فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – ملف علمي

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات:

اقتباس

ولعل الذين أرادوا خرق السفينة في هذا الحديث كانوا حسنو النية لا يريدون إيذاء أحد بل يريدون مجرد إراحة أنفسهم من الصعود إلى ظهر السفينة؛ يدل على ذلك قولهم: "ولم نؤذ من فوقنا"، لكن أمثالهم من المجانين في زماننا لا يأبهون بإيذاء أحد أو عدم إيذائه... إن مجانين هذا العصر ومهووسيه أشد خطر وأعظم ضررًا من مجانين العصور السابقة! ..

إنما المجتمع كسفينة تطفو فوق الماء، وعلى هذه السفينة عقلاء ومجانين؛ فأما العقلاء فهم يكافحون من أجل إبعاد ومقاومة أي سبب قد يؤدي إلى غرق السفينة ويعملون جاهدين للمحافظة على سلامتها... وأما المجانين فإنهم لا يلون على شيء ولا يكترثون بشيء؛ فها هم مرة يزعجهم البرد فيلجئون إلى باطن السفينة الخشبية حيث الدفء ثم يجمعون حطبًا كثيرًا فيشعلون فيه النار لا يلتفتون لشيء إلا أن يستدفئوا من بردهم! وها هم ذات مرة قد أتعبهم إذا أرادوا الماء من البحر أن يصعدوا إلى أعلى السفينة كل حين، فقالوا: لقد أجهدنا أن نصعد وننزل كلما أردنا الماء، فاقترح مقترحهم أن ينقبوا نقبًا في باطن السفينة ليملئوا منه ما شاءوا من الماء! ومرة أخرى غار المجانين من ربان السفينة وقالوا: أوكلما أراد وجهة ما أخذنا إليها فوجهنا حيث شاء وحيث أراد، إنه ليس أولى بالقيادة منا!... وكلما بادر المجانين إلى أمر مُفسِد مُهلِك كلما سارع العقلاء إلى إثنائهم عنهم وردهم إلى صوابهم وبيان خطئهم... والسفينة في أمان وسلام ما دامت للعقلاء السطوة فوق المجانين، والقدرة على قمعهم كلما هموا بحماقة.  

 

لكن الخوف كل الخوف لو آلت قيادة السفينة إلى المجانين، إذًا لضاعت السفينة وضاع ما تحمل ومن تحمل! المصيبة كل المصيبة لو تغلَّب المجانين يومًا على العقلاء فصاروا أعلى صوتًا وأشد قوة... إذًا لوقعت الكارثة وحلت الطامة وكان البوار والخسار والخراب!   وأثق أنكم قد أدركتم تمامًا ما أردت بهذا المثال السابق، وأنني لم آت به من عند نفسي، بل هو استنباط من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعًا"(رواه البخاري).   ولعل الذين أرادوا خرق السفينة في هذا الحديث كانوا حسنو النية لا يريدون إيذاء أحد بل يريدون مجرد إراحة أنفسهم من الصعود إلى ظهر السفينة؛ يدل على ذلك قولهم: "ولم نؤذ من فوقنا"، لكن أمثالهم من المجانين في زماننا لا يأبهون بإيذاء أحد أو عدم إيذائه، بل هم يتعمدون إقصاء كل عاقل يردهم، وتدمير كل ناصح ينصحهم، والتنكيل بكل مصلح يقاوم فعلهم... إن مجانين هذا العصر ومهووسيه أشد خطر وأعظم ضررًا من مجانين العصور السابقة!   وكل ما يلاقي الدعاة عند أمرهم بالمعروف أو نهيهم عن المنكر من اضطهاد وتنكيل وتعذيب لا يسوغ لهم أن يتقاعسوا عن القيام بواجب الأمر والنهي، ولا يبرر لهم الاتكال والتواكل والقعود والتذرع الباطل بقول الله -عز وجل-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)[المائدة: 105]، بل إنه لمن الطبيعي المعهود أن يكون لكل مصلح أعداء، ولكل ناصح شانئون.   

 

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس تفضلًا ولا اختيارًا، بل هو فريضة محكمة تدور بين فرض الكفاية وفرض العين؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"(رواه مسلم)،  ونفس هذه المراحل للإنكار جاءت في حديث عن عبد الله بن مسعود وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"(رواه مسلم).  

 

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حقوق الطريق التي أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إياكم والجلوس بالطرقات" فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: "إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"(متفق عليه)؛ فقد قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بثلاثة من الفرائض وهي: غض البصر وكف الأذى ورد السلام، فدلَّ أنهما فريضتان مثلهم.  

 

وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من تركه خوفًا من أحد أو مهابة لأحد؛ فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام خطيبًا، فكان فيما قال: "ألا لا يمنعن رجلًا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه" قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد -والله- رأينا أشياء فهبنا!(ابن ماجه، وصححه الألباني)، وعن أبي سعيد الخدري -أيضًا- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحدكم ليسأل يوم القيامة حتى يكون فيما يسأل عنه أن يقال: ما منعك أن تنكر المنكر إذ رأيته؟..."(أحمد، وصححه الألباني). 

 

 وكفى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ما لهم من مزايا وبركات وأجور عند الله -سبحانه وتعالى-، ومن بركاتهم ما يلي:   البركة الأولى: تكفير الذنوب والزلات والسهو والغفلات: عن حذيفة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"...(متفق عليه)؛ أي: "لتفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم فإنه راع لهم ومسئول عن رعيته"(شرح صحيح مسلم للنووي).      

 

البركة الثانية: الاستكثار من الصدقات: فعن أبي ذر أن ناسًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة..."(رواه مسلم).  

 

البركة الثالثة: كلمات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هي من أفضل أنواع الجهاد: فعن أبي أمامة قال: عرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية، سأله، فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة، وضع رجله في الغرز ليركب، قال: "أين السائل؟" قال: أنا، يا رسول الله قال: "كلمة حق عند ذي سلطان جائر"(ابن ماجه، وصححه الألباني)، فكلمة الحق عند السلطان الجائر من أعظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.  

 

البركة الرابعة: هو من سادة الشهداء إن قتله ذلك السلطان الجائر: فعن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قال إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله"(الحاكم وصححه، وحسنه الألباني)، "واستحقاقه لسيادة الشهداء لأنه خاطر بنفسه في ذات الله ولا ناصر له إلا الله سبحانه"(التنوير شرح الجامع الصغير، للصنعاني).  

 

البركة الخامسة: النجاة من العذاب العام في الدنيا، ومن عذاب جهنم: ففي القرآن الكريم يقول المولى الجليل -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)[الأعراف: 164-165].  

 

البركة السادسة: تحقيق شروط خيرية الأمة: والتي ذكرها الله في كتابه حين قال -عز من قائل-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[آل عمران: 110]، وقد علق الخازن في تفسيره على هذه الآية قائلًا: "فيجب على كل مكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إما بيده أو بلسانه أو بقلبه"(تفسير الخازن).  

 

البركة السابعة: الفلاح في الدنيا والآخرة: مصداق ذلك قول الله -عز وجل-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[آل عمران: 104]، يقول الخازن: "اللام في قوله: (وَلْتَكُنْ) لام الأمر؛ أي: لتكن منكم أمة دعاة إلى الخير، وقيل: إن كلمة من في قوله: (مِنْكُمْ) للتبيين لا للتبعيض؛ وذلك لأن الله -عز وجل- أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل الأمة"(تفسير الخازن)... ثم لا تكاد تنقطع بركات تلك الشعيرة الغائبة.   

 

 والعكس بالعكس، والضد بالضد؛ فإن التخاذل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطير جد خطير ومن بديهيات عقوباته: الحرمان من كل البركات السابقة وغيرها؛ فلا تكفير للذنوب ولا زيادة في الأجور ولا فلاح ولا نجاح، بل تفقد الأمة خيريتها وفضيلتها على سائر الأمم، وفوق ذلك كله نزول عذاب وعقاب عام جماعي يصيب من فعل المنكر ومن سكت عنه ولا ينجو منه إلا من أنكر وأمر ونهى: فعن حذيفة بن اليمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"(الترمذي، وحسنه الألباني)، وهذا العذاب آتيهم ولو في آخر لحظات عمرهم، فعن جرير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه، فلا يغيروا، إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا"(أبو داود، وحسنه الألباني).  

 

وهذا نموذج عملي واقعي لذلك العذاب الذي يعم من فعل المنكر ومن سكت عنه ولم ينكره، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض، يخسف بأولهم وآخرهم"، قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ قال: "يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم" (رواه البخاري).  

ومن العقوبات التي تصيب المتقاعسين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: رد الدعاء وعدم إجابته: فعن عائشة، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم"(ابن ماجه، وحسنه الألباني).  

 

ومنها: اللعن والطرد من رحمة الله -تعالى-: تمامًا مثلما أصاب اليهود من قبل، قال -عز وجل-: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة: 78-79]، وكل أمة تصنع صنيعهم فهي معرضة أن يصيبها مثل ما أصابهم.   ***   وإن أناسًا أعياهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فانطلقوا يخترعون لأنفسهم الحجج الواهية والمعاذير الساقطة والأعذار الكاذبة ليسوغوا لأنفسهم القعود عن تلك الفريضة المحكمة، فاحتجوا لتقاعسهم وتخاذلهم وتفريطهم بقول الله -عز وجل-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]، ولقد كفانا الصديق أبو بكر -رضي الله عنـه- ومن بعده أبو ثعلبة الخشني مؤنة شرح وتوضيح المعنى الحقيقي للآية، فهذا قيس بن أبي حازم يروي فيقول: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]، وإنا سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه"(ابن ماجه، وصححه الألباني).  

 

ويبدو أن هذا الآية قد كانت تشغل بعض العقول؛ فقد سأل عنها أبو أمية الشعباني هو الآخر، ولندعه يقص علينا فيقول: أتيت أبا ثعلبة الخشني، قال: قلت: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)[المائدة: 105]، قال: سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرًا لا يدان لك به، فعليك خويصة نفسك، ودع أمر العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا، يعملون بمثل عمله"(الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني).   

 

ولعلنا لسنا في حاجة -ونحن نخاطب خطباءنا الفطناء- أن نؤكد أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضوابط وآدابًا وأصولًا وشروطًا يجب أن تراعى، فـ"نأمر بالمعروف بالمعروف، وننهى عن المنكر بغير منكر"... ولأن الموضوع طويل، والتقصير فيه خطير، ومراعاة ضوابطه واجبة، والتقاعس عنه خطيئة... فقد رأينا في ملتقى الخطباء أن نفرد له هذا الملف العلمي ونزوده بعدة محاور مهمة وندعم كل محور بالعديد من المواد العلمية المرئية والمسموعة والمقروءة... وكل ذلك محاولةً منا في الإعانة على إقامة هذه الشعيرة وترشيدها حتى تؤتي ثمرتها، والله من وراء القصد عليم. 

المحور الأول: التعريف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يشبهما، ومنزلتهما، وبركاتهما:
المحور الثاني: وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطرقه وشروطه وآدابه وضوابطه:
المحور الثالث: المخاطر الفردية والمجتمعية والعقوبات العاجلة والآجلة المترتبة على ترك الأمر المعروف والنهي عن المنكر
المحور الرابع: نماذج فردية ومجتمعية تمثلت فيهم شعيرة الامر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر
المحور الخامس: كتب ومراجع وإحالات
العنوان
خطب الحسبة والمحتسبون (2) الحسبة فيصل بين الحق والباطل 2008/12/20 3482 998 35
خطب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2009/01/07 9510 1734 92
خطب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2010/02/16 8730 1533 129
خطب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2010/04/07 8521 13 133
خطب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2011/04/15 7404 1186 59
خطب حتى نكون من خير أمة أخرجت للناس 2012/02/23 15695 1316 78
خطب أمة قائمة لخيرية دائمة 2012/03/29 5005 921 82
خطب الاحتساب والمحتسبون صمام أمان 2012/04/18 3281 1234 24
خطب أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع 2012/11/14 8337 1407 45
خطب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2013/04/11 4092 726 43
خطب يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر 2013/10/07 2541 683 13
خطب الأمر بالمعروف 2014/12/10 2432 317 8
خطب أولو بقية ينهون عن الفساد 2016/02/18 2520 310 14
خطب نعم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2016/02/22 1418 262 4
خطب أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر 2016/02/25 2207 300 8
خطب تذكير الأمةْ بـ(كنتم خير أمة) 2016/04/19 2338 284 21
مقالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفهوم أممي 2020/01/06 498 0 0
مقالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 282 0 0
مقالات الحسبة في الإسلام 2020/01/06 794 0 0
مقالات النهي عن المنكر والسياج الحضاري للأمة 2020/01/06 495 0 0
مقالات تذكرة البر بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 490 0 0
مقالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 159 0 0
مقالات مفهوم الأمر بالمعروف 2020/01/06 446 0 0
فتاوى الإنكار معناه وحكمه وكيفيته 2020/01/06 486 0 0
فتاوى حكم تغيير المنكر باليد ولمن يكون تغييره باليد؟ 2020/01/06 519 0 0
فتاوى ما يدخل في وجوب النهي عن المنكر وما لا يدخل 2020/01/06 536 0 0
فتاوى مسائل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 742 0 0
فتاوى هل يأثم إن رأى منكراً ولم ينكره ؟ 2020/01/06 1762 0 0
فتاوى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والالتزام بضوابطه 2020/01/06 468 0 0
فتاوى وجوب النهي عن المنكر على الجميع 2020/01/06 504 0 0
صوتيات وفديوهات أنواع وأركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الشيخ: أحمد بلحمر 2020/01/06 0 0 0
صوتيات وفديوهات فضائل وفوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ: أحمد بلحمر 2020/01/06 0 0 0
صوتيات وفديوهات حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ - الشيخ عبد العزيز بن باز 2020/01/06 0 0 0
صوتيات وفديوهات متى يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على كل مسلم ومسلمة؟ - الشيخ عبد العزيز الفوزان 2020/01/06 0 0 0
صوتيات وفديوهات أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - محمد العريفي 2020/01/06 0 0 0
ندوات وحوارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الشيخ الحويني 2020/01/06 0 0 0
ندوات وحوارات محاضرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- للشيخ العريفي 2020/01/06 0 0 0
ندوات وحوارات فضائل الأمر بالمعروف والدعوة إلى الله - الشيخ نبيل العوضي 2020/01/06 0 0 0
ندوات وحوارات أهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - للشيخ خالد الراشد 2020/01/06 0 0 0
ندوات وحوارات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - محمد حسان 2020/01/06 0 0 0
دراسات وأبحاث أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياة الأمة 2020/01/06 265 0 0
دراسات وأبحاث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها 2020/01/06 518 0 0
دراسات وأبحاث الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية 2020/01/06 645 0 0
دراسات وأبحاث الحسبة في الإسلام أو وظيفة الحكومة الإسلامية 2020/01/06 470 0 0
دراسات وأبحاث القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 464 0 0
دراسات وأبحاث عقود الجوهر للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر 2020/01/06 478 0 0
دراسات وأبحاث ملخص كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2020/01/06 1300 0 0
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life