الأم بين أعياد موسمية وطاعة مستمرة – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-09 - 1444/03/13
التصنيفات:

اقتباس

يوافق يوم الجمعة ما تُعورف على تسميته بـ"عيد الأم"، هذا اليوم الذي غزا مجتمعاتنا الإسلامية بعدما غزا العالمَ الغربيَّ كله إثر ضياع حقوق الأمهات، وانتشار حالات العقوق والإهمال التي لحقت بأبناء المجتمع الغربي، ذلك المجتمع الذي لم يعد يعرف للأم حقًّا ولا فضلاً، ولا يبذل لأجل إرضائها غاليًا ولا رخيصًا، بل...

     يوافق يوم الجمعة المقبل ما تُعورف على تسميته بـ"عيد الأم"، هذا اليوم الذي غزا مجتمعاتنا الإسلامية بعدما غزا العالمَ الغربيَّ كله إثر ضياع حقوق الأمهات، وانتشار حالات العقوق والإهمال التي لحقت بأبناء المجتمع الغربي، ذلك المجتمع الذي لم يعد يعرف للأم حقًّا ولا فضلاً، ولا يبذل لأجل إرضائها غاليًا ولا رخيصًا، بل تصدرت أنباء العقوق صفحات صحافته، وأصبحت قصص الإساءة وإهمال الأمهات أكثر من أن تستوعبها الكتب والمؤلفات.  

 

وكعادة المجتمعات الإسلامية في عقودها الأخيرة، فقد دخلت وراء الغرب في جحر الضب، وقلدته في الاحتفال بذلك العيد المبتدع، الذي كانت سلبياته أضعاف أضعاف ما كان يرتجى منه من إيجابيات، فازداد العقوق، وانتشر إهمال الأبناء للأمهات، وعجّت دور المسنين بالعجائز وكبيرات السن، ينهش في قلوبهن الإهمال، ويصوب لهن العقوق سهامه المسمومة.  

 

وهذا العيد بدأ وللأسف يغزو مجتمعاتنا، وتعلقت به نفوس بعض ضعاف الإيمان من أبنائنا، انشغلوا به، وتهيؤوا له، واتخذ بعضهم مناسبته -في بعض البلدان- عطلةً وعيدًا؛ وما ذلك إلا بسبب الانبهار والإعجاب بحضارة الغرب المادية الزائفة، والانخداع ببريقها المخدر، وبسبب الغزو الفكري والثقافي والترويج الإعلامي المسموع والمرئي والمقروء الذي يحرض على هذه الضلالات، ويلفت إليها أنظارَ الناس وأسماعَهم، ويحرك قلوبهم لها.   لقد كان رسولكم -صلى الله عليه وسلم- يحرصُ كلَّ الحرصِ على أن تخالف أمتُه اليهود والنصارى في كلِ شيء، حتى قال عنه اليهودُ أنفسهم كما يرويه أنسٌ -رضي الله عنه- عند مسلمٍ: "ما يريدُ هذا الرجلُ أن يدعَ من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه".  

 

وإذا كان اليهود والنصارى يتجاهلون أعيادنا ولا يحتفلون بها، بل يستهزئون ويسخرون منا، فما بالُ البعضِ يحتفل بمناسباتهم ويحييها على سنتهم ابتغاءً وطلبًا لرضاهم؟! وتناسى أولئكَ قوله سبحانه: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120].  

 

لقد أكثر أهل العلم في نقل التحذير من أعياد الكفار والمشاركة فيها، جاء عن مجاهد وغيره من السلف في قوله سبحانه: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الفرقان: 72].   قال رحمه الله: "الزور هي أعياد المشركين".  

وقد صرّح الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة باتفاق أهلِ العلمِ على عدم جوازِ حضور المسلمين أعيادَ المشركين، وجاءَ عن عمرَ -رضي الله عنه- أنه قال: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسِهم يومَ عيدهمِ؛ فإن السخطة تنزل عليهم".  

 

وإذا كان هذا الاحتفال -عيد الأم- يناسب الأوروبيين الذين لا يعرفون أمهاتهم إلا في هذا اليوم من السنة، فما لَنا ولهم، ونحن نتقرب إلى الله بصلة الرحم، وبر الوالدين عموماً، وببر الوالدة على وجه الخصوص، وفي كل وقت.   قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24]. فقد أمر الله -عز وجل- بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقروناً بذلك، كما قرن شكرهما بشكره، فقال عز وجل: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)[لقمان: 14].   وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله".  

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول الأم وفضلها ومنزلتها عند الله تعالى ومنزلتها التي ينبغي على أبنائها أن ينزلوها إياها، معرجين على ما يسمى بعيد الأم، وكيف نشأ في المجتمعات الغربية، ولماذا غزا العالم الإسلامي بهذه الصورة المَرَضية، وبدعية الاحتفال به، والأدلة على ذلك من أقوال أهل العلم.  

العنوان

وجوب بر الأم

2010/10/28 15869 2558 108

والأم مقدمة على الأب في البر، ولها من الحقوق على الابن أكثر من حقوق أبيه عليه؛ لأن الشرع المطهر جاء بذلك؛ ولأنها أضعف الوالدين؛ ولأنها الحامل والوالدة والمرضع: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)، وفي آية أخرى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً). وفي المحرمية قُدِّمت الأم على سائر محارم الرجل: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ...).

المرفقات

بر الأم

بر الأم مشكولة


العنوان

من حقوق الأم على أولادها

2011/05/05 10078 1938 67

كثر في الناس عقوق الأمهات، والانشغال عنهن بالزوجات والأولاد؛ ولأن الأم أضعف الأبوين فيجترئ الأبناء والبنات عليها ما لا يجترئون على أبيهم؛ ولذا أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على تحريم ذلك، وخص الأمهات بالذكر فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الله حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ". قال الحافظ ابن حجر: "قيل: خص الأمهات بالذكر لأن العقوق إليهن أسرع من الآباء ..

المرفقات

حقوق الأم على أولادها1

حقوق الأم على أولادها- مشكولة


العنوان

إنها الأم

2014/03/19 13376 1573 113

إنها الأم، وما أدراك ما الأم؟! عطرٌ يفوح شذاه، وعبير يسمو في علاه، العيش في كنفها حياة، وعين لا تكتحل برؤيتها حسرة وأسى. الأم: هي قسيمة الحياة، وموطن الشكوى، وعتاد البيت، ومصدر الأنس، وأساس الهناء، يطيب الحديث بذكراها، ويرقص القلب طربًا بلقياها. حنانها فيضٌ لا ينضب، ونبعها زلال لا ينضب، فنعم الجليس الأم، وخير الأنيس والنديم الأم.

المرفقات

الأم1

الأم - مشكولة


العنوان

وبراً بوالدتي

2009/06/07 5993 1137 73

قارنُوا بينَ حالِ هؤلاءِ السلفِ والصالحينَ، وحالِ كثيرٍ منَ الأبناءِ اليومَ، حيث انقلبتْ الموازينُ، واختلتِ المعاييرُ؛ فكمْ سمِعَ الناسُ وقَرؤُوا وشاهدُوا مِن مَظاهِر العُقوقِ القوليةِ والعَمليةِ ما يَندى له الجبينُ ويَتفطرُ له القلبُ كَمداً؛ فهذه أمٌ تُهانْ، وذاك والدٌ يُضربُ، وآخَرُ يُلقي والديه في دُورِ العَجزةِ والمُسنِينَ، تأففٌ وتضجرٌ، وإظهارٌ للسَخَطِ وعدَمِ الرضا، حتى غَدت منزِلةُ الصَديقِ عندَ الكثيرِ من شَبابِ اليوم أعلى قدراً وأجلّ مكانةً من الوالدين ..

المرفقات

609


العنوان

الأم : حديث من القلب

2013/03/19 8311 1022 57

الأمُّ صاحبةُ النفسِ الكبيرة التي وسِعَتْ ما لم تسعه آلاف النفوس، خُلِق قلبُها يوم خُلِق فرُكّبت فيه الرحمة فخالطت ذراته، وسرت في جسدها سريان الدم في أدق شعيراته، يحِبّ قلبُها وإن لم يُحَبّ، ويحنو وإن أُغلِظ عليه، لا تُجَازي بالسيئةِ السيئة، بل يَغْشَى المسيءُ منها برّاً وإحسانًا، لكأنما حيزَت معاني الحبِّ في قلبها حتى ..

المرفقات

حديث من القلب


العنوان

عيد الأم

2014/03/19 14049 765 63

كثر في الغرب تخصيص أيام بعينها في السنة للاحتفال بشيء يرغبون في تذكير المجتمع به؛ لأنهم يشعرون بأهميته، أو لأنهم يشعرون بإهمال في حقّ جانب أو شخص أو فئة اجتماعية، فيبحثون عن مناسبة لتذكير المجتمع بها، وهذا هو المنطلق والأساس لفكرة الأعياد والأيام التي كثر تخصيصها في الغرب، مثل: يوم المرأة، ويوم الطفل، ويوم الأم، ويوم العمال... إلخ.

المرفقات

الأم


العنوان

عيد الأم - بر الوالدين

2013/03/21 5511 930 34

يا أخي المسلم: من أحق بالبر المرأة التي هي سبب وجودك، والتي حملتك في بطنها تسعة أشهر، وتألمت من حملك، وكابدت آلام وضعك، بل وغذتك من لبنها، وسهرت لتنام، وتألمت لألمك، وسهرت لراحتك، وحمَلت أذاك وهي راضية، فإذا عقلتَ ورجت منك البر عققتَها، وبررت امرأة لم...

المرفقات

الأم - بر الوالدين


العنوان

حقيقة الاحتفال بعيد الأم

2014/03/19 4305 717 27

وقد تابع جهلة هذه الأمّة ومبتدعتها وزنادقَتها الأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس في عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم وهيئاتهم، وممّا يهمّنا الآن أن نُنَبِّهَ عليه في هذه الأيام، هو اتباعهم ومشابهتهم في ابتداع ما يسمّى بعيد الأمّ أو عيد الأسرة، وهو اليوم الذي ابتدعه النصارى تكريمًا -في زعمهم- للأمّ، فصار يومًا معظّمًا تتعطّل فيه الحياة، ويصل فيه الناس أمّهاتهم، ويبعثون لهنّ الهدايا والرسائل الرقيقة، فإذا انتهى اليوم عادت الأمور لما كانت عليها من القطيعة والعقوق!!

المرفقات

الاحتفال بعيد الأم


العنوان

أعظم ريحانة في هذه الحياة

2013/04/22 7481 1097 82

الأم هي أعظمُ هبة في هذه الحياة، وهي الحب إذا ذُكر الحب، وهي الجمال عندما يُذكر الجمال، وهي العطاء إذا ذُكر العطاء؛ فإذا أردت أعظم طريق وأقصر طريق إلى الجنة فهو طريق الأم الغالية والبرّ بها، كيف لا؛ والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاوية بن جاهمة عندما ..

المرفقات

ريحانة في هذه الحياة


العنوان

الأم رمز الرحمة والحنان

2014/03/19 8394 838 51

البرّ بالأم علامةُ كمالِ الإيمان وحُسْنِ الإسْلام؛ لأنها صاحبةُ القلب الرحيم والصدر الحنون، التي سرت الرحمةُ في جسدها كسريان الدم بالعروق، ونفْسُها الطيبة وَسِعَتْ ما لم تسعه ملايينُ النفوس. تُحِبُّ وإنْ لم تُحَبّ، وتصفح وتسامح من يَجْهَلُ عليها، تَحْزَنُ ليفرح غيرُها، وتشقى ليرتاح غيرها، تقدِّم وتضحي، وتُعطي ولا تطلب.

المرفقات

رمز الرحمة والحنان


العنوان

خطبة عن الأم

2014/03/19 33654 1035 64

حديثُنا اليومَ عن البطلَة الصامدة، المخلصة المجاهدة، حديثنا عن نبع الحنان والشفقة، ووعاء الرحمة والرأفة، حديثنا اليوم عن أوفى صديق، وأنصح رفيق، حديثنا عمَّن قامتْ لك بدور الممرض والطبيب، والمربِّي والمعلِّم، جنديّةٌ حيث لا جندَ ولا قتال، حارسةٌ ساهرةٌ حيث لا ثغور، مخلِصة في عملها ولا يخلص في البشر مثلها أحد، تجهد بدنها وقلبها ليلاً ونهارًا، وليس لها راتب يصرف آخر الشهر. حديثنا عن التي اهتم الشرع الحنيف بها، وحثَّنا على حسن معاملتها والإخلاص في برِّها، حديثنا عن الأم.

المرفقات

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات