خطب عيد الفطر المبارك لعام 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

إن من المؤسف حقًّا مع رحيل شهر رمضان أننا شاهدنا هذا العام كثيرًا من المسلمين قد أعرضوا عن مواسم الخير ولم ينافسوا فيها... وكثرت منهم صور الإعراض عن الخير في شهر البر شهر رمضان..

شاءت إرادة رب العالمين أن يميز بين خلقه، فجعل لكل أمة أعيادًا، وميزها بعادات وتقاليد مختلفة عن غيرها من الأمم، وقد أشار المفسرون إلى ذلك المعنى في كتاب الله الكريم، فقد أخرج الإمام الطبري في جامعه في تفسير سورة الحج عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال في قوله تعالى: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ)[الحج: 67] يَقُولُ: عِيدًا.  (تفسير الطبري: 18/ 679).

 

وقد صرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا المعنى أيضًا، فأخبر أن لكل أمة عيدًا، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ –رضي الله عنها- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: "مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ؟!" فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ"(صحيح البخاري 3931).

 

وقد قيل قديمًا: "إذا أردت أن تعرف أخلاق أمة فراقبها في عيدها"؛ إذ تتحرر القيود وتنطلق الغرائز على طبيعتها، وتبدو أخلاق الأمة واضحة في أعيادها؛ هل يتزاورون أم يتقاطعون، وهل يحنو قويهم على ضعيفهم، وهل يكرم غنيهم فقيرهم؟!

 

بِمَ عُدْتَ يا عيدُ؟!

يأتي عيد الفطر هذا العام، والأمة ممزقة متفرقة، آلام في الشام منذ سنوات، وجراحات في غزة الأبية المحاصرة، التي تكالب عليها القريب والبعيد، وأهل السنة في العراق يعانون الويلات تحت حكم طائفي شيعي خبيث، وفي كل موطن في العالم جرح لأهل الإسلام نازف، نسأل الله أن يلطف بأمة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- .

 

بِمَ عُدْتَ يا عيدُ؟!

إن من المؤسف حقًّا مع رحيل شهر رمضان أننا شاهدنا هذا العام كثيرًا من المسلمين قد أعرضوا عن مواسم الخير ولم ينافسوا فيها... وكثرت منهم صور الإعراض عن الخير في شهر البر شهر رمضان، ومن ذلك أن:

- منهم من تعمد الفطر، وجاهر بالعصيان، معرضًا نفسه لسخط الرحمن -تبارك وتعالى-.

 

- ومنهم من اشتدت عزيمته على الصيام والقيام، وقوي عزمه على اغتنام الشهر وما هي إلا ليالٍ في أوله، ثم فترت عزيمته وضعفت قواه عن اغتنام لياليه ودقائقه الغالية.. فعاد إلى سيرته الأولى من التفريط والعصيان..

 

- ومنهم من شغلته المباريات والمسلسلات وغيرها من صنوف الملهيات..

 

- ومنهم من يغريه الصفق في الأسواق، والتنزه في الأسواق التجارية الكبرى، بيعًا وشراءً في آخر أيام رمضان، لهثًا خلف مكاسب مادية ضعيفة لا تقارن بالأرباح الأخروية الكبرى التي حرم نفسه منها..

 

- ومنهم من أخلف وعده مع الله سبحانه، ففي كل رمضان يمر عليه يندم في آخره، ويعزم النية، ويجدد العهد لئن أحياني الله لرمضان آخر ليرين ما أصنع!! ويَمُن الله عليه برمضان  يتبعه رمضان، فلا من البر ازداد، ولا من الحسنات جمع، بل فرّط وضيّع، ولا يظلم ربك أحدًا.

 

كيف تستفيد الأمة من عيدها؟!

إذا كان رمضان والعيد من مظاهر توحد الأمة؛ فإن أمة الإسلام لن تتنعم بعيدها إلا إذا اجتمع شملها، وتوحد صفها، وتآخى المسلمون في الله حقًّا، وكانوا يدًا على من سواهم، وحققوا وصف الله في عباده الصادقين أنهم (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[المائدة: 54].

 

إن أمة الإسلام لن تنتصر على عدوها إلا إذا انتصرت على نفسها، وقمعت شهواتها، واستسلمت لتشريعات ربها وحكمه، ورضيت بقدره، ودفعت قدره بقدره.. فهل نرى ذلك اليوم الذي تتوحد فيه الأمة في مشاعرها وأهدافها، وتجابه عدوها؟! نسأل الله أن يكون قريبًا.

 

من أجل ذلكم وضعنا لكم أيها الخطباء الكرام مجموعة منتقاة من خطب عيد الفطر المبارك، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1435هـ (سحق الإسلام وتفتيت أرضه)

2014/07/24 5729 897 103

اشْكُرُوا اللهَ رَبَّكُمْ فِي يَوْمِ عِيدِكُمْ، وَبَرُّوا وَالِدِيكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى جِيرَانِكُمْ، وَاعْطِفُوا عَلَى صِغَارِكُمْ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى أَهْلِكُمْ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، وَعِيشُوا مَآسِيَ إِخْوَانِكُمْ؛ فَإِنَّ مُصَابَ الْمُسْلِمِينَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدِّيَارِ عَظِيمٌ؛ قُتِلَ رِجَالُهُمْ، وَيُتِّمَ أَطْفَالُهُمْ، وَاسْتُبِيحَتْ بُلْدَانُهُمْ، وَفِي رَمَضَانَ دَكَّ الْيَهُودُ إِخْوَانَكُمْ فِي غَزَّةَ فَقَتَلُوا وَجَرَحُوا وَدَمَّرُوا، وَالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، يَحْزَنُ لِحُزْنِهِ، وَيَكْرَبُ لِكَرْبِهِ، وَيَأْسَى عَلَى مُصَابِهِ، فَكُونُوا لِإِخْوَانِكُمْ إِخْوَانًا..

المرفقات

عيد الفطر المبارك 1435هـ (سحق الإسلام وتفتيت أرضه)

عيد الفطر المبارك 1435هـ (سحق الإسلام وتفتيت أرضه) مشكولة


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ

2014/07/24 5353 524 63

حِينَ تَخفَى مَعَالِمُ النُّبُوَّةِ وَتَمَّحِي آثَارُ الحَنِيفِيَّةِ السَّمحَةِ، أَو يَنحَرِفُ النَّاسُ عَن دِينِ اللهِ وَيَبتَعِدُونَ عَن شَرِيعَتِهِ، فَإِنَّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يُسَارِعُونَ إِلى بَعثِ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى جَذَعَةً فَتِيَّةً، لِيُعِيدُوا النَّاسَ إِلى الشَّرِّ بَعدَ الخَيرِ، وَلِيَرجِعُوا بِهِم إِلى الضَّلالِ بَعدَ الهُدَى، وَلِيُفَرِّقُوهُم بَعدَ اجتِمَاعٍ وَيُخَالِفُوا بَينَ قُلُوبِهِم بَعدَ إِلفَةٍ..

المرفقات

عيد الفطر 1435هـ3


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ

2015/07/13 3224 323 12

هذه بلدُنا، قَدَرُها الإسلامُ, وشَخْصِيَّتُها التوحيد, ووظيفتُها نَشْرُ أنوارِ النُّبوةِ المُحَمَّديَّةِ إلى أرجاءِ الدُّنيا، هذه هُويَّتُنا, التي يجب أنْ نُعْلِنَها ونَرْفَعَهَا, وإنْ شَرِقَ بها مَن شَرِق.. فَبَلَدٌ هذه صفاتُه وميزاتُه حَقٌّ على أهلِه أنْ يَسْتَشْعِرُوا قيمتَه، ومسئوليتَهم تُجَاهَهُ، وتُجَاهَ المسلمين.. حقٌّ عليهم أنْ يُحافظوا على تَدَيُّنِ المجتمعِ وصَلاحِه، ونَشْرِ الخيرِ بين أبنائِه، ومقارعةِ الفساد، وتَجْفِيفِ منابِعِه قَدْرَ الإمكانِ..

المرفقات

عيد الفطر 1435هـ4


العنوان

عيد الفطر 1435هـ وتجديد المفاهيم والقيم

2014/07/24 4303 492 79

لقد آن لهذه الأمة أفراداً وجماعات ودول وحكاماً ومحكومين, أن يعملوا جميعاً للخروج بالأوطان إلى بر الأمان, فنحتكم للشرع, ونحافظ على ثوابت الأمة ونحسن العمل والإنتاج, وبذل الأسباب, ونعالج خلافاتنا وقضايانا بالتفاهم والحوار, وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة, ومصالح الأوطان على مصالح الأشخاص, وننبذ العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية, ونعمل جميعاً على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين...

المرفقات

الفطر وتجديد المفاهيم والقيم


العنوان

مظاهر الفرح والتجديد تعمُّ يوم العيد السعيد 1435هـ

2014/07/24 4022 571 48

يا ليت دول المسلمين استفادت من دروس العيد، فتناست نزاعاتها، ووحدت كلمتها، وقللت بين شعوبها من قيود الحواجز بالحدود.. إن العيد فيه تجديد، تجديد للروابط الاجتماعية على أقوى ما تكون من المحبة والوفاء والصفاء، وفي العيد تجديد للمشاعر التي تضفي على النفوس الأنس والبهجة، وعلى الأجساد القوة والراحة، وفي العيد تجديد للتعايش والتسامح..

المرفقات

الفرح والتجديد تعمُّ يوم العيد السعيد


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ التفاؤل والأمل- فرحة المؤمن عند لقاء ربه- الحذر من التقاطع

2014/07/24 6107 540 131

أعيادُنا أهلَ الإسلام, عيدانِ مُختلفانِ عن سائر أعياد البشر، ليست أعيادًا لِمُناسباتٍ ماديَّة, وأحداثٍ تاريخيَّةٍ, ولا بِمَولِدٍ أو موت فلانٍ, ولكنهما عيدان سماويَّان, شُرعا لنفرح بإكمال الصيام والقيام، ونفرحَ بإتمام نسك الحج، أعيادٌ مرتبطة بديننا، ليست أفراحًا مجرَّدة، ولكنها أعيادٌ شرعيةٌ مُنضبطة نُؤْجَر ونُثاب عليها...

المرفقات

عيد الفطر 1435هـ


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ

2014/07/24 3867 483 19

لن تقومَ نهضتُنا اليومَ على سوادِ الأرقام، ولا على ضخامة الأجسام، فهذه غثائية جرَّبتها الأمة في مواطن عديدةٍ فلم تجنِ منها إلا الخيبة والتراجع والخذلان. إنّما تقومُ نهضتُنا المنشودَةُ على الصبر واليقين، والاعتصامِ الحقّ بالعقيدة والدّين، على صفة النّوعِيّة والصبغَة الربّانيّة ومطابقة الظاهر للباطن، على اتّخاذِ الإسلامِ الصحيحِ شعارًا في هذه الحياة، لا يقبلُ التنازُلَ والتضييع، ولا المساومة والتمييع !، حينها وحينها فقط؛ ستعودُ إلينا أنفسُنا، وترجعُ إلينا قُدسُنا، ونأكُلُ بإذنِ اللهِ من فوقنا ومن تحت أرجُلنا أكل عِزٍّ واقتدار، لا أكلَ ذُلٍّ وصغَار..

المرفقات

عيد الفطر 1435هـ1


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ

2014/07/25 5366 482 36

النصر ليس فقط هو انتصار المعارك، لكنه انتصار المبادئ، وانتصار الثبات على الدين، وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها باستشهاده، وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ويحفز الألوف إلى الأعمال العظيمة بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي سطرها بدمه، فتبقى حافزاً محركاً للأبناء والأحفاد وربما كانت حافزاً محركاً لخطا التاريخ كله مدى أجيال.. إن دماء المسلمين التي تسفك ما بين حين وحين لن تصبح بإذن الله هدراً ولن تذهب سدى، وإنما هي وقود لنار النصر...

المرفقات

عيد الفطر 1435


العنوان

خطبة عيد الفطر 1435هـ

2014/08/06 4811 604 55

يا لله! اليوم فطر واجب، وصيام محرم، وبالأمس صيام واجب وفطر محرم، حكمة بالغة. البذاذة من الإيمان، والتخفف من الثياب من الإيمان، ولكن اليوم التجمل والزينة والتطيب من الإيمان. إظهار الفرح والابتسام، وإشاعة ذلك في المسلمين من العبادة. إنه تقلب العبد في مراضي الله -سبحانه وتعالى-، فرحا وترحا، يلبس لكل حالة لبوسها، وهو يعلن العبودية له سبحانه وتعالى على كل أحيانه، ليكن الشعار العام...

المرفقات

عيد الفطر 1435ه


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات