اقتباس
وهذه النعم على ثلاثة أنواع: نعم يعلم بها العبد, ونعم يرجوها, ونعم هو فيها ولا يشعر بها؛ فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدا يقيّدها به حتى لا تشرد؛ فإنها تشرد بالمعصية وتقيّد بالشكر، ثم وفقه لعمل يستجلب...
وهبنا الله -تبارك وتعالى- نعما كثيرة وعطايا جزيلة، وسخر لنا كل ما في هذا الكون نعمة منه وفضلا؛ كل ذلك لأجل تحقيق الغاية العظيمة التي خلق عباده لها، ومقابل هذه النعم والآلاء الظاهرة والباطنة أوجب عليهم شكره وحمده والثناء عليه واستخدامها في مرضاته، قال الحق -تبارك وتعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)[البقرة: 152]. والشكر -أيها الأخيار- منزلته عظيمة؛ فهو نصف الدين؛ فقد جعل المنعم -سبحانه وتعالى- شكره على نعمه وآلائه من أجل العبادات وأسمى القربات التي امتدح أهلها في كتابه؛ فقال: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ: 13]. والمسلم في هذه الحياة يتقلب بين النعم والنقم؛ فيشكر الله علي النعم ويصبر علي النقم؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(رواه مسلم)، ونعم الله -تعالى- كثيرة لا تحصى ولا تعد، (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم: 34].
وهذه النعم على ثلاثة أنواع: نعم يعلم بها العبد, ونعم يرجوها, ونعم هو فيها ولا يشعر بها؛ فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدا يقيّدها به حتى لا تشرد؛ فإنها تشرد بالمعصية وتقيّد بالشكر، ثم وفقه لعمل يستجلب النعمة الغائبة, وبصّره بالطرق الي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها، وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها. ذُكِر أن أعرابيا: "دخل على الرشيد, فقال يا أمير المؤمنين ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها, وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته, وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها؛ فأعجبه ذلك منه وقال: "ما أحسن تقسيمه". والشكر -أيها المسلمون- فضائله عظيمة؛ فهو سبب لنيل مرضاة الله، قال سبحانه في كتابه العزيز: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[الزمر: 7]، كما أنه يوجب الزيادة للشاكر، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7]؛ قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر عليها قلبها عذابًا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ؛ لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة".
ومما يؤكد على فضل الشكر أن الله -تعالى- خص الشاكرين بمنته ورحمته وفضله، قال -سبحانه-: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)[الأنعام: 53]، والشكر سبب للأجر الجزيل في الآخرة: قال -سبحانه-: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)[آل عمران: 144]، وقال تعالى في الآية بعدها: (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)[آل عمران: 145]، بل أخبر الله -سبحانه وتعالى- أن الشكر سبيل للنجاة من العذاب، قال عز من قائل: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)[النساء: 147]. وشكر الله يأتي على أنواع: شكره بالقلب وهو: اعتقاد الإنسان اعتقادا جازما بأن ما به من النعم والهبات؛ هي من الله وحده لا شريك له في حصوله عليها وتنعمه بها، كما قال الباري -سبحانه-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)[النحل: 53].
وشكره باللسان: ويكون ذلك بالتحدث بعطايا الله ونعمه والثناء عليه -سبحانه- وحمده على ما أسبغ من النعم الظاهرة والباطنة، قال تعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)[لقمان: 20]، وقوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى: 11]. ويلحق بالشكر شكر الناس على صنائعهم ومعروفهم وإحسانهم؛ فمَن لا يشكُرُ الناسَ لا يشكُرُ الله. وجاء في بعضِ الرواياتِ: "أشكَرُ النَّاسِ لله أشكَرُهم للناسِ".
عباد الله: وإذا ما أراد العبد أن يحقق عبودية الشكر ويجني ثمارها ويكسب فضائلها؛ فعليه أن يأخذ المعينات التي تعينه على تحقيقها والقيام بحقها، وإن من معينات الشكر ما يلي: أن يدعو الله أن يلهمه الشكر ويعينه عليه، قال الله على لسان نبيه سليمان -عليه السلام-: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)[النمل: 19]، وقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[الأحقاف: 15]. ويؤيد ذلك وصية الحبيب -صلوات ربي وسلامه عليه- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين قال له: "واللهِ يا مُعاذ إنِّي أُحبُّك" فلا تَنسَ أن تقول في دُبُر كل صلاةٍ: "اللهم أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك".
ومن المعينات: الإكثار من التفكر في كثرة نعم الله وعطاياه، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم: 34]؛ يقولُ طَلقُ بن حبيبٍ -رحمه الله-: "إن حُقوقَ الله أعظَمُ مِن أن يقومَ بها العبادُ، ونِعمُ الله أكثرُ مِن أن يُحصِيها المِداد، ولكن أصبِحُوا تائِبِين، وأمسُوا تائِبِين، واغدُوا شاكِرِين، ورُوحُوا شاكِرِين".
وإن مما يعين على تحقيق شكر المنعم -جل وعلا-: استشعار المسؤولية والوقوف بين يدي المعطي -سبحانه- حينما يسأل عباده عن النعم وشكرها، (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8].
أيها المسلمون: وفي مقام الحديث عن الشكر وفضله وما يجب فيه؛ يجدر الحديث عن ممارسات تضاهي الشكر وتنافيه ولا يكون العبد معها شاكرا، ومن ذلك: الإسراف والتبذير: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأنعام: 141]، والنهي عن الإسراف في هذه الآية الكريمة عام يشمل استخدام العبد للمال فوق حاجته، وكذلك عدم القيام بحق الله فيه من أداء الزكاة والبخل عن بذل الصدقات للمحرومين والبائسين والضعفاء والمساكين. ومنها: نسبة هذه النعم إلى السبب المباشر فيها واقتصار الشكر له، ونسيان المنعم والواهب والمتفضل -سبحانه- كما قال عن قارون: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)[القصص: 78].
ومنها: منع حق الفقراء والضعفاء بزعم أن الله لو شاء لأغنى هؤلاء كما أغناهم، أو بغير ذلك؛ كما قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[يس: 47]، وفي هذه الآية بيان حكمة الله في جعل الناس فقراء وأغنياء، وفيها إنكار على هؤلاء الذين نسوا قسمة الله بين خلقه القائمة على الابتلاء والاختبار لا على المحبة والاصطفاء، قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[الزخرف: 32]. ومن ذلك: ظلم الآخرين والبغي عليهم، قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى )[العلق: 6- 7]، قال الله: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ)[القصص:76]. ومن الشكر: تسخير ما أولاك به من النعم فيما يرضيه وصرفها في محبوباته وطاعته، وأن لا يستعملها العبد فيما يسخطه ويبغضه والتخوض فيه بغير حق؛ فعن خولة بنت قيس الأنصارية: سمعتُ النبيَّ -ﷺ- يقولُ: "إنَّ رجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ، فلهمُ النارُ يومَ القيامةِ"(صحيح البخاري ٣١١٨)، وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)[يونس: 59]. أيها المؤمنون: لنشكر الله -تعالى- على نعمه وآلائه التي نتقلب فيها؛ فنعم الأبدان والأموال والأولاد والأرواح والتوفيق والحفظ والرعاية والرزق والهداية، واعلموا أن بقاء هذه النعم مرهون بشكرها ورعايتها حق رعايتها واستخدامها في مرضاة الله -عز وجل-، ورحم الله الشافعي حيث قال:
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الاله *** فإن الاله سريع النقم
وقد روي عن داود -عليه السلام- قال: "يا ربِّ! كيف أشكُرُك؟ وشُكرِي لك نِعمةٌ مِنكَ علَيَّ، فقال الله -تعالى-: الآن شكَرتَني يا داود". وعلى المسلم أن يعلم أن في إخلاله في عبودية الشكر استجابة لإبليس اللعين؛ حيث أقسم بأن يصرف المؤمنين عن شكر الله -تعالى- كما جاء في الآية الكريمة: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف: 16- 17].
كما أن في ذلك تعريضا للنفس والمجتمع والنعم للعقوبات الإلهية؛ كما في المثال الذي ضربه الله لنا في كتابه العزيز، فقال: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)[النحل: 112]، وضرب -سبحانه- مثالا آخر وهو ما حصل لقوم سبأ، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)[سبأ: 15 - 17].
خطيبنا العزيز: بين يديك مقدمة يسيرة عن مقام عظيم من مقام العبودية وهو مقام الشكر ومنزلته الجليلة، وأرفقنا معها مجموعة من الخطب لثلة من الخطباء؛ لتذكروا بها عموم المسلمين ليقوموا بشكر الله ومقتضيات شكره؛ سائلين المولى -جل في علاه- أن يجعلنا وإياكم من الشاكرين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم