اقتباس
رغم الموقف الواضح الذي اتخذه الغيورون على هذا البلد من العلماء والدعاة والمصلحين الشرفاء من مقاطعة التظاهرات والحث على عدم الخروج فيها أو معاونة الداعين إليها بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن تصريحات المسؤولين في الدولة بعدم سماحهم بالخروج فيها، كل ذلك من شأنه أن يؤكد أن المصلحة تكمن في عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات، مع السير في المقابل في الطرق الشرعية للاحتجاج ..
حثّتْ الشريعة الإسلامية الغراء على ضرورة الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وضرورة اجتماع الكلمة حال الاضطرابات ووقوع الفوضى، بل ورد الأمور إلى الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وإلى أولي الأمر من العلماء الربانيين الثقات؛ قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، فالأحداث المتلاحقة تفرض على المسلمين فرضًا أن لا يتسرعوا في الحكم على الأشياء من ظواهرها، بل ضرورة رد الأمور إلى حكم الله تعالى وحكم رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والذي لن يُتوصل إليه ويُدرَك كنهه إلا من خلال استنباطه من قِبَل علماء الأمة الربانيين الذين أخذ الله عليهم عهدًا وميثاقًا ليبينوا دين الله تعالى للناس؛ قال الله -عز وجل-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ).
فهذه مهمة العلماء الملقاة على عواتقهم أن يبينوا للناس حكم الله تعالى وحكم رسوله، فهم الموقعون عن الله تعالى في أحكامه وحلاله وحرامه، وحينما تدلهم الخطوب لا يجد المؤمن سبيلاً سوى أن يعتصم بكتاب ربه ويلزم جماعة المسلمين ووحدة الصف؛ لنكون جميعًا يدًا واحدة مع علمائنا في مواجهة هذه الظروف المتأزمة التي تعصف بالناس، ولا نتيح الفرصة لمغرض أو حاقد ليبث سموم الفرقة والخلاف بيننا ليشتت جهودنا ويكسر شوكتنا ويفرق صفنا.
إن الاجتماع على قلب رجل واحد في الأزمات والوقوف خلف علمائنا ومصلحينا الكبار ضرورة شرعية، لا سيما عندما تتدفق الريبة وعدم الاطمئنان إلى القلوب، فهناك الكثيرون من المتربصين بالبلاد من الأعداء، ولا محيد لمواجهتهم عن الاتصال الوثيق بالله تعالى والثقة في علمائنا والوقوف معهم في خندق واحد لصد أية محاولة لزعزعة أمن البلاد واستقرارها.
إن الدعوة إلى التظاهر، مع ما فيها من أيادٍ خفية عابثة تستهدف أمن البلاد وتحقيق مصالح مذهبية على حساب الوضع المستقر للبلاد فيها ما فيها من أضرار ومساوئ، وأضر ما فيها حالة الانقسام التي تحاول بثّها في مواطني بلادنا ما بين مؤيد ومعارض، رغم الموقف الواضح الذي اتخذه الغيورون على هذا البلد من العلماء والدعاة والمصلحين الشرفاء من مقاطعة التظاهرات والحث على عدم الخروج فيها أو معاونة الداعين إليها بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن تصريحات المسؤولين في الدولة بعدم سماحهم بالخروج فيها، كل ذلك من شأنه أن يؤكد في عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات.
وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع جمعنا لكم عدة خطب عن ضرورة اجتماع كلمة المسلمين وتوحدها، والاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والوقوف بجانب العلماء الربانيين في خندقهم ضد كل من تسول له نفسه استهداف أمن البلاد والعباد.. سائلين الله تعالى أن يحفظ أمننا، وأن يوحد شملنا، وأن يرد كيد أعداء الإسلام في نحورهم.
التعليقات