العفة والعفاف - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

والعفّة برهان على صدق الإيمان، وطهارة النفس وحياة القلب، وهي عِزُّ الحياة وشرفها وكرامتها، بها تحصل النجاة من مَرارات الفاحشة، وآلام المعصية، وحسرات عذاب الآخرة، الخارج عنها...

حينما يعج الزمن بالفتن، وتكثر دواعي الانحراف؛ يلزم المسلم الاستعفاف عن مواقعة الحرام، والاستعلاء عن مقارفة الفواحش، والاستعصام عن الرغبات الجَامِحَةِ والإرادات المهلكة، ومجاهدة النفس وصونها عن الأقذار، وكَبْتها عمَّا لا يَحِلّ. ومتى استسلم المرء لنوازع الشهوة والغريزة واللذة المحرمة فقد تردَّى في مستنقع البؤس والخيبة، وخَرَّ في دركات الضياع والقلق والتوتر والحيرة، وهوي في حَضِيض الانحلال والاضطراب والشقاء (وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)[النساء:38].

 

والعفّة برهان على صدق الإيمان، وطهارة النفس وحياة القلب، وهي عِزُّ الحياة وشرفها وكرامتها، بها تحصل النجاة من مَرارات الفاحشة، وآلام المعصية، وحسرات عذاب الآخرة، الخارج عنها قَذِرُ المَشْرَبِ، خبيث المَرْكَبِ، نَتِنُ المَطْلَب، ضالّ المذهب، موصوف بأقبح الأوصاف وأسْوَء النُّعُوت، الخزي يلاحقه، والهلاك يدركه، والعذاب يهلكه، فيا خَسَارَ من وقع في حَمْأَة الخَنَث وأوهاك العبث، وخاب العادون المسرفون، وشقي الظالمون المجرمون: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الحجر:72]. سكروا بحب الفاحشة فلا يبالون ذَمًّا، ولا يخشون لومًا، ولا يخافون عَذْلاً، (فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)[الحجر:73-77].

 

فيا سعادة من عَفَّ، ويا فوز من كَفَّ، ويا هَنَاءَة من غضّ الطرف، طوبى لمن حفظ فرجه، وصان عِرضه، وأحصن نفسه؛ فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من يَضْمَنُ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَن له الجنة". أخرجه البخاري. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا شباب قريش: احفظوا فروجكم، لا تزنوا، ألا من حفظ فرجه فله الجنة". أخرجه الحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما". وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، فعدّهم، ومنهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله"(متفق عليه).

 

والعِفّة كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ ولا يجمُل وضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة وقصرُها على الحلال مع القناعةِ والرِّضا. إنّه خلُق زَكِيّ، يَنبُت في روضِ الإيمان، ويُسقى بماءِ الحياء والتقوى. إنّه سُمُوّ النفس على الشّهواتِ الدنيئة وترفُّع الهِمّة عما لا يليق، بل يفيض هذا الخلُق بكلِّ الخصال النبيلةِ، فصاحبُه ليس بالهلوعِ ولا الجَزوع ولا المنوع، كما في سورة المعارج: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)[المعارج:29]، ثم قال: (أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)[المعارج:35].

 

إنها جنّةٌ وكرامة؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا، فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ وأحسَنِ العطايا، واستحقَّ ميراثَ الجِنان؛ لأنَّ الميراثَ للطاهرين كما في سورة المؤمنون: (أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[المؤمنون:10-11] بعد أن حقَّقَ لهم الفلاحَ في أوّلِ السورة. وفي صحيح مسلم لما ذكَر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أهلَ الجنة قال: "منهم عفيفٌ متعفِّف".

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول العفة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات وأسباب ضياع العفة بين الشباب والفتيات، نرصد فيها الأسباب الجالبة للعفة، وكيف يمكن للشاب أن يقاوم هذا السيل الجارف من المغريات، مستعرضين نماذج من عفة الأنبياء والصالحين.

 

العنوان

العفة والعفاف

2013/05/16 35116 1587 321

ما طعِمَ الطّاعِمون كالحلالِ الكفافِ، وما رِداءٌ خيرٌ من رِداء الحياءِ والعفاف. العَفافُ والعِفَّة -أيّها المسلمون- سِيمَا الأنبياءِ وحِليةُ العلماء وتاجُ العُبَّاد والصّلَحاء. العفافُ سلطان من غيرِ تاجٍ، وغِنًى من غير مالٍ وقوّة من غيرِ بَطش وخُلُق كريم وصِفة نبيلة. هو عنوان الأسَرِ الكريمة والنفوسِ الزّكية الشريفةِ ودَليل التربية الصالحة القويّة. هو موجِبٌ لظلِّ عرش الرحمنِ ذِي الجلال كما...

المرفقات

والعفاف


العنوان

العفة فوائدها وأسبابها

2012/05/17 12871 1753 72

العفة خُلق كريم، وصفة جميلة، خُلق المتقين، وصفة الشباب المحافظين، تنبت في روضة الإيمان، وتسقى بماء الحياء والطهر والاستقامة، هذه العفة حقيقتها البعد عما لا يحل وما لا يجمل، والبعد عن الفواحش والمنكرات، وقَصْر الإنسان نفسه على ما أباح الله له ..<p>

المرفقات

فوائدها وأسبابها


العنوان

ثمرة العفة

2015/01/14 6470 556 26

ربك قريب منك لست بحاجة للسفر لتقترب منه، ولا لرفع صوتك، فقط اسجد واقترب، تذلل لربك الذي خلقك، الذي يسترك، الذي يتجاوز عنك الذي يسمح ويعفو. لا تمل عن جناب ربك فتسأل عبدًا مثلك، تسأل عبدًا يمتن عليك ويفضحك يشهّر بك، وإذا رأى منك شيئًا ردّد على مسامعك ومسامع غيرك أنا فعلت معك، أنا أعطيتك، كثيرًا من الناس اليوم إذا أعطوا أحدًا، فإنهم يريدون أن يجعلوا منه عبدًا لهم وخادمًا لا يحق له الاعتراض، فلا تضع رقبتك بين يدي أحد سوى الذي خلقك.. العفة وعاء جامع لعدد من صفات الخير والفضل، من رُزقها عاش سيدًا، ومات كريمًا، وبعث سعيدا، وحياة بلا عفة وتعفف واستعفاف حياة خالية من سر التزكية منقطعة عن عالم الكرامة..

المرفقات

العفة


العنوان

العفة والنزاهة من صفات أهل التقوى

2017/03/15 5914 708 23

إن شأنَ المسلم أن يَقْنَع بما رزقه الله، وألَّا تمتدَّ يدُه إلى ما لا يحلُّ له من أجل إشباعِ غريزته، أو زيادة رصيده وأمواله، وقد توعَّدَتِ الشريعة بأن كلَّ جسدٍ نبَت من السُّحت فالنار أولى به، بل كان رسولُنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم يُؤدِّب ويُؤنِّب من تعامل بالرشوة، ويُحذِّر من صنيعه وعمله ويحاسب؛ لأجل أن يَحْذَرَ الناسُ عواقبَ ..

المرفقات

والنزاهة من صفات أهل التقوى


العنوان

صور من العفة

2016/01/10 2135 452 6

إن المرء يقف حائراً أمام قوم يبكون خشية الوقوع في الحرام، ويقابلهم قوم يبكون إن فاتهم الحرام، قوم يبحثون بكل جهدهم وبمختلف وسائل المكر الشيطانية والبشرية عن الحرام، يقف حائراً أمام قوم تأتي إلى أحدهم المرأة عارضة نفسها جاهزة بلا تعب ولا نصب فيرفضونها بكل ما أوتوا من قوة، وقوم تجد أحدهم هائماً على وجهه كالثور الهائج يجوب الأسواق، ويتنقل عبر أسلاك الهاتف لا همّ له إلا شريفة أو عفيفة يسعى للإيقاع بها، والفتك بعرضها وشرفها وعفافها, وكأنه ما خُلق إلا لشهوته تلك...

المرفقات

من العفة


العنوان

العفةُ في الإسلام منظومةٌ متكاملة

2013/11/27 5856 1188 29

معشر المؤمنين: حديثُنا اليومَ عن مفردَةٍ من مفرداتِ ثقافتنا الإسلاميّة العظيمة الرائعة، التي عطّلَها المسلمون -للأسف الشديدِ- على مستوى التصوّرات، وعلى مستوى الممارسة -إلاّ من رحم الله-.<br>مفردَةُ اليوم تتعلّقُ ب "العِفّة " هذه الكلمةُ القليلةُ في ألفاظِها العظيمةُ الشاسِعةُ في مدلولاتِها، وما تدعُوا إليه من الكمالات.العفّةُ -معشر المؤمنين- ثقافةٌ إسلاميّةٌ أصيلة تصبغُ المجتمع، ومنظومةٌ كاملة متكامِلة، تتعلق بـ...<br>

المرفقات

في الإسلام منظومةٌ متكاملة!


العنوان

العفة تاج الوقار

2017/10/25 2751 377 3

كان شابًّا ذا عبادة وورع.. لازم المسجد الجامع، وكان حريصًا على صلاة الجماعة.. وكان حسن السمت، وسيم الوجه ممشوق القامة، فنظرت إليه امرأة ذات جمال وحسب فشغفت به، وطال ذلك عليها، فوقفت له يومًا على طريقه أمام منزله، فقالت له: يا فتى! اسمع مني كلمات أكلمك بها، ثم اعمل ما شئت، فأطرق مليًّا، وقال لها: هذا موضع تهمة.. وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعًا..

المرفقات

العفة تاج الوقار


العنوان

بشائر لمن يريد العفة

2018/03/08 2965 352 1

إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدكم شباباً متميزين عن غيركم, يريدكم شباباً في ظل عرش الرحمن يوم القيامة, عندما يقف الناس في أرض المحشر على رؤوس أصابعهم ينتظرون الحساب, يريدكم صلى الله عليه وسلم أن تكونوا في ظل عرش الرحمن من خلال...

المرفقات

بشائر لمن يريد العفة


العنوان

العفة

2018/05/19 2830 376 5

هذا مرثدُ بن أبي مرثد، كان يُهَرِّبُ الأسرى من مكة إلى المدينة، فعَلِمت به عَنَاق، ودَعَتهُ إلى الزنا، لكنه عَفَّ -رضي الله عنه- عن الحرام مع أن في عفافه هذا هلاكُه وافتضاحُ أمره، وقطعُ طريقٍ على المسلمين، لكنه آثَرَ ما عند الله -تعالى- على شهوة النفس العابرة....

المرفقات

العفة


العنوان

العفة

2013/06/25 3797 590 14

إنها حالة يتصف بها المسلم تمتنع بها نفسه عن غلبة الشهوات، إنها العفة، هذا الخلق الحميد، والسلوك الرشيد، الذي متى ما تأصل في المجتمع وتحقق، وتمثل به أفراده رجالا ونساءً؛ عاش المجتمع حينئذ حياة هانئة مستقرة مطمئنة يحترم فيها كل فرد أخاه، ويعرف حدوده فلا...

المرفقات

1


العنوان

العفة

2018/12/25 2922 368 5

ومن ثمرات العفة -أيها المسلمون-: النجاة من عواقب الفواحش؛ فالعفيف في مأمن من عواقب الشهوات، وما تورثه من أضرار وعقوبات على النفس والمجتمع؛ لأن العفة فضيلة عظيمة والفضيلة سياج للفرد والمجتمع، وإن من أسباب سقوط المجتمعات...

المرفقات

العفة


المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات