اقتباس
إن مشكلة العنوسة مشكلة محورية في حياة المرأة المسلمة، وفي حياة المجتمع المسلم كله، وإنها ليست بالقدر الهين الذي نضرب عنه الذكر صفحًا، وإنما هي مشكلة مستفحلة، تزداد شراسة يومًا بعد يوم، فإن كانت بلغت اليوم في بلادنا حوالي مليوني امرأة، فإنها ينتظر أن تصل إلى حوالي أربعة ملايين امرأة بعد عدة سنوات إن لم نجد لها حلاًّ جذريًّا، وإن لم نكفَّ عن ممارساتنا ..
أغلب مشكلات المرأة وقضاياها المحورية لا يتوقف ضررها عليها فقط، بل إن أثر هذا الضرر يمتد ليطال كل عناصر المجتمع بشبابه وشيوخه وأطفاله، وذلك بطبيعة الحال لما للمرأة من أثر محوري في جميع شرائح المجتمع، سواء سلبًا أم إيجابًا، وهو ما أدركه العدو الغاشم، فصار يجلب عليهن بخيله ورجله من الداخل والخارج لزعزعة أمن المجتمع وتقويض إمكاناته ومقدراته.
وتسير مشكلة العنوسة -التي باتت شبحًا يخيم على كثير من البيوت في المجتمع المسلم- تسير في ذات السياق؛ إذ لا يكاد يخلو بيت أو منزل من تنغيص بسبب وجود حالة من حالات العنوسة أو أكثر، وهو ما يقلب الحياة في المنزل جحيمًا يستعر بكل عناصره. وقد تطورت مشكلة العنوسة في المجتمعات العربية لتأخذ منحى جديدًا ومنعطفًا خطيرًا؛ فمع غياب القيم والمبادئ وابتعاد المجتمعات عن الشريعة والامتثال لأوامر الدين أفرزت العنوسة عادات وسلوكيات هي أخطر ما تكون، سواء على الفتاة نفسها أم على المجتمع ككل، فمن الفتيات التي فاتهن قطار الزواج -وذلك لاعتبارات قد لا تكون هي مسؤولة عنها بحال من الأحوال- قد يلجأن أحيانًا لسلوكيات غير سوية وتقع فريسة لبعض الذئاب البشرية التي تستغل حاجتها العاطفية في غياب الدين والقيم والرقابة الأبوية والأسرية، فلا شك أن الالتزام بأوامر الله تعالى من شأنه أن يعصم الفتاة والفتى عن الغرق في مثل هذا المستنقع الآسن، ولكن كلما ابتعد الشباب عن خالقه -عزّ وجل- وقلت رقابة الأبوين ازدادت احتمالات السقوط. والله المستعان. إن مشكلة العنوسة مشكلة محورية في حياة المرأة المسلمة، وفي حياة المجتمع المسلم كله، وإنها ليست بالقدر الهين الذي نضرب عنه الذكر صفحًا، وإنما هي مشكلة مستفحلة، تزداد شراسة يومًا بعد يوم، فإن كانت بلغت اليوم في بلادنا حوالي مليوني امرأة، فإنها ينتظر أن تصل إلى حوالي أربعة ملايين امرأة بعد عدة سنوات إن لم نجد لها حلاًّ جذريًّا، وإن لم نكفَّ عن ممارساتنا وسلوكياتنا التي تزيدها ترسخًا وتجذرًا، والتي من أولها البعد عن شريعة الله تعالى في الأنكحة والزيجات، فغلاء المهور، والقبلية في اختيار الزوج، وعضل الفتيات للاستيلاء على مقدراتهن الاقتصادية، وتزويج الفتاة الكبرى قبل الصغرى، والبحث -من قبل الشباب- عن ذات الجمال والحسب والنسب والمال دون ذات الدين، كل ذلك من الأسباب التي تسبب العنوسة وتفاقم من آثارها، وحلها البسيط هو التزام شرع الله تعالى في الاختيار والتعامل. وفي أسبوعنا هذا تخيرنا من بستان الخطابة نتفً من الخطب التي نحاول من خلالها الوقوف على أسباب مشكلة العنوسة، وطرق حلها وعلاجها؛ لنحفظ المجتمع من العديد من المشكلات والأضرار المترتبة عليها، سائلين الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لنضع أيدينا على موضع الداء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم