محمد عبدالرحمن صادق
إن السنَّة النبوية المطهرة لها مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي؛ فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القُرْآن الكريم، والسنَّة هي التطبيق العملي لما جاء في القُرْآن الكريم، وهي المفسِّرة لما جاء فيه مجملًا، والشارحة لألفاظه ومبانيه، وفيها مِن التشريعات ما لم يرد في القُرْآن الكريم.
ومما يؤكد حجية السنَّة النبوية المطهرة: أنها وحيٌ من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1- 4].
ومما يؤكد حجية السنَّة النبوية المطهرة كذلك: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد عصَمه الله تعالى من الخطأ والزلل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ [الحاقة: 44- 47].
وفي ضوء ما ذُكِر فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنَّة النبويَّة المطهَّرة جنبًا إلى جنب مع القُرْآن الكريم؛ فهما متلازمانِ تلازم اليد ومعصمها، والعين وجفنها، وهناك العديد من الآيات البيِّنات والأحاديث المتواترة التي تدل على ذلك، بل تأمر به، إضافةً إلى ما ورد من إجماع العلماء الثقاتِ على إثباتِ حجية السنَّة النبويَّة المطهَّرة، ووجوب الأخذ بها مع القُرْآن الكريم.
أولًا: تعريف السنَّة النبويَّة المطهَّرة وأقسامها:
السنَّة النبويَّة: هي دليل شرعي يدلُّ على حُكم الله تعالى، وأن الله تعالى قد تعبدنا باتباع ما أمرَتْ به، واجتناب ما نهَتْ عنه؛ فهي مصدر للدين أساسي، والشطر الثاني له، فيجب اعتقاد مضمونها، والعمل بمقتضاها في جميع جوانب الحياة.
- والسنَّة النبويَّة: هي ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلُقية، وزاد بعضهم في تعريف المحدثين: أو سيرة.
- فيصبح التعريف الكامل: السنَّة هي ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلْقية، أو صفة خُلقية، أو سيرة.
- ومن السنَّة أيضًا: السنَّة التركية، وهي:
- الأمور التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرنا الصحابة رضوان الله عليهم بذلك؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلوات الله عليه لم يصلِّ على قتلى أُحدٍ ولم يَغسِلْهم".
- أو الأمر الذي لم يُنقَل عنه صلى الله عليه وسلم البتة، مثل تركه التلفُّظَ بالنية.
- وتنقسم السنَّة إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: السنَّة المؤكِّدة، وهي الموافِقة لما جاء في القُرْآن الكريم.
- القسم الثاني: السنَّة المبيِّنة: التي تبين مراد الله تعالى في القُرْآن الكريم.
- القسم الثالث: السنَّة المستقلة بالتشريع، التي جاءت بمعتقدات وأحكام لم ينصَّ عليها القُرْآن الكريم، مثل بيان ميراث الجدة، وتحريم الذهب والحرير على الرجال... إلخ.
ولقد أجمَع علماء الأمة على أن السنَّة تأتي بأحكام لم يثبتها القُرْآن الكريم ولم يَنْفِها، وأنها حجة شرعية ملزمة.
- قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وما سن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حُكم (أي في القُرْآن الكريم) فبحُكم الله سنَّه، وكذلك أخبرنا الله في قوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 52، 53]..".
ثانيًا: الآياتُ التي تدل على حجية السنَّة النبويَّة المطهَّرة:
لقد وردَتْ في القُرْآن الكريم العديد من الآيات التي تبين المهمةَ التي من أجلها بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، وآيات أخرى تأمر المسلمين باتباعه وطاعته، وعدم عصيانه أو مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من الآيات.
أ) بعض الآيات التي تبين المهمة الأساسية التي من أجلها بعثه الله تعالى:
1- قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
2- قال تعالى: ﴿ ... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44].
3- قال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: 64].
4- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46].
5- قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8، 9].
ب) بعض الآيات التي أمر الله تعالى فيها المؤمنين بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع أمره:
1- قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
2- قال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].
3- قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132].
4- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].
5- قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64].
6- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].
7- قال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].
8- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].
9- قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].
10- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].
11- قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].
12- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].
13- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
14- قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
15- قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].
16- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 51، 52].
17- قال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54].
18- قال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56].
19- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ... ﴾ [النور: 62].
20- قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 21، 22].
21- قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].
22- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33].
23- قال تعالى: ﴿ ... وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 17].
24- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].
25- قال تعالى: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 13].
26- قال تعالى: ﴿ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].
27- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10، 11].
28- قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن: 8].
29- قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [التغابن: 12].
ج) بعض الآيات التي حذَّر الله تعالى فيها من عصيان النبي صلى الله عليه وسلم وعدمِ اتباع أمره:
1- قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].
2- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].
3- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 170].
4- قال تعالى: ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 12، 13].
5- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].
6- قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الفاتحة: 24].
7- قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 63].
8- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].
9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32].
10- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ﴾ [الفتح: 13].
11- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [المجادلة: 5].
12- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 20- 22].
13- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 12].
14- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].
د) بعض الآيات التي أمرَتْ بالتأدب في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم:
1- قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61].
2- قال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
3- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9].
هـ) بعض الآيات التي تبيِّن فضل وجزاء مَن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم:
1- قال تعالى: لعله يقصد قول الله تعالى: ﴿ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 84، 85].
2- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 172].
3- قال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].
4- قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].
5- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الفاتحة: 52].
6- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
و) بعض الآيات التي تبيِّن عقاب ومصير مَن لم يؤمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم:
1- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 14].
2- قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 13].
3- قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27].
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾ [الأحزاب: 64- 66].
ثالثًا: الأحاديث التي تدلُّ على حجية السنَّة النبويَّة المطهَّرة:
لقد أمَرنا النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبويَّة المطهَّرة باتباع ما جاء به وما سنَّه لنا، بل أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نعَضَّ على سنَّته المطهَّرة بالنواجذ؛ حتى لا نضِلَّ ولا نقع فيما وقعَتْ فيه الأمم السابقة بسبب اختلافهم على أنبيائهم.
1- عن المقدامِ بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يوشِك الرجل متكئًا على أريكته يُحدث بحديثٍ من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، ما وجَدْنا فيه من حلالٍ استحللناه، وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا وإن ما حرَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثلُ ما حرَّم الله))؛ (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
2- عن المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا إني أوتيت الكتابَ ومثلَه معه، ألا يوشك رجلٌ شبعانُ على أريكته يقول: عليكم بهذا القُرْآن، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرِّموه، ألا لا يحِلُّ لكم لحمُ الحمار الأهلي، ولا كل ذي نابٍ من السبع، ولا لقطة معاهدٍ، إلا أن يستغنيَ عنها صاحبها، ومن نزل بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإن لم يَقْرُوه فله أن يُعْقِبَهمبمثل قِراه))؛ (صححه الألباني).
3- عن أبي موسى الأشعريِّ عبدالله بن قيس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثَلي ومثَل ما بعثني الله به، كمثَل رجلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم، إني رأيتُ الجيش بعيني، وإني أنا النذيرُ العريان، فالنجاءَ، فأطاعه طائفةٌ من قومه فأدلجوا، فانطلقوا على مهلِهم فنجَوْا، وكذبت طائفةٌ منهم فأصبحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثَل مَن أطاعني فاتبع ما جئتُ به، ومثل من عصاني وكذب بما جئتُ به من الحق))؛ (رواه البخاري).
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أطاعني فقد أطاع اللهَ، ومَن عصاني فقد عصى الله، ومَن أطاع أميري فقد أطاعني، ومَن عصى أميري فقد عصاني))؛ (رواه البخاري).
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ (رواه البخاري).
6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: مَن كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ومَن يكره أن يعود في الكفر، بعد إذ أنقَذه الله، كما يكرَهُ أن يُلقى في النار))؛ (رواه البخاري).
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((تركتُ فيكم شيئينِ، لن تضلوا بعدهما: كتابَ الله، وسنَّتي، و لن يتفرَّقا حتى يرِدَا علَيَّ الحوضَ))؛ (صححه الألباني).
8- عن العِرباض بن سارية رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمعِ والطاعة، وإن أُمِّرَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ، فإنه مَن يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء المَهْديين الراشدين، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدَثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ))؛ (صححه الألباني).
9- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نضَّر الله امرأً سمِع مقالتي فوعاها وحفظها وبلَّغها؛ فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثٌ لا يغلُّ عليهن قلب مسلمٍ: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن الدعوةَ تُحيط مِن ورائهم))؛ (رواه الترمذي).
10- عن المُغيرةِ بن شعبةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كذِبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، مَن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مَقعده من النار))، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن نِيحَ عليه، يُعذَّبْ بما نِيحَ عليه))؛ (رواه البخاري).
11- عن عمرِو بن عوف المُزني رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدِّين لَيَأْرِزُ إلى الحجاز كما تَأْرِزُ الحية إلى جُحرها، وليَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِن الحجاز مَعقِل الأُرْوِيَّةِ من رأس الجبل، إن الدِّين بدأ غريبًا، ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ مِن بعدي مِن سنَّتي))؛ (رواه الترمذي)
- يَأْرِز: ينضم عند ظهور الفتن وعلوِّ الكفار، أرَزَتِ الحيَّة: ثبتت في مكانها.
- وليَعْقِلَنَّ الدِّين: وليتحصنَنَّ وينضمَّنَّ ويلتجئِنَّ الدِّين.
- الأُرْوِيَّة: أنثى الوعل (تيس الجبل- معز الجبل).
- والمعنى أن الدِّين في آخر الزمان عند ظهور الفتن وعلوِّ الكفار والظَّلَمة على بلاد أهل الإسلام يعود إلى الحجازِ كما بدأ منه.
12- عن أبي هُريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوني ما تركتُكم؛ إنما أهلك مَن كان قبلكم سؤالُهم واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم))؛ (رواه البخاري).
13- عن عائشةَ أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: صنَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئًا فرخَّص فيه، فتنزَّه عنه قومٌ، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله، ثم قال: ((ما بال أقوامٍ يتنزَّهون عن الشيء أصنَعُه؛ فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشيةً))؛ (رواه البخاري).
14- عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((افترقتِ اليهود على إحدى وسبعين فِرقةً؛ فواحدةٌ في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛ فإحدى وسبعون في النار وواحدةٌ في الجنة، والذي نفس محمدٍ بيده، لتفترقَنَّ أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقةً؛ واحدةٌ في الجنة وثنتان وسبعون في النار))، قيل: يا رسول الله، مَن هم؟ قال: ((الجماعة))؛ (رواه ابن ماجه).
15- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليأتيَنَّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانيةً لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتينِ وسبعين ملةً، وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملةً، كلهم في النار إلا ملةً واحدةً))، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي))؛ (رواه الترمذي).
رابعًا: مدى اتباعِ الصحابة رضي الله عنهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم:
لقد ضرَب الصحابةُ رضوان الله عليهم المَثَل في الوفاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وحُسن اتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم؛ فلقد كان أحدهم يسقُطُ سوطه وهو راكب على دابته، فينزل ليأخذ سوطه ولا يطلب من أحد أن يناوله؛ لأنه بايَع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسأل الناسَ شيئًا، أعطَوْه أو منعوه.
ولقد كان الصحابي يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيشير مثلما كان يشير النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.
1- عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: "اتخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ذهبٍ، فاتخذ الناس خواتيم من ذهبٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتخذتُ خاتمًا من ذهبٍ فنبذته، وقال: إني لستُ ألبَسُه أبدًا)) فنبَذ الناس خواتيمهم"؛ (رواه أحمد).
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ ألقَوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: ((ما حملكم على إلقائكم نعالَكم؟))، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن جبريلَ صلى الله عليه وسلم أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا، وقال: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه وليُصَلِّ فيهما))"؛ (صححه الألباني).
3- عن عكرمةَ مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجلٍ: هلُمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثيرٌ، فقال: العجب والله لك يا بن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس مَن ترى مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فركبت ذلك وأقبلتُ على المسألة وتتبُّع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلًا، فأتوسد ردائي على باب داره، تَسْفي الرياح على وجهي حتى يخرج إليَّ، فإذا رآني قال: يا بنَ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لك؟ قلت: حديثٌ بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببتُ أن أسمعه منك، فيقول: هلَّا أرسلت إليَّ فآتيَك، فأقول: أنا كنت أحقَّ أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني، فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إليَّ، فيقول: أنت أعلم مني"؛ (رواه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رجاله رجال الصحيح).
4- عن عقبةَ بن الحارث رضي الله عنه: أنه تزوج ابنةً لأبي إهاب بن عزيزٍ، فأتته امرأةٌ فقالت: إني قد أرضعتُ عقبةَ والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتِني، ولا أخبَرْتِني، فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف وقد قيل؟))، ففارقها عقبة، ونكحت زوجًا غيره"؛ (رواه البخاري).
5- عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه جاء إلى الحَجَر الأسود فقبَّله، فقال: "إني أعلم أنك حجرٌ، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبَّلتُك"؛ (رواه البخاري).
6- جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله قال: "... أشار كثيرٌ من الناس على الصِّدِّيق ألا يُنفِذَ جيش أسامة؛ لاحتياجِه إليه فيما هو أهمُّ الآنَ مما جُهِّز بسببه في حال السلامة، وكان مِن جملة مَن أشار بذلك عمر بن الخطاب، فامتنع الصِّدِّيق من ذلك، وأبى أشدَّ الإباء إلا أن ينفذ جيش أسامة، وقال: والله لا أحُلُّ عقدةً عقَدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن الطيرَ تَخَطَّفنا، والسباع مِن حول المدينة، ولو أن الكلاب جرَّتْ بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش أسامة".
خامسًا: بعض أقوال التابعين في حجية السنَّة النبويَّة المطهَّرة:
لقد سار التابعون وتابعوهم على نهجِ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فلم يُبدِّلوا ولم يَحيدوا عن النهج قِيدَ أنملة، ولا أقل من ذلك، وتركوا لنا مِن الأقوال ما يُبيِّن الحجية، وصدق الطاعة، ودقة الاتباع والاقتداء.
1- قال رجلٌ لعمرانَ بن حصين رضي الله عنه: "إنكم تُحدِّثونا بأحاديثَ لم نجد لها أصلًا في القُرْآن"، فغضب عمران وقال: "إنك امرؤٌ أحمقُ، أتجد في كتاب الله الظُّهر أربعًا لا يجهر فيها بالقراءة؟ ثم عدَّد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا، ثم قال: أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرًا، إن كتاب الله أبهَمَ هذا، وإن السنَّة تفسر ذلك".
2- قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "في أي قُرْآن وجد أن الظهر أربع ركعات، وأن المغرب ثلاث ركعات، وأن الركوع على صفة كذا، والسجود على صفة كذا، وصفة القراءة فيها، والسلام، وبيان ما يُجتَنَب في الصوم، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة، والغَنَم والإبل والبقر، ومقدار الأعداد المأخوذ منها الزكاة، ومقدار الزكاة المأخوذة، وبيان أعمال الحج من وقت الوقوف بعرفة، وصفة الصلاة بها وبمزدلفة، ورمي الجِمار، وصفة الإحرام وما يجتنب فيه، وقطع يد السارق، وصفة الرَّضاع المحرِّم، وما يحرم من المآكل، وصفة الذبائح والضحايا، وأحكام الحدود، وصفة وقوع الطلاق، وأحكام البيوع، وبيان الربا والأقضية والتداعي، والأيمان والأحباس والعمرى، والصدقات وسائر أنواع الفقه؟ وإنما في القُرْآن جُمَل لو تركنا وإياها لم نَدْرِ كيف نعمل فيها، وإنما المرجوع إليه في كل ذلك: النقلُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الإجماع إنما هو على مسائلَ يسيرة... فلا بد من الرجوع إلى الحديث ضرورة، ولو أن امرأً قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القُرْآن، لكان كافرًا بإجماع الأمة".
3- قال الإمام ابن حزم عند قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [النساء: 59] "الأمةُ مجمِعة على أن هذا الخطابَ متوجِّه إلينا وإلى كل مَن يُخلَق ويُركَّب رُوحُه في جسده إلى يوم القيامة من الجِنَّة والناس، كتوجُّهه إلى مَن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مَن أتى بعده عليه السلام ولا فرقَ".
4- قال الإمام الشافعي رحمه الله: "أجمع الناسُ على أن مَن استبانت له سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدَعَها لقول أحدٍ مِن الناس".
5- قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "إياكم والقولَ في دِين الله تعالى بالرأي، وعليكم باتباع السنَّة؛ فمَن خرج عنها ضلَّ".
6- قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليعلَمْ أنه ليس أحدٌ مِن الأئمة المقبولين عند الأمة قبولًا عامًّا يتعمَّدُ مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء مِن سنَّته، دقيقٍ ولا جليل؛ فإنهم متفقون اتفاقًا يقينيًّا على وجوب اتباع الرسول، وعلى أن كلَّ أحد مِن الناس يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسولَ الله".
7- قيل لمُطرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير: لا تحدِّثونا إلا بالقُرْآن، قال: "واللهِ ما نَبْغي بالقُرْآن بدلًا، ولكن نريد مَن هو أعلم منا بالقُرْآن".
8- يقول ابن العربي رحمه الله: "حرمةُ النبي صلى الله عليه وسلم ميتًا كحرمته حيًّا، وكلامه المأثورُ بعد موته في الرِّفعة مثلُ كلامه المسموع من لفظه، فإذا قُرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفَعَ صوته عليه، ولا يُعرِض عنه، كما كان يلزَمُه ذلك في مجلسه عند تلفُّظِه به".
- وختامًا:
لقد ترَكَنا النبي صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، والواجب علينا أن نسيرَ على نهجه صلى الله عليه وسلم، وأن نقتفيَ أثره فلا نضل ولا نشقى حتى نموت على سنَّته، ونحشر تحت لوائه، ونَرِدَ حوضه صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين!
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم