أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر

عادل العضيب

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: بناء المجتمع
عناصر الخطبة
1/حرص الناس على أسباب السلامة في الدنيا 2/ أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 3/ بعض فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومخاطر ترك ذلك 4/ الإشادة بحكام المملكة العربية السعودية المؤسسين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 5/ بعض الشبهات المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد عليها 6/ إيذاء المنافقين وتشويههم للقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 7/ بعض محاسن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

اقتباس

قاعدة من قواعد الدين العظيمة, وأسسه المتينة, وأرسخ أقطابه, وأثبت أعمدته, وأشد ما يقوي أركانه, ويعلي بنيانه. به يحفظ الدين، وتنشر أعلامه، به تحارب البدع والمنكرات, ويقمع أهل الشر والضلالات؛ إنه...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله -أيها المسلمون-: يحرص الأفراد والمجتمعات, الدول والحكومات, الشركات والمؤسسات, الهيئات والوزارات, على أسباب السلامة من الكوارث، حتى أنشأت إدارات للسلامة، وعُين مسؤولون عن الأمن والسلامة, عن سلامة الدنيا، سلامة الأنفس والممتلكات، وهم بذلك يسيرون وفق الطبيعة البشرية, وهذا أمر حسن محمود.

 

أما الشريعة الإسلامية، فقد جاءت بسبب عظيم من أسباب السلامة، تسلم به المجتمعات من نقمة الله وغضبه وعقابه، تسلم به من ظهور المنكرات؛ إنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

قاعدة من قواعد الدين العظيمة, وأسسه المتينة, وأرسخ أقطابه, وأثبت أعمدته, وأشد ما يقوي أركانه, ويعلي بنيانه.

 

به يحفظ الدين، وتنشر أعلامه، به تحارب البدع والمنكرات, ويقمع أهل الشر والضلالات.

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أصل من أصول الدين, وسهم من سهام الإسلام، هو عز أهل الطاعة, وفخر أهل الإسلام، وذل أهل الإجرام.

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس خيارًا اجتماعيًا, ولا سنة لا تثريب على من تركها، بل واجب على كل أحد.

 

قال عليه الصلاة والسلام: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" [رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-].

 

وإذا ترك في بلد أو أمة زال عنها الخير وترحل، ما كسبت هذه الأمة الخيرية إلا به، قال الله -جل وعلا-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) [آل عمران: 110].

 

ومن كان مؤمنًا كامل الإيمان لن يتخلى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لن يقف أمام الآمرين بالمعروف, لن يحاربهم, لن يشوه صورتهم، قال الله -جل وعلا-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [التوبة: 71].

 

هو صمام الأمان للمجتمع من عذاب الله، قال ربنا -جل وعلا-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: 117].

 

وهو صمام الأمان للأفراد، فمن قام به سلم من عذاب الله لو نزل العذاب على الناس، قال ربنا -جل وعلا-: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) [الأعراف: 165].

 

به تكف يد العابثين بسفينة المجتمع السائرة في بحر الحياة، وإذا تُرك خرق أهل الشر سفينة المجتمع وأغرقوه، قال عليه الصلاة والسلام: "مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعًا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا" [خرجه البخاري عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-].

 

وليت الأمر اقتصر على خراب الدنيا, على هلاك الدنيا، لكن الأمر أعظم, فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينزل لعنة الله على تاركيه، كما وقع للأمم السابقة، قال الله: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [المائدة: 78 - 79].

 

كما أنه إذا تُرك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ظهرت المنكرات، واستعلن أهل الباطل بباطلهم, عندها يكثر الخبث، وإذا كثر الخبث حل العذاب، ولو وجد الصالحون، ففي الحديث المتفق على صحته من حديث زينب بن جحش -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعًا يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ" وحلق بالإبهام والتي تليها -عليه الصلاة والسلام-، قالت -رضي الله عنها-: قلت يا رسول الله: "أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟" قَالَ: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ".

 

ولقد حذر الله في كتابه من عقاب يعم الصالح والطالح، وهذا لا يكون إلا إذا ترك الصالحون الفاسدين يعيثون في الأرض فسادًا، إذا تركوهم يفسدون على الناس دينهم وأخلاقهم، قال الله: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25].

 

عباد الله: إن المحافظة على حرمة الإسلام، وصون المجتمع المسلم من أن تخلخله وتقوده البدع والخرافات، والمعاصي والمنكرات, إن حمايته من أنواع الشر الهائجة، وآثار الفتن المائجة, أصل عظيم من أصول الشريعة الإسلامية، ولن يتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

أدرك هذا حكام هذه البلاد منذ تأسيسها، فأنشؤوا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونص النظام الأساسي للحكم في هذه البلاد في مادته الثالثة والعشرين على أن الدولة تحمي عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

 

وهذا هو الواجب على جميع الدول الإسلامية, على حكام المسلمين, إن أرادوا التمكين في الأرض، قال الله: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: 41].

 

وهذا مقتضى صدق الإتباع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ربنا -جل وعلا-: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ) [الأعراف:157].

 

وقد مدح الله الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من أهل الكتاب، فقال سبحانه وبحمده: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 113 - 114].

 

عباد الله: يقول البعض: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تدخل في شؤون الآخرين، واعتداء على خصوصياتهم، وهذا -لعمر الله- قد ضل الطريق، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقوف أمام المعصية، ودفع لها، ولظهورها أمام الناس، وأخذ بيد العاصي إلى طريق الحق والرشاد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف، ولتنهوُنّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم" [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

 

أما قول بعضهم: لا دخل لي بالآخرين، أنا أصلح نفسي ولا علي من غيري، ويستدل بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]، فقد رد على هذا وأمثاله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حين قال: "يا أيها الناس إنكم لتقرؤن هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الناس إذا رؤوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده" [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

 

عباد الله: مروا بالمعروف؛ بالمعروف، وانهوا عن المنكر، بلا منكر.

 

واعلموا أن من أمر ونهى لا بد وأن يعادى وينال منه ويؤذى, إما بالقول أو الفعل، أو بهما جميعًا، فليصبر على ما أصابه، فإنه إنما أوذي في الله، قال لقمان لابنه وهو يعظه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان: 17].

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا, وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

 

فيا معاشر المسلمين: أقفلوها، ألغوها، ضموها، أغلقوا دار الفضيلة، دمروا صرح الفضيلة، واتركوا أهل الرذيلة يفجرون. ما هي التي يريدون إلغاءها؟ أيقصدون دور البغاء؟ أيقصدون دور الرقص؟ أيقصدون دور العري؟ أيقصدون مصانع الخمور؟

 

لا، يريدون الهيئة، حملات منظمة للقضاء على جهاز الحسبة، تهدف إلى تشويه صورة رجال الهيئة في أعين الناس، حتى يكرهوا الشعيرة، ويطالبوا بإلغاء الجهاز.

 

ما إن يسمعوا بحادثة الهيئة طرف فيها إلا خطؤوهم وجرموهم وسبوهم، ونالوا منهم، يسخرون منهم بمقالات وكركتيرات، ويصفونهم بأقبح الأوصاف: إرهابيون! مجرمون! سلنتحَ! دواعش!

 

وخذ من قبيح الكلام ما ينبئك عما في القلب من حقد على الحسبة ورجالها.

 

نهش في أعراض رجال الحسبة بمقالات وتغريدات، وبرامج وجلسات، بلا بينة ولا برهان، يتلقفون ما يلقيه بعض الحاقدين على رجال الحسبة؛ لأنهم يقفون أمامهم إذا أرادوا أن يجاهروا بمعاصيهم، إذا أرادوا أن يلبسوا المجتمع لباس العصيان.

 

والعجيب: أن هؤلاء إن قام بدور رجال الهيئة أحد من المحتسبين مزقوه تمزيقًا, لماذا تتكلم هل أنت من أهل الهيئة؟ فإذا تحرك رجال الهيئة، افتروا عليهم، وضخموا أخطاءهم، وطالبوا بإلغاء الهيئة.

 

يقول بعضهم: لا حاجة للهيئة، الشرطة تقوم بدورها؟ إذًا لماذا لا تقولون لا حاجة لرجال مكافحة المخدرات الشرطة تقوم بدورهم؟!

 

إنها حرب مفتوحة على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من طائفة لا تحتكم لعقل، ولا دين، ولا نظام.

 

إننا لا نبرىء رجال الهيئة من الخطأ، لكن لو تعاملنا مع جميع أجهزة الدولة بهذه العقلية لن يبقى في الدولة جهاز.

 

هم يعرفون -والله- حق المعرفة ما يقوم به رجال الهيئة، ويدركون أن الدور الذي يقومون به لن يقوم به أحد سواهم، لذا يطالبون بإلغاء الهيئة.

 

هم يعرفون أثر رجال الهيئة على المجتمع، لكنهم يتعمدون دفن محاسنهم، وتضخيم أخطائهم.

 

أدرك دورهم من هم في الدول المجاورة، فكتبوا عنها، وطالبوا دولهم بمثلها, وصرح بعضهم بأن وجود الهيئة أمر نحسد عليه، ومن جهل أثرهم أو شك فيه، فليتابع الصحف الالكترونية ليرى بطولات رجال الهيئة، مع قلة العدد، وضعف الإمكانات، ليرى كيف استقبلت أجسادهم السكاكين والسواطير من المبتزين.

 

ليرى قضايا السحر والخلوة والابتزاز التي وقف لها رجال الهيئة، ليرى قوارير الخمر وجراكنها التي استخرجوها من باطن الأرض والخرب والمزارع.

 

ليرى كم أنقذوا من فتاة من مبتز؟ كم حموا عرض شاب وشابة؟ كم فكوا أسرة من السحر؟

 

عباد الله: رجال الهيئة على ثغر عظيم من ثغور الدين، لذا هم يستحقون منا الشكر والدعاء، إن أحسنوا، والنصح والتوجيه، إن أخطؤوا.

 

ولنعلم: أننا جميعًا مطالبون أمام الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

اللهم وفق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا.

 

اللهم احفظهم بحفظك، اللهم أعنهم وخذ بأيديهم.

 

عباد الله: وصلوا وسلموا على خير الورى، امتثالًا لأمر الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

 

قال عليه الصلاة والسلام: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا".

 

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض الله عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، وتابع التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر المجاهدين، واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين، يارب العالمين.

 

اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أدر عليهم دائرة السوء، يا رب العالمين، اللهم انصر جنودنا في الحد الجنوبي، اللهم احفظهم وأيدهم وأعنهم، وثبت أقدامهم، وانصرهم على الحوثيين المجرمين، يا رب العالمين.

 

اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لإخواننا في بلاد الشام، اللهم كن لإخواننا في العراق، اللهم كن للمستضعفين في الأحواز، اللهم كن للمستضعفين في بورما، اللهم كن للمستضعفين في فلسطين.

 

اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، اللهم احفظ أعراضهم، اللهم أطعم جائعهم، اللهم اكس عاريهم، اللهم عجل لهم بالنصر والتمكين، يا قوي يا قادر.

 

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

 

اللهم فك أسر المأسورين، اللهم فرج هم المهمومين، اللهم نفس كرب المكروبين، اللهم اقض الدين عن المدينين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، واكتب الصحة والهداية والتوفيق لنا ولكافة المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذريتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك يا رب العالمين.

 

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهما كما ربيانا صغارًا: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10].

 

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90 - 91].

 

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 

 

المرفقات

بالمعروف ونهيا عن المنكر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات