سلسلة زوجات النبي عليه الصلاة والسلام:أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ملف علمي

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الملفات العامة

اقتباس

وإن "لكل ناجح شانئ"، فرغم ما لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهـا- من فضائل فإن قومًا من أراذل الناس يكرهونها؛ إنهم الشيعة -عليهم من الله ما يستحقون-، لكن رب ضارة نافعة؛ فقد كانت نقمتهم عليها ونيلهم من عرضها سببًا في نشر فضائلها وشيوع صيتها وتأليف الكتب في مكانتها وامتلاء القلوب بحبها...

  يا أم عبد الله ويام المؤمنين... يا حبيبة خير المرسلين، يا من كان يعلن حبه لك على الملأ... يا من نزل الوحي في لحافك، وأقرأك جبريل السلام على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، يا من شهدت تنزل القرآن على قلب زوجك خاتم النبيين، أيتها الطاهرة العفيفة البريئة الشريفة... أيتها العالمة الخريتة والفقهية الحصيفة، يا معلمة الصحابة ... يا ابنة الصديق الصاحب في الغار الرفيق، يا من برأك الله من فوق السموات الطباق، وأنزل في برأتك قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة، يا من جعلك الله على المسلمين بركة إلى يوم القيامة...  

 

تتشرَّف يدي حين تكتب عنك، ويتعطَّر لساني حين يتكلم عنكِ، ويسعد قلبي ، ويهدأ بالي ويستكين حين تخطرين به، وتقر عيني حين تكتحل بالقراءة في سيرتك... يا أمي وأم كل مسلم، يا فخري وفخر كل موحد، ما أحبك إلا مؤمن؛ فبحب رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- لك أحبك، وما أبغضك إلا منافق؛ لأنه أبغض ما يحبه النبي -صلى الله عليه وسلـم- والمؤمنون...   

 

وإن جئت أعدد مناقبك وفضائلك يا عائشة يا أم المؤمنين فبأي منقبة أبدأ؟! إن فضائلك لتتكاثر عليَّ فتقول كل واحدة منهن: أبدأ بي فأنا أولى وأنا أحق، فيحتار جناني بينهن؛ فكلهن صادقات... لكن دعونا نبدأ بذكرهن من حيث اتفق فكلهن رقي وجلال ورفعة وعظمة وسمو وبركة، فمن حيث بدأت وجدت خيرًا وبرًا.  

 

فأولى فضائلها -وكلهن أول- أن النبي -صلى الله عليه وسلـم- تزوجها بأمر من ربه -عز وجل-: فعن عائشة -رضي الله عنهـا- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يك هذا من عند الله، يمضه" (متفق عليه).  

 

وثاني الفضائل: أنها المفضَّلة على نساء الأرض: فعن أبي موسى -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (متفق عليه)، فهي أفضل امرأة عاشت على هذه الأرض من هذه الأمة، اللهم إلا ما كان من خلاف في المفاضلة بينها وبين أم المؤمنين خديجة، رضي الله عن أمهات المؤمنين جميعًا.  

 

ثالثها: أنها الأحب إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جميع الرجال والنساء: فعن أبي عثمان، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة" قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها" قلت: ثم من؟ قال: "عمر" فعد رجالًا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. (متفق عليه)، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ويأمر أهله بحبها، فهذا ابنته فاطمة تستأذن عليه وهو مضطجع مع أم المؤمنين عائشة في مرطها، فيأذن لها، فتقول: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وعائشة ساكتة، قالت فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أي بنية ألست تحبين ما أحب؟" فقالت: بلى، قال "فأحبي هذه" (مسلم).  

 

وجاء رجل إلى عامر الشعبي، فقال: كل أمهات المؤمنين أحب إليَّ من عائشة، فأجابه: "أما أنت فقد خالفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ هي كانت أحبهن إليه" (الطبراني في الكبير).    

 

رابعها: أن الوحي كان ينزل في ثوبها: وهذا ما فهمناه من حديث فاطمة السابق، وهذه المرة ينطق به لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال لأم سلمة حين كلمته عن عائشة: "لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة، إلا عائشة"، قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. (البخاري).    

 

خامسها: أن جبريل الأمين -عليه السلام- يلقي عليها السلام: فعن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائش هذا جبريل يقرأ عليك السلام"، قالت: فقلت: وعليه السلام ورحمة الله، قالت: وهو يرى ما لا أرى. (متفق عليه).    

 

سادسها: أنها البكر الوحيدة التي تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-: فعن عائشة -رضي الله عنها- أيضًا أنها قالت: قلت يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرًا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: "في الذي لم يرتع منها"؛ تعني: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بكرًا غيرها. (البخاري)، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يعي ما تقصد، وقد أقرها عليه.  

 

سابعها: أن الله جعلها بركة على الناس: وهذا بشهادة أسيد بن حضير -رضي الله عنـه-، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونزل فثنى رأسه في حجري راقدًا، أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة فبي الموت، لمكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أوجعني، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- استيقظ وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد"، فنزلت: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ...) [المائدة: 6] الآية"، فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم. (متفق عليه).  

 

ثامنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلـم- اختار أن يمرض في بيتها، ثم مات في حجرها: فعن عائشة -رضي الله عنها- أيضًا أنها قالت: "توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، وفي نوبتي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه؛ قالت: دخل عبد الرحمن بسواك، فضعف النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فأخذته، فمضغته، ثم سننته به". (البخاري).  

 

تاسعها: أنها زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- في الدنيا وفي الجنة: والأدلة على ذلك كثيرة معلومة، وإنما تحضرني شهادة عمار بن ياسر -وقد كان في صف عليٍّ بن أبي طالب، وليس في صفها- قائلًا: "إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها" (البخاري).   ولو نطقت أم المؤمنين عائشة لتفصح وتعبِّر عن مناقبها وفضائلها لقالت:  

 

إني خصصت على نساء محمد *** بصفات بر تحتهن معاني

وسبقتهن إلى الفضائل كلها *** فالسبق سبقي والعنان عناني

مرض النبي ومات بين ترائبي *** فاليوم يومي والزمان زماني

زوجي رسول الله لم أر غيره *** الله زوجني به وحباني

وأتاه جبريل الأمين بصورتي *** فأحبني المختار حين رآني

أنا بكره العذراء عندي سره *** وضجيعه في منزلي قمران  

وتكلم الله العظيم بحجتي *** وبراءتي في محكم القرآن

والله خفرني وعظم حرمتي *** وعلى لسان نبيه براني

والله في القرآن قد لعن الذي *** بعد البراءة بالقبيح رماني

والله وبخ من أراد تنقصي *** إفكًا وسبح نفسه في شأني

إني لمحصنة الإزار بريئة *** ودليل حسن طهارتي إحصاني

والله أحصنني بخاتم رسله *** وأذل أهل الإفك والبهتان  

وسمعت وحي الله عند محمد *** من جبرئيل ونوره يغشاني

أوحى إليه وكنت تحت ثيابه *** فحنى علي بثوبه وخباني

من ذا يفاخرني وينكر صحبتي *** ومحمد في حجره رباني؟  

وأنا ابنة الصديق صاحب أحمد *** وحبيبه في السر والإعلان

طوبى لمن والى جماعة صحبه *** ويكون من أحبابه الحسنان

من حبني فليجتنب من سبني *** إن كان صان محبتي ورعاني  

ويل لعبد خان آل محمد *** بعداوة الأزواج والأختان

يا مبغضي لا تأت قبر محمد *** فالبيت بيتي والمكان مكاني    

إني لطيبة خلقت لطيب *** ونساء أحمد أطيب النسوان

إني لأم المؤمنين فمن أبى *** حبي فسوف يبوء بالخسران

الله حببني لقلب نبيه *** وإلى الصراط المستقيم هداني

والله يكرم من أراد كرامتي *** ويهين ربي من أراد هواني

(القصيدة الوضاحية لابن بهيج) 

 

 وإن أتينا لنتكلم عن عائشة، فعن أي جانب من جوانب العظمة في أم المؤمنين عائشة نتكلم؟!   هل نتكلم عن عائشة الباذلة الكريمة المنفقة: فعن عروة عن عائشة: "أنها تصدقت بسبعين ألفًا، وإنها لترقع جانب درعها"... وعن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فطوري. فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين، أما استطعت أم تشتري لنا لحمًا بدرهم؟ قالت: "لا تعنفيني لو أذكرتيني لفعلت" (سير أعلام النبلاء للذهبي)،  ويشهد لها ابن اختها مرة أخرى فيقول: "ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسخى؛ كانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه" (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي).  

 

أم ترانا نتكلم عن عائشة الفقيهة العالمة: فعن الزهري قال: "لو جمع علم نساء هذه الأمة، فيهن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان علم عائشة أكثر من علمهن" (الطبراني في الكبير)، وعن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ فقال: "والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- يسألونها عن الفرائض" (المصدر السابق)، وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: "ما رأيت امرأة كانت أعلم بطب، ولا نفقة، ولا بشعر من عائشة" (المصدر السابق).   وإن سألت: ومن أين وكيف تعلمت أم المؤمنين الطب؟ تجيبك عائشة؛ فقد سئلت: يا أم المؤمنين لست أتعجب من بصرك بالشعر، أقول: زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابنة علامة الناس، ولكن أتعجب من بصرك بالطب، فقالت: "يا ابن أختي إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما طعن في السن سقم، فوردت الوفود فنعت له، فمن ثم" (المصدر السابق).  

 

أما عن علم الحديث، فحدث ولا حرج، يقول الذهبي: "مسند عائشة: يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين" (سير أعلام النبلاء للذهبي).   أم نتكلم عن عائشة البليغة المفوهة الفصيحة: فعن موسى بن طلحة قال: "ما رأيت أحدًا كان أفصح من عائشة -رضي الله عنها-" (الطبراني في الكبير)، وعن القاسم بن محمد قال: قال معاوية: "والله ما رأيت خطيبًا قط أبلغ ولا أفطن من عائشة -رضي الله عنها-" (المصدر السابق)، وعن سفيان بن عيينة قال: سأل معاوية زيادًا: أي الناس أبلغ؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال: أما إذا عزمت علي فعائشة، فقال معاوية: "أما إنها ما فتحت بابًا قط تريد أن تغلقه إلا أغلقته، ولا أغلقت بابًا تريد أن تفتحه إلا فتحته" (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي)، عن الأحنف بن قيس قال: "سمعت خطبة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء بعد، فما سمعت الكلام من في مخلوق أفخم ولا أحسن من في عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-" (المصدر السابق).  

 

ودعونا الآن نترك أم المؤمنين تشهد لنفسها بما تعلم من فضائل ثبتت بالدليل والبرهان فتقول: "أعطيت تسعًا لم يعطه شيئًا من النساء بعد مريم بنت عمران: نزل جبريل بصورتي في كفه، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتزويجي، وتزوجني بكرًا ولم يزوج بكرًا غيري، وقبض ورأسه في نحري، وقبره في بيتي، وحفت الملائكة بيتي، وكان ينزل الوحي فيفرق عنه أهله وينزل وأنا معه في لحافه، وأنا ابنة خليفته وصديقه، ونزل عذري من السماء في القرآن، وجعلت طيبة لطيب، ووعدت مغفرة ورزقًا كريمًا" (الطبراني في الكبير).  

ولا تحسبن أنها كانت تعد كل هذه الفضائل شيئًا، كلا؛ بل كان يغلب عليها الخوف من ربها والتواضع له: فعن ابن أبي مليكة قال: جاء ابن عباس يستأذن على عائشة، فأدخلته، فقال: "ما بينك وبين أن تلقي الأحبة إلا أن تفارق الروح الجسد، إنك كنت من أحب أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه وكان لا يحب إلا طيبًا، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فجعل الله في ذلك خيرًا؛ فنزلت آية التيمم، ونزلت فيك آيات من آيات الله، فليس بمسجد من مساجد المسلمين إلا يتلى فيه عذرك آناء الليل وآناء النهار"، فقالت: "دعني من تزكيتك يا ابن عباس، فلوددت أني كنت نسيًا منسيًا" (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي). 

 

 وفي حياة عائشة الصديقة بنت الصديق مواقف وأزمات وأحداث فارقة، ما زادتها واحدة منهن إلا شرفًا وعزًا، وتلك الأحداث أشهر من أن تكرر أو تعاد، لكن دعونا نذكر منها واحدة؛ هي: حادثة الإفك: حيث أشاع عنها المنافقون ما أشاعوا، وخاض في عرضها من المؤمنين من خاض، ثم شهد لها الرحمن -عز وجل- بالبراءة، فصارت قرينة مريم ابنة عمران؛ في أن من قذفهما بالزنا كفر، وذلك بإجماع علماء الأمة؛ لأنه كذَّب القرآن الكريم.   أم ما وقعت من فتنة وأحداث بينها وبين الصحابة الكرام كعلي وعمار... ثم ما نتج عنها من معارك كواقعة الجمل وواقعة صفين... فقد كان الجميع متأولًا والجميع معذور، والله أعلم من كان على حق، وذلك الذي يطوى ولا يروى، ورضي الله عن الصحابة وعن أمهات المؤمنين جميعًا.   ***   وإن "لكل ناجح شانئ"، فرغم ما لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهـا- من فضائل فإن قومًا من أراذل الناس يكرهونها؛ إنهم الشيعة -عليهم من الله ما يستحقون-، لكن رب ضارة نافعة؛ فقد كانت نقمتهم عليها ونيلهم من عرضها سببًا في نشر فضائلها وشيوع صيتها وتأليف الكتب في مكانتها وامتلاء القلوب بحبها...  وصدق أبو تمام حين قال:  

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتاح لها لسان حســـود

لولا اشتعال النار فيما جـاورت *** ما كان يعرف طيب عرف العود  

فلعن الله من لعن عائشة، وخلَّد الله في جهنم من رماها بالإفك والخنا، وخيَّب الله سعي من سعى في الانتقاص منها، ورد الله كيدهم في نحورهم وجعل دائرة السوء تدور عليهم... وما أشبه الليلة بالبارحة:  

إفك حديث وافق الإفك القديم *** بل زاد خبثًا والزنيم هو الزنيم

رأس النفاق رمى الكريمة بالخنا *** والوحي ينزل من كريم للرحيم

وأراد رأس الخاسرين وشاية *** كيما يضر الدين والنهج القويم

حتى أبان اللَّه كل ضغينة *** وتبين الطهر الكريم من الأثيم

جاء الكتاب بطهرها وعفافها *** والخوض فيه ونقله شيء ذميم فأقيم

حد القذف طهرًا نافعًا *** والإفك سار بأهله نحو الجحيم  

وأتى على نهج النفاق زنادق *** بين الصفوف تداولوا الرأي الذميم

من نجل شاؤول الخبيث تتابعوا *** وهوى البعيد إلى الضلالة والجحيم

لا يظهرون القول إلا زلة *** أو في مهاوي الشر والطيش الزنيم

لكنهم في ذا الزمان تطاولوا *** في غيهم فتنوع الطعن الأثيم

(من قصيدة: إفك حديث، د. محمد يحيى غيلان). 

 

وبقي السؤال العملي الأهم: ما هو واجبنا تجاه أمنا عائشة -رضي الله عنهـا-؟ نجيب: الكثير والكثير والكثير... وأهم ذلك في نظري: أن ننشر سيرتها ونعلمها أبناءنا، وأن ندافع عنها ونرد عن عرضها، وأن نسمي أولادنا باسمها كي لا ينقطع ذكرها...   ومن أجل ذلك قد عقدنا هذا الملف العلمي؛ من أجل نصرتها، ومن أجل تعريف المسلمين بها، وتنبيههم على حقوقها... وقد انتظمت مواد هذا الملف العلمي في خمسة محاور، أولها في التعريف بها، وثانيها لبيان مكانتها في بيت النبوة، وثالثها في بيان جزء من فضائلها، ورابعها في الجواب عن شبهات واهيات أثيرت حولها، أما خامسها فقد جمعنا فيه كتبًا ومراجع وإحالات شتى... والعلي القدير نسأل أن ينفع بهذا الملف العلمي جامعه وقارئه ومتصفحه وأصحاب المواد العلمية التي حواها وجميع المسلمين. 

 

المحور الأول: التعريف بأم المؤمنين عائشة:
المحور الثاني: عائشة رضي الله عنها زوجة في بيت النبوة ومكانتها فيه:
المحور الثالث: فضائلها، وعباداتها، وآثارها:
المحور الرابع: مواقف فارقة، ثم شبهات وافتراءات حول أم المؤمنين عائشة:
المحور الخامس: كتب ومراجع وإحالات:
العنوان
خطب مصابيح الهدى .. عائشة بنت أبي بكر الصديق 2010/09/23 8758 1855 144
خطب أم المؤمنين عائشة -رضي َالله عنها- 2017/04/08 10687 299 4
مقالات ترجمة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها 2020/01/28 1170 0 0
مقالات عائشة الصديقة أم المؤمنين 2020/01/28 1063 0 2
مقالات عائشة أم المؤمنين 2020/01/28 864 0 0
مقالات عائشة رضي الله عنها في سطور 2020/01/28 798 0 0
مقالات كنية أم المؤمنين عائشة وألقابها 2020/01/28 948 0 0
فتاوى موقف عائشة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الإنجاب 2020/01/28 753 0 0
فتاوى مكان إقامة عائشة بعد عقد النبي عليها وقبل البناء بها 2020/01/28 771 0 0
فتاوى نبذة عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر 2020/01/28 979 0 0
فتاوى نشأة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها 2020/01/28 1205 0 0
صوتيات وفديوهات قصة السيدة عائشة بنت أبي بكر (1 / 5) - للدكتور محمد راتب النابلسي 2020/01/28 0 0 0
صوتيات وفديوهات قصة عائشة - الشيخ نبيل العوضي 2020/01/30 0 0 0
صوتيات وفديوهات أسباب كنية عائشة ( رضي الله عنها) بأم عبدالله - الشيخ النميري 2020/01/30 0 0 0
صوتيات وفديوهات السيدة عائشة رضي الله عنها - الشيخ نبيل العوضي 2020/01/30 0 0 0
صوتيات وفديوهات شخصية عائشة - الشيخ إبراهيم 2020/01/30 0 0 0
ندوات وحوارات سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - للشيخ محمد ح 2020/01/30 0 0 0
ندوات وحوارات ترجمة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها (ج 1) - للشيخ سميـر مصطفى 2020/01/30 0 0 0
ندوات وحوارات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - للشيخ محمد العريفي 2020/01/30 0 0 0
ندوات وحوارات أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق - الشيخ يعقوب 2020/01/30 0 0 0
دراسات وأبحاث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر 2020/01/28 781 1060 0
دراسات وأبحاث أُمُّنَا عاَئِشَة رضي الله عنها وأرضاها 2020/01/28 772 0 0
دراسات وأبحاث أمنا عائشة 2020/01/28 736 0 0
دراسات وأبحاث حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادقة ابنة الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها 2020/01/28 875 0 0
دراسات وأبحاث حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة و الخاصة 2020/01/28 810 0 0
المرفقات
سلسلة-زوجات-النبي-عليه-الصلاة-والسلام-2-أم-المؤمنين-عائشة-رضي-الله-عنها-01.jpg
سلسلة-زوجات-النبي-عليه-الصلاة-والسلام-2-أم-المؤمنين-عائشة-رضي-الله-عنها-02.jpg
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life