اقتباس
قالوا لنا: بقي شهران ويهل علينا هلال شهر رمضان، ثم كرت الأيام فقالوا: بقي شهر، ثم تناقصت الأيام فقالوا: أصبح أسبوعًا... صارت أيامًا... إلى أن فاجئونا بقولهم: "غدًا نستطلع الرؤيا"، وإذا بنا نحيا في أول ليلة من ليالي رمضان بعد أن كان يفصلنا عنه -في نظرنا- زمن "طويل".
صلَّينا القيام في أول لياليه، ثم تلتها ليلة فليلة فليلة حتى انقضى منه ربعه فثلثه، وما زالت أيامه تفر من بين أيدينا وتتساقط حتى فني نصفه، وما هي إلا ليال تتسارع حتى قلنا: أقبل العشر الأخير وليلة القدر... والآن قالوا نستطلع هلال شوال، وإذا بنا وقد أصبحنا خارج رمضان... فأحسسنا ساعتها وكأننا كنا في حديقة غنَّاء ثم ألقينا في صحاء جرداء! وحَزِنَّا ولكن هل يجدي الأسى؟ أم هل يعيد الحزن زمانًا قد مضى؟!
إنها عبرة الزمان؛ لا شيء يبقى على حال، ولا شيء يدوم، بل كل شيء زائل منقضٍ فانٍ متحول متغير متبدل: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص: 88].
التعليقات