اقتباس
فالمؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الفاتحة:6]، ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور، أو اجتناب المحظور، وهذا خروج عن الاستقامة، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة...
في الوقت الذي تتكالب فيه المشكلات على أبناء آدم وبناته، ويحتف بهم الحزن والألم من كل جانب، وتتكاثر فيه أسباب الشقاء والبكاء، تلوح في أفق الدنيا شمس لا غنى للإنسان عنها؛ فهي كفيلة بطرد خفافيش الأحزان وذئاب الآلام، إنها الاستقامة، مصدر سعادة العبد في الدنيا والآخرة. والاستقامة استجابة لأمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[هود:112]، وأمر عز وجل بالاستقامة فقال: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)[فصلت:6]. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "سددوا وقاربوا"، والسداد هو حقيقة الاستقامة وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد. وقال صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولن تحصوا..."(رواه أحمد).
وعن علي -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قل اللهم اهدني وسددني"، وفي رواية "اللهم إني أسألك الهدى والسداد"(رواه مسلم). وعن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك قال: "قل آمنت بالله ثم استقم"(رواه مسلم). فالمؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الفاتحة:6]، ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور، أو اجتناب المحظور، وهذا خروج عن الاستقامة، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة، فقال تعالى مشيراً إلى ذلك: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ)، فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة. وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها".
وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول الاستقامة، ومعناها، وكيف يمكن للإنسان تحصيلها وتحقيقها في نفسه وفيمن حوله، مشيرين إلى أثر تحقيقها في حياة الفرد والمجتمع، ومغبة غيابها عن حياة الأفراد.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم