مداخل الشيطان - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

وإذا لم يكن العبد على بصيرة من ضرورة التجائه الدائم إلى الله تعالى واستنصاره على شيطانه، فإنه بذلك يضع نفسه فريسة سهلة على مائدة الشياطين، فكلما زادت ثقة العبد بنفسه بشكل زائد عن اللازم بسبب ما هو فيه من تقوى وعمل صالح، وأوكل أمر تقواه إلى نفسه لا إلى الله، وكان شعاره في ذلك: (إنما أوتيته على علم عندي)، كان ذلك مدعاة لاستغنائه عن الله، وانفراد الشيطان به وافتراسه بلا رحمة ..

على مدى ملايين الأعوام ومئات الحقب الزمانية، منذ خلق الله تعالى آدم -عليه السلام- وأمر إبليس بالسجود له فأبى واستكبر وكان من الكافرين، منذ ذلك الحين والشيطان وبنوه يكتسبون يومًا فيومًا خبرة طويلة في التعامل مع بني البشر وإغوائهم وإفساد دينهم، حيث طوّر إبليس -عليه لعائن الله- من أساليبه في إفساد حياة الناس وآخرتهم، وفي تزيين المعاصي والأخلاق الدنيئة وتقبيح الصالحات والقيم الرفيعة في عيون متبعيه، فلم تعد تلك الأساليب الساذجة التي كان يستخدمها قديمًا هي نفسها التي يستخدمها مع أبناء هذا الجيل المعاصر أو أبناء الأجيال القادمة، وإنما تتطور بتطور الحياة نفسها وتطور أساليبها وأدواتها، فتجييش إبليس للجيوش من الشعراء والأدباء والفساق والماجنين قديمًا صار يقابله في أيامنا تلك أدوات جديدة من إعلام مرئي وفضائيات وشبكات اتصال هاتفية وشبكات إنترنت وفنانين وممثلين ومفكرين مخترقين يعبثون بأخلاقيات الأمة ومبادئها كما يعبث الطفل الصغير بلعبته.

 

وإن أكبر التحديات التي يواجهها الشيطان في هذه الدنيا هم العُبَّاد الصالحون، كيف يغويهم ويفسدهم ويكتشف المداخل التي عن طريقها يصيبهم في مقتل، أو على الأقل يزيحهم عن طريقهم الذي ارتضاه لهم ربهم عز وجل، فالفسقة والكفار والماجنون من السهولة بمكان الدخول إليهم وزيادة غيهم وفسقهم ومجونهم وكفرهم، أما الصالحون فإن لهم من المناعة الإيمانية ما يمكنهم من مجابهة عدوهم الأول ومواجهته والتصدي لمخططاته، لذا فإن الشيطان يبذل مجهودًا إضافيًا مع الصالحين لزحزحتهم عن طريقهم وزعزعة إيمانهم المترسخ في قلوبهم، وإذا ما قارنا بين مداخل الشيطان على الفاسقين والكافرين وبين مداخله على الصالحين لوجدنا بونًا شاسعًا وتباينًا كبيرًا بين الحالين، حيث يعالج الشيطان فئتين مختلفتين من البشر، فئة مؤمنة وأخرى فاجرة أو كافرة، فهو يراعي اختلاف الفئة المستهدفة بالإضلال، فيغير من أسلوبه في كلتا الحالتين، فالفئة الأولى يسهل قيادها وإغواؤها بسبب استعدادها لذلك بتلبسها المستمر بالمعصية والفجور، على عكس الفئة الأخرى التي قليلاً ما تخطئ أو تزل أقدامها، لذا فإنها تحتاج إلى أسلوب ممعن في الخبث والمكر والدهاء لإسقاطها في أوحال المعاصي في الوقت الذي تشعر فيه بأنها بذلك تتقرب إلى الله بمزيد من أعمال الخير!!

 

وثمة أبواب كثيرة يمكن للشيطان أن يدخل منها على الصالحين، فيوهمهم بالقرب من الله، وما يزيدهم عنه إلا بعدًا، ومن هذه الأبواب: الاهتمام بالمفضول عن الفاضل، والإغراق في الجزئيات والتفاصيل وترك الاهتمام بالكليات، والإفراط في العبادات بالزيادة غير المشروعة والابتداع فيها، فيوهمه أن ذلك من إحسانها وإتمامها، وغير ذلك كثير...

 

وعلى العبد الفطن أن يتيقظ دومًا وأن يعي خطورة الأمر ويسرع ويبادر بغلق الأبواب التي يمكن للشيطان أن يلج إليه منها، وذلك بأن يعلم عن طبيعة الشيطان ما حكاه الله تعالى عنه من عداوته الأبدية لابن آدم، وأن وساوسه المستمرة لا يمكن أن يأتي من ورائها خير، بل هي الشر المحقق حتى وإن تغلفت بالخير وتزينت وتجملت به، فعليه أن يخالفه على طول الخط، حتى وإن أمره بخير فعليه أن يتفكر في هذا الخير الذي يأمره به، فلربما كان خيرًا صغيرًا يعطله عن خير أكبر، وربما كان خيرًا مفضولاً يحجزه عن خير فاضل، وربما كان خيرًا لازمًَا يعطله ويؤخره عن خير متعدٍّ لأهله وجيرانه وإخوانه... وهكذا.

 

وإذا لم يكن العبد على بصيرة من ضرورة التجائه الدائم إلى الله تعالى واستنصاره على شيطانه، فإنه بذلك يضع نفسه فريسة سهلة على مائدة الشياطين، فكلما زادت ثقة العبد بنفسه بشكل زائد عن اللازم بسبب ما هو فيه من تقوى وعمل صالح، وأوكل أمر تقواه إلى نفسه لا إلى الله، وكان شعاره في ذلك: (إنما أوتيته على علم عندي)، كان ذلك مدعاة لاستغنائه عن الله، وانفراد الشيطان به وافتراسه بلا رحمة، لأن الله ساعتها يكله إلى نفسه وإلى قدراته وإلى تقواه الزائفة، وحينها يعلم العبد مدى خطئه وتقصيره في جنب الله تعالى.

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع جمعنا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المنتقاة، نحاول من خلالها رصد بعض مداخل الشيطان على الصالحين، مؤكدين على عداوته الأبدية لبني آدم ومبينين شيئًا من مكايده لبني آدم بشكل عام، والأتقياء من عباد الله تعالى بصورة خاصة، بالإضافة إلى أساليب التغلب على وسوساته وتزيينه للشر، والعلاجات المتعددة التي عن طريقها يسد بها العباد مداخل الشيطان عليهم، سائلين الله تعالى أن يعيذنا من الشيطان الرجيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

العنوان

الشيطان مداخل ومكائد (مداخل الشيطان)

2008/11/09 24905 1712 157

والخروج عن الوسط ومجاوزة حد الاعتدال خطو إبليسي، ومسلك شيطاني. يقول بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط أو تقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي إبليس بأيهما ظفر.<br>وإن حبائل الشيطان بين هذين الواديين تحبك وتحاك. غلا قومٌ في الأنبياء وأتباعهم حتى عبدوهم، وقصَّر آخرون حتى قتلوهم، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، وطوائف غلوا في الشيوخ وأهل الصلاح، وآخرون جفوهم وأعرضوا عنهم.<br>

المرفقات

2


العنوان

مداخل الشيطان

2011/07/14 31570 3384 133

مداخل الشيطان تأتي من قبل صفات الإنسان، فلئن كان الشيطان أُخرِج من الجنة بالحسد والكبر، فإنّ آدم أُخرِج منها بالحرص والطمع. الشيطان له سياسة في إغواء البشرية، تتمّ على مراحل وخطوات حذّرنا الله منها فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) ..

المرفقات

الشيطان3


العنوان

معركة الإنسان مع الشيطان

2011/07/13 14865 2814 78

وينبغي للمسلم أن لا يستهين بالشيطان وكيده، ويكون منه على حذر، فلا تغلبه الثقة بالنفس؛ لأن للشيطان مداخل عديدة وحساسة، قد يدخل عليه منها دون أن يشعر، فقد يدخل عليه من باب الشبهات والتشكيك، وقد يدخل عليه من باب الرياء والإعجاب بالعمل، وقد يدخل عليه من باب تسهيل الصغائر حتى يوقعه في الكبائر وهكذا؛ لهذا حذرنا الله خطره وأرشدنا إلى الاستعاذة به سبحانه من الشيطان الرجيم ..

المرفقات

الإنسان مع الشيطان


العنوان

عداوة الشيطان للإنسان

2011/07/13 60806 2262 155

فالشيطان هو العدوّ اللدُود للإنسان، فلا بد للمسلم أن يتذكّر هذه العداوة، وأن يجعلها نصب عينه، أن لا ينسى أبدًا أن هناك قَرِينًا من الشيطان مُلازِمًا له لا يفارقه، يتربّص به من يوم ولادته إلى يوم فراقه للحياة، يحاول هذا العدو هذا القَرِين إضلاله وإبعاده عن سبيل الله، وقد توعّد وأقسم بعزّة الله على إضلال بني آدم: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) ..

المرفقات

الشيطان للإنسان


العنوان

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا

2011/07/14 11512 1221 67

وللشيطان إلى قلب الإنسان مداخل، فالقلب مثل الحصن، والشيطان حريص على اقتحام هذا الحصن ودخوله واتخاذه مسكنًا له، وكلما امتلأ القلب بمعصية الله والتعلق بالدنيا كان طمع الشيطان فيه أكثر، وكان طرده عنه أصعب. ومثّل العلماء لذلك بكلب جائع وبين يديك لحم، فهو يهجم عليه ولا يندفع إلا بمجاهدة شديدة، وغالبًا لا يفلح في تخليص اللحم منه ..

المرفقات

الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا1


العنوان

مكائد إبليس: الإفراط والتفريط

2011/07/13 6191 1462 36

عدوك الشيطان قد أقسم لأبيك آدم وأمك حواء أنه لهما لمن الناصحين، وقد علمت كذبه وغشه، ورأيت فعله بهما، وأما أنت فقد أقسم أن يغويك كما قال: (فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)، فالعجب ممن يصدق عداوته، ويتبع غوايته ولا يحذر من مكايده، واعلم أنه قد قعد لك على كل طريق وسبيل تسلكه، فإنك تارة تأخذ على جهة يمينك وتارة على شمالك وتارة أمامك وتارة ترجع خلفك ..

المرفقات

إبليس - الإفراط والتفريط


العنوان

مكائد إبليس: الجهل

2011/07/13 6120 1687 35

أعظم باب يدخل منه إبليس وجنوده على الناس هو الجهل، فهو يدخل منه على الجهال بسهولة وأمان، وأما العالم فلا يدخل عليه إلا غفلة أو نسيان، وقد لبَّس عدو الله على كثير من المتعبدين لقلة علمهم، بل لأنهم اعتزلوا العلم واشتغلوا بالعبادة ولم يحكموا فيها العلم. فأول تلبيسه عليهم أن أمرهم بتفضيل التعبد على العلم، ولا شك أن العلم أفضل من نوافل العبادات، بل فضل العلم خير من فضل العبادة ..

المرفقات

إبليس- الجهل


العنوان

التحذير من مكائد الشيطان

2011/09/05 17582 1214 72

الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ فكل شر في العالم فهو السبب فيه والمحرض عليه، وإن من أعظم صفات الشيطان وأشدها شراً وأقواها تأثيراً وأعمها فساداً الوسوسة. القلب يكون فارغاً من الشر والمعاصي؛ فيوسوس الشيطان إلى العبد بالذنب ويصوره له ويزينه فيصير شهوة حينئذ ..

المرفقات

من مكائد الشيطان


العنوان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات