الغلول

عبدالله بن محمد العسكر

2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/ صلاح حال الأمة بتولية المتصفين الأمانة والقوة 2/ فقدان الأمانة في آخر الزمان 3/ عظم المسؤولية وثقلها 4/ بعض مظاهر الفساد في المجتمع

اقتباس

إن الناظر اليوم في واقع الأمة يرى ألوانًا وأشكالًا من الفساد الإداري والمالي يسري في جسدها سريان السم في اللديغ، ولم يعد هذا الأمر -يا عباد الله- سرًّا يقال في المجالس الخاصة، بل هو أمر شائع يعرفه الكبير والصغير! الأنظمة تُسَن، والقوانين تُقَر، وهي في كثير...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن سار على نهجه واقتفى سنته إلى يوم الدين، وسَلِّم اللهم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 17].

 

أما بعد:

 

فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: لقد جاء الإسلام ليُصلِح من شأن الناس في أمر دينهم ودنياهم، وبُعِث صلى الله عليه وسلم ليُقوِّم الأخلاق، ويُصلِح المعوجّ.

 

ومِن أعظم ما يُستصلح به حال الأمة: أن تكون الولايات بمختلف درجاتها بأيدي الأكْفاء الصلحاء الذين استكملوا شرطي الولاية: الأمانة والقوة، قال الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26].

 

وإذا اختل أحد هذين الشرطين فلا تَسَلْ بعد ذلك عن عظيم البلاء والفساد في الأمة! وكم تولى أناس مسؤوليات، فكان بسبب ولايتهم الفساد العريض في المجتمع، وانتشرت أنواع الخيانات، وضُيعت الحقوق والواجبات، وما ذاك إلا بسبب فساد هذا المسؤول وخداعه للناس بمعسول الكلام؟!

 

كان يتظاهر بالصلاح، ويعد الناس بفعل الخير، ويقسم الأيمان المغلظة على صدقه فيما يقول؛ لكنَّ الفِعال تُكذّب الأقوال! (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [البقرة: 204 - 206].

 

إن تولي المناصب -يا عباد الله- يجب أن يكون على أساس ما سبق أن ذكرناه من شروط الكفاءة، لا أن يكون لأجل القرابة والنَّسب والصداقة!

 

إنَّ تولي المناصب وتوليتها للآخرين ليس حقًّا خاصًّا يهبه من شاء لمن شاء! كلا؛ بل هو مرهون بما سبق ذكره من كون ذلك المتولي لذلك المنصب ولتلك الإدارة كفأً يقوم بالعمل على أكمل وجه؛ ولذلك فلا ينبغي أن يدخل عنصر المحاباة والمجاملة في تولي المسؤوليات.

 

ولما جاء أبو ذر -رضي الله عنه وأرضاه- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلب منه أن يؤمره، يقول أبو ذر: "فضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده على منكبي، وقال: "يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا مَن أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (أخرجه مسلم -كتاب الإمارة (1825، 1826).

 

هذا مع صلاح أبي ذر وتقواه! أبو ذر الذي قال فيه المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: "ما أَقَلَّت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر" (أخرجه احمد في مسنده(6519) والترمذي في سننه(3801) وصححه الألباني في المشكاة (6229 -6230)، الصحيحة (2343)، ومع تقى أبي ذر وصلاحه إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجامله، ولم يرضَ أن يتولى لِما كان فيه من ضعف، رضي الله عنه وأرضاه.

 

وإذا تبين -عباد الله- فساد المسؤول المتولي للمنصب، فلا يجوز لمن ولاه أن يتأخر في عزله، ولا أن يجامل على حساب مصالح الناس ومعايشهم!

الوليد بن عقبة أحد الأمراء الذين ولاهم عثمان -رضي الله عنه-، وهو أخ لعثمان من أمه، ولاه عثمان -رضي الله عنه-، فلما تبين فسق هذا الرجل وفساده، وأنه كان يشرب الخمر، لم يتردد عثمان في عزله، ولم يجامل أخاه؛ لأن المصلحة العليا مقدمة على المصالح الشخصية والقرابات، بل أعجب من ذلك أن عمر الفاروق -رضي الله عنه- بَلَغَه أن أحد عماله (وهو النعمان بن عدي) قال أبياتًا من الشعر فيها ما يقدح في العدالة فعزله! ما هي هذه الأبيات؟

يقول هذا الأمير:

مَن مُبْلِغ الحسناء أن حليلها *** بمِيسان يُسقَى في زجاج وحنتمِ

إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني *** ولا تسقني بالأصغر المتثلمِ

لعل أمير المؤمنين يسوؤه *** تنادمُنا في الجوسق المتهدمِ!

 

فكتب إليه عمر: إنه قد بلغني شِعرك، وقد والله ساءني ذلك! ثم أمر بعزله فعُزل من منصبه. فجاء هذا الرجل يقطع الفيافي والصحاري حتى جاء إلى عمر وقال: يا أمير المؤمنين، والله ما فعلتُها، وما شربت الخمر يا أمير المؤمنين، إنما كان ذلك مني فضل شعر فقط، يعني مجرد أحاديث، والله -تعالى- يقول: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) [الشعراء: 223 – 226] لكن عمر -رضي الله عنه- لم يرتضِ منه تلك الحجة، بل قال له: "إني لأظنك صادقًا، ولكن والله لا تَلِيَنَّ لي إمارة أبدًا!" (أخرجه البخاري (7086) ومسلم (143).

 

عزاه عمر؛ لأن الناس تحدثوا بشربه للخمر فقط؛ لأنه شاع في الناس أن هذا الرجل يشرب الخمر، فأصبحت السمعة سيئة، فما كان عمر ليُبقي واليًا من الولاة ولا أميرًا من الأمراء إذا كان بهذه السمعة! فرضي الله عن عمر وأرضاه.

 

ومع توالي القرون -عباد الله- وتهافت الناس على الدنيا، ضَعُف عندهم جانب الأمانة إلا من رحم الله.

 

عباد الله: لقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذَهاب الأمانة في آخر الزمان؛ فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: "حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  حَدِيثَيْنِ، قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا: "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ، قَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ. ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ (ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ) فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ! مَا أَظْرَفَهُ! مَا أَعْقَلَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ" (أخرجه البخاري (59) يُمدَح الرجل، يُثنَّى عليه، يُبجَّل، يُعظَّم؛ وليس في قلبه من الإيمان حبة خردل!

 

إن تضييع الأمانة -عباد الله- هو من علامات الساعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل سأله عن الساعة: متى هي؟ قال: "إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" (أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 28) وتمام الرازي في " الفوائد "(ق 31 / 2).

ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة" (وصححه الشيخ الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة(4/319).

 

ولقد أصبحنا -عباد الله- نرى اليوم (وليس ذلك بسِرٍّ) كيف انقلبت الموازين، فصارت كثير من الإدارات والمسؤوليات بأيدي مَن لا خَلاق له، وأُبعِد الأكْفاء الصلحاء! فظهر بسبب ذلك من الفساد ما لا يعلمه إلا الله -عز وجل-، جاء في سنن ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمَن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، ويَنطق فيها الرويبضة" قالوا: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" (أخرجه ابن ماجة (4042) والحاكم (4 / 465، 512) وأحمد (2 / 291) وصححه الألباني في الصحيحة (4 / 508).

إن المسؤوليات -عباد الله- حِملها ثقيل، وإن صاحب الأمانة سؤاله بين يدي الله عسير، وعلى قدر أمانتك وما استأمنك الله سيكون السؤال غدًا بين يدي الله، ولهذا كان عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يستشعر هذا المعنى جيدًا كما تحدث عنه زوجته فاطمة -رحمها الله-، فتقول: "قام عمر -رضي الله عنه- في ليلة، فجلس واضعًا يده تحت خده يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فازداد بكاؤه حتى صار ينتفض كأنه عصفور وقع في ماء، حتى إذا هدأ قلت له: ما الذي أبكاك يا أمير المؤمنين؟!" ما الأمر الذي أقلق عمر وأسبل الدموع من عينيه وسلطته أعظم سلطة بشرية في ذلك الوقت؟ فقال رحمه الله مستشعرًا عظيم المسؤولية: "إني تذكرت رعيتي في أطراف الأرض، فتذكرت الأسير المقهور والأرملة الثكلى واليتيم المحروم فخشيت ألا أكون قد قمت بحقهم، وتذكرت أن حجيجي فيهم هو محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة فخشيت ألا تَثبت لي قدم بين يدي الله -عز وجل-!".

 

هكذا يكون استشعار المسؤولية! فأين مَن يلهثون لأجل تحصيل المناصب والإدارات، ويتسابقون إليها، وربما قَدَّم أحدهم التنازلات وتخلى عن مبادئه وقيمه ودينه من أجل تحصيل لُعاعة من الدنيا! أين هؤلاء من موقف عمر؟!

 

إنه -والله- لا يَسأل الرئاسةَ والمناصب والمسؤوليات رجلٌ يريد الآخرة إلا من رحم الله وقليل قليل ما هم!

 

الأصل أن المؤمن لا يطلب التـأمُّر والتصدُّر؛ لأن من تولاها من غير طلب لأعين عليها، ومن سألها وُكل إليها كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم(رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سَعِيدٍ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ سُمرةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَاعَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ سَمُرَةَ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلى يَمينٍ فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمينِكَ"، جاء في صحيح الترغيب والترهيب في بيان عظم الأمانة وشدة مؤنتها، من حديت عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "القتل في سبيل الله يُكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، يؤتى العبد يوم القيامة وإن قُتل في سبيل الله فيقال: أدِّ أمانتك، فيقول: أي ربي وكيف وقد ذهبت الدنيا؟! فيقال: انطلِقوا به إلى الهاوية (إلى النار، أجارنا الله وإياكم منها) فيُنطلق به إلى الهاوية، وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دُفعت إليه فيراها فيعرفها، فيهوي في إثْرها حتى يدركها، فيحملها على رقبته يصعد بها في النار، حتى إذا رأى أنه قد خرج منها هوى وهوت في إثره أبد الآبدين"(أخرجه الطبراني (10/219 رقم 10527) قال الهيثمي (5/293): "رجاله ثقات". حسنه الألباني في صحيح الترغيب(1763)) قال عبد الله: وقرأ قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء: 58].

 

إن الناظر اليوم في واقع الأمة يرى ألوانًا وأشكالًا من الفساد الإداري والمالي يسري في جسدها سريان السم في اللديغ، ولم يعد هذا الأمر -يا عباد الله- سرًّا يقال في المجالس الخاصة، بل هو أمر شائع يعرفه الكبير والصغير! الأنظمة تُسَن، والقوانين تُقَر، وهي في كثير من الأحيان لا تَزيد عن أن تكون مجرد حبر على ورق!

 

ولو تأملنا صور هذا الفساد لوجدنا له مظاهر عديدة؛ فمنها: الإخلال والتهاون بالعمل، ولهذا فنحن نوجه الحديث ليس لشخص بعينه ولا لفئة معينة، بل لنا جميعًا، فالأمانة مطلوبة من الجميع وإن كانت درجاتها ومسؤولياتها تختلف من شخص إلى آخر.

 

فمن مظاهر الفساد: التهاون والإخلال في حضور الدوام، وافتعال الأعذار الواهية لأخذ الإجازات بغير وجه حق.

 

وإذا كان لك حظوة عند المدير أو المسؤول، فلا تَسَلْ عن تلك الأعطيات وتلك الهبات الجزيلة التي تنالها وإن كنتَ غير مستحقٍّ لها!

 

ومع الأسف، فإن بعض مَن تولى المسؤولية يعطي من المال العام لغيره وكأنه ماله الخاص، أو يمنح من وقت الدوام ما شاء لمن شاء!

 

حضرت عند أحدهم مرة، فكَلَّم أحد الموظفين قُبيل الظهر أو بُعيده وقال: يا فلان، اذهب وأَخْرِجْ أولادي من المدرسة الفلانية، ولا ترجع بعد ذلك للدوام! يعني مكافأة لك!

 

انظر، وكأن المالَ مالُه هو، وكأن هذه الشركة أو هذه الدائرة ملكا ورثه من أبيه وجده! فالله المستعان، ونعوذ بالله من الخذلان.

 

إن منصبك الذي بوأك الله إياه لا يبيح لك أن تأخذ ما ليس لك؛ لأنه ليس فوقك أحد يحاسبك، فلئن غابت عنك هيئة الرقابة، وغابت عنك أعين الناس فتذكر أن عين الله لم ولن تغيب أبدًا! وتذكر حسابك وأنت فرد وحيد بين يدي الله؛ جاء في صحيح الجامع من حديث بُريدة -رضي الله عنه- قال صلى الله عليه وسل اسمعوا -يا عباد الله-، واسمع -يا مَن ولاك الله المسؤولية وكانت الأموال تحت يديك، أموال الدولة، أموال المال العام، فلَعبتَ بها وعبثت بها-: "مَن استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا" (أي: أعطيناه راتبًا وأجرة على عمله) فما أخذ بعد ذلك فهو غلول" (رواه أبو داود (2943) وصححه الألباني في صحيح التّرغيب والتّرهيب "(779)، (والغلول، وهو السرقة من بيت المال) من كبائر الذنوب -عافانا الله وإياكم-.

 

إني لأعجب -والله- كيف يطمئن أمثال هؤلاء ويتلذذون بالطعام والشراب والنوم وهم يأكلون هذا السحت في بطونهم، ويسمعون مثل هذه الأحاديث التي ترتعد لها الفرائص؟!

 

يحتج بعض هؤلاء بحجج أوهى من بيت العنكبوت، يضحكون بها على أنفسهم ليسوغوا لها فعل هذا المنكر القبيح، فيقولون: هذا مال الدولة، والدولة قوية ولن يضرها شيء لو أخذت منها! وآخر يقول: لي حقوق كثيرة عند الدولة ما أخذتها، هذا بعض من حقوقي! هكذا وبكل صفاقة وجرأة على المحرمات.

 

وربما قال بعضهم: ما جئتم تنظرون إلا إلينا نحن الصغار؟! تتحدثون عنا وتعظوننا نحن فقط؟! أين أنتم من الكبار الذين يأكلون الملايين؟!

 

مسكين من يقول ذلك! هل سيعتذر هذا المجترئ على أموال المسلمين أمام الله إذا قف غدا بين يديه بمثل هذا العذر؟! هل ستقول لربه: حاسِبْ أولئك الكبار أولاً ثم حاسبني بعد ذلك؟!

 

إن كل امرئ سيحاسب عن نفسه ولا يضيره لو هلك الناس كلهم ونجا هو، واقرأوا إن شئتم قوله تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34 - 37].

 

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث تبين خطورة أكل المال العام؛ فمن ذلك ما حَدَّث به أبو رافع -رضي الله عنه- أحد موالي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كنت أسير أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمررنا بالبقيع فالتفت ثم قال: "أف لك، أف لك" يقول أبو رافع: فاستأخرت ظننته يريدني، وكَبُر ذلك في ذرعي" أي: عَظُم الأمر عندي" فالتفت إليَّ، وقال: "ما لك؟! امشِ" قلت: يا رسول الله أشيء أحدثتُه؟ قال: "لا، وإنما هذا قبر فلان بن فلان، كنتُ قد بعثته ساعيًا إلى آل فلان" (أي: ليأخذ الزكاة) فغلّ (الغلول) قال أبو عبيد: هو الخيانة في الغنيمة خاصة. وقال غيره: هي الخيانة في كل شيء. شرح النووي (1 / 228) نمرة (النمرة: كل شملة مخططة من مآزر وسراويل الأعراب. وجمعها: نمار) (أي: سرق عباءة) فدُرع الآن مثلها من النار"(أخرجه أحمد (27236) والنسائي (862) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(1350) الآن يصطلي عليه قبره نارًا؛ بسبب شملة سرقها فيا رب رحماك.

 

أين من يأكلون الملايين؟ أين من يستسهلون الحرام؟ أين هؤلاء من هذا الحديث المخيف المروع؟ واللهِ ستذهب الدنيا جميعًا، سيذهب المال، سيذهب الثراء، وستواجَه في قبرك بعملك!

 

يا من بدنياه انشغلْ *** وغرَّه طول الأملْ

الموت يأتي بغتة *** والقبر صندوق العمل

 

فاعمل لتلك الحفرة، واحذر تلك النهاية، ولا تظن أنك وإن عملت من الصالحات ما عملت وتصدقت ما تصدقت، لا تظن أن هذا يكفي أو يبرر لك أن تأكل من المال العام للمسلمين!

 

كان هناك رجل من موالي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُدعى "مدعم"، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقه في إحدى الغزوات، فوقف هو والصحابة -رضي الله عنهم- ليناموا أو يرتاحوا، فجاء "مدعم" هذا وأنزل رحل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم أصابه سهم طائش فسقط ميتًا، فتحدث الصحابة وقال بعضهم: "هنيئًا له الجنة" (مجاهد، ويخدم أشرف مَن مشى على الأرض، ثم يقتل) فقال المعصوم الذي لا يتحدث من تلقاء نفسه، إن هو إلا وحي يوحى: "كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي غلها يوم خيبر لتشتعل عليه نارًا"(البخاري(6707) ومسلم (115).

 

لا إله إلا الله! مجاهد ومن أجل شملة فقط سرقها صارت تشتعل عليه نارًا!

 

كيف يجرؤ امرؤ بعد هذا أن يتساهل في أموال المسلمين؟!

 

نسأل الله أن يعافينا وإياكم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأن يجيرنا وإياكم من الحرام وأكل الحرام.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه واقتفى سنته إلى يوم الدين، وسَلِّم اللهم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

 

عباد الله: من مظاهر الفساد التي انتشرت وتحدث بها القاصي والداني، داء وبلاء عظيم ضاعت بسببه حقوق، وعُطلت به مصالح، ألا وهو: داء الرشوة!

 

والرشوة هي: المال الذي يُعطَى لمسؤول أو موظف في جهة من الجهات من أجل تسهيل بعض الأمور التي لا يسمح النظام بها، أو يأخذ بها الراشي حق غيره ويقدم عليه.

 

ولقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الراشي والمرتشي" (أخرجه الترمذي (1336)، وأحمد (2/ 387)، وابن حبان (5076)، والحاكم (4/ 103) وقال الترمذي: "حسن صحيح"ظت وصححه الألباني في الإرواء (2621).) (والملعون مطرود مبعدٌ من رحمة الله)، واللاعن هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

فيا خيبة الراشي والمرتشي ومن ساعدهم على هذه الجريمة!

 

وقد حرم الإسلام على الموظف (سواء أكان في القطاع الخاص أو القطاع العام) أن يأخذ هدية بسبب عمله؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هدايا العمال غُلول" (أخرجه أحمد (23090) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (7021) وإرواء الغليل(2622)، (والعمال المقصود بهم الأمراء والمسؤولون).

 

وكم نسمع عن حالات الرشوة في كثير من القطاعات مما يندى له الجبين ويأسف له المرء! يأتيك أحدهم فيسأل ويقول: زوجتي أو أختي معلمة في المدينة الفلانية، وأريد نقلها لبلدي الذي أعيش فيه، وحاولَتْ أن تأتي إلى بلدي ولكن ما استطعت نقلها، ووجدت رجلا قال لي: ادفع عشرين ألف وأنا بطريقتي الخاصة -انظر إلى هذه الكلمة (بطريقتي الخاصة) أستطيع أن أنقلها! ثم يسأل: هل هذه رشوة؟

 

ولا أدري إذا لم تكن هذه هي الرشوة فماذا تكون -يا عباد الله-؟!

 

إن هذا لمكر كُبَّار، إنه لتزييف للحقائق وتغيير للواقع.

 

وهذا الوسيط بينك وبين الموظف يأخذ شيئًا من المال، والباقي يعطيه لذلك الموظف، ليقدم من شاء ويؤخر من شاء!

 

فنحن إذًا ساهمنا بهذه الطريقة في زيادة البلاء.

 

والمسؤول الذي وَلي مثل هذا وسكت عنه ساهم أيضًا في انتشار الفساد.

 

فالمسؤولية -عباد الله- مشتركة بين الجميع.

 

ومن مظاهر الفساد: التحايل على الأنظمة وليُّ أعناقها لتوافق هوى النفس.

 

وكم من أناس يملؤون بطونهم بالحرام بحجج واهية وعقود لا مصداقية لها على أرض الواقع.

 

أما استخراج التأشيرات وبيعها والعبث الذي يفعله الكثيرون وأخذ أجرة شهرية من العامل المسكين فحدث ولا حرج!

 

يستقدم هذا العامل المسكين على اتفاق بينهما أنه سيعمل العمل الفلاني براتب قدره كذا وكذا، فإذا قدم العامل قال له: اذهب واعمل ما شئت. لكن بشرط أن تعطيني شهريًّا مئتين أو ثلاثمائة ريال!

 

إن هذا -والله- لهو الظلم الصراح!

 

إن مثل هذا العمل لا يجوز، حتى لو رضي العامل بذلك؛ لأن النظام هنا في الدولة يمنع، ونحن مأمورون شرعًا أن نطيع ولي الأمر في حدود ما لم يأمر بمعصية الله.

 

هذا كلام الله، يقول الله -عز وجل-: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59]، فما دام أن النظام لا يسمح بهذا الفعل، فيجب أن تطيع ولي أمرك وإن كرهت ذلك.

 

وهذه عقيدة لا نجامل فيها أحدًا ولا نحابي فيها آخر.

 

إن كل هذه الطرق غير مشروعة وهي من السحت الذي يجعله هؤلاء في بطونهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به"(رواه أحمد (14032) وصححه الألباني في الصحيحة (2609).

 

وأخيرًا -عباد الله- من مظاهر الفساد: الشفاعة المحرمة.

وسببها ما يكون من الرغبة في نفع الأقارب والأصدقاء، فيأتي أحدهم فيشفع عند مسؤول شفاعة يظن أنها حسنة ليقدم قريبه أو صاحبه فب وظيفة أو نحوها، وهو يعلم أن في ذلك ظلما للآخرين.

 

وبهذا تضيع الحقوق، ويُستبعد الأكْفاء، ويحرم أهل الحق من حقهم، وذلك لأنهم لا يملكون الوساطات والشفاعات التي تؤهلهم لنيل الوظائف والمراتب والترقيات!

 

هل هذا في شرع الله؟ هل هذه هي الشفاعة التي حث عليها الشرع؟

 

كلا -والله- بل هي الشفاعة السيئة التي عناها الله -تبارك وتعالى- بقوله في كتابه الكريم: (وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا) [النساء: 85].

 

لما جاء أسامة بن زيد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يشفع في تلك المرأة المخزومية التي سرقت، وهي امرأة لها مكانتها ومعروفة في قبيلتها، فكأن قومها استنكفوا واستعظموا أن تُقطع يد هذه المرأة الشريفة في قومها، فجاؤوا إلى أسامة، وقالوا: لعلك أن تشفع عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن هذه المرأة فيعفو عنها؟ فجاء أسامة -رضي الله عنه- يشفع عند رسول -صلى الله عليه وسلم-، فغضب عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أن أسامة هو الحِبُّ ابنُ الحِبّ، غضب عليه، وقال: "يا أسامة، أتشفع في حد من حدود الله؟!" ثم قام خطيبًا في الناس، ولم يكتفِ بإنكاره على أسامة، وعتابه له، بل دعا الناس فاجتمعوا؛ لأن هناك أمرًا خطيرًا كان يغشى من عواقبه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إنه كان فيمن كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (أخرجه البخاري (3475)، ومسلم (1688).

 

ابنتي أحب الناس إليَّ، التي هي بَضعةٌ مني، والله لو سرقت لما ترددتُ في قطع يدها، فكيف بمن كان دونها؟! أين أهل الشفاعات السيئة من مثل هذا الحديث؟!

 

يأتي فلان وفلان فيصرف مسار القضية، أو يجعلها للحفظ كما يقال، وهكذا تضيع الحقوق!

أصبح بعض الناس لا يحصل على حقه إلا بعد سنوات، هذا إن حصل عليه، وربما يضيع حقه تماما.

 

ولكن هل سيضيع حقه بين يدي الله رب العالمين؟

 

كلا -والذي لا إله غيره- إن هناك يوما تُبعثَر فيه القبور، ويُحصَّل ما في الصدور.

 

يوم يأتي ذلك الظالم المفلس بصلاة وزكاة وحج وصيام، ولكن يأتي وقد سب هذا، وشتم هذا، وأكل مال هذا، وأخذ حق هذا، فيؤخذ من حسناته فتعطى لمن ظلمهم، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من سيئاتهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار -أجارنا الله وإياكم منها-.

 

بئست النهاية وبئس المصير، أن تكون النار هي خاتمة المطاف ونهاية ذلك الظالم!

 

صَلُّوا وسَلِّموا على رسول الله فقد أمركم الله -جل وعلا- في محكم التنزيل، فقال جل شأنه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال حبيبكم محمد: "مَن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا" (رواه مسلم (384).

 

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسِلِّم.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم كن للمستضعفين من المسلمين في كل مكان.

 

اللهم كن لإخواننا في بلاد الشام، اللهم إن بهم من الفقر والبرد والشدة والحاجة وخِذلان الناس ما لا يعلمه إلا أنت، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعينًا، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، اللهم أنزل عليهم رحمة من رحماتك، اللهم أنزل عليهم رحمة من رحماتك، اللهم لا تكلهم إلى أحد من خلقك، اللهم عَجِّل لهم بالفرج والتمكين يا رب العالمين، اللهم عليك بمن آذاهم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم عليك به فإنه لا يُعجزك.

 

اللهم كن للمستضعفين من المسلمين في كل مكان.

 

اللهم كن مع إخواننا في فلسطين، اللهم فُك عنهم الحصار يا رب العالمين.

 

اللهم اجمع شمل إخواننا في مصر على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهم ولِّ عليهم خيارهم واكفهم شر شرارهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم إنا نسألك أن تنجينا من الحرام وأهله، اللهم أنقذنا من الحرام وأهله، اللهم أخرجنا من هذه الدنيا وليس لأحد علينا حق يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك أن نلقاك غدًا تضحك إلينا ونضحك إليك.

 

اللهم إنا نسألك مغفرة الذنوب والعفو عن الخطايا والسيئات.

 

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكَفِّر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.

 

اللهم وفِّق ولي أمرنا لِما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182].

المرفقات

الغلول

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات