فلما آسفونا انتقمنا منهم – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-09 - 1444/03/13
التصنيفات:

اقتباس

وكيف لا يفرح المؤمن بمصاب من يقتلون المسلمين ويدعمون قاتليهم؟! وكيف لا يفرح فيمن آذوا المسلمين في ربهم ونبيهم ودينهم، وراموا تبديله بقانونهم الطاغوتي، وآذوا المسلمين في إخوانهم فقتلوهم وأسروهم وعذبوهم؟! ومن شك في مشروعية الفرح فيهم فليتفقد إيمانه، وليسعَ في إصلاح قلبه وتنقيته من الولاء لغير الله -تعالى-.

 

من سنن الله -جل وعلا- أنه يرسل جنودًا نعلمها أو لا نعلمها ليبتلي قومًا ويعذب آخرين، يبتلي المؤمنين به والموحدين ليزدادوا إيمانًا، ويعذب الكافرين المجرمين ليزدادوا رجسًا إلى رجسهم، وهذا رحمة منه -عز وجل- بعباده؛ فالكافر إذا عاين عذابه وعذاب من حوله بقوة لا متناهية هي قوة خالق هذا الكون اتعظ، وتزلزلت نفسه المتجبرة، وعلمت في قرارة نفسها أن فوقها من هو أشد منها قوة، حتى وإن لم ترعوِ أو تكف عن الأذى، فالشعور بالعجز والضعف أمام الزلازل والبراكين والأعاصير وغيرها من الظواهر شعور متنامٍ، لاسيما إذا كانت كثيرة التكرار، واسعة الدمار، يطال أثرها الجميع ولو بالإشارة.  

 

وعلى الرغم من وضوح ذلك كالقمر في ليلة التمام، والشمس في رابعة النهار، وموافقة ذلك للفطر السليمة التي لم تتلوث بما ينكسها، إلا أن طائفة غير قليلة تأبى إلا أن تجرد الأمر من كل صبغة شرعية، فتجعله مجرد أمر طبيعي تحركه أسباب دنيوية بحتة، فيتخطون علماء الشريعة المتخصصين في ذلك الشأن ليفتوا بغير علم من عند أنفسهم، وبآراء شخصية أن لا علاقة لذلك من قريب ولا بعيد بالعقاب الإلهي أو الاختبار والابتلاء، وهذا تدخل صارخ في غير تخصصهم من قبل أناس ينادون بالتخصص.  

 

إنه لا يقع في هذا الكون حادث صغير ولا كبير، مما يفرح له الناس أو يحزنون أو يتفرقون فيه، إلا بقدر سابق سطره القلم في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة -وعرش الرحمن على الماء- مطابقًا لعلم العليم الحكيم، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، فلا تهمس شفة، ولا تنـزل قطرة، ولا تستقر ذرة، إلا بمقتضى ذلك، عَلِمَ من علم، وجهل من جهل، ورضي من رضي، وغضب من غضب.  

 

والزلازل التي ضربت دولاً في هذا الأسبوع لا تخرج عن قدر الله -تعالى-، وهو عذاب لمن يستحق العذاب من الكفار والظلمة والمستكبرين ممن أصابهم وهم الأكثر، ويفرح المؤمنون بما أصابهم؛ لأنه يشرع الدعاء عليهم لكفرهم وظلمهم وبغيهم، فإذا أصابهم بعض ما دعي عليهم به كان الفرح به مشروعًا من باب أولى؛ لأن الدعاء بعذاب الظالمين أعظم أثرًا من مجرد الفرح به، فإذا شرع الدعاء عليهم شرع ما هو دونه وهو الفرح بمصابهم.  

 

وكيف لا يفرح المؤمن بمصاب من يقتلون المسلمين ويدعمون قاتليهم؟! وكيف لا يفرح فيمن آذوا المسلمين في ربهم ونبيهم ودينهم، وراموا تبديله بقانونهم الطاغوتي، وآذوا المسلمين في إخوانهم فقتلوهم وأسروهم وعذبوهم؟! ومن شك في مشروعية الفرح فيهم فليتفقد إيمانه، وليسعَ في إصلاح قلبه وتنقيته من الولاء لغير الله -تعالى-.  

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع نتناول تلك الزلازل المدمرة وما وقع فيها من آثار دمار وإزهاق للأرواح بمزيد من البيان والتوضيح للأسباب، مشيرين إلى أن لله تعالى حكمًا في أفعاله لا يعلمها كثير من الناس ولا تدركها كثير من العقول، وأن مثل هذه المصائب تصيب المؤمنين والكفار، سائلين الله -تعالى- أن يجنبنا الكوارث والابتلاءات وأن يعافينا والمسلمين أجمعين..  

العنوان

الزلازل آيات وعبر وأحكام

2013/04/21 29471 1090 71

سعود بن ابراهيم الشريم

وقد ذكرَ أئمةُ الدينِ أن الزلازِلَ من الآياتِ التي يُخوِّفُ اللهُ بها عبادَه، كما يُخوِّفُهم بالكُسُوفِ وغيرِه؛ ليُدرِكوا ما هم عليه من نعمةِ سُكون الأرض ورُسُوِّها واستِقرارها للحيوان والنبات والمتاع والمسكَن، وأن ما يحصُلُ فيها من خسفٍ وزلزلةٍ واختِلالٍ إنما هو... وقد أقسم الله -سبحانه- بالأرض ذات الصَّدع، ولم يكُ هذا الصَّدعُ معلومًا أربعة عشر قرنًا من الزمان، حتى اكتُشِفَ جيولوجيًّا في القرن الماضي، فوجدَ العلماءُ صدعًا ضخمًا في...

المرفقات

آيات وعبر وأحكام


العنوان

رسائل الزلازل

2009/01/17 8082 988 59

صلاح بن محمد البدير

أنبع عيونها وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها وأنبت زرعها وأشجارها وثمارها، وبث الخلق فيها إذ دحاها فهم قطانها حتى التنادي، يعيشون في أرجائها وأطرافها حتى إذا انتهى الأمر وانقضى الأجل أذن الله لها فتزلزلت وتحركت وألقت بما فيها من الأموات وحدثت بما عمل العاملون على ظهرها من الحسنات والسيئات ..

المرفقات

986


العنوان

العقوبات الربانية (2) العقوبة بالخسف والزلازل

2010/02/06 5756 955 30

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

.. وبذكر الخسف في هذه السورة، وتخويف الله تعالى به، وتعليق ذلك بمكر السيئات، مع تكرار الأمر بشكر النعم، والتحذير من كفرها - نستفيد معرفة خطورة كفران النعم، وتسببها في نزول العقوبات، وأن اجتراح السيئات سبب للخسف والزلازل؛ لأن الخسف عُلق بمكر السيئات، ومكر السيئات هو مقارفتها، والمكر فيه تحايل؛ فيدخل في ذلك التحايل على الشريعة لإسقاطها، أو لإباحة المحرم منها ..

المرفقات

991


العنوان

رسائل الزلزال

2013/04/23 14939 905 35

إبراهيم بن صالح العجلان

تموج الأرض بالكوارث والمتغيرات، ويَتفاجأ البشر بالغِيَرِ والمَثُلَاتِ، يُقَلِّبُ الله عبادَه ويريهم من الآيات والكروب، ما يوجل القلوب، ويعلقها بعلام الغيوب، آيات كونية تضرب البشر هنا وهناك؛ لعلهم...إذا كان أهل الأرض فَجَعَتْهُمْ حركةٌ قليلة، وهزَّاتٌ يسيرة، في ثوانٍ معدودة، وفي بقعة محدودة؛ فكيف بنا -يا أهل الإيمان- إذا رُجَّت الأرض رجَّاً، وبُسَّت الجبال بسَّاً؟ كيف حالنا إذا...

المرفقات

الزلزال1

الزلزال - مشكولة


العنوان

آيات الزلازل فاعتبروا يا أولي الأبصار

2008/12/23 19245 1863 223

سعد بن سعيد الحجري

المطلوب عند وقوع الزلزلة أن نعلم أنها آية يخوف الله بها عباده فينبغي التوبة الصادقة فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة

المرفقات

393


العنوان

وقفات مع الزلزال المدمر

2010/01/01 5220 860 43

سليمان بن حمد العودة

فالسماء مرفوعة بلا عمد؛ وهي سقف العالم المرفوع، والأرض مستقر ومستودع، وقد ذللها الله وأرساها؛ ليمشي الناس في مناكبها، ويستخرجوا خيراتها، والشمس والقمر سراجان يزهران، وبهما ضياء الكون ونوره، ولا يتخلف نورهما إلا لعارض يقدره العليم الخبير، والنجوم مصابيح وزينة وأدلة للمسافرين، والجواهر والمعادن مخزونة في هذا العالم العجيب، وأنواع النبات وصنوف الحيوان، كل ذلك مسخر لبني الإنسان ..

المرفقات

980


العنوان

وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً

2009/05/21 15309 1396 69

أحمد حسين الفقيهي

كم أهلكت المعاصي من أمم ماضية، وكم دمرت من شعوب كانت قائمة، ولا تزال تهدم في بناء الأمم الحاضرة، وتنخر في كيان الشعوب المتتالية، ولقد كثر من أهل هذه الأزمان الخبث، وفشت في المجتمعات المنكرات بلا نكير ولا رقيب، ضيعت الصلوات وهجرت المساجد، وظهر التبرج والسفور، والتطاول على شرع الله تعالى في الحجاب والحشمة والعفاف وتطبيق حدود الله وأوامره

المرفقات

578


العنوان

وقفات مع الزلازل والهزات الأرضية

2013/04/21 41574 975 50

الشيخ عبدالله اليابس

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وتأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة؛ لتكون مهادًا ومستقرًا للحيوان والنبات والأمتعة, ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم, ولو كانت رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قراراً، ولا ثبت لهم عليها بناء، ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة، وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم؟ واعتبِر ذلك بما يصيبهم من الزلازل -على قلة مكثها- كيف...

المرفقات

مع الزلازل والهزات


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات