الرقية والرقاة - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-09 - 1444/03/13
التصنيفات:

اقتباس

بل نقول زيادة على ذلك: إن الرقية أمر مسنون، وقربة إلى الله رب العالمين؛ فها هو جبريل الأمين -عليه السلام- ينزل من السموات العلى ليرقي بنفسه رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي سعيد أن جبريل، أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم"، قال: "باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك...

شيء عجيب وغريب؛ أن يمرض المريض فيأخذ بجميع أسباب الشفاء من ذهاب لأطباء وتناول للأدوية واستعمال للوصفات والأعشاب... ثم هو يدع أهم أسباب الشفاء وأنجعها على الإطلاق فلا يستعمله ولا يأخذ به؛ وهو أن يتوجه إلى الشافي -عز وجل- ويستشفي بكلامه وقرآنه، كأنه ما سمع قول الجليل -سبحانه وتعالى-: (نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82]، وقوله -عز من قائل-: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44].

 

وقوم آخرون هم شر من هؤلاء؛ إنهم الذين إذا نزل بهم مرض يأسوا وقنطوا وظنوا أنه لا شفاء منه! واستسلموا للمرض لا يأخذون بسبب ولا يطمحون إلى شفاء... ثم هم يتذاكرون في لوعة وحزن وأسى قائلين لأنفسهم: "كم قتل هذا المرض الذي ابتليت به من أناس، أتذكر فلانًا وفلانًا وفلانًا الذين ماتوا بنفس المرض، فلا مناص عن مصيرهم، ولا أمل للنجاة من مثل حالهم"! فهم غارقون في سوء ظنهم ومظلم توقعاتهم وكئيب أفكارهم إلى أن ينزل بهم ما كانوا يحتسبون!

 

أوما علم هؤلاء أن لكل مرض دواء، وأن الله ما أنزل داءً إلا وأنزل له شفاء... فعن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله -عز وجل-" (مسلم)، فلا داء بلا دواء، ولكن من الأمراض من يعرف الناس دواءه ومنها ما لم يعلموا دواءه بعد، مع أنه موجود، فعن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل معه دواء، جهله من جهله، وعلمه من علمه" (ابن حبان، وصححه الألباني)، وكل دواء ناجح فإن للمسلم أن يتداوى به بشرط أن يكون مباحًا، فعن أم الدرداء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الداء والدواء فتداووا، ولا تتداووا بحرام» (الطبراني في الكبير، وصححه الألباني)، وأقولها في ثقة: ما دام حرامًا فلن يكون ناجعًا ولا مفيدًا؛ فقد روى حسان المخارق قائلًا: قالت أم سلمة: اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز لها، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يغلي، فقال: "ما هذا؟"، فقلت: إن ابنتي اشتكت فنبذت لها هذا، فقال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم"، وعن وائل الحضرمي أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر، فنهاه -أو كره- أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: "إنه ليس بدواء، ولكنه داء" (مسلم).

 

فمن أسباب الشفاء المهملة المنسية -رغم ما لها من أهمية- الاستشفاء بالقرآن والرقية، فالرقية مع كونها دواءً شافيًا بإذن الله، فإنها عمل صالح وقربة إلى الله -تعالى- ينال الفاعل المخلص المتبع للسنة فيها ثوابها.

 

***

 

وأدلة مشروعيتها -بل وسنيتها- كثيرة، منها ما رواه أبو سعيد -رضي الله عنه- قائلًا: انطلق نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم.

 

فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية"، ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا"، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم-. (متفق عليه).

 

بل وجاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنـه- أنه قال: "رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الرقية من العين، والحمة، والنملة" (متفق عليه)، فأما "العين" فمعروفة، وأما "الحمة" فهي إبرة العقرب ونحوه من ذوات السموم، أو هي السم نفسه، وأما "النملة": فهي قروح تخرج في الجنب.

 

وليست مجرد رخصة، بل ها هو -صلى الله عليه وسلم- يأمر بها زوجه عائشة أمرًا، فعن أم المؤمنين عائشة، قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أسترقي من العين" (متفق عليه)، ويروي جابر بن عبد الله فيقول: لدغت رجلًا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" (مسلم).

 

بل يلاحظ النبي -صلى الله عليه وسلـم- أهله ومن حوله، فمن وجده منهم في حاجة إلى الرقية أمره بها، فهذه أم سلمة -رضي الله عنها- تحكي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: "استرقوا لها، فإن بها النظرة" (متفق عليه)، وعن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأسماء بنت عميس: "ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؛ تصيبهم الحاجة؟" قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال: "ارقيهم"، قالت: فعرضت عليه، فقال: "ارقيهم" (مسلم).

 

فهي علاج مجرب، ودواء شافٍ بفضل الله، وهي أمر مشروع وناجع وإن هجره الناس وزهدوا فيه أو ظنوه -لجهلهم- بلا فائدة!

 

***

 

بل نقول زيادة على ذلك: إن الرقية أمر مسنون، وقربة إلى الله رب العالمين؛ فها هو جبريل الأمين -عليه السلام- ينزل من السموات العلى ليرقي بنفسه رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي سعيد أن جبريل، أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم"، قال: "باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك" (مسلم)، ويعي -صلى الله عليه وسلم- الدرس ويرقي هو -صلى الله عليه وسلم- بيديه من اشتكى من أصحابه، يروي عبد العزيز فيقول: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بلى، قال: "اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا" (متفق عليه)، وعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرقي يقول: "امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت" (متفق عليه)، وكلمات أخرى للرقية نقلتها إلينا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أيضًا فقالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول للمريض: "بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا" (متفق عليه).

 

بل ها هو -صلى الله عليه وسلم- يرقي نفسه في مرضه بيديه الشريفتين، فعن عائشة -رضي الله عنها- أيضًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قبض فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنا أنفث عليه بهن، فأمسح بيد نفسه لبركتها"، فسئل ابن شهاب: كيف كان ينفث؟ قال: "ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه" (متفق عليه).

 

***

 

وقد أخطأ من ظن أن الرقية مكروهة؛ معتمدًا على حديث عمران بن حصين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون" (متفق عليه)؛ فقد أجيب عن قولة: "ولا يسترقون" بإجابات عديدة، منها ما يلي:

 

أولًا: أن الرقية مباحة بلا كراهة وهي من أسباب التداوي المشروعة، لكن تركها أفضل لمن قوي توكله على ربه، وهو أحد قولي العلماء، ينقل ابن رجب قائلًا: "وقد اختلف العلماء: هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقق التوكل على الله؟ وفيه قولان مشهوران، وظاهر كلام أحمد أن التوكل لمن قوي عليه أفضل، لما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب" ثم قال: "هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون"..." (جامع العلوم والحكم لا بن رجب الحنبلي)، وإن صح هذا، فمعنى الحديث: أن من ترك الرقية فهو أكمل إيمانًا ممن فعلها.

 

ثانيًا: أن الكراهة التي فهمها البعض من الحديث إنما هي خاصة بالرقية غير الشرعية التي تكون بألفاظ يُخشى منها الشرك: فهذا ابن رجب يواصل كلامه قائلًا: "... ومن رجح التداوي قال: إنه حال النبي -صلى الله عليه وسلـم- الذي كان يداوم عليه، وهو لا يفعل إلا الأفضل، وحمل الحديث على الرقى المكروهة التي يخشى منها الشرك، بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة وكلاهما مكروه" (نفس المصدر السابق).

 

ثالثًا: أن المقصود بالذم في الحديث من يطلب الرقية من غيره ويعتمد عليها من دون الله: يدل على ذلك لفظ الحديث: "يسترقون": أي يطلبون الرقية من غيرهم، يقول ابن القيم: "والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقي سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي محسن نافع" (ينظر: المستدرك على مجموع الفتاوى لابن تيمية، ومفتاح دار السعادة لابن القيم).

 

رابعًا: أن كلمة: "ولا يسترقون" غير ثابتة بل هي وهم من الراوي: قال ابن القيم -رحمه الله-: "زاد مسلم وحده "ولا يَرْقُون" فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذه الزيادة وهم من الراوي لم يقل النبي -صلى الله عليه وسلـم-: "ولا يرقون"، لأن الراقي محسن إلى أخيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلـم- وقد سئل عن الرقى فقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه"، وقال: "لا بأس بالرقى ما لم يكن شركًا"... وليس عند البخاري: «لا يرقون» وهو الصواب" (نفس المصدرين السابقين).

 

فيفهم مما سبق أن الرقية ليست مكروهة، بل هي مشروعة مستحبة ومسنونة، وهي فعل جبريل -عليه السلام-، وفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-.

 

***

 

وتراك الآن تسأل عن كيفية الرقية، وعن ضوابطها، ودعونا نجيب فنقول:

الأفضل أن تكون الرقية بالقرآن الكريم وبما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول القائل:

إن الرُّقَى مـن حمى أو عين *** فإن تكن من خالص الوحيين

فذاك من هدي النبي وشرعته *** وذاك لا اختلاف فـي سنيَّتِه

 

ثم الباب فيها بعد ذلك واسع بشرط أن تراعي فيها الضوابط التالية:

أولًا: ألا تحتوي على معصية أو سحر أو شرك...: فعن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك". (مسلم).

 

ثانيًا: أن يرقي المسلم نفسه أو يرقيه أحد الصالحين، وألا يذهب إلى عراف أو دجال...: فإن من يأتيهم موزور مذموم على كل حال؛ سواء صدقهم أو لم يصدقهم، فإن أتاهم تجربة أو فضولًا -مثلًا- فسألهم ولم يصدقهم فيما يقولون، لا تقبل صلاته أربعين يومًا، فعن صفية عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" (مسلم)، أما إن صدقهم فالمصيبة أعظم؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-" (الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي والألباني).

 

ثالثًا: أن يعتقد أن الرقية تشفي بنفسها، بل يعلم أنها مجرد سبب ودواء، وأن الشافي هو الله وحده لا شريك له: يقول -عز من قائل-: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنعام: 17]... إلى آخر ذلك من الشروط المشهورة المعروفة.

 

***

 

ومحاولة من -في ملتقى الخطباء- في إحياء تلك السنة المهجورة المنسية، ومساهمة منا في إتاحة سبب شفاء ناجع مجرب وتعليمه للمسلمين، لهذا ولذاك قد عقدنا هذه المختارة التي انتقينا لها أفضل ما أتيح لنا من خطب الخطباء، فلعل الله -عز وجل- أن يحقق بها -من محض فضله- القصد والغاية والنية.

 

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة العاشرة:
الخطبة الحادية عشر:
العنوان
الرقية الشرعية أحكام وآداب 2011/01/17 9525 1062 59
الرقية الشرعية أحكام وآداب

دبَّجَت أمتُنا الإسلامية عبر حضارتها الإنسانية السامِقة المثلَ المُبهِر الجليل في ميادين الاستشفاء الأصيل المُعتمِد على نور الكتاب والسنة، القاضِيَيْن بإخراج الناس روحًا وذاتًا من دَرَك الأدواء والدُجُنَّة، ولكن في هذا العصر الزخَّار بشتَّى التحدِّيات، المُضطرِب بمَشُوب المقاصد والنيَّات، أسفَرَ عن قضية علاجيَّة عقديَّة، ومسألةٍ مهمَّةٍ سنيَّة؛ تلكُم -أيها الأحبة الأكارم-: دوائية الرُّقْية الشرعية، والأدعية النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحيَّة ..

المرفقات

الشرعية أحكام وآداب

المرفقات
بوست070-الرقية-2والرقاة-01.jpg
بوست070-الرقية-2والرقاة-02.jpg
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life