في ظل تضييع المال العام هذه وقفة على شاطئ العمرين ( خطبة )

لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

وكيف يستوي من رباه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو رباه من رأى محمدًا بمن جاء في أعقاب القرون وآخر الزمان ؟!
فرق بين الثرى والثريا .

قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ فيما رواه الترمذي وصححه الألباني : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السِّمَن ، يعطون الشهادة قبل أن يسألوها "
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " لا تزالون بخير مادام فيكم من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحب من صاحب من صاحبني " أخرجه ابن أبي شيبة وغيره وصححه الألباني .
وفي البخاري : " يَأتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيَقُولُونَ : فِيكُم مَن صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَم . فَيُفتَحُ لَهُم ثُمَّ يَأتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ : هَل فِيكُم مَن صَاحَبَ أَصحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَم . فَيُفتَحُ لَهُم ثُمَّ يَأتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ : هَل فِيكُم مَن صَاحَبَ مَن صَاحَبَ أَصحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَم . فَيُفتَحُ لَهُم "

لقد أبكيت العيون ـ شيخنا بلال ـ بذكرك عدل هذين الإمامين والخليفتين العادلين في هذا الوقت الذي جعلت الشعوب ترى الظلم فيه عيانًا ولا تملك إلا أن تتجرع الصبر .
لقد عاد الغش في الإنشاءات وأكل أموال الناس بالباطل في المشروعات الوهمية لا يحتاج إلى متخصص ليكشفه ؛ لأنه ينادي بنفسه على نفسه .
وصدق الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث قال في المتفق عليه : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا وإِمامًا عدلاً ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها " وقال فيما رواه البزار والطبراني وصححه الألباني : " لتُملأن الأرضُ جورًا وظلمًا ، فإذا ملئت جورًا وظلمًا يبعث الله رجلاً مني ، اسمُه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملؤها عدلاً وقِسطًا كما ملئت جورًا وظلمًا ؛ فلا تمنع السماء شيئًا من قطرها ولا الأرض شيئًا من نباتها ، يمكث فيكم سبعًا أو ثمانيًا فإن أكثر فتسعًا "

ولنتأمل كيف أنه مع العدل وإنكار المنكرات تتنزل البركات من السماء وتخرج من الأرض وينصر الناس ، ويفهم من ذلك أنه مع الظلم وانتشار المنكرات تمحق البركات ويخذل الناس ، وهذا ما يشاهد اليوم واقعًا نلمسه ، فمع كثرة الأموال وضخامة الميزانيات وكثرة الأمة ، إلا أن الفقراء والمملقين فيها كثيرون ، ومن عيشهم كفاف أكثر ، والمشروعات تنفق عليها الأموال الطائلة ، ثم لا ينتفع بها ، والخذلان ضارب بأطنابه في أنحاء العالم الإسلامي ، والأمة تقاد من غيرها . فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

نسأل الله أن يهيئ لولاة أمرنا بطانة صالحة ناصحة أمينة ، وأن يجنبهم بطانة الفساد والفتنة .

[align=justify]
جزاك مولاك خيرا أخانا بلال ...

ما زال الموضوع يحتاج إلى طرحه ما بين فينة وأخرى ...
فالخرق واسع ...

وليتك جعلت العنوان (( في لهب تضيع المال )) وليس ((في ظل تضييع ... )) فالظل يا أخي الكريم فيه برودة واستجمام وراحة ... وأكل المال ليس ظلا بل هو جحيم على الشعوب وإحراق لحاضرها ومستقبلها ... !!! فقاتل الله السراق والمجرمين !! ورحم الله العمرين وغفر لهما ورضي عنهما وعن كل إمام عادل ...
[/align]