المسجد الأقصى وتاريخ الصراع عليه - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

لم تعد قضية القدس قضية ثانوية في حياة المسلمين، بل أصبحت -على مر العقود- قضيتهم المحورية التي هي أساس الصراع العالمي ما بين المسلمين والصليبيين واليهود، فهي محور التحركات الغربية، وهي المحرك الأساسي لأوراق الصراع على منضدة العداوة الأبدية بين المسلمين واليهود، وليس غريبًا أن تكون كذلك وهي بقعة مباركة مسلوبة منذ أكثر من سبعين عامًا، دفع المسلمون في سبيل تحريرها دماءهم وأنفسهم وأموالهم ، ولا يزالون يدفعون حتى هذه اللحظة..

لم تعد قضية القدس قضية ثانوية في حياة المسلمين، بل أصبحت -على مر العقود- قضيتهم المحورية التي هي أساس الصراع العالمي ما بين المسلمين والصليبيين واليهود، فهي محور التحركات الغربية، وهي المحرك الأساسي لأوراق الصراع على منضدة العداوة الأبدية بين المسلمين واليهود، وليس غريبًا أن تكون كذلك وهي بقعة مباركة مسلوبة منذ أكثر من سبعين عامًا، دفع المسلمون في سبيل تحريرها دماءهم وأنفسهم وأموالهم ، ولا يزالون يدفعون حتى هذه اللحظة.

 

كان المسجد الأقصى على مرِّ التاريخ مسجداً للمسلمين من قبل أن يوجد اليهود ومن بعد ما وجدوا؛ فإبراهيم عليه السلام هو أول من اتخذ تلك البقعة مسجداً، وقد قال الله -تعالى- عنه (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِياًّ وَلاَ نَصْرَانِياًّ وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ )[آل عمران: 67]، وليس لبني إسرائيل يهوداً ونصارى علاقة بالمسجد الأقصى إلا في الفترات التي كانوا فيها مسلمين مع أنبيائهم المسلمين عليهم السلام، أما بعد كفرهم بالله -تعالى-، وشتمهم إياه، وقتلهم الأنبياء فقد انبتت علاقتهم بهذا المسجد الذي تحول إلى إرث المسلمين المؤمنين بجميع الأنبياء -عليهم السلام-.

 

ولكن اليهود والنصارى في هذا الزمن لا يسلمون بذلك، ويحاربون المسلمين عليه؛ إذ يعتقد اليهود أن بناء الهيكل الثالث سيخرج ملكاً من نسل داوود عليه السلام، يحكمون به العالم، ويقتلون غير اليهود، كما يعتقد النصارى أن نزول المسيح سيكون في الأرض المباركة، وأنهم سيكونون أتباعه، ويقتلون به غير النصارى؛ فالصراع على بيت المقدس هو صراع ديني عقائدي، يعتقد صهاينة اليهود والنصارى أنهم لن يستطيعوا حكم العالم إلا بعد بناء الهيكل فيه؛ ولذا فلن يتنازلوا عنه مهما كلف الأمر.

 

وأما الملاحدة والعلمانيون من بني إسرائيل فيرون أن هذه العقائد الدينية التي تحرك صهاينتهم فرصة سانحة لإقناع شعوبهم وتحريكهم نحو استعمار منطقة الشرق الإسلامي، وبسط نفوذهم فيها؛ لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية بهذه المعتقدات.

 

والعجيب أن الأهداف الصهيونية الدينية والأهداف العلمانية عند اليهود والنصارى قد التقت على هذه البقعة المباركة، واتفقت على لزوم السيطرة عليها، وكل واحد من الفريقين وإن كانت له مسوغاته ومشاريعه فإنه يدعم الفريق الآخر ويؤيده. بخلاف المسلمين فإن العلمانيين منهم يريدون التخلي عن الأرض المباركة، وبيعها ومسجدها للأعداء بثمن بخس، بل بلا ثمن، ويحاربون من لا يوافقهم في خيانتهم بلا هوادة.

 

إن الأرض المباركة هي أرض الله -تعالى-، ومسجدها أقيم لتوحيده سبحانه، وليس من حق أحد -كائنا من كان- أن يتنازل عن شيء منها للأعداء؛ فهي ملك لله تعالى، وأمانة عند المسلمين، ولن تحرر من رجس اليهود إلا بالتزام دين الله -تعالى-، وتحكيم شريعته، والتوبة من الذنوب والمعاصي التي هي سبب الذل والهوان المضروبين على المسلمين.

 

إن الأرض المباركة بمسجدها المقدس لن تحررها مؤتمرات تقام هنا أو هناك، يعقدها من سعروا الحروب لإشباع نزواتهم؛ فاستعمروا البلدان، وخربوا العمران، ونهبوا الثروات، وقتلوا الرجال والنساء والولدان.. هم الخصم في مؤتمراتهم وهم الحكم، وهم من يملون الاتفاقيات، ويشترطون الشروط، ويفرضون إرادتهم الظالمة بالقوة والبطش والتخويف والتهديد، ما يعقدون مؤتمراتهم إلا طمعاً في تنازلات جديدة، ولن يكون حظ المسلمين من مؤتمرهم الأخير إلا كحظهم من اتفاقات مدريد وأسلو وغيرها من مؤتمرات الأعداء.

 

لن ينال المسلمون منها إلا تكريس الاحتلال، ومكافأة الظلمة، وجلد الضحية، وتشريع الفساد في الأرض؛ فلا أمل فيهم ولا في مؤتمراتهم، وإنما الأمل في الله -تعالى-، ثم في رجال مؤمنين مرابطين في الأرض المباركة، قد تحملوا عن الأمة كلها مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى، ففدوه بدمائهم وأبنائهم وأموالهم..

 

ما وهنت لهم عزيمة، ولا لانت لهم عريكة، جوعهم أهل الأرض على ما اختاروا فصبروا وما ضجروا.. هدم اليهود ديارهم، وأتلفوا زروعهم، وفعلوا بهم ما لا يحتمله غيرهم، وهم صابرون صامدون مرابطون، فلهم على المسلمين حق الدعاء والتضرع بأن يفرج الله -تعالى- كربتهم، ويقوي عزيمتهم، ويربط على قلوبهم، وينصرهم على أعدائهم، ويحرر الأقصى على أيديهم (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ)[آل عمران:126].

 

العنوان

الأطوار التي مر بها المسجد الأقصى

2015/01/17 3159 307 8

محمد بن صالح بن عثيمين

في هذه الأيام أصدرت محكمة يهودية حكما بجواز تعبد اليهود في نفس المسجد الأقصى. ومعنى هذا الحكم الطاغوتي: إظهار شعائر الكفر في مسجد من أعظم المساجد الإسلامية حرمة. إنه المسجد الذي أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه ليعرج من هناك إلى السماوات العلى، إلى الله -جل وتقدس وعلا-. إنه...

المرفقات

التي مر بها المسجد الأقصى


العنوان

مكانة الأقصى في قلوبنا

2023/10/26 2008 247 2

الشيخ خالد القرعاوي

لِكُلِّ مُسْلِمٍ حَقٌّ في الأَرْضِ الْمُبَارَكَةِ، يُقَابِلُهُ وَاجِبُ النُّصرةِ بِكُلِّ صوَرِهَا وَأَشْكَالِهَا، فَقَضِيَّةُ فِلَسْطِينَ لا تَنْفَصِلُ عن قَضَايَا الإسْلامِ البتَّةِ...

المرفقات

مكانة الأقصى في قلوبنا.doc

مكانة الأقصى في قلوبنا.pdf


العنوان

التذكير بحماية الأقصى وإعماره

2022/04/30 779 253 0

الشيخ د محمد أحمد حسين

اعلموا أنَّنا جميعًا مسؤولون أمامَ الله، وأمامَ التاريخ، وأمامَ أمة الإسلام عن رعاية المسجد الأقصى المبارَك، وعن حماية المسجد الأقصى، ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا، فلنؤدِّ جميعًا هذه الأمانةَ كما أرادَها اللهُ -تعالى-، وكما بشَّرَنا رسولُنا الأكرمُ -صلى الله عليه وسلم- بشدِّ الرحالِ إلى المسجد الأقصى...

المرفقات

التذكير بحماية الأقصى وإعماره.pdf

التذكير بحماية الأقصى وإعماره.doc


العنوان

صراعات المسلمين والكافرين على المسجد الأقصى

2019/03/16 2658 294 5

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

فالصليبيون استولوا على بيت المقدس أكثر من تسعين سنة متصلة؛ عطلت فيها الصلوات وانتهكت المقدسات، ورغم ضعف المسلمين وتفرقهم، إلا إن التاريخ لم يحفظ لنا أن أميراً ولا حاكماً ولا والياً مسلماً أقر احتلال الصليبيين لبلاد الشام عامة، وبيت المقدس خاصة، لم نجد حاكماً مسلماً أقر بأحقية...

المرفقات

صراعات المسلمين والكافرين على المسجد الأقصى


العنوان

الأقصى جراح تتابع

2015/10/27 3020 31 17

عادل العضيب

حتى الملاعب وحتى البارات وحتى المراقص لم يحدث فيها ما حدث في المسجد الأقصى بمباركة من دول الغرب، ولو أن ما حدث من حرق وتكسير وتدنيس للأقصى حدث في برج من أبراجهم، أو منتزه من منتزهاتهم لضجّ الإعلام العالمي، ولوضعوا من فعل هذا في قائمة الإرهاب، ووصفوه بأقبح الأوصاف، وتنادوا ونادوا العالم على حرب هؤلاء.. أما قبلة الأنبياء فليفعل بها الفجرة ما شاءوا، وهذا يؤكد أن الغرب ليس لهم عدو إلا الإسلام، لذا لا قيمة لمقدسات المسلمين ولا لدمائهم ولا لأعراضهم عند الغرب، بل هم من يخطط لهذه الأشياء ويسعى لها ويدعمها..

المرفقات

الأقصى جراح تتابع.doc


العنوان

المسجد الأقصى وقهر الرجال

2015/09/26 4632 273 30

الشيخ هلال الهاجري

إن ما يحدثُ لمسجدِنا وإخواننِا في فلسطينَ .. من الاعتداءِ على الأقصى والأنفسِ والأعراضِ .. لهو مما تتفطَّرُ له القلوبُ .. وتعظمُ به الكُروبُ. فهل يُعقلُ أن يَمنعَ اليهودُ الفجرةُ المُصلينَ البررةَ من الصَّلاةِ في بيتِ المقدسِ؟ .. تخيَّلْ أنكَ ذلك الرَّجلُ الذي خرجَ من بيتِه لصلاةِ الفجرِ في المسجدِ الأقصى .. فإذا بكَ تُمنعُ من دخولِه .. والذي يمنعُكَ يهوديٌّ. وكيفُ يُتصوَّرُ أن يقتحمَ العسكرُ على الآمنينَ في بيتِ اللهِ تعالى فيطردونَهم ويُدنسونَ المسجدَ ويعبثونَ بالمصاحفِ؟ .. ويدخلُ بعدَهم المستوطنون اليهودُ ليؤدوا شعائرَ الشَّركِ والضَّلالِ .. في أمنٍ تحتَ حمايةِ الاحتلالِ.. هل علمتم الآنَ .. ما هو قَهرُ الرِّجالِ الذي نتكلمُ عنه .. فنعوذُ باللهِ من غَلبةِ الرِّجالِ.

المرفقات

الأقصى وقهر الرجال


العنوان

الاعتداء على الأقصى

2015/08/02 3155 80 17

يحيى بن سليمان العقيلي

إن الأقصى في خطر محدق، انهيارات أرضية نتيجة للحفريات أسفل الأقصى، وتشققات في ساحات الأقصى ناتجة عن عمليات الحفر المجنونة تحت بلاط الأقصى.. لقد أصبح أسفل المسجد الأقصى منطقة فارغة مختلة القواعد، نتج عنها انهيارات وتشققات في أرضيته بشكل مستمر، فماذا لو تم العبث بأساسات المسجد من الذين يقومون بالحفريات وافتعلوا انفجارًا أو هزة ما؟! كما يخطط الصهاينة لبناء جسر لحمل شاحنات تدخل من باب المغاربة إلى باحة المسجد، فما الذي ستحمله تلك الشاحنات التي يخطط لإدخالها للأقصى؟!

المرفقات

الاعتداء على الأقصى.doc


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات