مختارة عيد الأضحى المبارك لعام 1431هـ

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

كعادته يأتي العيد ليغير النفوس الملتاعة فيزيل أساها ولوعتها، ويزيد السعداء فرحًا وسعادة، ويقرِّب ما بين المتباعدين، ويمحو ما بينهم من ألم الخصام ومرارة البعاد، فلربما أشرقت به وجوه طالما انطفأ نورها، وخبت جذوة سعادتها، ولربما كان...

كعادته يأتي العيد ليغير النفوس الملتاعة فيزيل أساها ولوعتها، ويزيد السعداء فرحًا وسعادة، ويقرِّب ما بين المتباعدين، ويمحو ما بينهم من ألم الخصام ومرارة البعاد، فلربما أشرقت به وجوه طالما انطفأ نورها، وخبت جذوة سعادتها، ولربما كان العيد سببًا في لقاء أحبة دهستهم عجلة الحياة، أو أخذهم قطارها الذي لا يتوقف إلى حيث لا يدرون، فالعيد عنوان كبير، يندرج تحته كل ما يبهج النفس، ويسر العين، ويفرح القلب.   والأهم في أعيادنا –نحن المسلمين- أنها بين طاعتين، قبلية وبعدية، فالفطر مسبوق بخير شهور العام شهر رمضان، وبعشره الأواخر، وبليلة خير من ألف شهر، وملحوق بصيام ست شوال، والأضحى كذلك مسبوق بعشر ذي الحجة خير أيام الدنيا، وببعضٍ من مشاعر الحج، وفي أثنائه ينحر الحجاج هديهم، والمسلمون أضاحيهم، ويكمل وفد الله بقية مناسكهم، ثم هو ملحوق بصيامٍ في شهر الله المحرم الذي هو خير الصيام بعد الفريضة.  

 

هذه هي السعادة الحقيقية، والفرحة الحقيقية، والبسمة الحقيقية، يوم يقبل الطائعون على ربهم بصحيفة تملؤها الحسنات والطاعات، بيضاء لذة للناظرين، تسر صاحبها حينما يطالعها، فيهتف فَرِحًا متباهيًا: (هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)، فلا سعادة تضاهيها، ولا فرحة تدانيها، ينسى مشقته، وضيق عيشه، ونكد حياته، وتَسَلُّطَ المجرمين عليه، ولا يتذكر إلا ما هو فيه من النعيم، وما يتقلب فيه من اللذة والفرحة، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).   إننا اليوم إذ نستقبل عيدنا بقلوب مكلومة تقطر دموعًا ودماءً على جروح إخواننا النازفة في مشارق الأرض ومغاربها، وأوصالها الممزعة ما بين مجهَز عليها وأخرى تقبع على قائمة الانتظار، فإننا يحدونا أمل -بفضل الله ربنا ثم بفضل عملنا وتضحياتنا وجهادنا- أن نسترد كرامتنا وعزتنا المسلوبة، وأن نطلق ملايين المسلمين من عقالهم، ليؤدوا رسالة الله، ويحققوا مشيئته في الأرض، ويسعوا بالإسلام بين الناس، ينشروا به العدل والسلام والحرية، ويعيدوا به الحقوق إلى أصحابها المكبلين في فناء الظلم المحتوم.  

 

إن عيدنا الحقيقي قد قاربت شمسه على الطلوع، وأوشك فجره على البزوغ، وحينها سيطمس نوره كل بهارج الباطل الزائفة، وأضوائه الحارقة، وسيدبر شيطانه متخبطًا بضراطه وخيله ورجله، تسبقه دموعه، ويسعى بين يديه عويله ونشيجه، معلنًا دحر الباطل، وانتصار الحق، وشيوع الحب والخير والعدل، حتى لا يترك الإسلام بيت حجر ولا مدر إلا تغلغل فيه، بإسلام أهله أو بإيمانهم بمبادئه وشرائعه.. فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم.   إن ديننا اليوم في أمس الحاجة إلينا، فقد تكالبت عليه كلاب الدنيا من كل حدب وصوب، فلا الداخل سَلِم من المؤامرات والتآمرات والتحزبات، ولا الخارج كفَّ عن التخطيط والتفكيك والتدمير، فمنافقو الداخل لا يختلف حالهم عن كافري الخارج، فهما وجهان لعملة واحدة، فالداخليون سوسة تنخر في عصا الأمة، كلما اتكأت عليها لتقوم أكلت بعضها، فتمشي خطوة وتكبو خطوات، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى. فمن يقف سدًا حصينًا أمام محاولات السيطرة الغربية؟! ومن يعيد الأمة إلى سماء الشريعة السمحة، ليستمتعوا بصفائها ونقائها، وتدر عليهم من خيراتها، فتمطر على أهلها لبنًا وعسلاً؟! (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).  

 

أيها الخطباء الكرام والدعاة الأجلاء في كل مكان: تقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال، ولكم منا –في شبكة ملتقى الخطباء- كل التحايا والتهاني بعيد الأضحى المبارك لعام 1431هـ، أعاده الله تعالى على الأمة بالخير والبركة والنصر على الأعداء.. وهذه مجموعة من خطب عيد الأضحى المختارة، نسأل الله تعالى أن تكون معينًا لكم على إبلاغ كلمة الله إلى الناس، وإرشادهم إلى ما فيه الخير في دينهم ودنياهم..

العنوان

خطبة عيد الأضحى 1431هـ

2011/11/01 15929 2114 183

من الحقائق والمُسلَّمات لذوي البصائر والحِجَى: أنه بقدر تمسُّك الأمم بمميزاتها الحضارية، والتزام الشعوب بثوابتها وخصائصها القِيَمية بقدر ما تُحقِّق الأمجاد التاريخية، والعطاءات الإنسانية، ولئن برَزَت في عالمنا المعاصر صورٌ وظواهر من الانحرافات تُهدِّد الأمن الدولي، وتُعرِّض السلام العالمي للخطر وعدم الاستقرار، لا سيما في زمن التحديات الإعلامية، وعصر العولمة، فإن مردّ ذلك إلى التفريط بالمبادئ الحضارية، والتهاون بالمُثُل والقيم الإنسانية ..

المرفقات

عيد الأضحى 1431هـ


العنوان

خطبة عيد الأضحى 1431هـ

2011/11/02 16122 2217 204

اجعلوا الله ذُخركم وملجأكم، ومقصدكم ومفزَعكم، أظهِروا أمره، ولا تُشركوا معه غيره، فما من عبادةٍ عُبِدت، ولا من فريضةٍ فُرِضَت إلا لتكبيره وتعظيمه، وإجلاله وتوحيده، وهو المستحق لأكمل الثناء، وأجلِّ الحمد، وأعلى التعظيم، ولا تليق العبادة إلا له، ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، تعالى وتقدَّس، وتنزَّه وتعاظَم، وجلَّ وعزَّ أن يكون له شريكٌ أو نظير، أو والدٌ أو ولد: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) ..

المرفقات

عيد الأضحى 1431هـ1


العنوان

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ.. خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

2010/11/13 16711 3074 266

وليتهم حين استكبروا عن الحق تركوا الناس وما يدينون، ولكنهم وقفوا للرسل وأتباعهم بالمرصاد، يكذبونهم، ويشككون فيما جاءوا به، ويصرفون الناس عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا)، والطائفة التي تكفر بالله تعالى وتصد الناس عن سبيله أكبر جرمًا، وأعظم كفرًا، وأشد عذابًا يوم القيامة ممن كفر ولم يصد الناس عن دين الله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ).

المرفقات

لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ - مشكولة


العنوان

تعظيم شعائر الله خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

2011/11/01 29204 3116 804

إِنَّكُم في يَومٍ عَظِيمٍ وَعِيدٍ كَرِيمٍ، خَتَمَ اللهُ بِهِ أَيَّامًا مَعلُومَاتٍ، وَتَوَّجَ بِهِ لَيَاليَ مُبَارَكَاتٍ، إِنَّهُ أَفضَلُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ وَأَعظَمُهَا، إِنَّهُ يَومُ الحَجِّ الأَكبرِ وَيَومُ النَّحرِ، تَتلُوهُ أَيَّامٌ ثَلاثَةٌ مَعدُودَاتٌ، هِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ". رَوَاهُ أَحمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ ..

المرفقات

شعائر الله خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ


العنوان

قصة الذبيح وارتباطها بالعيد.. خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

2011/11/01 37951 3254 445

العيد في الإسلام -وبالخصوص عيدنا في هذه الأيام- مجمع يحتوى الزمان عبر الزمان؛ لنجمع فيه الماضي البعيد مع الأمس القريب، مع الحاضر المهيب، من زمن جدنا إبراهيم -عليه من الله ومنا أفضل السلام- إبراهيم الخليل الذي أحبنا من قبل أن نبعث في هذه الحياة، في ليلة المعراج قال حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: "لقيت إبراهيم -عليه السلام- ليلة أسري بي، فقال: يا محمد: أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ..

المرفقات

الذبيح وارتباطها بالعيد.. خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ


العنوان

خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

2010/11/20 4714 1392 51

إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر، لمن وقف بالأمس بعرفات، فمحيت سيئاته، وغفرت ذنوبه، فهو يوم الحج الأكبر؛ لأن الحجاج يؤدون فيه معظم مناسك الحج: يرمون الجمرة الكبرى، ويذبحون الهدايا، ويحلقون رؤوسهم، ويطوفون بالبيت العتيق، ويسعون بين الصفا والمروة، وهو عيد الأضحى والنحر؛ لأن الناس يضحون فيه وينحرون هداياهم، وما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم...

المرفقات

عيد الأضحى 1431هـ- الحناوي


العنوان

خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

2011/11/01 17973 2230 447

أنا أدعو المسلمين جميعًا من خلال هذه القصة إلى التخلق بخلق الرضا بقضاء الله تعالى، وتسليم الأمر إليه سبحانه، وخاصة ونحن نعيش في زمن كثرت فيه الابتلاءات، ومنا من لا يرضى بقضاء الله وقدره؟! ومن منا إذا ما نزلت بساحته المنايا لا يصبر؟! ومن منا إذا أصابته مصيبة تلفظ بكلام فيه اعتراض على أمر الله تعالى ونسي قول الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ..

المرفقات

عيد الأضحى لعام 1431هـ


العنوان

عيد الأضحى فداء وفرحة.. عام 1431هـ

2011/11/01 14529 1497 247

العيد في الإسلام كلمةٌ رقيقة عَذبة تملأ النفس أنسًا وبهجةً، وتملأ القلبَ صفاءً ونَشوَة، وتملأ الوَجه نَضارة وفَرحَة، كلمةٌ تُذكِّر الوحيدَ بأسرته، والمريضَ بصحَّته، والفقيرَ بحاجته، والضعيفَ بقوَّته، والبعيدَ ببلده وعَشِيرته، واليتيمَ بأبيه، والمِسكِين بأقدس ضَرُورات الحياة، وتُذكِّر كلَّ هؤلاء بالله، فهو سبحانه أقوى من كلِّ قوي: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ..

المرفقات

الأضحى فداء وفرحة.. عام 1431هـ


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
17-07-2021

الخطبة رائعة؛ جزاكم الله خيرًا.