اليهود نقضة المواثيق والعهود - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

فمخطئ من أمنهم أو ركن لهم أو هادنهم... وواهم من ظن أنهم يرضون عنه مهما جهد لإرضائهم: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120]، ومخدوع من اعتقد أنهم يحفظون العهد أو يصونون الجميل أو يقدِّرون المعروف... بل هم المخادعون الخائنون الغدارون وإن ارتدوا ألف وجه ووجه...

 لو تجسد الشر والرزيلة والفساد في صورة بشر فصار له رجلان تمشيان ويدان تبطشان وعينان تبصران وأذنان تسمعان... لما كان له أنسب من صورة رجل يهودي ليتجسد فيها! فإن اليهود شر مطلق؛ كفر وغدر وخيانة وعمالة وإفساد في الأرض وتحريش بين الخلق وإيقاد للحروب وتزييف وتلفيق... لذا غضب الله عليهم ولعنهم في الدنيا والآخرة، فالمسلم يتلو في كل صلاة له: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)[الفاتحة: 7]، ويأتي عدي بن حاتم فيخبرنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:  "المغضوب عليهم: اليهود"(ابن حبان).   وأسباب غضب الله -تعالى- عليهم كثيرة، ذكر الله بعضها حين قال: (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)[آل عمران: 112]...  

 

واليهود ما دخلوا عامرًا إلا أفسدوه: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[المائدة: 64]... وهم أكلة السحت، يستطيبونه ويبحثون عنه، ولا يتحرون الحلال الطيب: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[المائدة: 62].   وهم يتفننون في الإيقاع بين الناس وإشعال الحروب بينهم: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ)[المائدة: 64]... وعلى رغم كل ما يقترفون من خطايا وموبقات وآثام فإنهم أبدًا لا يتناهون عنها ولا يتناصحون بتركها؛ فكأنهم لا يشعرون بقبحها لأنها تتناسب مع طبيعتهم، فيرون المنكر معروفًا والمعروف منكرًا: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة: 78-79].   

 

وفوق ذلك كله، وقبل ذلك كله، وأخطر من ذلك كله؛ أنهم كفروا بأركان الإيمان كلها -كما أخبرنا الله في الجزء الأول من سورة البقرة-... فكفروا بالله -عز وجل- وعبدوا العجل من دون الله -سبحانه-: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ)[البقرة: 92].  

 

بل لقد سبوا الله -سبحانه وتعالى- وتطاولوا عليه وافتروا عليه بالزور وبالبهتان، واتهموا بالبخل، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)[المائدة: 64]، ومن فرط افترائهم أن جعلوا الغني المتعال -سبحانه وتعالى- فقيرُا ونسبوا لأنفسهم الغنى! (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا)[آل عمران: 181].  

 

بل جعلوا لله -سبحانه وتعالى- ولدًا -تعالى الله وتنزه الله-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ)[التوبة: 30]، ولم يكفهم عزير وحده؛ بل نسبوا أنفسهم جميعًا أبناء لله -سبحانه عما يفترون-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)[المائدة: 18]!... وإن كان هذا حالهم مع الركن الأهم من أركان الإيمان، فكيف بحالهم مع باقي أركان الإيمان!   فقد كفروا كذلك بالملائكة، بل اتخذوهم أعداءً، فعن أنس قال: سمع عبد الله بن سلام، بقدوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في أرض يخترف، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول أشراط الساعة؟، وما أول طعام أهل الجنة؟، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: "أخبرني بهن جبريل آنفًا" قال: جبريل؟، قال: "نعم"، قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ)[البقرة: 97].  

 

أما الإيمان برسل الله، فما بُعث إليهم نبي إلا قتلوه أو حاولوا قتله: (كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ)[آل عمران: 112]... أما كتب الله والإيمان بها، فما جاءهم كتاب من عند الله إلا كذبوه وكفروا به: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)[البقرة: 89].  

 

أما الإيمان باليوم الآخر، فقد شوهوه وصادروه واتخذوا منه يومًا حكرًا عليهم وخاصًا بهم؛ فقالوا: (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً)[البقرة: 80]، بل قالوا: (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)[البقرة: 111]، حتى لقد تحداهم القرآن قائلًا: (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)[البقرة: 94-96].   

 

 وإن أبرز صفاتهم الذميمة القبيحة: نقضهم للعهود والمواثيق، فما وعدوا وعدًا إلا أخلفوه، ولا كتبوا ميثاقًا إلا خانوه، ولا عاهدوا عهدًا إلا نقضوه، ولقد فضحهم القرآن حين قال: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)[البقرة: 100]... ولقد عاقبهم الله -عز وجل- بقسوة القلب التي تلازمهم إلى يوم القيامة: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)[المائدة: 13].  

 

فمخطئ من أمنهم أو ركن إليهم أو هادنهم... وواهم من ظن أنهم يرضون عنه مهما جهد لإرضائهم: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120]، ولقد حذرنا القرآن: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)[هود: 113]، وأعاد علينا القرآن: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: 51]...  

 

فمخدوع من اعتقد أنهم يحفظون العهد أو يصونون الجميل أو يقدِّرون المعروف... بل هم المخادعون الخائنون الغدارون وإن ارتدوا ألف وجه ووجه:  

برز الثعلب يومًا *** في ثياب الواعظينا

فمشى في الأرض يهذي *** ويسبّ الماكرينا

ويقول: الحمد لله *** إله العالمينا

يا عباد الله توبوا *** فهو كهف التائبينا

وازهدوا في الطير *** إن العيش عيش الزاهدينا

واطلبوا الديك يؤذن *** لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسول ***من إمام الناسكينا

عرض الأمر عليه *** وهو يرجو أن يلينا

فأجاب الديك: عذرًا *** يا أضل المهتدينا

بلِّغ الثعلب عني *** عن جدودي الصالحينا

أنهم قالوا وخير القول *** قول العارفينا

مخطئٌ من ظن يومًا *** أنّ للثعلب دينا  

 

وما هذا برأينا؛ إنما هو كلام القرآن، وما هو اجتهاد منا؛ وإنما هو تقرير رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلـم-، وإجماع علماء الأمة المعتبرين من أقصاها إلى أقصاها، وفيما يأتي من خطب الدليل والبرهان والتوضيح والتفصيل لذلك.  

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة العاشرة:
الخطبة الحادية عشر:
العنوان
اليهود صفاتهم وحقيقة العداوة بيننا وبينهم 2023/05/16 0 0 0
اليهود صفاتهم وحقيقة العداوة بيننا وبينهم

المرفقات
التعليقات
زائر
22-11-2023

جزاكم الله خيرا 

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life