول خطبة كتبها العبد الفقير في هذه الأحداث :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/136518
ونسأل الله أن يوفقنا فيما يأتي لقول الحق وكتابة ما فيه إصلاح ، وأن يجنبنا الفساد والمفسدين ، ولا يجعل الحق علينا ملتبسًا فنضل .
وقد صدر عن هيئة كبار العلماء أمس البيان التالي :-
بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد :
فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبينّنه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.
وقال جل وعلا : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.
ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكامًاَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه على ما منّ به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحّد صفّها على كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمّها.
وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظُم ذمّ من تركه ، إذ يقول جل وعلا (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.
وقال سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105 وقال جلّ ذكره :(( إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.
وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : « يد الله مع الجماعة « رواه الترمذي.
وقوله عليه الصلاة والسلام « من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية « رواه مسلم.
وقوله عليه الصلاة والسلام : « إنه ستكون هنّات وهنّات فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان « رواه مسلم.
وما عظُمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث.
ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : (( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32.
وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدّمها وتطوّرها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرّق هذه الجماعة.
وإنّ من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرّفهم بخدمة الحرمين الشريفين اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : (( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) البقرة :125.
وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزيّة خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمّونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عمّاراً وزوّاراً.
وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنّها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثّق الألفة ، وتحذّر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذّر من ضد ذلك من الجوْر والبغي ، وغمط الحق.
كما تحذّر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسّكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاق العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرّر ما للنصيحة من مقام عالٍ في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم « الدين النصيحة « قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم « رواه مسلم.
ومع أنه من آكد مَنْ يناصح وليّ الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : « إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم « رواه الإمام أحمد.
فإن الهيئة تؤكد أنّ للإصلاح والنصيحة أسلوبهما الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرّق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها.
والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنّها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان.
وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصّر.
والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويُريَنا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
**********************
هيئة كبار العلماء :
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء
عبدالله بن سليمان المنيع ، صالح بن محمد اللحيدان
الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ، الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ
الدكتور أحمد بن علي سير المباركي ، الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
الدكتور عبدلله بن محمد المطلق ، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى
صالح بن عبدالرحمن الحصين، عبدالله بن محمد بن خنين
الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير، محمد بن حسن آل الشيخ
الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين ، الدكتور علي بن عباس حكمي
الدكتور محمد بن محمد المختار محمد ، الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك .
بقلم : الدكتور محسن العواجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم ) ، والصلاة والسلام على حبيبنا القائل ( من بات آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها...) وبعد
فإن سنن الله ماضية، والأقدار جارية، وليس التزلف من الأمة حصانة للحاكم منها ولا التذمر منه جالبا لها، بل الحكمة ضالة المؤمن في كل حركاته وسكناته، عندما نعيش أحداثا بهذا الحجم، وتقلبات تتسارع بهذه الوتيرة، فلا بد ونحن نحتفل بخلاص إخواننا ممن ظلمهم، أن نستفيد مما يدور حولنا و نستحضر العقل في قراءة الحدث والعبرة منه، فنحن بلا شك جزء لا يتجزأ من العالم، وحرمان الأمة إلى الأبد من حقوقها تصرف لا تقره شرائع السماء ولا قوانين الأرض، وبلا أدنى شك من حقنا المطالبة بكل حق مشروع على المستويين الفردي والجماعي، من حقنا أن نعيش كما يعيش البشر من الشرق للغرب، ومن القطب للقطب، من حقنا ألا نرضى إلا بحكم الله العادل في كل صغيرة وكبيرة، من حقنا أن نحتسب على الحاكم بكل ما نراه مخالفاً بقدر الاستطاعة، إنه محض النصيحة، فلا خير فينا إلم نقلها، ولا خير فيهم إلم يسمعوها، ومن حقنا على الحاكم أن يحترمنا كما نحترمه، ويسمع لمطالبنا المشروعة دون تسويف، ويحكم بيننا بالعدل ويعاملنا بالإحسان.
ومن حقه علينا السمع والطاعة بالمعروف، فالأمر عقد ثنائي، فيه حقوق كل طرف واجبات على الآخر، هذه حقوق مشروعة واجبة الأداء فورا، لا منة فيها لأحد من المخلوقين على أحد، ولكن ونحن نتعاطى مع هذه العبر، يجب ألا تأخذنا سكرة العاطفة مع فوران الأحداث فنذهب بعيدا عن حسابات العقل السليم ، علينا أن نتذكر أمورا يحب وضعها نصب أعيننا من منطلق شرعي مصلحي دنيوي أخروي، وفي مقدمتها :
1- المملكة العربية السعودية هي بلادنا، وبيتنا، ومستقرنا، وأمنها واستقرارها فوق تطلعاتنا كشعب، وفوق تطلعات الأسرة الحاكمة أيضا، فهي بلد الجميع وقد خصها الله بأشياء وإلم تكن عائقا دون المطالبة بالحقوق المشروعة، لكنها تعطي هذا لبلد استثناء خاصا في غاية الحساسية، وذلك بتركيبته القبلية المتأصلة، والطائفية، والمناطقية، عوائق وحدة لم يتحقق صهرها في إطار وطني متين، يجعل الولاء بعد الدين للوطن، فوق الولاء للقبيلة، أوالطائفة أوالمذهب أوالإقليم، هذا مع غياب الدستور والمجالس النيابية والمؤسسات الأهلية والنقابات، ووجود أكثر من ثمانية ملايين ضيف من جنسيات أخرى لا نعلم ماذا يضمر بعضهم في الشدائد، يبقى مجتمعنا متماسكاً في الوضع الطبيعي، لكنه قابل للتأثر بهذه المفرقات عند أدنى خلل لاسمح الله، ألا فلنكن في يقظة من أمرنا مهما اختلفنا فيما بيننا، فكم من متربص يريد تفتيت بلادنا وتمزيقها، مما يوجب علينا الجمع بين الحفاظ عليه و الجدية في إصلاحه وصلاحه، ليس فقط لارتباطه بمشاعر السعوديين ومصالحهم، بل لارتباط كل مسلم ومسلمة في العالم وجدانيا بهذه البلاد، وشعوره بالأمان حيث كان يوم أن يستتب الأمن في قبلة المسلمين، لا ننسى موقف الشعب الباكستاني عام 1400هـ عندما اقتحم وأحرق سفارة أمريكا لمجرد أنه سمع بعدوان على الحرم المكي ظنا منه أنهم وراءه، وعليه فالخطوات والتحركات والتفكير والاستفادة من تجارب الآخرين أمر محمود، لكن يحب أن يكون منطلقاً من هذا الإطار الموضعي، لا أن يكون موجهاً عاطفياً من وسائل الإعلام وحدها.
2- رغم مواصلة الشكوى و رفع المطالبات المشروعة بين الفينة والأخرى، يبقى الأمن واللحمة الوطنية وتماسك المجتمع، هو أغلى ما نملكه في بلادنا بعد انتمائنا الإسلامي، هذا الأمن الذي من أجله وحد آباؤنا بقيادة الملك عبد العزيز رحمهم الله جميعا هذه القارة المترامية الأطراف، ومن أجله سهر أبناؤهم من رجال الأمن، من مختلف الرتب والقبائل، حرصاً على أمننا وسعادتنا وأمن أبنائنا وبناتنا وأحوالنا وأموالنا، وأن نذهب إلى أقاصي الأرض لمؤتمراتنا وسياحتنا وزياراتنا تاركين أطفالنا يروحون ويغدون إلى مدارسهم آمنين مطمئنين، له أمر يوجب شكر الله والحفاظ عليه بكل وسيلة.
3- مع التسليم بأنه لا أحد مستثنى من أقدار الله وسننه، إلا إن ما يحدث في أي بلد ليس بالضروه أن يتم استنساخه كما هو وتطبيقه في بلد آخر، خاصة عندما لاحظنا عوائق التواجد القبلي التي ظهرت جلياً في حجم التضحيات التي حدثت حيث يكون للقبيلة أثر في ليبيا واليمن، مقارنة بمصر وتونس يوم أن غابت القبيلة أو قل أثرها، وبالتالي فالمطلوب شرعاً وعرفاً وعقلاً التحرك بالاتجاه الصحيح السليم الذي تتحقق فيه المصالح وتدرأ فيه المفاسد، ويحافظ فيه على الممتلكات وأعظمها أمن المجتمع ووحدته وتماسكه.
4- من جهة أخرى لا يعني أن هذا تخدير أو تثبيط للمحتسبين أو أنه مبرر للحاكم أن يتصرف كيفما يشاء في شأن الأمة دون النصح لها، فنظرية البائس القذافي ( إما أنا بتسلطي أو الطوفان ) جنون سياسي مرفوض، غير أنه مثل حالة القذافي لربما أن أي طوفان أخف وأسهل من كابوس القذافي وماولد من فاجر مجرم، ولربما يجد كل عاقل ألف مبرر لقبول ما يحدث في ليبيا مهما كانت التضحيات، كان الله في عون المظلومين فيها، أما المملكة فليست ليبيا ولا تونس، جغرافياً ولا ديموغرافياً، دون أن نتجاهل ما وقع فيها من الأخطاء التي كانت ولا تزال محل شد وجذب بين المطالبين بالاصلاح، و بين حكامنا على مدى العقدين الماضيين، وكما طلبنا من المواطن أن يكون موقفه سليماً في النوازل، نطلب من الحاكم أيضا أن يتقي الله في شعبه، وليحمدوا ربهم أن شعبهم رغم معاناته التي لا تخفى من قصور في بعض الخدمات وبطالة وطبقية وفقر وعدم وجود قنوات تمثيل نيابي، إلا أننا رأينا كيف يظهر معدن الشعب الطيب عندما تستقبل فئة منه قادتها بالزهور والهتافات، في الوقت الذي يرجم غيرهم صور حكامهم بالنعل والحجارة كما نشاهد ذلك في التلفاز، فيا أيها الحكام السعوديون : شعب بهذه الطيبة والوفاء معكم والصبر، ألا يستحق منكم أن تنصتوا له وتلبوا طلباته وتردوا عليه تحية الحسنى بأحسن منها أو مثلها؟.
5- هناك توجس خفي بين جهتين لا ينكره إلا مكابر، جهة رسمية تراقب مايحدث لمثيلاتها هنا وهناك، وتمضى وقتها تفكر في كيفية العلاج فيما لو انتقلت العدوى دون أن تأخذ بأسباب الوقاية منه، خاصة بعد أن تبين أن الاعتماد على الغرب ليس خياراً لعاقل، و جهة شعبية متعطشة لإصلاحات تأخرت كثيرا، يختلفون ما بين مطالب بحق لا يدري كيف يصل إليه، وآخر يدري ولما يمكن من المشاركة فيه، وثالث متربص قد يندس بين الصفوف، ليوجه التفكير إلى عمل، والعمل إلى عنف، والعنف إلى فتنة، هذا لايعني أبدا حرمان الناس من حقوقهم، ولا من الوسائل المشروعة لتحقيقها دون إضرار بوحدة المجتمع و سلامته وتماسكه .
6- يجب على أصحاب المطامع الشخصية إعادة حساباتهم من جديد، فالساحة للصادقين فقط ، والحراك الأخير في بلاد المغرب العربي قلب موازين المنطق السائد قبله، فهذه الحركات المباركة أثبتت أن هناك نمطا جديدا وحضاريا، ألا تراهم ينادون بتشكيل حكومات انتقاليه، ومن ثم حكومة منتخبة من الشعب، إذاً فلا مكان للانتهازيين أوالذين يزكون أنفسهم، ولا مجال للذين يقفزون على المراحل ويتجاهلون الحقيقة.
7- ثبت من التجربتين التونسية والمصرية أن الانتماء الوطني أقوى بكثير من الانتماء الحزبي والطائفي، والتيار الوطني المؤثر هو تيار الكرامة والعدالة والحرية، وهو حزب الأمة الحقيقي، و هو سر نجاح الحراك، والشعور الجماعي بالحفاظ على الوطن وكأنه ملك شخصي لكل فرد من أبنائه هو لب المواطنة الحقة، الأمر الذي نفتقره في بلادنا مع كل أسف، فآصرة القبيلة والطائفة والمذهب ذهبت بنا كل مذهب، وقد آن الأوان لنمط جديد من التعايش ونبذ الخلاف والتعصب والإقصائية والاستجابة لدرجة أكبر من التسامح الذي يجمعه إطار الوطن، وحسابنا في النهاية عند الله وحده.
8- البيان واجب لا يجوز تأخيره عن وقته، وهو في مثل هذه النوازل أوجب، ليس بالضرورة أن يحظى بإجماع القراء الكرام ولكنه قناعة دافعها الغيرة والمسئولية ولا يتعارض هذا مع كل موقف سبقه و كل مطلب تم تقديمه، أو سيتقدم به الناصحون من أبناء هذه البلاد، حتى لو لم يرحب به من قبل الدولة ما دام أنه واضح ومشروع، و ينادى به بطريقة سلمية، فلا نعتمد على موقف اندفاعي أو شخصي فردي أو جماعي لرسم استراتيجات حساسة، كما لا نجامل الدولة في التأكيد على أنها بحاجة الى إعادة نظر جذرية في أسلوب تعاملها مع شعب هذه طيبته وهذه أخلاقه ووفاؤه وغيرته على أمن بلاده وأمانها، وتقديره لحكامها رغم ما يعانيه ويشتكي منه.
9- يجب ألا نغفل الجانب الرباني في تقدير الأمور وسيرها، والخيرة دايما فيما يختاره الله ولنا الأخذ بالأسباب مع التضرع والاستخارة، ولربما يظهر لنا أمور قد يكون الخير في غيرها، ولذا ظاهر الأمر في صلح الحديبة لم يستسغه غالبية الصحابة وهو يختلف عن باطنه الذي كان خيرا للإسلام والمسلمين، كما ان الوحي الرباني يأمر أحيانا بكف اليد، ويأمر بالقتال أحيانا، وهنا تأتي أهمة التحاكم للشرع، والسمع والطاعة له، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها.
10- أخيرا نواصل الدعوة الواجبة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الأمر بالمعروف واجب كل قادر بكل ما يستطيع بالطرق السلمية المشروعة وكل خطاب إصلاحي تم تقديمه للسطلة فهو أمر بالمعروف وحق مشروع ويجب أن ينصت له الحاكم، خاصة عندما يحتوي ضمنا الإقرار بالمشروعية لمجرد توجيهه لقمة هرم السلطة، وكونه حضاريا سلميا لا عنف فيه، لكن بالمقابل أية فتنة تهدد تماسك المجتع أو أمنه واستقراره، أو يكون فيها إهدار للحقوق والنفوس والممتلكات، سيكون كل منا جنديا في كتيبة واحدة هي كتيبة المملكة العربية السعودية للوقوف بوجه كل متربص ورد كل صائل كائنا من كان، ويغنينا عن كل هذا السجال والتوجس والحذر، مصالحة وطنية عاجلة، تجب كل ما قبلها من الأحزان، وتقطع الطريق على كل متربص، فنحن مجتمع لا تنقصه الشهامة المشتركة، عندما يؤمن كل منا بحقوق الآخر المشروعة ويمكنه منها، ويسود العدل وتؤدى الأمانات لى أهلها، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وأصلحنا واصلح ولاة أمورنا واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الظلم والفتن يا سميع الدعاء.
وجزى الله أخانا أبا العنود خير الجزاء.
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
والواحد ضعيف بنفسه قوي بإخوانه
فلا بد من تعاون جميع أعضاء المنتدى
قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)
والعمل الجماعي خير وأعظم من العمل الفردي وتكون فيه البركة بإذن الله
ونتمنى منك أن تطرح ما عندك من اقتراح حول الموضوع
تعديل التعليق