عناصر الخطبة
1/إكرام الله للصائمين في الجنة 2/حقيقة: \"الله أكبر\" 3/بعض معاني العيد ومقاصده 4/مظاهر الفرحة والعبودية يوم العيد 5/موعظة خاصة بالنساء 6/جوائز الصائمين يوم العيداقتباس
يا لله! اليوم فطر واجب، وصيام محرم، وبالأمس صيام واجب وفطر محرم، حكمة بالغة. البذاذة من الإيمان، والتخفف من الثياب من الإيمان، ولكن اليوم التجمل والزينة والتطيب من الإيمان. إظهار الفرح والابتسام، وإشاعة ذلك في المسلمين من العبادة. إنه تقلب العبد في مراضي الله -سبحانه وتعالى-، فرحا وترحا، يلبس لكل حالة لبوسها، وهو يعلن العبودية له سبحانه وتعالى على كل أحيانه، ليكن الشعار العام...
الخطبة الأولى:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مطيبا مباركا فيه، يملأ السماوات، ويملأ الأرض، ويملأ ما بينهما، ويملأ ما شاء ربي من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لله عبد.
الحمد لله على الصيام، الحمد لله على القيام، الحمد لله على نعمة الإيمان.
الحمد لله على نعمة الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان.
الحمد لله حتى يرضى ربنا، والحمد لله إذا رضي، والحمد لله بعد الرضا، حمدا يليق بجلال وجهه، وعظيم سلطانه.
يا لله! كأنني بسوق الجنة قد قامت، والمؤمنون الصائمون، المؤمنون الذين كانت تفوح أفواههم ريحا، كأنها تفوح اليوم مسكا وعودا: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)[الإنسان:21].
زرفات ووحدانا، يدخلون من باب الريان: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)[الزمر: 73].
يدخلون أفواجا من باب الريان، كما وعدهم المولى -سبحانه وتعالى- حتى إذا وافوا الجنة، رأوا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
هذه هي الجنة التي كنتم توعدون؛ لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، حصباؤها اللؤلؤ، وعبيرها المسك والزعفران: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)[الحاقة: 24].
روح وريحان، ورب راض غير غضبان.
وجوه نضرة، إلى ربها يومئذ ناظرة.
فرحة بلقائه، مستبشرة، تسعد بلقاء المولى -سبحانه وتعالى-، وقد أحل عليها سبحانه وتعالى أثواب الرضا.
يا لله! هي موعده سبحانه وتعالى! إنه يدع طعامه وشرابه وشهوته، من أجلي!.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أكبر من شهواتنا التي جعلناها تحت أقدامنا، ليرضى الله.
أكبر من رغباتنا، تتجافى جنوب القائمين عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا، حتى يرضى الله.
الله أكبر، من أموالنا وشهواتنا ورغباتنا التي انسلخ عنها البعض، فسلطوا أموالهم على هلكته في الحق، يطعمون الفقير والمسلكين، ويؤوون الشريد.
الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد له سبحانه وتعالى كثيرا كثيرا.
الله أكبر، نعلنها بالأقوال والأفعال، بلسان الحال ولسان المقال.
الله أكبر، من كل شيء.
ليظل سبحانه وتعالى أكبر من كل أحد، أعلى من كل أحد، متفردا بالكمالات كلها، وهنا يتحقق مقصود الله من الخليقة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:56].
وهل تكون العبادة إلا باعتقاد أن الله هو الأكبر، وأن ما دونه هو الأصغر؟
وهل السجود في حقيقته إلا تمثيل لهذا التكبير؟
التكبير الذي هو شعارنا اليوم ودثارنا، ورجع أنفاسنا، وحركة قلوبنا، وصدى شوارعنا وأنديتنا ومجامعنا، هو أيضا مقالنا بالأفعال والتسبيح والقيام.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
يا لله! اليوم فطر واجب، وصيام محرم، وبالأمس صيام واجب وفطر محرم، حكمة بالغة.
البذاذة من الإيمان، والتخفف من الثياب من الإيمان، ولكن اليوم التجمل والزينة والتطيب من الإيمان.
إظهار الفرح والابتسام، وإشاعة ذلك في المسلمين من العبادة.
إنه تقلب العبد في مراضي الله -سبحانه وتعالى-، فرحا وترحا، يلبس لكل حالة لبوسها، وهو يعلن العبودية له سبحانه وتعالى على كل أحيانه، ليكن الشعار العام: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].
من مظاهر الفرحة والعيد -أيها الإخوة-: أن يقبل بعضنا على بعض، وأن نتهادى، وأن يعانق بعضنا بعضا، وأن يصافح بعضنا بعضا.
اليوم لا مجال للحزازات، ولا مكان أبداً أبداً للخصومات.
مِنَ اليَومِ تَعارَفنا *** وَنَطوي ما جَرى مِنّا
وَلا كانَ وَلا صارَ *** وَلا قُلتُم وَلا قُلنا
وَإِن كانَ وَلا بُدٌّ *** مِنَ العَتبِ فَبِالحُسنى
اليوم تتواصل الأرحام، وتلتقي الوشائج، الرحم شجنة معلقة بالعرش، يقول الله لها: "من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته".
لا مجال للقطيعة اليوم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد: 22-23].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
من مظاهر العبودية اليوم: أن نذهب إلى أرحامنا وقراباتنا، أن نصل من قطعنا.
من مظاهر العبودية اليوم: أن نترفع عن حظوظ النفس، وأن نحط من قدرها، وأن نقبل بالسلام على من هاجرنا وقاطعنا، فكأنما تسفهم الملّ، إن أنت فعلت ذلك، وخيرهم الذي يبدأ أخاه بالسلام.
التواصل ليس عبر الوسائط الإلكترونية التي لا تحمل نكهة ولا طعم ولا لون ولا رائحة.
لا للمسجات اليوم، لا للرسائل اليوم، وإنما نعم للصوت والصورة، نعم للعناق والمصافحة، نعم للقبل والتهاني، نعم للوئام، نعم للتآخي، نعم للمحبة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يحب ذلك، ويرضى منا ذلك.
أما القطيعة، فهي الحالقة التي تحلق الدين، لعمري تحلق الدين، لا الرأس!.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
من سنة النبي -عليه وآله الصلاة والسلام-: أن يخص النساء بالموعظة، فاتقين الله -يا معشر النساء-، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "فإني رأيتكن أكثر أهل النار، يكفرن العشير، ويكثر اللعن".
والتقية بين النار والحجاب بينك وبين النار -أمة الله-: بتقوى الله -سبحانه وتعالى-، الصدقة، فتصدقنا ولو بشق تمرة.
اليوم -أيها الإخوة-: توزع الجوائز، يثمن الله -عز وجل- لكم الصيام، ويثمن الله -تعالى- لكم القيام، ولا يضيع ربي أجر من أحسن عملا.
اليوم يوفيكم الله -جل وعلا-: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)[النساء:40].
لن تذهب دمعاتكم سدى، ولن يذهب تضرعكم هكذا سدى، بل سيثمنه الله -سبحانه وتعالى-.
ألا وإننا نعظم الرغبة في الله، ونعظم الرجاء فيه، وظننا في المولى -سبحانه وتعالى- أنه سيكرمنا، وأنه سيعطينا، وأنه سيزيدنا.
اللهم يا ذا الجلال، اللهم يا ذا الجمال، اللهم يا ذا الكمال، اللهم يا ذا العزة، اللهم لك صمنا، ولك قمنا، وإليك توجهنا، وباسمك نادينا، وإليك تضرعنا، وإليك أنبنا.
يا الله! نحن العبيد، أبناء العبيد، وأنت الله الغني عن كل أحد، نحن الفقراء إليك، الأذلاء إليك، المتعرضون لنفحاتك، نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام والعظمة والسلطان، يا من خلق فسوى، وقدر فهدى، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، يا من أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى.
يا الله! لا نحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، متفردا بالكمالات كلها، لك الجلال والجمال والبهاء والعلو، يا الله لا تحرمنا أجر الصيام، ولا أجر القيام.
اللهم اجعل حظنا من الصيام أن يكون تقية بيننا وبين النار، واجعل حظنا من القيام أن ترفعنا به في عاليات الجنان.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وسائر أعمالنا.
اللهم استجب دعاءنا، اعطنا ما سألناك، وفوق ما سألناك.
اللهم عاملنا بلطفك، عاملنا بكرمك، عاملنا بحنانك، عفو تحب العفو، كريم تحب الكرم، رحيم تحب الرحمة، رؤوف تدعو إلى الرأفة، جواد تحب الجود، اللهم أكرمنا.
نسألك يا الله يا الله، يا الله، أن تجعل جزاءنا في الآخرة، أن تكون أبصارنا إليك ناظرة، متع أبصارنا بالنظر إلى وجهك الكريم، اللهم شرف مسامعنا بسماع لذيذ حديثك يا رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم