اقتباس
وأخطأ من ظن أن السنة من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، بل هي وحي من الله -تعالى-، يقول -عز من قائل-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 3-4]: فأخبر -تعالى-... أن كلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- كله وحي والوحي بلا خلاف ذكر، والذكر محفوظ بنص القرآن، فصح بذلك أن كلامه -صلى الله عليه وسلم- كله محفوظ بحفظ الله -عز وجل-، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء...
قالوا لنا: "ندوة علمية تقام غدًا"، قلنا: "حبًا وكرامة"... وفي الغد دخل علينا المحاضر، دخل في ملبسه الأنيق ومنظاره الشمسي الأسود على عينيه، وهاتفه المحمول في يده اليمنى، ومفتاح سيارته الفارهة في يده اليسرى، ثم جلس على المنصة، جلس ومظاهر الترف تبدو في كل حركة وسكون له، بل يطفو الترف والدعة على طريقة كلامه وجهه الحليق وأنامله الرقيقة... وبدأ مقدم المحاضرة يعرِّف بالمحاضر على أنه: "المفكر الإسلامي الكبير، والمجدد في الشريعة الإسلامية، والحاصل على "الماجستير" من جامعة كذا بفرنسا، وعلى "الدكتوراة" في جامعة كذا بأمريكا"، وظل يمجِّد فيه حتى ظننا أنه قرين البخاري أو الشافعي!
ثم بدأ المحاضر الكلام، فلم يفتتحه بحمد الله ولا بالصلاة على رسوله -صلى الله عليه وسلـم-، بل استهل قائلًا: "تعلمون أن القرآن يقول: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)[الأنعام: 38]، وفي سورة أخرى يقول: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)[النحل: 89]"، قرأ الآيتين دون استعاذة ولا بسملة، وبلا مراعاة لأحكام تجويد، قرأها كأنه يقرأ في مجلة أو جريدة! ثم استنتج استنتاجًا أعرجًا لا يباريه فيه إلا خنزير بليد عيي أعمى القلب والبصيرة، استنتج قائلًا: "ما دام الله لم يفرط في القرآن من شيء، وما دام في القرآن تبيان كل شيء، إذن فلا حاجة لنا إلى السنة، ولا قيمة للأحاديث النبوية، ولا مكان لها في التشريع، وذلك -كما يدعي- نبض القرآن وأمره"!!
إنه ينكر السنة النبوية ويطعن فيها ويريد اقتلاعها من جذورها!! يقول: "هل جاء القرآن ناقصًا حتى يكمله بشر؟"! يقصد: رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-!! وقع كلام الرجل كالصاعقة على رءوس الحاضرين، وكانت صدمة لكل مسلم موحد يصلي كل يوم مرات على رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- وهو يسأل الله أن يجمعه به في الفردوس وأن يسقيه من حوضه يوم القيامة وأن يرزقه شفاعته! تذكرت ساعتها حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعانًا على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه..."(أحمد)، وعند ابن ماجه: "... ألا وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل ما حرم الله".
ومرت تلك الواقعة، وكدت أن أنساها حتى جاءني يومًا من يسألني عن حكم التختم بالذهب للرجال، فأجبته: "حرام"، فقال لي: "ائتني بآية من القرآن تحرِّمه"، فقلت: إنما حرمه رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- حين أمسك حريرًا بشماله، وذهبًا بيمينه، ثم رفع بهما يديه، فقال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي، حل لإناثهم"(ابن ماجه)، فقال لي: "قلت لك: أريد دليلًا من القرآن!"، فأجبته: "لم يرد تحريمه في القرآن، وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- كما حرم الله"، فعاجلني قائلًا: "ألم يقل القرآن: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)؟! فما دام القرآن لم يحرِّم الذهب فهو حلال"! نظرت إلى الرجل فإذا هو يلبس خاتمًا من ذهب في أصبعه، وسلسلة من ذهب في رقبته! وعندها تذكرت ذاك المحاضر وقلت في نفسي: "هذا الشبل من ذاك..." عفوًا بل الصواب أن نقول: "هذا الجرو من ذاك الكلب"! ثم واجهته قائلًا: "إذن فأنت تنكر السنة!" فأجابني: "لا حاجة لنا بها ومعنا القرآن"، فباغته سائلًا: أليس في القرآن قول الله -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحشر: 7]؟!، ألم يقل القرآن: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)[النساء: 80]؟!، أما قرأت في القرآن: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 36]...
سألته: "هل تصلي؟" قال: "نعم"، قلت: "كم صلاة في اليوم والليلة؟"، قال: "خمسًا"، قلت: "فما عدد ركعات الظهر؟"، قال: "أربعًا"، قلت: "فمتى تصليه؟"، قال: "إذا زالت الشمس"... وهنا عاجلته قائلًا: "فائتني بآية من القرآن تحدد عدد الصلوات بخمس؟ وبأن الصبح ركعتين والظهر أربعًا... وبوقت كل صلاة من الخمس؟!"، قلت: "وأين في القرآن هيئة الصلاة وكيفيتها من قيام فقراءة فركوع فسجود...؟!
والزكاة فريضة لأن القرآن قال: (وَآتُوا الزَّكَاةَ)[البقرة: 43]، فأين في القرآن الأصناف التي تجب فيها؟ وأين أنصبتها؟ وأين مقدار ما يخرج؟ وأين اشتراط الحول؟... وأين في القرآن مناسك الحج وأركانه وسننه ومفسداته؟... وأين وأين وأين!!... فبهت الرجل ولم يحر جوابًا.
فقلت: يا أخي: إن الله -سبحانه وتعالى- قد تَكَفَّلَ بحفظ السنة النبوية تمامًا كما تكفل بحفظ القرآن، بدليل قوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر: 9]؛ فإن الذكر: هو الشريعة كلها بدليل قوله -عز وجل-: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النحل: 43]، "والذكر: اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- من قرآن أو من سنة وحي يبين بها القرآن"(الإحكام لابن حزم). وعلى قول من قال بأن الذكر هو القرآن فقط، فإن من لوازم حفظ القرآن: حفظ السنة؛ لأنه لا يمكن العمل بالقرآن دون شرحه وبيانه وتفصيله الذي هو السنة النبوية، فالعمل بالقرآن واجب، والعمل به لا يتأتى إلا بالسنة، فحفظ السنة من مقتضيات حفظ القرآن.
ولقد كانت مهمة السنة النبوية هي: البيان والتفصيل والتأكيد لما في القرآن، بل وتستقل السنة بالتشريع في بعض المسائل مما لم ترد في القرآن، قال الله -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[النحل: 44]، وقال: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[النحل: 64]، وقد أدى النبي -صلى الله عليه وسلم- المهمة على خير وجه؛ يفصل مجمل القرآن، ويقيد مطلقه، ويخصص عامه، ويوضح متشابهه ... ومجموع هذا كله هي السنة النبوية التي بين أيدينا.
وأخطأ من ظن أن السنة من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، بل هي وحي خفي من الله -تعالى-كما أن القرآن هو الوحي الجلي، يقول -عز من قائل-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 3-4]: "فأخبر -تعالى-... أن كلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- كله وحي والوحي بلا خلاف ذكر، والذكر محفوظ بنص القرآن، فصح بذلك أن كلامه -صلى الله عليه وسلم- كله محفوظ بحفظ الله -عز وجل-، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء"(الإحكام لابن حزم). وقال -سبحانه وتعالى-: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[النساء: 113]، "فأما الكتاب فهو القرآن، وأما الحكمة فهي السنة"(ينظر: تفاسير ابن عرفة، والنسفي، والقاسمي، وغيرها)، فالسنة بنص الآية منزلة على رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- كما نُزِّل القرآن، لكن القرآن منزل بلفظه ومعناه، والسنة منزلة بمعناها دون لفظها. وفي حديث مسند أحمد السابق: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"، قال ابن بطال: ""أوتيت الكتاب ومثله معه"، قال أهل العلم: أراد بذلك السنة التي أوتي"(شرح صحيح البخاري لابن بطال).
ولا نشك أن الله -عز وجل- قد حفظ السنة النبوية كما حفظ القرآن الكريم، وتتجلى مظاهر هذا الحفظ في النقاط الآتية: أولًا: إعطاء الله العرب ملكة الحفظ القوية التي ساهمت بشكل كبير في حفظ القرآن والسنة، ولعل أدل برهان على قوة حفظهم هي حفظهم لقصائد الشعراء -خاصة المعلقات السبع- وتناقلها -مع طولها- بلا كتابة لها؛ إذ أن أغلبهم كانوا أميين، بل كلهم كانوا أميين إلا القليل، وهذا أبو هريرة -رضي الله عنـه- يروي لنا واقعة تظهر اعتمادهم على الحفظ وقوة ذاكرتهم، فيقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا: "أيكم يبسط ثوبه، فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لم ينس شيئًا سمعه"، فبسطت بردة علي، حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئًا حدثني به، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)[البقرة: 159] إلى آخر الآيتين. (مسلم). ثانيًا: كتابة السنة النبوية بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلـم-: نعم قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلـم- في أول الأمر عن كتابة السنة كي لا تختلط بالقرآن، لكنه -صلى الله عليه وسلـم- سمح بكتابتها بعد ذلك حين تأكد -صلى الله عليه وسلـم- من تفريق الصحابة بين السنة وبين القرآن وأمن من اختلاطهما، بل وأمر بكتابتها، ومن أدلة ذلك ونماذجه ما يلي: - يروي البخاري عن أبي هريرة قال: "ما من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب"، فهذا دليل على كتابة عبد الله بن عمرو للسنة بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-.
وهذا دليل آخر على ذلك: عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر يتكلم في الغضب والرضا! فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق"(أبو داود).
وهذه واقعة عملية أمر فيها النبي -صلى الله عليه وسلـم- بكتابة بعض سنته: فعن أبي هريرة قال: لما فتح الله -عز وجل- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى، وإما أن يقتل"... فقام أبو شاه -رجل من أهل اليمن- فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اكتبوا لأبي شاه"، قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال: "هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"(متفق عليه).
ثالثًا: خوف الصحابة واحترازهم عند التحديث بكلام النبي -صلى الله عليه وسلـم- خشية الخطأ أو النسيان: والوقائع لذلك كثيرة لا تكاد تنحصر، وفيها يأبى الصحابة التحديث، وقد يتعلل بعضهم بتقدم العمر والنسيان، ولعل من أشهر ذلك ما حدث لأبي هريرة عندما طلبوا منه التحديث: يروي شفيا الأصبحي أنه دخل مسجد المدينة، فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو هريرة، قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلا، قلت له: أنشدك بحقي لما حدثتني حديثًا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقلته وعلمته، فقال أبو هريرة أفعل، لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقلته وعلمته، ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلًا، ثم أفاق، فقال: لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى، فمكث كذلك، ثم أفاق، فمسح عن وجهه، فقال: أفعل، لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا وهو في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره، ثم نشغ نشغة شديدة، ثم مال خارًا على وجهه، واشتد به طويلًا، ثم أفاق، فقال: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن الله -تبارك وتعالى-، إذا كان يوم القيامة، ينزل إلى العباد ليقضي بينهم..."(ابن حبان).
رابعًا: ومن مظاهر حفظ الله -تعالى- للسنة أن سخر لها رجالًا يدققون أسانيدها ويحتاطون لروايتها ويغربلون صحيحها من دخيلها... فوضع علماء الإسلام القواعد التي تضبط نقلها وروايتها وضبطها، فظهر علم مصطلح الحديث وعلم الرجال... فصارت السنة محفوظة في الصدور وفي السطور... إلى غير ذلك من عوامل الحفظ التي لا يتسع لها المقام.
ولأهمية الموضوع، ولأنه إن ضاعت السنة ضاع الدين، ولأن القرآن أحوج إلى السنة منها إليه؛ إذ لا يستطاع العمل بالقرآن من دونه، ولأننا نشهد هجومًا شرسًا خبيثًا وحملة تشكيك مأجورة في ثوابت الدين وأصوله ومبادئه وأولها "السنة النبوية" ... من أجل ذلك كله وغيره قد عقدنا هذا الملف العلمي الذي يؤصل الأمر ويفصِّله ويرد شبهات المشككين الخبثاء، فنسأل الله -تعالى- أن يجعله سببًا في تحصين عقول المسلمين ضد حملات التشوية والتشكيك والتزييف.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم