اقتباس
إن المنهج الديمقراطي يحمل في طياته عوامل هدمه، لا سيما في المجتمعات الإسلامية التي لا تقبل على نفسها حاكمًا إلا ربها سبحانه وتعالى، فالديمقراطية تنبني أساسًا على حكم الشعب نفسه بنفسه، فما ارتضاه الشعب كان وإن كان أوبق الموبقات، وما أنكره انمحى واندثر وإن كان أفضل الفضائل والأخلاق، هكذا تقضي الديمقراطية وعلى هذا الأساس تنبني، وهو ولا شك منهج مخالف لشريعة الله تعالى التي تعني الاستسلام الكامل ..
من فضل الله تعالى علينا في هذه البلاد أن اختصنا بتحكيم شرعه في كل شؤون حياتنا، بدءًا من أمور الدولة العليا، ومرورًا بالحدود والعقوبات على الجنايات، وانتهاءً بشؤون الأسرة والأفراد، وهذه نعمة كبرى قلَّ من يتنبه إليها، فإذا يممنا وجوهنا شرقًا وغربًا افتقدنا مثل هذه الصورة في دول إسلامية عديدة من حولنا، ورغم وجود هذه النعمة الكبرى في حياتنا إلا أنه تنتشر في هذه الأيام دعوات إلى إقامة مجتمع ديمقراطي، لا سيما في ظل نشاط محموم ممن يملكون أدوات التعبير والتأثير الإعلامية من صحف وقنوات تليفزيونية وفضائية من جانب، وفي ظل جهل بعض الناس بحقيقة الديمقراطية ومساوئ نظامها وأهداف المروجين لها عالميًّا من جانب آخر، ويقف العلماء وطلبة العلم والمفكرون والمثقفون المسلمون بين هذين الفريقين موقفًا لا يحسدون عليه، فهم رغم حملهم للحق ودعوتهم إليه وذبهم عن شريعة الله تعالى بكل ما أوتوا من قوة وقدرة، إلا أنهم لا يملكون الأدوات المؤثرة الكافية في حشد الرأي العام حول فكرة بعينها كما يملكها أهل الإعلام، ومع ذلك فالأثر الإسلامي في مواجهة الأفكار الهدامة؛ كالديمقراطية والاشتراكية والشيوعية وغيرها واضح وفعال رغم قلة الإمكانات، ولكنها معونة الله تعالى لعباده المخلصين المنافحين عن شرعه والمحاربين لعدوه.
إن المنهج الديمقراطي يحمل في طياته عوامل هدمه، لا سيما في المجتمعات الإسلامية التي لا تقبل على نفسها حاكمًا إلا ربها سبحانه وتعالى؛ فالديمقراطية تنبني أساسًا على حكم الشعب نفسه بنفسه، فما ارتضاه الشعب كان؛ وإن كان أوبق الموبقات، وما أنكره انمحى واندثر؛ وإن كان أفضل الفضائل والأخلاق، هكذا تقضي الديمقراطية وعلى هذا الأساس تنبني، وهو ولا شك منهج مخالف لشريعة الله تعالى التي تعني الاستسلام الكامل والمطلق لأوامر الله -جل وعلا- دون نقاش ولا جدال.
لذا فالمنهج الإسلامي منهج متفرد، لا يحتاج إلى غيره لكي يكمل نقصًا فيه، بل إنه دين كامل شامل لمناحي الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ)؛ فما من فضيلة اتفق عليها العقلاء إلا وفي الإسلام دعوة إليها، ولا رذيلة اتفق العقلاء على ردها إلا وفي الإسلام تنفير منها، ولا طريقة حكم تنطوي على مصلحة العباد والبلاد إلا وأقرها الإسلام ودعا إليها وجعلها من أساسات النظام والمنهج الإسلامي في الحكم.
إننا في مختاراتنا لهذا الأسبوع نحاول جاهدين من خلال عرض بعض الخطب المختارة، أن نعقد مقارنة بسيطة بين النظام الإسلامي العملاق في الحكم وبين النظام الديمقراطي الذي ثبت فشله، محاولين في تلك الخطب أن نبين مساوئ النظام الديمقراطي مقارنة بمحاسن النظام الإسلامي القائم على تحكيم شريعة الله تعالى التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وموضحين من خلالها مغبة الإعراض عن شريعة الله تعالى وحكمه الذي أوجبه إيجابًا على كل من رضي به ربًّا وبإسلامه دينًا وبنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً؛ لما في ذلك من مصلحة للعباد عاجلة وآجلة، سائلين الله تعالى أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اجتنابه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم