الرياء - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

لئن كان إخلاص التوجه إلى الله -عز وجل- بالأعمال هو شطر الطريق الموصل إلى قبولها؛ فإن الرياء هو قطاع الطريق الذين يسلبون العبد جهده وتعبه ونصبه، ويستولون على عمله فيفرغونه من محتواه، فيصير العمل بعد هجوم الرياء على القلب مجرد قشرة ظاهرية خاوية الباطن، سرعان ما تنهار عند أول ابتلاء أو محنة، فإنه إذا عاش القلب عامرًا بالرياء ومراقبة الناس وترقب نظر الخلق إليه فهي النهاية إلا ..

لئن كان إخلاص التوجه إلى الله -عز وجل- بالأعمال هو شطر الطريق الموصل إلى قبولها؛ فإن الرياء هو قطاع الطريق الذين يسلبون العبد جهده وتعبه ونصبه، ويستولون على عمله فيفرغونه من محتواه، فيصير العمل بعد هجوم الرياء على القلب مجرد قشرة ظاهرية خاوية الباطن، سرعان ما تنهار عند أول ابتلاء أو محنة، فإنه إذا عاش القلب عامرًا بالرياء ومراقبة الناس وترقب نظر الخلق إليه فهي النهاية إلا أن تتداركه رحمة الله فيطرد هذه الأشباح، ويستبدل بها أرواحًا طيارة من المراقبة والإخلاص وصدق التوجه.

 

والمرائي شخصية ضعيفة متحولة، لا يقر على قرار، بمجرد أن تتغير قناعات الناس فإنه يتغير معها إرضاءً لهم ولنظرهم إليه، فإذا توجه الناس يمينًا توجه معهم، وإذا توجهوا يسارًا توجّه معهم، وإذا تحركوا تحرك ودعا إلى الحركة، وإذا سكنوا سكن وكانت الحكمة في السكون، يبتغي منهم حسن الثواب والمدح، ويرجو منهم الأجر والمثوبة لا من ربهم سبحانه وتعالى.

 

وقلب المرائي قلب متداعٍ متهاوٍ، فهو يتحرك لا عن قناعات ثابتة بما يفعل، وإنما قناعاته هي قناعات من حوله، لذا فإن قلبه لا يرابط على حقيقة ثابتة يحميها ويدافع عنها، وإنما هو قلب في مهب الريح، أينما حملته الرياح سار معها، فهو في الميزان كالريشة لا وزن لها ولا ثقل، يداس بالأقدام إذا اتضحت حقيقته، وينفض الناس عنه حين يخلع عنه قناعه.

 

لكل هذه الأسباب وغيرها حذّر الإسلام من الرياء وجعله شركًا أصغر يعاقب تاركه عقابًا شديدًا في الآخرة، بل إن عمله عليه مردود محبط، يجده يوم القيامة هباءً منثورًا في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى حسنة واحدة تنجيه من عذاب جهنم عياذًا بالله؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".

 

لذلك كان سلفنا الصالحون أحرص ما يكونون على إخفاء أعمالهم دفعًا للرياء عن أنفسهم من جانب، وجلبًا للإخلاص وتنميةً له من جانب آخر، فكلما خفي العمل عن أعين الناس كان ذلك أدعى لاستدعاء الإخلاص ودفع الرياء وتنقية القلب من غوائل الشرك الخفي والعمل لغير الله -سبحانه وتعالى-.

 

إلا أن هناك أعمالاً هي في الأصل أعمال ظاهرة لا يصح كتمانها، كالدعوة إلى الله تعالى والخطابة وتعليم الناس وصلاة الجماعة وما شابهها، فهذه ينبغي على فاعلها أن يقوم بها ويجاهد نفسه على إخلاصها لله تعالى، ولا ينبغي له تركها بحجة الخوف من الرياء أو سوء التوجه، فإنْ تَرَكَهَا كلُّ مَنْ شك في إخلاصه دون بذل مجهود في تحقيق الإخلاص فيها فسوف تتعرض هذه الأعمال للاندثار، وستصاب الأمة بحالة من العجز في أداء هذه الواجبات التي يترتب عليها صلاح المجتمع أو فساده، وعلى المربين أن يبذلوا مزيدًا من الجهود في اجتثاث نبته الرياء من قلوب التلاميذ والمتربين لاسيما الذين يُنتظر أن تبنى الدعوة على أكتافهم، حيث سيكونون قدوة لمن بعدهم.

 

أما بقية الأعمال التي لا حاجة لإظهارها أمام الناس فالأفضل فيها أن تكون خفية بعيدة عن أنظار الناس، حتى لا تكون مدعاة للرياء والنفاق كصيام النوافل وقيام الليل والصدقات وغيرها، إلا أنه في حالة ما إذا كان الإنسان موضع قدوة -كالعلماء والدعاة والمصلحين- فإنه يستحب في حقهم أن يظهروا بعضًا مما يفعلون ليقتدي الناس بهم، وليكون في ذلك نشرًا للعمل الصالح بين الناس.

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع اصطفينا بعضًا من الخطب التي تحذر من خطر الرياء على الفرد وعلى المجتمع، نبين فيها أثر هذا الخلق السيئ في حبوط الأعمال الصالحة مهما عظمت، راجين من الله تعالى أن يصلح قلوبنا وأن يخلصها من الرياء والنفاق والأمراض.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العنوان

خبيئة العمل

2011/01/31 11834 802 98

المَحَكَّ الدَّقِيقَ الَّذِي يُجَلِّي حَقِيقَةَ تِلكَ الاستِقَامَةِ العَلَنِيَّةِ وَيُمَحِّصُهَا، وَالاختِبَارَ الصَّعبَ الَّذِي يَتَحَطَّمُ عَلَيهِ مَا قَد يَشُوبُهَا مِن تَكَلُّفٍ وَتَصَنُّعٍ، إِنَّمَا يَكُونُ بِعِبَادَاتِ السِّرِّ المَحضَةِ، الَّتي تَكُونُ في الخَلوَةِ وَالخَفَاءِ، حِينَ لا يَرَى العَبدَ أَحَدٌ غَيرُ رَبِّهِ، وَلا يَطَّلِعُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ مَولاهُ؛ ذَلِكَ أَنَّ عُبُودِيَّةَ القَلبِ وَاجِبَةٌ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ، وَهِيَ أَعظَمُ مِن عُبُودِيَّةِ الجَوَارِحِ وَأَدوَمُ ..

المرفقات

العمل


العنوان

ما جاء في الرياء

2010/06/02 10343 925 61

المسلم في هذه الدنيا يطلب مرضاة ربه، ويسعى إلى جناته بالعمل الصالح الخالص لوجهه، وإن لم يكن العمل على هذه الصفة فهو الرياء، الذي حذر الله -عز وجل- ونهى عـنه، وهو من الشرك الأصغر. لكن يخشى إذا تمادى معه الإِنسان أن ينتقل به إلى الشرك الأكبر

المرفقات

جاء في الرياء


العنوان

الشرك الخفي الرياء

2011/04/22 9749 1611 63

وقد توعد الله صنفًا من المرائين بالويل وهو الهلاك، وهم الذين يراؤون بصلاتهم، فقال -عز وجل-: (فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ?لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـ?تِهِمْ سَاهُونَ * ?لَّذِينَ هُمْ يُرَاءونَ * وَيَمْنَعُونَ ?لْمَاعُونَ)، فما أعظم خسارة من أتعب نفسه في العبادة، فقام وصلى وتصدّق وحج وطلب العلم، ثم لم يرد بذلك كله وجه الله -جل جلاله-، فما أعظم خسارته، أتعبَ نفسه، وأسخط ربه، وأحبط عملَه ..

المرفقات

الخفي الرياء


العنوان

مكائد إبليس: الرياء

2011/04/22 5216 1364 41

فالرياء -عباد الله- لا يكون إلا من رجل قصرٍ نظره وضعف إيمانه، فإنه هو الذي يتصور أن الناس إذا رأوه يصلي كثيرًا أو رأوه يطيل الصلاة أو يصوم النوافل أو يحج ويعتمر دائمًا أو يتصدق أو نحو ذلك من أفعال الخير، يتصور أنهم يحسنون به الظن ويعاملونه معاملة خاصة تتركه في دنياه مسرورًا فرحًا ..

المرفقات

إبليس الرياء


العنوان

الشرك الأصغر (الرياء)

2011/04/21 7586 1284 34

إن الله تعالى وحده هو الذي ينفع ويضر من شاء، فاطرح عن نفسك الاعتقاد الفاسد بأن الناس ينفعونك ويضرونك متى شاؤوا ومتى أرادوا، وإنما يدخل الشيطان عليك ليجعلك تزين العبادة أمام الناس لظنك أنهم قادرون على النفع والضر، فانظر ماذا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "يا غلام: إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله ..

المرفقات

الأصغر (الرياء)


العنوان

الرياء

2011/04/21 4160 1091 37

كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس، ويميل إليه القلب، قل أم كثر، إذا تطرق إلى العمل، تكدّر به صفوه، وزال به إخلاصه، والإنسان مرتبط في حظوظه، منغمس في شهواته، قلما ينفك فعل من أفعاله، وعبادة من عباداته، عن حظوظ وأغراض عاجلة من هذه الأجناس، فلذلك قيل: من سلم له من عمره لحظة واحدة خالصة لوجه الله نجا، وذلك لعزة الإخلاص، وعسر تنقية القلب من الشوائب كلها ..

المرفقات

العنوان

نية صالحة

2011/04/22 4848 1103 34

لقد حارب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الرياء في الأعمال الصالحة، واعتبره الإسلام شركًا بالله رب العالمين، إن الرياء من أفتك العلل بالأعمال، وهو إذا استكمل أطواره وتمكن في النفس أصبح ضربًا من الوثنية التي تقذف بصاحبها في سواء الجحيم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة ..

المرفقات

صالحة


العنوان

الرياء وآثاره

2011/04/21 7334 1467 43

إن الرياء يفرّغ العمل الصالح من آثاره الطيبة، فالمرائي حينما يؤدي الصلاة فإنما يؤديها بحركات فقط فيتقنها ويزينها لأن أعين الناس تنظر إليه، ولكن قلبه لم يعها ولم يستحضر حقيقتها ولم يستشعر عظمة الله -جل وعلا- الذي هو بين يديه، ولذلك لم تترك الصلاة أثرها في قلبه وعمله، فالرياء شر وبلاء يبطل العمل ويصيره هباءً منثورًا. إن الرياء والسمعة يورثنا الذلة والصغار، ويحرمان ثواب الآخرة ..

المرفقات

وآثاره1


العنوان

عظم الإخلاص وخطر الرياء

2010/11/24 18441 1322 289

وإذا قوِي الإخلاص لله علَت منزلة العبدِ عند ربّه، يقول بكر المزني: "ما سبقَنا أبو بكر الصدّيق بكثير صلاةٍ ولا صيام، ولكنّه الإيمان وقَر في قلبه والنّصحُ لخلقه". وهو سببٌ لتفريج الكروبِ، ولم ينجِّ ذا النون سوى إخلاصه لمعبودِه: (لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـ?نَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ?لظَّـ?لِمِينَ) [الأنبياء: 87].   

المرفقات

الإخلاص وخطر الرياء


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات