نعمة الماء وظاهرة الإسراف فيه - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

يضيعون الماء ويهدرونه ويسرفون فيه ولا يدرون أنهم موقوفون ومسؤولون عنه يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح لك جسمك وأروك من الماء البارد"...

تتعدد النعم من الله -تعالى- على البشر فهي لا تُحصى؛ نعم ظاهرة ونعم باطنة، نعم دنيوية ونعم أخروية... وتبقى من أجل النعم الدنيوية الظاهرة على الإطلاق: نعمة الماء فهو أساس كل حياة وأصل كل نماء وسبب كل حضارة وعمران، وصدق الله: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)[الأنبياء: 30]، فحيثما وُجِد الماء وُجدت الحياة، وحيثما فُقد الماء كان الجدب والقحط والمجاعات.

 

والماء من نعيم الدنيا والآخرة؛ فقد قال الله -تعالى- عن الماء الطهور: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا)[الفرقان: 48-49]، وجعله -عز وجل- جائزة دنيوية لمن أقام شرعه: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)[الجن: 16].

 

وأما في الآخرة فلما عدَّد القرآن مشروبات أهل الجنة كان أولها الماء: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)[محمد: 15]، كذلك فأمنية أهل النار قطرة من ماء الجنة: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ...)[الأعراف: 50]، ولما شرب عبد الله بن عمر ماء باردا بكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله -عز وجل-: (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)[سبأ: 54]، قال: فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئا إلا الماء البارد(رواه أحمد في الزهد).

 

***

 

لكن الماء -كما قال الشعبي: "أعز مفقود وأهون موجود"( المجالسة للدينوري)، فإن كثيرا من الناس لا يدركون قيمته إلا إذا فقدوه، وطالما هو متوفر تحت أيديهم فهم له يضيعون وفيه يسرفون وعليه يعتدون ويبذرون!

 

فالصنابير تالفة تقطر ماءً ليل نهار في غير فائدة، ويغتسل الفرد الواحد بما يكفي عشرة أفراد يشربون منه لعشرة أيام! وفي الحدائق والمتنزهات تسيل المياه فوق حاجة الزرع والغرس! ثم دث ولا حرج عن حمامات السباحة التي يتبدد فيها كميات هائلة من الماء... يضيعون الماء ويهدرونه ويسرفون فيه ولا يدرون أنهم موقوفون ومسؤولون عنه يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح لك جسمك وأروك من الماء البارد"(رواه الحاكم في مستدركه).

 

ولقد مر النبي -صلي الله عليه وسلم- بسعد وهو يتوضأ، فقال: "ما هذا السرف يا سعد؟ "، قال: أفي الوضوء سرف؟، قال: "نعم، وإن كنت على نهر جار"(رواه أحمد، وحسنه الألباني)، ولقد أكد الإمام أحمد قائلًا: "من فقه الرجل قلة ولوعه بالماء"، وقال المروزى: "وضأت أبا عبد الله بالعسكر، فسترته من الناس، لئلا يقولوا إنه لا يحسن الوضوء لقلة صبه الماء"، وكان أحمد يتوضأ فلا يكاد يبل الثرى(إغاثة اللهفان، لابن القيم)... فإن كان ذلك لا يحل في عبادة نتعبد بها لله -تعالى-، فكيف يستحلونه في غيرها؟!

 

وينطبق على كل مسرف في الماء ما قاله القرآن عن المسرفين والمبذرين؛ من أن الله لا يحبهم: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31]، ومن أنهم إخوان الشياطين: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)[الإسراء: 26-27]...

 

***

 

فيا من تسرفون في الماء: احذروا أن تحرموا منه فلا تجدوا منه قطرة؛ فإن النعم تدوم مع الشكر، وتنزع بسبب الكفران: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7]، يقول ابن كثير مفسرًا: "أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، (ولئن كفرتم) أي: كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها، (إن عذابي لشديد)؛ وذلك بسلبها عنهم، وعقابه إياهم على كفرها".

 

وفي القرآن الكريم يقول الجليل -سبحانه وتعالى- محذرًا: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 68-70].

 

ولست وحدي من ينبه على خطورة الإسراف في الماء، بل كل خطبائنا يحذرون منه وينذرون ويخوفون من عواقبه، وقد انتقينا ها هنا بعضًا من خطبهم التي تنبه على خطورة الأمر وعلى ضرورة محاربة الإسراف في الماء والترشيد فيه.

 

العنوان

الماء سر الحياة

2018/03/24 9901 1266 29

صالح بن عبد الله بن حميد

هذا السائل المبارك هو أغلى ما تملك الإنسانية لاستمرار حياتها -بإذن الله-، أدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم، حاضرهم وباديهم، عرفوه في استعمالاتهم وتجاربهم وعلومهم؛ إن خف كان سحاباً، وإن ثقل كان غيثاً ثجاجاً، وإن سخن كان بخاراً، وإن برد كان ندى وثلجاً وبرداً....

المرفقات

الماء سر الحياة


العنوان

عظمة الماء ومحاربة الإسراف

2015/06/04 5128 124 23

عبدالباري بن عواض الثبيتي

آية من آيات الله في الكون، يرى المتأمل فيها إعجاز الله وقدرته، وإيداعه في خلقه، هو العنصر الأول للحياة، وقطب الرحى في حياة الإنسان والنبات والحيوان. هو غذاء الكائنات وحياتها، بفقده تذبل وتموت، ترى الأرض هامدة ياسبة منكمشة لا حراك فيها من العطش، فإذا ...

المرفقات

عظمة الماء ومحاربة الإسراف.doc


العنوان

نعمة الماء

2017/12/01 8373 730 60

عبدالمحسن بن محمد القاسم

خلقه الله بلا لون وأوجده بلا طعم، وأنزله بلا رائحة، ماءٌ واحدٌ يَنْزل على أرض واحدة فتُظهر جنات من أعناب وزرع صنوان وغير صنوان، يُفَضَّل بعضُها على بعض في الأكل، منها ما هو حلو ومنها ما هو مُرّ، وفي بعضها داء وفي الآخر دواء.

المرفقات

نعمة الماء


العنوان

وجعلنا من الماء كل شيء حي

2021/04/08 886 787 0

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

أيها المؤمنون: هذه النعمة هي من أغلى وأثمن ما يملكه الناس، فهو أساس الحياة وعصبها، ولولاه لما كانت هناك حياة لبشر أو حيوان أو نبات. وهو عماد اقتصاد الدول، وبتوافره تتقدم وتزدهر، وبنضوبه وغوره وشح موارده تحل الكوارث والنكبات. وهو غذاء الأرض والكائنات وحياتُها؛ وبفقده تذبل وتموت، فإذا...

المرفقات

وجعلنا من الماء كل شيء حي.doc


العنوان

الإسراف (ومنه الإسراف في الماء)

2021/04/01 2935 530 0

د. منصور الصقعوب

ما حُفِظَت النِعمُ بِمِثلِ رعايةِ حقِّ الله فيها, ومن ذلك عدمُ الإسراف والتبذير فيها, وما ترحلّت النِعمُ ولا استُجلِبت النقمُ بمثلِ الإسرافِ والتبذيرِ فيها، جرّب أن تجلس مع رجلٍ من الأجداد وكبار السنّ, سله عن الحال هنا قبل عقود, سيُحَدِّثُكْ عن الجوع والشِدّة، سيُحدِّثُك بأحوالٍ لا يكادُ يُصدِّقُها أبناءُ اليوم، سيُحَدِّثُكَ أنه في عام 1327هـ تبرع أهلُ الصومال لأهل هذه البلاد لِسَدّ مجاعتهم....

المرفقات

الإسراف (ومنه الإسراف في الماء).doc


العنوان

الماء حياة

2021/04/10 974 305 1

الشيخ راشد بن عبدالرحمن البداح

وعندما يرَى المسلمُ كثيرًا من إخوانهِ المسلمينَ وهم يتوضؤونَ يشاهدُ عَجَبًا في إهدارِ الماءِ وكأنهمْ لا يَعلمونَ شيئًا عن سنةِ رسولِهِم محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيثُ يتوضأُ أحدُهم بما يكفي للاغتسالِ. ولقد شَدَّدَ أهلُ العلمِ في المنعِ من الإسرافِ بالماءِ، وقطعِ الوسواسِ على الموسوسينِ...

المرفقات

الماء حياة.doc


العنوان

نعمة الماء

2018/03/24 8269 485 14

عبد الرحمن بن صالح الدهش

إن من الناس من تعودوا وجود النعمة وألفوها؛ فهم تحت تأثير هذا الإلف وهذه العادة قد ينسون قدر هذه النعمة عليهم؛ لأنها دائما حاضرة بين أيديهم، ولأجل ذا فقد نسينا نعمة الماء؛ فليتخيل أحدنا فقْد هذه النعمة ولو لزمن يسير، حينها يعلم أن فضل الله علينا بها عظيم، وأن فقدها خطر جسيم، أو دعونا...

المرفقات

نعمة الماء


العنوان

نعمة الماء

2021/04/08 948 305 3

محمد بن إبراهيم السبر

أيها الناس: لولا نعمة الماء لما كان في هذه الحياة إنسان، وما عاش حيوانٌ، وما نبت زَرْعٌ أو اخضر شَجَر، فمنه تشرب ومنه يخرج المرعى، وبه تكسى الأرض بساطاً أخضرَ، وتكون للناظر أحلى وأجمل. والماء هبة الخالق تفضل بها على عباده، فهذا الماء المبارك لا تستغني عنه جميع الكائنات، فلا...

المرفقات

نعمة الماء.doc


العنوان

نعمة الماء

2018/03/28 66255 1376 72

قسم الخطب بدائرة الأئمة والخطباء بسلطنة عمان

إنَّ شُكْرَ اللهِ -تباركَ وتعالَى- على نِعْمَةِ الماءِ لا يقتصرُ على الشُّكْرِ باللسانِ، بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلَالِه، والاقتصادِ والتَّرشِيدِ في استِعمالِه، فأَيُّ إِسْرافٍ في استِعْمَالِ الماءِ هوَ تصرُّفٌ سيّءٌ وسلوكٌ غيرُ حَميدٍ.

المرفقات

نعمة الماء


العنوان

نعمة الماء وأسباب القحط

2013/07/24 25214 998 49

فواز بن خلف الثبيتي

أيها الناس: آية من آيات الله في الكون، يرى المتأمل فيها إعجاز الله وقدرته، وإبداعه في خلقه، هي العنصر الأول للحياة، وقطب الرحى في حياتنا نحن بني الإنسان، وكذا الحيوان والنبات، إنها آية الماء الذي قال فيه: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)[الأنبياء: 30]. فالماء، هذا السائل العجيب الغريب، العجيب في طعمه ولونه، والغريب في الارتواء به دون سواه. هو غذاء الكائنات وحياتها...

المرفقات

الماء وأسباب القحط


العنوان

الماء نعمة عظيمة تحتاج لشكر المنعم

2012/04/29 21129 2068 67

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

إن نعمة الماء نعمة عظيمة، وآية من آياته الجليلة، لا غنى للناس عنها؛ لأنها مادة حياتهم، وعنصر نمائهم، وسبب بقائهم، منها يشربون ويسقون، ويحرثون ويزرعون، ويرتوون ويأكلون، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) ..

المرفقات

نعمة عظيمة تحتاج لشكر المنعم


العنوان

الماء

2021/04/08 898 267 0

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

وعلينا في أثناء استِعمالِه أنْ نصطحب شُكْرَ اللهِ -تعالَى- على نِعْمَةِ الماءِ، وأن لا يكون الشُّكْرِ باللسانِ؛ بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلَالِه، وعدم الإِسْرافٍ في استِعْمَالِه يقول الله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)...

المرفقات

الماء.doc


العنوان

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

2021/04/01 2227 427 2

د عبدالعزيز التويجري

لا يحس بنعمة الماء إلا مَن فَقَده، ولا يُسرفُ فيه إلا من غَمَره.. تُضرَب أكبادُ الأبل من أجله، وتتقطع الرقاب لتحصيله.. وإليكم هذا الحديث الطويل الجليل، الذي يُصوِّر أثر هذه النعمةِ وحُسِن ترشيدِها، مع دروسٍ وحِكمٍ وأحكامٍ جليلةٍ أخرى.

المرفقات

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا.doc


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات