غلول العمال - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات:

اقتباس

ويا ويلهم يعذبون بما غلُّوه وبما سرقوه يوم القيامة، فيعيده الله لهم ويأتيهم به فيكلَّفون بحمله على ظهورهم في عرصات القيامة حتى يفصل بين الخلائق! ففي القرآن يقول الله -عز وجل-: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران: 161]، أي يأتي به حاملًا له على ظهره ورقبته، معذبًا بحمله وثقله، ومرعوبًا بصوته، وموبخًا بإظهار خيانته على رءوس الأشهاد، وقيل يمثل ذلك الشيء في النار، ثم...

إن كل موظف أو مسئول أو صاحب منصب مؤتمن على مصالح العباد، والمؤتمن لا يخون، فكل من ولاه الله شيئًا من أمور عباده فهو -عز وجل- مراقب له وناظر إليه؛ فإن قام فيهم بالحق والقسطاس أيده ونصره وهداه، وإن جار ومال وخان وظلم أخزاه الله وخذله...   وإن من أبشع الخيانات التي يرتكبها العمال والموظفون والمسئولون وأكثرها انتشارًا هي جريمة الغلول أو قل الرشوة أو قل الاختلاس، ومثله كل مال يحصلون عليه من وظيفتهم ومنصبهم بغير وجه حق، فهو كله من الحرام ومن السحت ومن الغلول... فالهدية يقبلها الموظف من أحد أتاه له عنده مصلحة فإن قبلها فهي غلول، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هدايا العمال غلول" (أحمد)... وهذه الهدية هي في حقيقتها رشوة مهما غيَّروا في أسمائها وتفننوا في إخفائها، فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعنة الله على الراشي والمرتشي" (ابن ماجه).   وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير ما موضع أن تلك التي يسمونها "هدايا" إنما هي من الغلول، وأنه لا يحل لموظف أو لصاحب منصب أن يتكسب من وظيفته أو من منصبه بغير ما أعطي له ممن ولاه، فعن عدي بن عميرة الكندي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة"، قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك، قال: "وما لك؟" قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: "وأنا أقوله الآن، من استعملناه منكم على عمل، فليجيء بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى" (رواه مسلم).   ***   ويا ويلهم يعذبون بما غلُّوه وبما سرقوه يوم القيامة، فيعيده الله لهم ويأتيهم به فيكلَّفون بحمله على ظهورهم في عرصات القيامة حتى يفصل بين الخلائق! ففي القرآن يقول الله -عز وجل-: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران: 161]، "أي يأتي به حاملًا له على ظهره ورقبته، معذبًا بحمله وثقله، ومرعوبًا بصوته، وموبخًا بإظهار خيانته على رءوس الأشهاد" (تفسير القرطبي)، "وقيل يمثل ذلك الشيء في النار، ثم يقال له: انزل فخذه، فينزل فيحمله على ظهره فإذا بلغ موضعه وقع ذلك الشيء في النار، فيكلف أن ينزل إليه ليخرجنه، يُفعل به ذلك ما شاء الله" (تفسير الخازن).   وقد جاءت السنة مفصلة لشيء من هذا العذاب في جهنم لكل عامل غل شيئًا وقبِل هدية لم تهد له إلا ليحابي أو ليظلم، فعن أبي حميد الساعدي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعمل عاملًا فجاءه العامل حين فرغ من عمله، فقال: يا رسول الله، هذا لكم وهذا أهدي لي. فقال له: "أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك، فنظرت أيهدى لك أم لا؟" ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد، فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر: هل يهدى له أم لا، فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرًا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعر، فقد بلغت" (متفق عليه).   ونجيبه -صلى الله عليه وسلم-: نعم لقد بلغت يا رسول، ومن حقك إذ بلغت أن تتبرأ ممن اقترف الغلول وأكَلَه، فتخذله يوم القيامة ولا تشفع له، وهو ما جاء في حديث أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، فذكر الغلول، فعظمه وعظم أمره، ثم قال: "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك" (متفق عليه)، فكلهم يقول له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك"، وهذا بعض ما يستحقون.   ومن العجيب أن تجد من العمال وأصحاب المناصب الذين يغلون ويرتشون ويسرقون مَن يقيم المشروعات "الخيرية" ويتصدق ويبذل للمحتاجين! وقل لهم: كل ما تقدمون من مالكم الحرام فهو مردود عليكم غير مقبول؛ والسبب: أنه مال سحت وغلول، فعن ابن عمر أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" (رواه مسلم).   وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51]، وقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟" (رواه مسلم)، فلا صدقته مقبولة، ولا دعاؤه مستجاب، بل إن جسده مستحَق لنار جهنم -والعياذ بالله-، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لكعب بن عجرة: "يا كعب بن عجرة، إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به" (رواه الترمذي).   ***   إن الأمر خطير وليس بضئيل، وإنه لداء وبيل قد ظهر وانتشر وكثر وطغى واستشرى، لذا فقد قاومه خطباؤنا وحاربوه، محاولين وقف مده وقطع شره واجتثاث أصله... وهذه بعض محاولاتهم:    

العنوان

الفساد المالي والإداري (2) غلول العمال

2008/11/30 6236 962 69

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

ومن أكثر ما تساهل الناس فيه في هذا العصر مع أنه من كبائر الذنوب : غلول العمال ، وهو أن يأخذ الإنسان من الأموال العامة ما ليس له ، أو يسخر أدوات وظيفته أو نفوذه لنفع نفسه وقرابته ، لا لخدمة الناس وهو ما أجلس على كرسيه إلا لأجلهم ، وهذا من الظلم العظيم ، الذي يجر المجتمع إلى فساد عريض ، وصاحبه متوعد بالعقوبة الشديدة في الكتاب والسنة

المرفقات

284


العنوان

الفساد المالي والإداري (3) هدايا الموظفين

2008/11/30 9960 1338 94

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

فما أبعد ما بين الهدية المأمور بها، والرشوة الممنوع منها، ومع ذلك كانت الهدية رشوة في المواضع التي تكون سببا لفساد الذمم، وضياع الأمانة، وإهدار الحقوق.

المرفقات

المالي والإداري(3) هدايا الموظفين

المالي والإداري(3) هدايا الموظفين - مشكولة


العنوان

هلا قعد في بيت أبيه وأمه

2017/05/16 3643 269 5

عبد الرحمن بن صالح الدهش

يتحدث الناس على عدالة في الأنظمة الغربية، وقوانين صارمة في مكافحة النفعيين وأصحاب المحسوبيات في بلاد غير مسلمة! وحق لهم فالعدل برد القلوب، وأمان الضعفاء، وحاجز الأقوياء. ولكن لا ينسى هؤلاء المعجبون أن هذه أخلاقنا أخذها غيرنا، وهذه قواعد التعامل في ديننا ولكن أضعناها فضاعت كثير من حقوقنا، وحين تساهلنا فيها سهل تسلل ضعاف النفوس إلينا حتى ساومونا على مخصصاتنا، وشاطرونا أموالنا...

المرفقات

قعد في بيت أبيه وأمه


العنوان

هدايا الموظفين والعمال

2012/12/10 12634 2044 32

الشيخ أحمد بن ناصر الطيار

والقاعدة في الهديَّةِ المحرَّمة: أنَّ كلَّ هديةٍ تُعطى للموظف بسبب وظيفته، فهي حرامٌ عليه أخذها، وحرامٌ على المهدي إعطاؤها؛ لأنها رشوة، ويقع بسببها فسادٌ عظيم. فإذا كانت الهدية لا علاقة لها بالوظيفة أبدًا، كأنْ تكون هديةً شخصيةً مُتعارَفًا عليها، كالأبِ يُهدي لابنه، والأخِ لأخيه، والصديقِ لصديقه، والجارِ لجاره؛ فلا بأس بها ..

المرفقات

هدايا الموظفين والسباكين وغيرهم ممن يؤدي لك خدمة1


العنوان

الغلول

2011/08/06 4691 1553 38

أحمد عبدالرحمن الزومان

فإذا كان المجاهد في سبيل الله وهو بالمنزلة الرفيعة عند الله لم تشفع له هذه المنزلة فإذا غل من الغنيمة تعرض للخزي والنار فكيف بمن يأخذ من أموال المسلمين بغير حق فتجده يركب الصعب والذلول ويرتكب الحيل ليأخذ من المال العام بغير حق فهذا أشد جرماً من الغال من الغنيمة وأعظم مخالفة لأن الغال أكثر من يتضرر به طائفة خاصة وهم المجاهدون وهذا الخائن المدلس تتضرر به الأمة كلها ويتسبب في إهدار ثرواتها مقابل مال يسير فله النار يوم القيامة ..

المرفقات

العنوان

الغلول

2008/12/23 3543 811 28

عبدالله بن حسن القعود

الغلول: هو الأخذ من فيء المسلمين أو غنائمهم قبل قسمتها، ومن ذلك الاستئثار بشيء من موارد المسلمين أو الأخذ من بيت مال المسلمين بغير طريق مشروع، وقد فسر صلى الله عليه وسلم قول الله: (يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فيما رواه البخاري ومسلم، قال: قام فينا رسول الله ذات يوم فذكر الغلول، وعظم أمره

المرفقات

391


العنوان

التحذير من الغلول

2010/06/21 14304 1296 87

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فليحذر العبدُ من الخزي والفضيحة يوم القيامة، ولا يستهن من الغلول بشيءٍ، ولا يحتقر من أموال الناس شيئًا؛ فإن من أخذ من أموال الناس ولو كان قليلاً أتى يوم القيامة يحمله على رقبته فضيحة وخزيًا على رؤوس الأشهاد...

المرفقات

من الغلول


العنوان

الغلول

2017/10/14 1831 207 8

عبدالله بن محمد العسكر

إن الناظر اليوم في واقع الأمة يرى ألوانًا وأشكالًا من الفساد الإداري والمالي يسري في جسدها سريان السم في اللديغ، ولم يعد هذا الأمر -يا عباد الله- سرًّا يقال في المجالس الخاصة، بل هو أمر شائع يعرفه الكبير والصغير! الأنظمة تُسَن، والقوانين تُقَر، وهي في كثير...

المرفقات

الغلول


العنوان

المكاسب الخبيثة

2011/03/31 2378 713 30

سامي بن خالد الحمود

كان في بيتِ المالِ رجلٌ يُقالُ له: كِرْكِرة فمات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هو في النارِ"، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءةً قد غلَّها... سبحان الله! هذا رجل مسلم مُجاهد, اختلس من بيتِ المالِ عباءة؛ فكيف بمن يسرقون الألوفَ المؤلفةِ، والملايين المكدسة؟.

المرفقات

الخبيثة


العنوان

غلول

2017/07/05 5365 0 2

ادارة الموقع

المرفقات

العنوان

أجير

2018/05/02 5672 0 12

الفريق العلمي

المرفقات

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات