الإباحية وخطرها - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

يتناسب حجم الانحلال في أي مجتمع تناسبًا طرديًّا مع حجم الترف الذي يعيش فيه أبناؤه، فكلما تيسرت الأسباب المادية كان ذلك أدعى إلى تفشي داء اتباع الشهوة بين أفراد المجتمع عامة وبين الشباب خاصة لما فيهم من قوة وفتوة وداعٍ إلى الرذيلة، لاسيما في ظل غياب الوازع الديني والرادع القيمي والأخلاقي بتراجع الخطاب الدعوي، وتداعي المكانة الرفيعة للعلماء والدعاة والصالحين في المجتمع وسيطرة ..

يتناسب حجم الانحلال في أي مجتمع تناسبًا طرديًّا مع حجم الترف الذي يعيش فيه أبناؤه، فكلما تيسرت الأسباب المادية كان ذلك أدعى إلى تفشي داء اتباع الشهوة بين أفراد المجتمع عامة وبين الشباب خاصة لما فيهم من قوة وفتوة وداعٍ إلى الرذيلة، لاسيما في ظل غياب الوازع الديني والرادع القيمي والأخلاقي بتراجع الخطاب الدعوي، وتداعي المكانة الرفيعة للعلماء والدعاة والصالحين في المجتمع، وسيطرة رؤوس الأموال على الإعلام اللاأخلاقي الذي يدعو للرذيلة ليلاً ونهارًا سواء بنشرها علانية، أو الترويج الفكري لها، على أساس أن العري نوع من التحضر والتقدمية في الفكر!! كل تلك الأسباب مما يهيئ لوجود حالة مهلكة من الانحلال بين أبنائنا من الشباب.

 

لقد أدرك أعداء هذه الأمة أن الشهوة هي أهم عنصر من عناصر القضاء على الأمة وعلى شبابها على وجه الخصوص، فالشباب هم عصب الأمة وسر قوتها وهم المستقبل المشرق الذي تنبني على أكتافه أمجادها، لذلك علموا أن كأسًا وغانية يفعلان في الأمة ما لا تفعله الأسلحة الفتاكة ولا القنابل المدمرة، فغرسوا هذه البذرة في بلاد المسلمين، وها هي اليوم تنبت نبتة خبيثة تسمم حياة الناس وتقتل إدراكهم ووعيهم، وتخنق الحياة فيهم.

 

إنه ما من جريمة إلا والشهوة منبعُها، وما من كبيرةٍ إلا وهي مبدؤُها، إنَّها قضيةُ الشبابِ الكبرى: الزنا، واللواط، والعادة السرية، والغناء، والمعاكسات الهاتفية، جرائم الاغتصاب والاختطاف، والعشق والإعجاب، إدمان النظر المحرم، السهر والسفر، كلّ هذه الأدواء صدى لهذه القضية، واستجابة لسعارها، إنَّه حجابٌ حُفت به النار، من اخترقهُ دخلها، هي ابتلاءٌ من اللهِ وامتحانٌ لعباده، ليعلمَ الصادقين والصابرين من الكاذبين الجازعين.

 

والإنسان بطبيعته الفطرية مجبول على حب الشهوات، كما جاء في قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ...) [آل عمران: 14]، فهي محبة فطرية وجزء من تكوينه البشري الأصيل لا يحتاج إلى إنكار ولا استنكار؛ حيث هو ضروري لاستمرار الحياة البشرية كي تنمو وتستمر، إلا أن هناك جانبًا آخر يضبط هذا الميل ويحرس الإنسان أن يستغرق في هذا الجانب وحده فيهلك ويهلك المجتمع معه، هذا الجانب هو الجانب الشرعي الذي يعطي استعدادًا لضبط النفس والوقوف بها عند الحدود السليمة لمزاولة هذه الشهوات، وهو الحد الباني للنفس والحياة والمجتمع والذي يرفع الحياة إلى أفق يربط القلب بالملأ الأعلى والدار الآخرة، لذا فإن هذا الاستعداد الثاني يهذّب الاستعداد الأول وينقيه من كل شائبة ويجعله يتحرك في إطار حدوده المأمونة التي لا يطغى فيها جانب اللذة الحسية ونزعاتها السُّفلية، على الروح الإنسانية وأشواقها العلوية.

 

والشهوات مستلذَّة بفعل الفطرة التي وُضعت في الإنسان، والشريعة لا تدعو لاستقذارها ولا كراهيتها، بل تقرر أنها محبوبة لدى البشر: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ...)، وإنما تدعو الشريعة إلى معرفة طبيعتها وبواعثها وتنظيمها في حياة بني آدم لئلا تطغى بهم إلى بحر لا ساحل له من الأمراض المجتمعية التي لا حل لها، وهنا يمتاز الإسلام بمراعاته للفطرة البشرية وقبوله بواقعها، ومحاولة تهذيبها ورفعها، لا كبتها وقمعها.

 

والذين يتحدثون في هذه الأيام عن الكبت وأضراره، وعن العقد النفسية التي ينشئها الكبت والقمع، يقررون أن السبب الرئيس للعقد هو الكبت وليس هو الضبط، وهو استقذار دوافع الفطرة واستنكارها من الأساس، ما يوقع الفرد تحت ضغطين متعارضين: ضغط من شعوره -الذي تكوَّن لديه بالإيحاء أو بالفهم الخطأ للدين أو بالعرف- بأن دوافع الفطرة دوافع قذرة لا يجوز وجودها أصلاً، فهي خطيئة ودافع شيطاني! وضغط هذه الدوافع التي لا تُغلَب؛ لأنها عميقة في الفطرة، ولأنها ذات وظيفة أصيلة في كيان الحياة البشرية، لا تتم إلا بها، ولم يخلقها الله في الفطرة عبثًا.

 

فهذا التناقض الواقع بين الرؤيتين ربما أحدث عند الإنسان حالة من الانفصام ينتج عنها شرخ لا شعوري عميق، وعندئذ وفي ظل هذا الصراع تتكون العقد النفسية، فحتى إذا سلَّمنا جدلاً بصحة هذه النظريات النفسية، فإننا نرى الإسلام قد ضمن سلامة الكائن الإنساني من هذا الصراع بين شطري النفس البشرية، بين نوازع الشهوة واللذة، وأشواق الارتفاع والتسامي، وحقق لهذه وتلك نشاطها المستمر في حدود التوسط والاعتدال.

 

وإننا في ملتقى الخطباء، وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع فتحنا هذا الملف استجابة لتعميم فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالرياض، مستشعرين أهمية الحديث عن الإباحية وانتشارها بين شباب الأمة، وأخطارها على الفرد والمجتمع، وعواقبها السيئة وآثارها المدمرة للبيئة المحيطة بالأفراد، مشيرين إلى فتنة النساء والتحذير النبوي منها، نسأل الله تعالى أن يقي شباب الأمة شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العنوان

خطورة إشاعة المحرمات

2009/06/30 8869 1546 90

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

إن فئاما من شباب المسلمين قد ركبوا سنة من كان قبلهم من الكفرة والمنافقين والمجان والفاسقين وذلك بالاستهانة بالمشاهد الخليعة، والصور القبيحة، ولم يكتف أكثرهم بحفظها والنظر إليها مع في ذلك من إسخاط الرب جل جلاله، وقتل الغيرة والمروءة، بل راح كثير منهم يشيعونها في المسلمين، ويتناقلونها مع أصحابهم وأقرانهم، ويهدونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون؛ ولا يدركون مغبة ما يفعلون

المرفقات

إشاعة المحرمات

إشاعة المحرمات - مشكولة


العنوان

خطورة الشهوات

2010/07/20 17608 1137 104

صالح بن محمد آل طالب

إنه لا يمكن قيام أسرة ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإن الغرائز متى أثيرت فلن يقر معها قلب ولن يسكن عصب ولن يطمئن بيت ولن يسلم عرض ولن تقوم أسرة؛ فإما الخيانة المتبادلة حينئذ، وإما الرغائب المكبوتة وأمراض النفوس وقلق الأعصاب، وهذا هو الميل العظيم الذي حذر الله عباده منه وهو يحذرهم ما يريده الذين يتبعون الشهوات ومن يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة والفيلم وبسائر أدوات التوجيه والإعلام ..<p>

المرفقات

الشهوات


العنوان

يوسف (قال رب السجن أحب إليّ)

2011/07/20 6838 1312 47

عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري

إن المترفين من أهل القصور إذا تحكموا في المجتمع، فإنهم ينشرون فيه الإباحية والانحلال وبسلوكياتهم الشائنة القذرة التي تصبح حديث المجالس ومحط اهتمامات الناس الفارغين بسلوكياتهم تلك، يضعفون نوازع الفضيلة في نفوس الناس والمجتمع في بداية الأمر، وهو مازال متصفًا بالبراءة وبقدر كبير من النقاء، فإن أفراده غالبًا ما يستقبلون تلك الأحوال بالاستنكار، ويستقبلون تلك الأخبار بالتقزز والنفور ..

المرفقات

(قال رب السجن أحب إليّ)


العنوان

كيف تواجه الشهوة

2011/07/21 6665 2063 55

خالد بن محمد الشارخ

إني أخاف الله كلمة قالها أو يقولها رجل تدعوه امرأة ذات منصب وجمال، ذات منصب فهي تحميه من الأذى وتحفظه من الفضيحة، وذات جمال فالنفوس تتطلع إلى الجمال بحكم الجبلة التي خلق الله عليها البشر، وليس هذا فحسب، بل تدعوه هي ودون كلفة منه، فيصرخ في وجهها ويعلنها كلمة الحق، فيستحق بسببها أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..

المرفقات

تواجه الشهوة


العنوان

فتنة النساء

2011/07/21 6293 1184 44

سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

ومهما كان الرجل حازمًا معهن فإنهن يَغْلِبْنَهُ ويُذْهِبْنَ عَقْلَهُ بكيدهن ومكرهن واحتيالهن وخروجهن من المآزق والمحاذير بما لا يستطيعه الرجال كما أخبر عز وجل عنهن بقوله: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: "يا معشر النساء: تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار" ..

المرفقات

النساء1


العنوان

تأجيج الشهوة

2011/07/20 5193 1151 40

طارق حاجي عطاء أحمد

ومن لم يكن على طاعة الله فإن شهوات نفسه تزداد سعارًا، وتتأجج نارًا، وتهوي به في مهاوي الردى، وتلبسه لباسًا أسوأ وأشر من لباس الحيوانات والبهائم التي تحركها غرائزها وليس لها عقول تضبطها ولا شرائع تحكمها، والله -عز وجل- قد كرّم بني آدم وفضّلهم على كثيرٍ من الخلق بنعمة العقل والإدراك، ثم بما منّ الله -عزّ وجل- به عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ..

المرفقات

الشهوة


العنوان

لماذا تستعجلون شهواتكم أيها الشباب

2011/07/20 5830 1285 39

عبد العزيز بن محمد القنام

إنَّ الانسياقَ وراءَ الشهوةِ يُدمر إرادةَ الإنسان، ويُحطمُ كيانَ الإنسانيةِ، ويفقدها وعيها وإرادتها، ويقُودُها على نغمِ القطيعِ الذي يرقُصُ على إيقاعِ نزواته، فيعبدُ شهواتهِ، ويظلُّ يُمارسُ هذه العبودية، ويُسخِّر كلَّ طاقاتهِ للشهوةِ والهوى، إنَّها من أشدِّ الشهواتِ وأخطرِها على الشبابِ خاصةً في هذا الزمنِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرجالِ من النساء" ..

المرفقات

تستعجلون شهواتكم أيها الشباب


العنوان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات