الحكمة من اتباع السنة في مجال السلوك والأخلاق

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

 

أ. د. مصطفى حلمي

 

دعونا نترك المجال لأحد المهتدين إلى الإسلام وكان من اليهود وهو الأستاذ محمد أسد - رحمه الله - حيث يبين أن هناك أسبابًا ثلاثة تؤكد ضرورة إقامة السنة وتبين أطرافًا من حكمة اتباعها:

 

1- تمرين الإنسان المسلم بطريقة منظمة على أن يحيا دائمًا في حال من الوعي الداخلي واليقظة الشديدة وضبط النفس، وهذه ميزة الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حركاته وسكناته، إن هذا الانضباط السلوكي وفقًا لسنته يؤدي إلى التخلص من الأعمال والعادات العفوية التي تعرقل النشاط الإنساني عن التقدم، يقول محمد أسد (إن الأعمال والعادات التي تقوم عفو الساعة، تقوم في طريق التقدم الروحي للإنسان كأنها حجارة عثرة في طريق الجياد المتسابقة).

 

 

 

2- تحقيق النفع الاجتماعي للمسلمين، لأنهم باتباع السنة (أي المنهج النبوي في الحياة) تصبح عاداتهم وطباعهم متماثلة مهما كانت أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية متنافرة.

 

 

 

3- ضمان الهداية إلى الحياة الإنسانية الكاملة الكفيلة بتحقيق السعادة والحياة الطيبة لأنه - صلى الله عليه وسلم - يعمل بوحي إلهي، وقد أرسل رحمة للعالمين وليس هاديًا من الهداة فحسب، ولكنه - وحده - الهادي إلى طريق مستقيم.

 

 

 

وعلى هذا تصبح شخصيته - صلى الله عليه وسلم - متغلغلة إلى حد بعيد في منهاج حياتنا اليومية نفسه، ويكون نفوذه الروحي قد أصبح العامل الحقيقي الذي يقودنا طول الحياة[1].

 

 

 

وما أحوجنا إلى اتباع سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمقاومة الحملات المعادية المدروسة وفق أساليب علم النفس لصياغة الإنسان المسلم صياغة لتطويعه وإخضاعه لثقافة الغرب وطرق حياته[2].

 

 

 

ويقول كاريل: "إن كل فرد يملك القوة على تعديل طريقته في الحياة، وأن يفرض على نفسه أنظمة فسيولوجية وعقلية معينة، وعمل معين، وعادات معينة، كذا اكتساب السيطرة على بدنه وعقله، ولكنه إذا وقف وحيدًا لن يستطع أن يقاوم بيئته المادية والعقلية والاقتصادية إلى ما لا نهاية[3].

 

 

 

ولنا أن نفخر معشر المسلمين بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي تحقق لنا - عند اتباعها - المحافظة على مقوماتنا الذاتية وأصالتنا والارتقاء بسلوكياتنا وأخلاقنا، بل من عوامل سعادتنا أيضًا أن ((نتدين)) ونتقرب إلى الله تعالى عندما نفرض على أنفسنا الأنظمة والعادات ونكتسب السيطرة على أبداننا وعقولنا عندما نقتدي بنبينا عليه الصلاة والسلام، ذلك لأن سنته من قبل الوحي الإلهي، وهو الأسوة الكاملة في تحقيق السعادة للإنسان بناء على معرفته له حق المعرفة، بينما عجزت البشرية حتى القرن العشرين، وسيكون ذلك حالها لأن المعرفة الصحيحة بالإنسان ينبغي أن تستمد من خارج نطاق العقل الإنساني وتجاربه أي الوحي[4].

 

[1] الإسلام على مفترق الحق: محمد أسد ص 104- 110 ط دار الملايين، بيروت.

 

[2] الإنسان ذلك المجهول: ألكسيس كاريل ص 324 (ترجمة شقيق أسعد فريد) هذا الأسلوب الذي كان يتبع بواسطة إنشاء معاهد يمكن أن يشكل فيها الجسم والعقل طبقًا للقوانين الطبيعية حيثما رأى الدكتاتوريون أن من المفيد تكييف الأطفال تبعًا لنظام معين.

 

[3] نفسه 330- 331.

 

[4] يقول كاريل (يجب ألا يغيب عنا أن معرفتنا بالإنسان ما زالت بدائية وأن معظم المعضلات ما زالت بدون حل) نفسه ص 226.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات