اقتباس
فيا من لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة: كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟! روى الإمام مسلم عن المقداد بن الأسود -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تُدنى الشمس..
أصحاب القلوب الحية لا تمر عليهم آيات الصيف دون مزيد من التذكر والاعتبار، فحر الصيف يحمل في لفحه ولهيبه آيات من لهيب الآخرة، يضع المؤمن أمام نفسه مدكرًا ومتمثلاً ما ينتظر البشر في عرصات القيامة انتظارًا للحساب، وما يكون بعد ذلك من عذاب السموم، تلك النار التي هي أعظم من نار الدنيا بست وثلاثين مرة، فياليت شعري كيف تكون؟!
روى الشيخان وغيرهما أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة -أي: أخروها حتى يبرد الجوّ-؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم"، وعند ابن ماجه بإسناد صحيح قال -صلى الله عليه وسلم-: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب: أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نَفَسين: نَفَسٌ في الشتاء، ونَفَسٌ في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها".
فإنّ شدة الحر التي يجدها من وقف حاسر الرأس حافي القدمين في حرِّ الظهيرة ما هي إلاّ نَفَسٌ من فيح جهنم، نعوذ بالله منها ومن حرها، كان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن فتنة الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن حرِّ جهنم".
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم"، قالوا: والله إن كانت لكافية! قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرها".
فحقٌ على العاقل أن يسأل نفسه وهو يتقي حرّ الدنيا: ماذا أعدّ لحرِّ الآخرة ونارها؟! فيا من لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة: كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟! روى الإمام مسلم عن المقداد بن الأسود -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا"، قال: وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه.
تَفِرُّ مِنَ الهَجِـيرِ وَتَتَّقِيـهِ *** فَهَلَّاً مِـنْ جَـهَنَّمَ قَدْ فَرَرْتَا؟
وَلَسْتَ تُطِيقُ أهونَها عذابًا *** وَلَوْ كُنْتَ الحَدِيـدَ بِهَا لَذُبْتا
وتُشْفِقُ للمُصِرِّ على الخَطَايَا *** وتَرْحَمُهُ وَنَفْسَكَ مَا رَحِمْتَا
ولا تُنْكِرْ فإنَّ الأمرَ جِـدٌّ *** وَلَيْسَ كَمَا حَسَبْتَ ولا ظَنَنْتا
فحقٌّ على العاقِلِ أنْ يَسْأَلَ نفسه وهو يتقي حرّ الدنيا: ماذا أعدّ لحرِّ الآخرة ونارها؟ يا مَن لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة، كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلائق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟! وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المنتقاة حول حر الصيف، وما يمكن أن يكون في ذلك من العبرة والعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، مع التنبيه على أهم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المؤمن وتتضاعف حسناتها في فصل الصيف على وجه الخصوص، مشيرين إلى أحوال السلف في هذا الفصل، وكيف كانت أعمالهم فيه.
التعليقات
زائر
24-07-2021خطبة ممتازة
زائر
07-06-2024أصحاب القلوب الحية لا تمر عليهم آيات الصيف دون مزيد من التذكر والاعتبار، فحر الصيف يحمل في لفحه ولهيبه آيات من لهيب الآخرة، يضع المؤمن أمام نفسه مدكرًا ومتمثلاً ما ينتظر البشر في عرصات القيامة انتظارًا للحساب، وما يكون بعد ذلك من عذاب السموم، تلك النار التي هي أعظم من نار الدنيا بست وثلاثين مرة، فياليت شعري كيف تكون؟!
روى الشيخان وغيرهما أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة -أي: أخروها حتى يبرد الجوّ-؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم"، وعند ابن ماجه بإسناد صحيح قال -صلى الله عليه وسلم-: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب: أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نَفَسين: نَفَسٌ في الشتاء، ونَفَسٌ في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها".
فإنّ شدة الحر التي يجدها من وقف حاسر الرأس حافي القدمين في حرِّ الظهيرة ما هي إلاّ نَفَسٌ من فيح جهنم، نعوذ بالله منها ومن حرها، كان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن فتنة الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن حرِّ جهنم".
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم"، قالوا: والله إن كانت لكافية! قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرها".
فحقٌ على العاقل أن يسأل نفسه وهو يتقي حرّ الدنيا: ماذا أعدّ لحرِّ الآخرة ونارها؟! فيا من لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة: كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟! روى الإمام مسلم عن المقداد بن الأسود -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا"، قال: وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه.
تَفِرُّ مِنَ الهَجِـيرِ وَتَتَّقِيـهِ *** فَهَلَّاً مِـنْ جَـهَنَّمَ قَدْ فَرَرْتَا؟
وَلَسْتَ تُطِيقُ أهونَها عذابًا *** وَلَوْ كُنْتَ الحَدِيـدَ بِهَا لَذُبْتا
وتُشْفِقُ للمُصِرِّ على الخَطَايَا *** وتَرْحَمُهُ وَنَفْسَكَ مَا رَحِمْتَا
ولا تُنْكِرْ فإنَّ الأمرَ جِـدٌّ *** وَلَيْسَ كَمَا حَسَبْتَ ولا ظَنَنْتا
فحقٌّ على العاقِلِ أنْ يَسْأَلَ نفسه وهو يتقي حرّ الدنيا: ماذا أعدّ لحرِّ الآخرة ونارها؟ يا مَن لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة، كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلائق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟! وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المنتقاة حول حر الصيف، وما يمكن أن يكون في ذلك من العبرة والعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، مع التنبيه على أهم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المؤمن وتتضاعف حسناتها في فصل الصيف على وجه الخصوص، مشيرين إلى أحوال السلف في هذا الفص
ل، وكيف كانت أعمالهم فيه.