لقد أجمع العقلاء في كل زمان ومكان، وفي جميع أدوار التاريخ البشري أن الشباب عماد الأمم، وسر نهضتها، ومنبع قوتها، ومبعث فخرها، وعزها وعاقدي ألويتها، ووقود حروبها؛ فبالشباب بُلِغت دعوة الحق، وأُقيم توحيده في الأرض، وكسرت جحافل الشرك، وهدمت رموز الوثنية، وتعالوا لننظر إلى الشاب النبيل إبراهيم الخليل -عليه السلام- الذي حمل فأسه وكسر الأصنام؛ فقال قومه: (سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) [الأنبياء:60]؛ فثبت حين ابتلي حتى نجاه الله -تعالى- منهم؛ قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما بعث الله نبيًا إلا شابًا، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب". أيها المسلمون: ما هي إلا أيام قليلة ويدخل أبناؤنا الكرام؛ غمار الامتحانات التي فيها يظهر نتائج ما تعلموه في جميع المجالات ومقدار ما اكتسبوه من الآداب والامتيازات، وما يعيشونه فيها من مر وحلو وحزن وفرح، وكل يحصد ما بذر ويجني ما زرع: بَقْدرِ الكَدِّ تُعْطَى ما تَرُوم****ومَنْ طَلَبَ العُلا ليلاً يقوم أيها الآباء الكرام: الامتحان ليس للأبناء وحدهم؛ إنه امتحان للآباء قبل أبنائهم؛ إنه اختبار للأمانة التي استرعاهم الله إياها ودعاهم إلى حمياتها والحفاظ عليها، وحذرهم من تضييعها وخيانته فيها؛ فقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ * وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولاَدُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ ) [الأنفال:27]، واعلموا أنكم مسؤولون عن هذه الأمانة ومحاسبون على التفريط فيها، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا استَرعَاهُ حَفِظَ أَم ضَيَّعَ حَتى يَسأَلَ الرَّجُلَ عَن أَهلِ بَيتِهِ". وإن واجبنا -عباد الله- في هذه الأيام؛ أن نقف إلى جانب أبنائنا وقرة أعيينا في هذه الامتحانات خاصة وفي جميع شؤونهم عامة؛ حتى نفوت على من يستهدفهم في دينهم وعقولهم وأخلاقهم؛ فقد آن الأوان لأن يقوم الآباء بما عليهم نحو أبنائهم من مهمات أوجبها عليهم الشرع الحنيف والله سائلهم عنها. إنه لا يخفى على كل عاقل ما ابتليت به الأمة من المخاطر والمخاوف التي تفسد عليها فلذات أكبادها، وتحرفهم عن مسارها، وتبعدهم عن قيمها وأخلاقها، وتزرع فيهم ما يطمسون به هويتها ويهدم حضارتها ويعيق مستقبلها ويحول دون صدارتها، وإن من المخاطر المخيفة في أيام الامتحانات والظواهر الرهيبة، ما يلي: ظاهرة الغش؛ ولا شك أن هذه الظاهرة خطيرة وسلوك مشين، وقد حرمها الإسلام وتبرأ من أهلها، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا" (رواه مسلم). ولا شك أن فشو هذه الظاهرة؛ سببها ضعف الإيمان وخلل التربية، وكذلك بسبب تزين الشيطان، والخوف من الفشل؛ فعلينا معاشر الآباء والأمهات؛ أن نحذر أبناءنا من هذه الظاهرة حتى لا تحصل الآثار الوخيمة والعواقب الأليمة، من تجهيل الأمة الذي يسبب تأخرها وعدم تقدمها ورقيها، وذلك لأن الأمم لا تتقدم، إلا بالعلم و بالشباب المتعلم؛ فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فقل لي بريك: ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الذين امتهنوا الغش وسيلة؟! ناهيك عن الآثار الأخرى التي تنتج بسبب ظاهرة الغش من إتلاف الكتب المدرسية وتقطيعها ثم رميها بعد الاستفادة منها في أروقة المدارس وعند الممرات والأبواب والشوارع مما يعرض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية للامتهان، والله المستعان. ومنها: ظاهرة التفحيط بالسيارات؛ فكم أزهقت تلك الظاهرة من أرواح، وكم أتلفت من أموال، وكم ألحقت من الأوجاع والآلام، وكم خلفت من الآهات والأنين، وكل ذلك حصل بسبب عدم تقدير هذه النعمة؛ أعني نعمة وسائل النقل التي تتقدم من زمن لآخر؛ فقد كانت في الأزمنة الماضية عبارة عن مركوبات من الدواب، قال -سبحانه-: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ? وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) [النحل:7-8]؛ حتى تقدمت وسائل النقل الحديثة إلى حيث ترون؛ ولا شك أن هذه النعمة تستوجب على العباد شكر المنعم -سبحانه وتعالى-. ومن ظواهر الامتحانات المقلقة للأخلاق والقيم والمبادئ والأمن في المجتمع بأسره -كذلك- تعاطي المخدرات التي بها تختل العقول وتزيغ الأفهام؛ فتنتشر السرقات والكوارث ويكثر السطو على الممتلكات العامة والخاصة، ويعم الفقر وتتمزق الأسر وتتشتت العلاقات. وإن أعداء القيم والأخلاق ليسعون في إفساد سلوك شبابنا وتحطيم أخلاقهم، وتخريب طباعهم، وجعل المجتمع الإسلامي مسخا مشوها لا يمت إلى الدين الحنيف بصلة ولا يربطه بقيمة أي رابط؛ فكم نسمع بين الفينة والأخرى عن ضبط أجهزة الأمن للمهربين للمخدرات والمسكرات. ومن الظواهر -أيضا-؛ ظاهرة السهر؛ بقصد المذاكرة مع الزملاء والأخلاء، وربما أدى هذا السهر وأفضى هذا الاجتماع إلى ارتكاب المعاصي وتضييع الصلوات؛ ومن تدبر القرآن وجد أنه قد حذر من هذه الظاهرة؛ فقال سبحانه-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59]. ومن الظواهر الخطيرة الامتحانات؛ ظاهرة مجالسة رفقاء السوء تحت مسوغ المذاكرة والمدارسة؛ فتتلوث الأخلاق والقيم بسبب عدم قدرة الأبناء على التفريق بين حاملي المسلك ونافخي الكير، كما أشار إلى هذين النوعين النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-؛ فقال: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة" ( رواه البخاري ومسلم). ومن ظواهر الامتحانات التي ينبغي أن نعالجها؛ ظاهرة ضعف التوكل على الله الذي بيده مفاتيح كل شيء والميسر لكل عسر -سبحانه- من توكل عليه كفاه ومن استعان به أعانه ووفقه وهداه، والاقتصار على اجتهاد النفس وذكاء العقل والتحصيل المدرسي والمذاكرة المنزلية، قال الله: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]؛ ومعنى حسبه أي معينه وكافيه. فاتقوا الله -أيها الآباء- في أبنائكم وخذوا بأيديهم إلى كل فضيلة واحموهم من كل رذيلة، وقوموا بما أوجب عليكم من الأمانة نحو أبنائكم، واعلموا أن عواقب تضييع هذه الأمانة الخيبة في الدنيا والخسارة في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" (متفق عليه). خطيبنا العزيز: ها نحن قد وضعنا بين يديك مقدمة حاولنا فيها أن نجمل المشاكل والمخاطر التي تعترض الأبناء في أيام الاختبارات؛ فهل من مذكر بها الآباء؛ فيقمون بالواجب الذي أوجبه الله عليهم حتى يرعون الأمانة حق رعايتها. لقد أجمع العقلاء في كل زمان ومكان، وفي جميع أدوار التاريخ البشري أن الشباب عماد الأمم، وسر نهضتها، ومنبع قوتها، ومبعث فخرها، وعزها وعاقدي ألويتها، ووقود حروبها؛ فبالشباب بُلِغت دعوة الحق، وأُقيم توحيده في الأرض، وكسرت جحافل الشرك، وهدمت رموز الوثنية، وتعالوا لننظر إلى الشاب النبيل إبراهيم الخليل -عليه السلام- الذي حمل فأسه وكسر الأصنام؛ فقال قومه: (سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) [الأنبياء:60]؛ فثبت حين ابتلي حتى نجاه الله -تعالى- منهم؛ قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما بعث الله نبيًا إلا شابًا، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب". أيها المسلمون: ما هي إلا أيام قليلة ويدخل أبناؤنا الكرام؛ غمار الامتحانات التي فيها يظهر نتائج ما تعلموه في جميع المجالات ومقدار ما اكتسبوه من الآداب والامتيازات، وما يعيشونه فيها من مر وحلو وحزن وفرح، وكل يحصد ما بذر ويجني ما زرع: بَقْدرِ الكَدِّ تُعْطَى ما تَرُوم****ومَنْ طَلَبَ العُلا ليلاً يقوم أيها الآباء الكرام: الامتحان ليس للأبناء وحدهم؛ إنه امتحان للآباء قبل أبنائهم؛ إنه اختبار للأمانة التي استرعاهم الله إياها ودعاهم إلى حمياتها والحفاظ عليها، وحذرهم من تضييعها وخيانته فيها؛ فقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ * وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولاَدُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ ) [الأنفال:27]، واعلموا أنكم مسؤولون عن هذه الأمانة ومحاسبون على التفريط فيها، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا استَرعَاهُ حَفِظَ أَم ضَيَّعَ حَتى يَسأَلَ الرَّجُلَ عَن أَهلِ بَيتِهِ". وإن واجبنا -عباد الله- في هذه الأيام؛ أن نقف إلى جانب أبنائنا وقرة أعيينا في هذه الامتحانات خاصة وفي جميع شؤونهم عامة؛ حتى نفوت على من يستهدفهم في دينهم وعقولهم وأخلاقهم؛ فقد آن الأوان لأن يقوم الآباء بما عليهم نحو أبنائهم من مهمات أوجبها عليهم الشرع الحنيف والله سائلهم عنها. إنه لا يخفى على كل عاقل ما ابتليت به الأمة من المخاطر والمخاوف التي تفسد عليها فلذات أكبادها، وتحرفهم عن مسارها، وتبعدهم عن قيمها وأخلاقها، وتزرع فيهم ما يطمسون به هويتها ويهدم حضارتها ويعيق مستقبلها ويحول دون صدارتها، وإن من المخاطر المخيفة في أيام الامتحانات والظواهر الرهيبة، ما يلي: ظاهرة الغش؛ ولا شك أن هذه الظاهرة خطيرة وسلوك مشين، وقد حرمها الإسلام وتبرأ من أهلها، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا" (رواه مسلم). ولا شك أن فشو هذه الظاهرة؛ سببها ضعف الإيمان وخلل التربية، وكذلك بسبب تزين الشيطان، والخوف من الفشل؛ فعلينا معاشر الآباء والأمهات؛ أن نحذر أبناءنا من هذه الظاهرة حتى لا تحصل الآثار الوخيمة والعواقب الأليمة، من تجهيل الأمة الذي يسبب تأخرها وعدم تقدمها ورقيها، وذلك لأن الأمم لا تتقدم، إلا بالعلم و بالشباب المتعلم؛ فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فقل لي بريك: ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الذين امتهنوا الغش وسيلة؟! ناهيك عن الآثار الأخرى التي تنتج بسبب ظاهرة الغش من إتلاف الكتب المدرسية وتقطيعها ثم رميها بعد الاستفادة منها في أروقة المدارس وعند الممرات والأبواب والشوارع مما يعرض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية للامتهان، والله المستعان. ومنها: ظاهرة التفحيط بالسيارات؛ فكم أزهقت تلك الظاهرة من أرواح، وكم أتلفت من أموال، وكم ألحقت من الأوجاع والآلام، وكم خلفت من الآهات والأنين، وكل ذلك حصل بسبب عدم تقدير هذه النعمة؛ أعني نعمة وسائل النقل التي تتقدم من زمن لآخر؛ فقد كانت في الأزمنة الماضية عبارة عن مركوبات من الدواب، قال -سبحانه-: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ? وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) [النحل:7-8]؛ حتى تقدمت وسائل النقل الحديثة إلى حيث ترون؛ ولا شك أن هذه النعمة تستوجب على العباد شكر المنعم -سبحانه وتعالى-. ومن ظواهر الامتحانات المقلقة للأخلاق والقيم والمبادئ والأمن في المجتمع بأسره -كذلك- تعاطي المخدرات التي بها تختل العقول وتزيغ الأفهام؛ فتنتشر السرقات والكوارث ويكثر السطو على الممتلكات العامة والخاصة، ويعم الفقر وتتمزق الأسر وتتشتت العلاقات. وإن أعداء القيم والأخلاق ليسعون في إفساد سلوك شبابنا وتحطيم أخلاقهم، وتخريب طباعهم، وجعل المجتمع الإسلامي مسخا مشوها لا يمت إلى الدين الحنيف بصلة ولا يربطه بقيمة أي رابط؛ فكم نسمع بين الفينة والأخرى عن ضبط أجهزة الأمن للمهربين للمخدرات والمسكرات. ومن الظواهر -أيضا-؛ ظاهرة السهر؛ بقصد المذاكرة مع الزملاء والأخلاء، وربما أدى هذا السهر وأفضى هذا الاجتماع إلى ارتكاب المعاصي وتضييع الصلوات؛ ومن تدبر القرآن وجد أنه قد حذر من هذه الظاهرة؛ فقال سبحانه-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59]. ومن الظواهر الخطيرة الامتحانات؛ ظاهرة مجالسة رفقاء السوء تحت مسوغ المذاكرة والمدارسة؛ فتتلوث الأخلاق والقيم بسبب عدم قدرة الأبناء على التفريق بين حاملي المسلك ونافخي الكير، كما أشار إلى هذين النوعين النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-؛ فقال: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة" ( رواه البخاري ومسلم). ومن ظواهر الامتحانات التي ينبغي أن نعالجها؛ ظاهرة ضعف التوكل على الله الذي بيده مفاتيح كل شيء والميسر لكل عسر -سبحانه- من توكل عليه كفاه ومن استعان به أعانه ووفقه وهداه، والاقتصار على اجتهاد النفس وذكاء العقل والتحصيل المدرسي والمذاكرة المنزلية، قال الله: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]؛ ومعنى حسبه أي معينه وكافيه. فاتقوا الله -أيها الآباء- في أبنائكم وخذوا بأيديهم إلى كل فضيلة واحموهم من كل رذيلة، وقوموا بما أوجب عليكم من الأمانة نحو أبنائكم، واعلموا أن عواقب تضييع هذه الأمانة الخيبة في الدنيا والخسارة في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" (متفق عليه). خطيبنا العزيز: ها نحن قد وضعنا بين يديك مقدمة حاولنا فيها أن نجمل المشاكل والمخاطر التي تعترض الأبناء في أيام الاختبارات؛ فهل من مذكر بها الآباء؛ فيقمون بالواجب الذي أوجبه الله عليهم حتى يرعون الأمانة حق رعايتها. مادة (اختبار) من الكشاف العلمي
التعليقات