الحاكمية بين الشريعة والديمقراطية - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات:

اقتباس

إن المنهج الديمقراطي يحمل في طياته عوامل هدمه، لا سيما في المجتمعات الإسلامية التي لا تقبل على نفسها حاكمًا إلا ربها سبحانه وتعالى، فالديمقراطية تنبني أساسًا على حكم الشعب نفسه بنفسه، فما ارتضاه الشعب كان وإن كان أوبق الموبقات، وما أنكره انمحى واندثر وإن كان أفضل الفضائل والأخلاق، هكذا تقضي الديمقراطية وعلى هذا الأساس تنبني، وهو ولا شك منهج مخالف لشريعة الله تعالى التي تعني الاستسلام الكامل ..

من فضل الله تعالى علينا في هذه البلاد أن اختصنا بتحكيم شرعه في كل شؤون حياتنا، بدءًا من أمور الدولة العليا، ومرورًا بالحدود والعقوبات على الجنايات، وانتهاءً بشؤون الأسرة والأفراد، وهذه نعمة كبرى قلَّ من يتنبه إليها، فإذا يممنا وجوهنا شرقًا وغربًا افتقدنا مثل هذه الصورة في دول إسلامية عديدة من حولنا، ورغم وجود هذه النعمة الكبرى في حياتنا إلا أنه تنتشر في هذه الأيام دعوات إلى إقامة مجتمع ديمقراطي، لا سيما في ظل نشاط محموم ممن يملكون أدوات التعبير والتأثير الإعلامية من صحف وقنوات تليفزيونية وفضائية من جانب، وفي ظل جهل بعض الناس بحقيقة الديمقراطية ومساوئ نظامها وأهداف المروجين لها عالميًّا من جانب آخر، ويقف العلماء وطلبة العلم والمفكرون والمثقفون المسلمون بين هذين الفريقين موقفًا لا يحسدون عليه، فهم رغم حملهم للحق ودعوتهم إليه وذبهم عن شريعة الله تعالى بكل ما أوتوا من قوة وقدرة، إلا أنهم لا يملكون الأدوات المؤثرة الكافية في حشد الرأي العام حول فكرة بعينها كما يملكها أهل الإعلام، ومع ذلك فالأثر الإسلامي في مواجهة الأفكار الهدامة؛ كالديمقراطية والاشتراكية والشيوعية وغيرها واضح وفعال رغم قلة الإمكانات، ولكنها معونة الله تعالى لعباده المخلصين المنافحين عن شرعه والمحاربين لعدوه.

 

إن المنهج الديمقراطي يحمل في طياته عوامل هدمه، لا سيما في المجتمعات الإسلامية التي لا تقبل على نفسها حاكمًا إلا ربها سبحانه وتعالى؛ فالديمقراطية تنبني أساسًا على حكم الشعب نفسه بنفسه، فما ارتضاه الشعب كان؛ وإن كان أوبق الموبقات، وما أنكره انمحى واندثر؛ وإن كان أفضل الفضائل والأخلاق، هكذا تقضي الديمقراطية وعلى هذا الأساس تنبني، وهو ولا شك منهج مخالف لشريعة الله تعالى التي تعني الاستسلام الكامل والمطلق لأوامر الله -جل وعلا- دون نقاش ولا جدال.

 

لذا فالمنهج الإسلامي منهج متفرد، لا يحتاج إلى غيره لكي يكمل نقصًا فيه، بل إنه دين كامل شامل لمناحي الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ)؛ فما من فضيلة اتفق عليها العقلاء إلا وفي الإسلام دعوة إليها، ولا رذيلة اتفق العقلاء على ردها إلا وفي الإسلام تنفير منها، ولا طريقة حكم تنطوي على مصلحة العباد والبلاد إلا وأقرها الإسلام ودعا إليها وجعلها من أساسات النظام والمنهج الإسلامي في الحكم.

 

إننا في مختاراتنا لهذا الأسبوع نحاول جاهدين من خلال عرض بعض الخطب المختارة، أن نعقد مقارنة بسيطة بين النظام الإسلامي العملاق في الحكم وبين النظام الديمقراطي الذي ثبت فشله، محاولين في تلك الخطب أن نبين مساوئ النظام الديمقراطي مقارنة بمحاسن النظام الإسلامي القائم على تحكيم شريعة الله تعالى التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وموضحين من خلالها مغبة الإعراض عن شريعة الله تعالى وحكمه الذي أوجبه إيجابًا على كل من رضي به ربًّا وبإسلامه دينًا وبنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً؛ لما في ذلك من مصلحة للعباد عاجلة وآجلة، سائلين الله تعالى أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اجتنابه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

 

العنوان

الدستور الوضعي وحكم الشعب كلاهما طاغوت

2011/03/17 6186 1647 56

فإنَّ الديمقراطيةَ التي تساقُ مَساقَ المدحِ والثناءِ هذه الأيامِ، وفُتنَ بها بعضُ المسلمينَ، وبُحَّتْ حناجرُهم بالمناداةِ بها، تَعني: حُكمَ الشعبِ بنفِسهِ، وذلك بأنْ يكونَ الشعبُ هو مصدرَ التشريعِ، فلَه الحقُّ في إصدارِ ما شاءَ من قوانينَ، وإلغاءِ ما يُريدُ من أنظمةٍ سابقةٍ إذا كانتْ هذه رغبة الأكثريةِ. هذا مناقضٌ لمصلحةِ البشرِ؛ قَالَ اللهِ تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَهِ) ..

المرفقات

الوضعي وحكم الشعب كلاهما طاغوت


العنوان

حماية الشريعة

2011/03/17 4015 803 43

إنَّ المسلمين بحكمِ شريعتِهم ونصوصِها الناصعَة الصريحة لمطالبون عند الله بالتمسُّك بها والعَضِّ عليها بالنواجذ وحمايةِ جنابها عن أن يُخدَشَ أو يُثلَم، أو أن تتسَلَّل إليها أيدي العابثين لِواذًا، يقلِّبون نصوصَها وثوابتَها، ويتلاعبون بأحكامها ومسلَّماتها كيفَ شاؤوا، على حين غفلةٍ عن استشعار هيبَة القرآنِ في النفوس، وإبّانِ غيابٍ غيرِ قليل لما يَزعُه الله بالسّلطان من القوّة والتأديب...

المرفقات

الشريعة


العنوان

منهج الوحيين

2011/03/17 4348 1049 33

إن عالم اليوم بأفراده وشعوبه مليء بأطماع غير متناهية، البشرُ يأكلون ولا يشبعون، يشربون ولا يرتوون، في حياةٍ تدفع الأفراد والدول إلى عراك مسعور، قد ينتهي بالعجز والهلاك والشقاء، بل قد ينتهي إلى شرٍّ عريض ودمار كبير، فهل يعي عقلاء البشر أنه لا مخلِّص ولا منقذ إلا الاستجابة لنداء الخالق -جل وعلا-؟! ذالكم النداء الذي تصلح به الأحوال وتحسن به الأوضاع ..

المرفقات

الوحيين


العنوان

الحصون المنيعة في تحكيم الشريعة

2011/03/17 5235 930 49

إنَّ المصائبَ التي تنزِل بمجتمعاتِ المؤمنين سببُها الأوحَد البُعدُ عن طاعةِ الله -جلّ وعلا-، وانتشارُ السيِّئات والمُوبِقات الخفيَّة والظاهِرة، فما وقوعُ كثيرٍ من المجتمعاتِ في تحكيم القوانينِ الوضعيّة ونبذِ القرآن والسنّة إلا من صُوَر التولِّي العَظيم عن مَنهَج الله، وما ولوجُ كثيرٍ من وسائلِ الإعلامِ في نشرِ الإلحادِ والمجونِ إلا من الأمثِلَة الحيَّةِ للإعراضِ عن الصراطِ المستَقيم ..

المرفقات

المنيعة في تحكيم الشريعة


العنوان

أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة

2011/01/22 9167 1859 144

إن المصائب التي تنزل بمجتمعات المؤمنين سببُها الأوحد: البُعد عن طاعة الله -جل وعلا-، وانتشار السيئات والمُوبِقات الخفية والظاهرة، فما وقوع كثيرٍ من المجتمعات في تحكيم القوانين الوضعية ونبذ القرآن والسنة إلا من صور التولِّي العظيم عن منهج الله، وما ولوج كثيرٍ من وسائل الإعلام في نشر الإلحاد والمجون إلا من الأمثلة الحيَّة للإعراض عن الصراط المستقيم، وحدِّث ولا حرج عن الأمثلة التي تُبرِز التولِّي عن منهج الله -جل وعلا- ..

المرفقات

الهلاك في الدنيا والآخرة1


العنوان

الديمقراطية الدين الأمريكي الجديد (1)

2011/01/17 6071 1571 50

الدخول في المهزلة الديمقراطية يؤدي غالبًا إلى فساد المقاصد والنيات، بحيث يصبح كل عضو في الحزب همه في نصرة حزبه، واستعمال كافة الوسائل لجمع الناس حوله، وخاصة وسيلة التدين والإعلام والتعليم وغير ذلك؛ وهذا يؤدي أيضًا إلى فساد الأخلاق الفاضلة؛ كالصدق والصراحة والوفاء، ويحل محل ذلك الكذب والمداهنة والغدر.

المرفقات

الدين الأمريكي الجديد (1)


العنوان

الموقف من الديمقراطية

2011/03/17 4946 1319 32

وكما افتُتنَ بالاشتراكية بعض من كان ينتسب للعمل الإسلامي، وحاولوا أن يلبسوها لباسًا إسلاميًّا، وجعلوا أبا ذر الغِفاري رائدًا من رُوَّاد الاشتركية، افتُتنَ بعض المعاصرين من الإسلاميين ذوي التوجُّهات السياسية بالديمقراطية، ويحاولون جاهدين صَبغها بصبغة إسلامية، فيصفونها بأنها نظام الشورى في الإسلام، وفَرْقٌ بين الشورى وبين الديمقراطية ..

المرفقات

من الديمقراطية


العنوان

وجوب تحكيم الكتاب والسنة والتحاكم إليهما ونبذ ما خالفهما

2011/03/17 26192 3093 66

فمن خضع لله تعالى وأطاعه وتحاكم إلى شرعه فهو العابد له، ومن خضع لغير الله وتحاكم إلى غير شرعه فقد عبد الطاغوت وانقاد له، والعبودية لله وحده والبراءة من عبادة الطاغوت والتحاكم إليه من مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-...

المرفقات

تحكيم الكتاب والسنة والتحاكم إليهما ونبذ ما خالفهما


العنوان

تحكيم القوانين

2011/03/17 3615 1105 29

إن ترك الأمة الإسلامية الاحتكام إلى شرع الله وإعراضها عن هذا الذكر وما فيه من أحكام هو سبب تفرقها وتشتتها واختلافها وضعفها، وما أصابها من ذل وهوان على الأمم الأخرى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 124]، وسواء ترك الاحتكام بالكلية، أو ترك الاحتكام في جزء وطبق في جزء آخر، فالحكم واحد على الجميع ..

المرفقات

القوانين


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات