سنابل الخيرات في شهر البركات - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

هذا التشريع يقتل الأحقاد الطبقية التي قد تنبت في قلوب الفقراء تجاه الأغنياء، عندما يجد الفقيرُ الغنيَّ يتخلله بالزيارة، ويفيض عليه من نعم الله التي أنعم الله بها عليه، ويرزقه من مال الله الذي جعله مستخلفًا فيه، فإن ذلك يقتل الضغينة والحسد ومشاعر الكراهية في قلب الفقير، وينشأ حينها مجتمع متكافل، خال من الأمراض المجتمعية المتعلقة بالمال، فلا الفقير يقتل الغني حسدًا

     

لقد أرسى الإسلام أعلى مبادئ التكافل الاجتماعي بين البشر جميعًا لا بين المسلمين وحدهم، عندما أمرهم بتزكية المسلمين أموالهم وإنمائها وتطهيرها مما قد يشوبها من معاملات تحمل في طياتها شبهة حرام أو مكروه، ودفع هذه النسبة المعلومة من الزكاة أو النسبة التي لم يضع ربنا لها حدًّا في الصدقة المستحبة، إلى الفقراء والمساكين الذين لا يجدون ما ينفقون، وبذلك يحدث التوازن في هذه الدنيا بين الفقراء والأغنياء، فلا يموت الأغنياء من التخمة والشبع كما هو الحال اليوم، في الوقت الذي يموت فيه كثير من الفقراء من الجوع.

إن تشريع الإنفاق في سبيل الله تعالى -بالزكاة الواجبة أو الصدقة المستحبة- يستحق عن جدارة أن يكون إعجازًا إسلاميًّا في حد ذاته، ذلك أننا إذا حاولنا جاهدين استقصاء فوائده على المجتمع -وعلى الفرد أيضًا- لضاق بنا المجال، ذلك أن الفقراء الذين لا يجدون حيلة للرزق لابد لهم من عائل يتكفل بالإنفاق عليهم، ولا يجوز تركهم هكذا دون راعٍ أو منفق يحتسب إيصال أرزاقهم التي كتبها الله تعالى إليهم، بل ويبذل من وقته وجهده أحيانًا لشراء ما يحتاجونه ليصلهم وهم معززون مكرمون لا يسألون الناس إلحافًا.

وهذا -لعمري- أعجب ما في الصدقة، أن صاحبها لا يبذل في تحصيلها مجهودًا يذكر -هذا فيمن يستحقها حقًّا، أما المتسولون فليسوا معنيين بكلامنا- فالمسكين أو الأرملة أو اليتيم يصلهم رزقهم هذا دون عناء يذكر، أو وظيفة يُطحنون في القيام بأعبائها صباح مساء، فسبحان من كتب على الغني أن يعمل ويتعب ويكد ليطعم الفقير ويرزقه من مال الله الذي آتاه. وإن شئت فقل مثل ذلك في كفارات الإطعام التي سنتها الشريعة الإسلامية الغراء.

هذا التشريع يقتل الأحقاد الطبقية التي قد تنبت في قلوب الفقراء تجاه الأغنياء، عندما يجد الفقيرُ الغنيَّ يتخلله بالزيارة، ويفيض عليه من نعم الله التي أنعم الله بها عليه، ويرزقه من مال الله الذي جعله مستخلفًا فيه، فإن ذلك يقتل الضغينة والحسد ومشاعر الكراهية في قلب الفقير، وينشأ حينها مجتمع متكافل، خال من الأمراض المجتمعية المتعلقة بالمال، فلا الفقير يقتل الغني حسدًا، ولا نَفْسَه بطرًا، ولا الغني يقتل الفقير كبرًا وتباهيًا وتبخترًا، فكلاهما يشعر بالآخر، فالفقير يشعر بحنو الغني، وعطفه، وجوده، والغني يشعر بحاجة الفقير، واستكانته، وضعفه، فيورثه ذلك تواضعًا واعترافًا بنعمة المنعم -جل وعلا-، وليس وراء ذلك تكافل خدَّاع يفعله بعض الأغنياء ليكمل به صورته البراقة، ويضيف إلى نفسه لقبًا جديدًا ضمن ألقابه التي قد تنفعه في عمل دعاية لبعض شركاته وأعماله.

عندما يأمر الله تعالى بإيتاء زكاة الفطر أو المال -أمرًا نافذ الوجوب- ويجعله دَيْنًا معلقًا برقبة الغني ولو بعد موته، فإن ذلك معنى راقٍ في فلسفة تعامل الإسلام مع الفقر، والتكفل بالفقراء ورعايتهم والمحافظة على حياتهم، وأنهم ليسوا هملاً أو كمًّا مهملاً، بل هم ضلع في المجتمع، ومكون كبير من مكوناته، والمحافظة على نفسياتهم وإخلاء قلوبهم من الضغائن والأحقاد مقصد مهم من مقاصد الشريعة.

ولا يظنن ظان أن تشريع الزكاة يصب لمصلحة الفقير فحسب، بل إن الغني له من الفائدة ما قد يعلو درجة الفقراء والمساكين، ذلك أن الصدقات بركة في الرزق، ونماء في المال وتطهير له، وهي مصدر كبير من مصادر الفرحة والسرور على قلوب الأغنياء لا يعرفها إلا من جربها حقيقةً، هذا فضلاً عن الأجر المترتب على أدائها في الآخرة.

إن كل من آتاه الله تعالى نعمة ليست عند غيره، مدعو إلى التفكر بقلب حي في أثر الإنفاق في سبيل الله تعالى في نفسه وفي المجتمع من حوله، وأن يتفكر كذلك -إن هو منع أداء شكر هذه النعمة- في مدى العطب الذي قد يصيب حياة الكثيرين بسوء فعله هذا. لذلك وضعنا هذه المجموعة المختارة من الخطب بين أيدي خطبائنا الكرام ودعاتنا الفضلاء، لتكون دعوة للتأمل في فضل الإنفاق في سبيل الله تعالى، وأثر ذلك في الفرد والمجتمع، وأثر زكاة الفطر خاصة في إدخال البهجة والسرور على الفقراء، وكفهم عن الحاجة والسؤال في يوم العيد.

 

العنوان

البذل والجود في رمضان

2016/06/25 5544 404 22

صالح بن عبد الله بن حميد

في دينِنا شرائِعُ مُحكَمة لتحقيقِ التكافُل بين أبناءِ الأمة، وتنشِئةِ النفوسِ على فعلِ الخير، وإسداءِ المعروف، والوعد على ذلك بعظيمِ الأجر وجزيلِ الثوابِ. وشهرُ رمضان المُبارَك هو شهرُ البذل والجُود والكرم والمُواساة. والحديثُ عن الجُود في شهرِ الجُود حديثٌ لا ينقضِي منه العجَب، وكيف ينقضِي منه العجَب، ونبيُّ الجُود - عليه الصلاة والسلام - جُودُه كالريحِ المُرسَلة، وهو أجوَدُ ما يكونُ في شهرِ رمضان...

المرفقات

البذل والجود في رمضان.doc


العنوان

نفحات شهر الجود والإحسان

2022/04/09 2589 382 6

الشيخ د عبدالرحمن السديس

وتأسَّوْا يا -رعاكم الله- بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- فقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يخصُّه من الأعمال الصالحة ما لا يخصُّ به غيرَه؛ من الذِّكْر والاستغفار وتلاوة القرآن، والصدقة والإحسان...

المرفقات

نفحات شهر الجود والإحسان.pdf

نفحات شهر الجود والإحسان.doc


العنوان

جود الله في رمضان وجود رسوله

2013/07/21 10468 990 98

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

جود ربنا علينا في هذا الشهر لا حدود له، فهو كما وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "جَوادٌ كَرِيمٌ"، وقد ذكر أهل العلم أنه -سبحانه- يضاعف جوده لعباده في الأوقات الفاضلة. من ذلك شهر الصيام؛ ففيه يفتح الله لعباده من أبواب العفو والصفح والتوبة والمغفرة ما لا يكون في غيره، ويهيئ لهم من الأسباب ما يعينهم على ذلك في هذا الشهر...

المرفقات

الله في رمضان وجود رسوله


العنوان

رمضان شهر الجود

2018/05/24 4600 342 41

الشيخ محمد بن مبارك الشرافي

وَكَانَ لا يَسْأَلُهُ أَحْدٌ شَيْئًا عِنْدَهُ إِلَّا أَعْطَاهُ قَلِيلاً كَانَ أَوْ كَثِيرًا، وَكَانَ عَطَاؤُهُ عَطَاءَ مَنْ لا يَخْافُ الْفَقْرَ، وَكَانَ الْعَطَاءُ وَالصَّدَقَةُ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَيْهِ وَكَانَ سُرُورُهُ وَفَرَحُهُ بِمَا يُعْطِيه أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِ الآخِذِ بِمَا يَأْخُذُهُ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسَ بِالْخَيْرِ يَمِينُهُ كَالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ...

المرفقات

رمضان شهر الجود


العنوان

الجود في رمضان

2022/04/25 1173 321 4

سليمان الحربي

مِنَ التَّوْفِيقِ أَنْ يَتَكَفَّلَ الـمُسْلِمُ بِنَفَقَاتِ مُعَلِّمِي القُرْآنِ، أَوْ بِعَمَارَةِ دُورٍ لَهُ، أَوْ بِبِنَاءِ الـمَسَاجِدِ، أَوْ بِسَدَادِ الدُّيُونِ، أَوْ بَدَفْعِ الدِّيَةِ وَفَكِّ الرَّقَبَةِ، أَوْ بِالتَّكَفُّلِ بِعِلَاجِ الـمَرْضَى، أَوْ بِدَفْعِ إِيجَارِ البُيُوتِ، أَوْ بِسَدَادِ دُيُونِ الـمَسَاجِينِ، أَوْ تَزْوِيجِ الأَيَامَى...

المرفقات

الجود في رمضان.pdf

الجود في رمضان.doc


العنوان

رمضان والجود

2018/05/10 11887 342 13

عبدالله بن عبده نعمان العواضي

إن النفس البشرية مطبوعة على حب المال والاستئثار به؛ فإذا طُلب منها فقد تشح به ولا تعطيه، لكن النفس المسلمة إذا دُعيت إلى البذل في مرضاة الله -تعالى- فلا تبخل؛ لأنها ترجو الأجر على ذلك من الله -تعالى-، ولها في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة...

المرفقات

رمضان والجود


العنوان

رمضان والجود

2013/07/17 4925 699 139

إبراهيم بن صالح العجلان

أَمَا إنَّ حديثَنَا اليومَ فلن يكونَ عن فضائلِ الصدقةِ وعظيمِ شأنِها، ولا عن أَثَرِها وعميقِ بَرَكتِها، وإنَّما سيكونُ الحديثُ عن أخبارِ خَيرِ جيلٍ مع شانِ الصدقة، مع قَصَصِ الأصحابِ الذين تربوا في مدرسةِ أجودِ الأجودين، فرأوا بذلاً لا مَثيلَ له، وشاهدُوا جوداً كالريحِ المرسلة؛ فسُلَّتْ من نفوسِهم سخائمُ شُحِّها، وانطلقتْ بعد ذلك أيدِيهم في بذلٍ قلَّ نظيرُه في عالمِ الحياة.

المرفقات

والجود2

والجود - مشكولة1


العنوان

رمضان شهر الجود والإنفاق

2019/04/28 32083 635 33

عبدالله بن محمد العسكر

فمن وفقه الله للعطاء والبذل لإخوانه، فليعلم أن ذلك اصطفاءٌ من الله -تبارك وتعالى-، ومن حُبِّبَ إليه الشح والبخل وإمساك اليد, فليعلم أن ذلك حرمان من الله، وأن نفسه الأمارة بالسوء هي التي حثته ودلته على ذلك، وليحذر أن تنزع منه تلك النعمة...

المرفقات

رمضان شهر الجود والإنفاق


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات