فعاليات معرض الكتاب علم ووقاية - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

قل اهتمام المسلمين بالقراءة والاطلاع في كلِّ المجالات؛ فالطبيب الذي تخرَّج من دراسته الجامعية في الطبِّ، يكتفي بشهادته وهزيل ما جمع فيها؛ فلا يقرأ ولا يطالع، والعلم كل يوم يقدم الجديد، وكذا...

أمةٌ لا تقرأ، أمةٌ مُفلِسة، محكومٌ عليها بالتخلف والاضمحلال، والابتعاد عن ركب الحضارة والمدنية والتقدم، والقراءة غذاء للعقل والروح، وزاد إلى حياة ناجحة، وهي وسيلة الثقافة النافعة، والقارئ الواعي يضم إلى حياته وخبراته حياة الآخرين وخبراتهم المتراكمة ويضم عقول المبدعين إلى عقله، ويقتبس من مناهل العرفان ما يرفعه ويعلي شأنه، ويزيد مجده.   إن أول أوامر الرحمن إلى أمة الإسلام الأمر بالقراءة، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[العلق:1-5]، وثاني سورة نزلت على رسول الله (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)[القلم:1]؛ فالقراءة والكتابة مفتاحا العلم، الذي ينهض بالفرد والأمة، ويضعه في أول مدارج النجاح في الحياة.  

 

والمتأمل في أحداث السيرة النبوية يجد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم الصحابة الكرام القراءة والكتابة؛ ففي غزوة بدر وبعدما أسر المسلمون 70 من المشركين، جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فديةَ كلِّ مشرك قارئٍ وكاتبٍ؛ أن يعلِّم عشرةً من المسلمين القراءة والكتابة، وفي هذا دلالة على حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم أمته القراءة والكتابة وهما وسيلة الثقافة، وقد كان الصحابة فقراء، ومع ذلك لم يطلب مالاً في الفدية بل طلب من هؤلاء المشركين أن يعلِّموا المسلمين.  

 

إن الغرب عندما سبق في القراءة والاطلاع؛ سبق في الاكتشاف والاختراع وعليه فقد سبقوا المسلمين في تسمية المخترعات بلغتهم، وجعلوا العلوم الحديثة بلغاتهم، فصار المسلمون عالةً عليهم في دراسة الطب والتشريح والهندسة والمحركات، والفلك والفضاء، إلخ.. فهل وعى المسلمون حاليًا أسباب تأخرهم عن ركب الحضارة؟!  

 

والمتابع للفعاليات الثقافية يجد أن الدول الحديثة المتقدمة تحرص على توفير الكتاب ليس فقط في المدارس والجامعات، بل في الحدائق والمواصلات العامة والفنادق والمستشفيات وكافة الأماكن التي يمكن للفرد أن يقرأ ويطالع ويتعلم؛ فضلاً عن إقامة معارض الكتاب وما يحدث فيها من فعاليات علمية؛ تناقش الأفكار، وتقوِّم الأطروحات، وتبيِّن المضامين، وتشرح المختصرات، مما يجعل زائر هذه الفعاليات يستفيد منها، ويعي أهم الأسس المنظمة والمؤطرة لفكر وثقافة المجتمع، فيكون شخصًا متزنًا لا يسير خلف أي ناعق ولا يتبع أي متهور، بل يتحرك بفكر وثقافة ذات أسس راسخة.  

 

بينما قل اهتمام المسلمين بالقراءة والاطلاع في كلِّ المجالات؛ فالطبيب الذي تخرَّج من دراسته الجامعية في الطبِّ، يكتفي بشهادته وهزيل ما جمع فيها؛ فلا يقرأ ولا يطالع والعلم كل يوم يقدم الجديد، وكذا المهندس، والمعلم، هذا في خريجي الجامعات؛ فما بالك بشباب وفتيات، لا يقيمون حروف اللغة قراءةً سليمةً؛ فهم ليسوا فقط لا يقرءون، بل لا يتقنون القراءة بلسانهم ولغتهم الأم، وشُغِفُوا في المقابل بمطالعة المواقع، ومتابعة فِرق الكرة، وشاشات الفضائيات، وبرامج المسابقات؛ فنتج جيل هشّ لا يقود أمةً، ولا يعي دوره في الحياة، ولا يُعتمد عليه لا في علم ولا اقتصاد، ولا حتى إدارة مشروع اقتصادي بسيط، وصار ضحلَ الثقافة، ضعيف الفهم، بطيء العمل الجاد.  

 

وفي بلادنا -حرسها الله- تحرص حكومة المملكة على إقامة معرض الرياض كل عام؛ نشرًا للثقافة، ودعمًا لدور النشر في رسالتها، وتقريبًا للعلوم النافعة، وهي في هذا تقدم جهدًا مشكورًا، بيد أن الكثير من دعاة الفكر الليبرالي يستغلون هذه الفعاليات في نشر ما يطعن في ديننا، ويشوِّه ثقافتنا العربية الأصيلة، ويسيء إلى علمائنا ومفكرينا، فصار لمثل هذه الفعاليات وَقْع سيئ عند كثير ممن يغارون على دينهم ووطنهم، ويرجون الخير لهما.   فاستجلبوا -رحمكم الله- نصر الله بالذود عن شرعه، وإقامة دينه، ونصرة الحق، وأسأل الله تعالى أن يقيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويُهدَى فيه أهل معصيته، إنه ولي ذلك والقادر عليه..  

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة العاشرة:
الخطبة الحادية عشر:
الخطبة الثانية عشر:
العنوان
الشباب وأزمة الفكر والسلوك 2015/08/03 7906 205 42
الشباب وأزمة الفكر والسلوك

مرحلةُ الشباب مرحلةُ الفُتُوَّة والعُنفُوان، والقوة والحماسَة، فإذا لم تُرشَّد هذه الحماسة انقلَبَت إلى غوغائيَّة وفوضويَّة، وجرَّت على صاحبِها الآهات والحسَرَات، وعلى الأمةِ الفتنَ المُوبِقات، والبلايا المُهلِكات. لذا أولَى الإسلامُ الشبابَ كاملَ العناية، والاهتمام والرعاية؛ لأنهم قلبُ الأمة النابِض، وشِريانُها المُتدفِّقُ عطاءً ونماءً. فهذا عليٌّ - رضي الله عنه - يحمِلُ الرايةَ يوم بدرٍ وهو ابن عشرين سنة. وأسامةُ يقودُ الجيشَ وهو ابن ثمانية عشر عامًا..

المرفقات

الشباب وأزمة الفكر والسلوك.doc

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life