طهرة الصائمين وطعمة المساكين - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات:

اقتباس

وأما الحكمة من وجوبها فقد نقلها ابن عباس قائلًا: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين"، فهي جبر للنقص والخلل والتقصير الواقع في صوم رمضان من...

أخطأ من ظن أنه لا تجب على الفقير زكاة، أقول: بل يجب عليه نوع من الزكاة هو: "زكاة الفطر"؛ إنها تجب على كل مسلم غربت عليه شمس آخر يوم من رمضان يملك قوت يومه وليلته، بل وإن لم يكن مالكًا لقوت يوم وليلة لكنه أُعطي زكاة الفطر فصار مالكًا لقوت يومه وليلته فإنه يخرجها أيضًا بقدر طاقته، فعن ابن عمر قال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"(متفق عليه)، وفي لفظ لمسلم: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين".

 

وقال سعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز في قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)[الأعلى: 14]: "هو زكاة الفطر"، وأضاف ابن قدامة قائلًا: "وأضيفت هذه الزكاة إلى الفطر؛ لأنها تجب بالفطر من رمضان... والصحيح أنها فرض؛ لقول ابن عمر: "فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر"، ولإجماع العلماء على أنها فرض؛ ولأن الفرض إن كان الواجب فهي واجبة، وإن كان الواجب المتأكد فهي متأكدة مجمع عليها".

 

وقال ابن المنذر في كتابه: "الإجماع": "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض، وأجمعوا على أن صدقة الفطر تجب على المرء إذا أمكنه أداؤها عن نفسه وأولاده الأطفال الذين لا أموال لهم"، وقال أيضًا في "الإشراف على مذاهب العلماء": "وممن حفظنا ذلك عنه من أهل العلم، محمد بن سيرين، وأبو العالية، والضحاك، وعطاء، ومالك، وأهل المدينة، وسفيان الثوري، والشافعي، وأبو ثور، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وقال إسحاق: هو كالإجماع من أهل العلم".

 

***

 

وأما الحكمة من وجوبها فقد نقلها ابن عباس فقال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين"(رواه ابن ماجه)، فهي جبر للنقص والخلل والتقصير الواقع في صوم رمضان من الذنوب والهفوات والتكاسل وغيرها، فكما يجبر سجود السهو الخلل الواقع في صلاة العبد، فكذلك تجبر صدقة الفطر الخلل الواقع في صومه.

 

ومن حكمتها: إدخال السرور والفرح على قلوب الفقراء في يوم العيد بالتوسعة عليهم، ومنها: إظهار التواد والتكافل والتحابب بين أفراد المسلمين، ومنها: إقامة السنة والشعيرة بإخراج الصدقات طعامًا، ومنها: الاقتداء بجود النبي محمد -صلى الله عليه وسلـم- الذي كان "أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة"(متفق عليه).

 

***

 

والأصل في زكاة الفطر أن تُخرج طعامًا، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من أقط، أو صاعًا من زبيب"(متفق عليه)، فمن العلماء من قصرها على هذه الأصناف الخمسة المذكورة في الحديث، ومنهم من توسع فقال: تُخرج من غالب قوت البلد، ومنهم من توسع فيها أكثر فقال: تُخرج من كل ما يقتات البشر، ومنهم من توسع أكثر فقال: تُخرج من قوت الآدميين ومن قوت البهائم، ومنهم من جوَّز إخراج قيمتها نقدًا، وهذا قول الإمام أبي حنيفة والحسن البصري وعطاء وعمر بن عبد العزيز وسفيان الثوري، خلافًا لسائر الفقهاء، وقد نص ابن قدامة قائلًا: "ولا تجزئ القيمة؛ لأنه عدول عن المنصوص".

 

***

 

والأصل كذلك في زكاة الفطر أن يخرجها من تجب عليه في نفس بلده، ولا ينقلها إلى بلد غيره، اللهم إلا إذا كان نقلها لمصلحة أو حاجة فإنه يجوز، كأن ينقلها إلى بلد أهلها أشد حاجة وعوزًا وفاقة كأماكن الأوبئة والكوارث والحروب، أو ينقلها إلى أقارب له يتطلعون إليها وهو يعلم حاجتهم وفاقتهم..

 

***

 

وآخر وقتها -كما يتضح من الأحاديث السابقة- فهو إلى ما قبيل صلاة عيد الفطر، فإذا صُلي العيد فقد خرج وقتها، ففي حديث ابن عباس قال: "فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"(رواه ابن ماجه)، وإذا خرج وقت إخراجها ولم يؤدها من وجبت عليه فإنها لا تسقط عنه بحال، بل هي واجبة عليه يؤديها قضاء، فإن كان تأخيرها بعذر فلا إثم عليه، وإن أخرها عن وقتها بغير عذر فهو تقصير وتفريط وتهاون منه فعليه إثمه وذنبه.

 

***

 

وقد جمعنا ها هنا طائفة من خطب الخطباء التي تدور حول زكاة الفطر، وتحيط بجوانبها، فإليك.

العنوان

أحكام زكاة الفطر

2014/07/20 8037 644 51

محمد بن صالح بن عثيمين

لقد كانت أيام هذا الشهر الكريم معمورة بالصيام والذكر والقرآن، ولياليه منيرة بالصلاة والقيام، وأحوال المتقين فيه على ما ينبغي ويرام، فمضت تلك الأيام الغرر، وتلك الليالي الدرر كالساعة من نهار. فيا أسفا على تلك الليالي والأيام لقد مضت أوقات شهرنا سراعا، وكان كثير منها في التفريط مضاعا، فنسأل الله -تعالى- أن يخلف علينا ما مضى منها، وأن يبارك لنا فيما بقي منها، وأن...

المرفقات

زكاة الفطر1


العنوان

ليالي العشر وزكاة الفطر

2015/07/11 7795 460 24

صالح بن عبد الله بن حميد

ها هو رمضان في تقويضِ خِيامه، فيا تُرى من سوف يُدرِكُه في القادم من أعوامِه؟! حقٌّ لهذا الشهر أن يُبكَى له وأن يُبكَى عليه؛ يبكِيه المؤمنُ لأن فيه تُفتحُ أبوابُ الجِنان، ويبكِيه المُقصِّر لأن فيه تُغلقُ أبوابُ النيران. ألا يُبكَى على وقتٍ تُصفَّدُ فيه الشياطين؟!<br>فيا لوعةَ الخاشِعين على فِراقه، ويا لهفَ المُتقين على ذهابِه. شهِدَت ليالِيه قصص التائبين، وبُكاءَ المُذنِبين، ودموعَ القانتين، وقنوتَ المُتبتِّلين؛ من قائمٍ في المِحراب، وقارِئٍ للكتاب، ومُستغفِرٍ بالأسحار، ومُنفقٍ في الليل والنهار، كلُّهم يرجُو رحمةَ ربِّه ويخشَى عذابَه...<br>

المرفقات

ليالي العشر وزكاة الفطر.doc


العنوان

صدقة الفطر وصلاة العيد

2013/07/31 4024 526 37

أحمد عبدالرحمن الزومان

فكما أنَّ الأموال فيها زكاةٌ تطيِّبُها وتُطهِّرها، فكذلك الأبدان تجب عليها زكاة الفطر؛ طُهرةً لها، فالحكمة من زكاة الفطر تسديدُ الخلل الذي حصل في الصيام من فُحْش الكلام ورديئه، ومواساةٌ للفقراء في يوم العيد؛ فعن ابن عباسٍ قال: "فرض رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- زكاة الفطر؛ طُهرة للصائم من اللِّغو والرِّفث، وطُعْمة للمساكين، مَن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومَن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".

المرفقات

الفطر وصلاة العيد


العنوان

وداع شهر رمضان وزكاة الفطر

2009/04/01 14708 1889 183

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

أخي المسلم، تعرّض لأوقات الإجابة، واغتنم العمل الصالح في الأوقات الفاضلة، قبل فواتها، واغتنم الحياة قبل زوالها، هل تجد زماناً فاضلاً مثل رمضان؟<br>قال بعض السلف:" كل وقت فاضل، فآخره أفضل من أوله،كعشر ..<p>

المرفقات

499


العنوان

الحث على زكاة الفطر وبعض أحكامها

2012/01/14 6284 1012 38

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

مَن فَهم ما في زكاة الفِطر من المنافع والحكم والأسرار، وما توجبه من الثواب، وتحطه من الأوزار، لم يتوقف في اختيار الأجود فيها، ولم يطع الشُّحَّ في العدول إلى الردِّ، فإن الله جلَّ وعلا قد أوقف عليها الفلاح، والنبي صلى الله عليه وسلم جعلها من الفرائض العظيمة لعظيم ما تحوي عليه من الإصلاح والصلاح، فهي من أجَلِّ القُرَبِ إلى رب العالمين، ومن أفضل ما حضَّ عليه سيد المرسلين ..

المرفقات

على زكاة الفطر وبعض أحكامها


العنوان

زكاة الفطر وصلاة العيد

2014/07/25 7302 716 45

صلاح بن محمد البدير

هذا رمضان قد دنا رحيلُه، وأزِف تحويلُه؛ فهنيئًا لمن زكَت فيه نفسُه، ورقَّ فيه قلبُه، وتهذَّبَت فيه أخلاقُه، وعظُمت للخير فيه رغبتُه.. هنيئًا لمن كان رمضان عنوانَ توبته، وساعةَ إيابه وعودتِه، ولحظة رجوعه واستقامته .. هنيئًا لمن غُفرت فيه زلَّتُه، وأُقيلت فيه عثرتُه، ومُحِيَت عنه خطيئتُه، وعفا عنه العفوُّ الكريمُ، وصفَحَ عنه الغفورُ الرحيم..

المرفقات

زكاة الفطر وصلاة العيد.doc


العنوان

زكاة الفطر فرضها، وحكمتها، وأحكامها

2009/10/05 7532 1727 84

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

إن القول بجواز إخراج قيمة زكاة الفطر بدلاً عن الطعام قولٌ بيّن الخطأ، مخالفٌ للسنة ولفعل الصحابة رضي الله عنهم، وفيه تعطيلٌ مقاصد الشارع الحكيم في فرض زكاة الفطر من الطعام؛ فزكاة الفطر فُرضت مع رمضان في السنة الثانية للهجرة، وزكَّى النبيُ صلى الله عليه وسلم والصحابة معه رضي الله عنهم تسع سنوات، ولم يَرِد في هذه السنوات التسع أن أحداً منهم أخرج قيمتها

المرفقات

الفطر فرضها، وحكمتها، وأحكامها

الفطر فرضها، وحكمتها، وأحكامها - مشكولة


العنوان

أحكام زكاة الفطر

2010/08/28 6541 1453 66

عبد الله بن راضي المعيدي

ويجوز للإنسان أن يوزع الفطرة الواحدة على عدة فقراء، وأن يعطي الفقير الواحد فطرتين فأكثر؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قدر الفطرة بصاع ولم يبين قدر من يعطى، فدلّ على أن الأمر واسع، وعلى هذا لو كال أهل البيت فطرتهم وجمعوها في كيس واحد وصاروا يأخذون منها للتوزيع من غير كيل فلا بأس، لكن إذا لم يكيلوها عند التوزيع فليخبروا الفقير بأنهم لا يعلمون كيلها خوفًا من أن يدفعها ..

المرفقات

زكاة الفطر


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات