الأموال الزكوية – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

فريضة هي من أعظم محاسن الدين الحنيف، ودلائل حكمة الكريم اللطيف؛ فبها تقوى حبال المودة والألفة والرحمة بين المؤمنين، بل إنها من أسمى صور التعاون على الخير وأبهى مظاهر التكافل الاجتماعي الموجب؛ لانتشار العفة والفضيلة والأمن والرخاء  وتقوية الأخوة الإيمانية، ونحو ذلك من مقومات السعادة في الدنيا والآخرة؛ إنها الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه العظام.  

إنها فريضة الزكاة وصمام أمان النظام الاقتصادي الإسلامي الموجبة لنيل رحمة الله، قال سبحانه‏:‏ ‏(‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة‏)‏[‏الأعراف:‏165‏‏]‏‏.  

 

وهي شرط لاستحقاق النصر‏, ‏ قال تعالى‏:‏ ‏(‏ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة‏)‏[‏الحج: ‏40-‏41‏‏].   ‏وشرط لتحقيق الأخوة الدينية‏, ‏قال تعالى‏:‏ ‏(‏فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين‏)‏[‏التوبة: ‏11‏‏]‏‏.   ‏كما أنها صفة من صفات المؤمنين‏, ‏اللذين قال فيهم‏:‏ ‏(‏والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم‏)‏[‏التوبة: ‏71‏‏]‏‏, ‏وقال أيضا‏:‏ ‏(‏إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله‏)‏[‏التوبة: ‏18‏‏]‏‏، ‏وقال تعالى‏:‏ ‏(‏والذين هم للزكاة فاعلون‏)‏[‏المؤمنون: ‏4‏‏]‏.  

 

أيها المسلمون: علينا أن ندرك أن الإسلام لم يفرض الزكاة على أصحابها لأخذ أموالهم، أو مصادرة ما كسبوه وتعبوا في جمعه؛ أو يعمل حدا للمال أو يوجد وسيلة لتقليله أو تحجيمه في أيدي أهله، إنما أراد سبحانه وتعالى بالزكاة مقاصد شريفة وغايات سامية وحكما نبيلة؛ من ذلك: تطهير النفوس وتزكيتها، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا‏)‏[‏التوبة: 103].   وكذلك حصول البركة في المال والتنمية له، قال تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‏)‏[‏سبأ: 39]   توثيق الروابط الاجتماعية وتقويتها بين الأغنياء والفقراء، وسد حاجة الضعفاء والمساكين؛ وذوي الاحتياجات الخاصة ممن لا يقدرون على العمل ولا التكسب؛ كالمرضى والمعاقين وغيرهم.  

 

والناس لو أنهم أخرجوا زكاة أموالهم، كما أمرهم ربهم لسدت حاجة الفقراء والمساكين، ولعاش الناس إخوة متحابين متآلفين، ولكن بعض من وجبت عليهم بخلوا بزكاة أموالهم؛ فمنعوها مستحقيها فكانوا سببًا في انتشار الأحقاد والضغائن وحدوث كثير من المفاسد والجرائم.   فيا سبحان الله كيف يبخل بعض من وهبهم الله نعمة المال عن إخراج زكاة أموالهم التي أعطاهم الكريم -سبحانه- منة منه وفضلا؟! مع أن الله لم يوجب عليهم ما أوجبوه على بعضهم في قوانينهم الوضعية؛ كفرض الضرائب والمكوس والخمس في غير ما أوجبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ومصادرة أموال الناس وأخذها بالباطل بأي صورة من الصور التي تؤخذ بها بغير وجه حق.   وبعد هذه الإطلالة السريعة حول أهمية الزكاة ومكانتها، نلخص -أيها الكرام- في هذه السطور الأموال التي تجب الزكاة فيها:

 

أولا: النقدين، والمقصود بها الذهب والفضة، وما يقوم مقامهما من الأوراق المالية والعملات المتداولة، فما ملكه الإنسان من ذهب وفضة أو عملة مالية بلغت النصاب وحال عليها عام قمري كامل؛ فإن عليه أن يخرج زكاة ماله 2.5%؛ ونصاب ذلك هو عشرون مثقالاً أو عشرون دينارًا من الذهب، ويساوي تقريباً 85 جراما من الذهب، أو 200 درهما، ويساوي 595 جراما من الفضة.  

 

ثانيا: ومما تجب فيه الزكاة عروض التجارة، وهو كل ما تملكه الإنسان بغرض التجارة والربح؛ فإنه يقوَّم ما يملكه من عروض التجارة إلى ما يملكه من نقد، ويجمع رأس المال مع الأرباح، ثم يخرج زكاة ذلك ربع العشر يقوم على نصاب النقدين؛ ونصابهما موضح في النقطة السابقة.  

 

ثالثا: ومما تجب فيه الزكاة الزروع والثمار والحبوب، ويجب ذلك متى بلغ النصاب وهو خمسة أوسق، ويعادل تقريباً حوالي 653 كيلو جراما، ومقدار زكاتها عشرة في المائة إذا سُقِيت بدون آلات، وخمسة بالمائة إذا سقيت بالآلات، وإذا اختلف السقي كان الحكم للأغلب، ولا يشترط فيها الحول بل متى أخرجت الأرض وجبت الزكاة، ويتكرر الأخذ كلما أنتجت الأرض، لقوله تعالى: (وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏)‏[‏الأنعام: 141].  

 

رابعا: ومما تجب الزكاة فيه السائمة من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، والمراد بالسائمة التي ترعى طوال العام في المراعي، ولا يتكلف ملاكها مؤنة علفها، ونصابها ومقدار الزكاة منه موضح في كتب الفقه.  

 

خامسا: ومما تجب فيه الزكاة ما يكون في باطن الأرض من معادن كالبترول وغيره، وما يظهر فيها من كنوز، وفيه الخمس.  

 

أيها المسلم: أدِ زكاة مالك طيبةً بها نفسك، معتقدًا وجوبها في الإسلام محتسبا أجرها وثوابها راجيها عوضها وخلفها، أد زكاة مالك ليبقى لك المال وتزداد بركته ويكثر خيره ويرفع البلاء عنك، وفي الأثر: “وما هلك مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة”.  

 

خطباؤنا الكرام: هذه أصناف الأموال التي يجب فيها الزكاة، حاولنا أن نشير إليها في هذه المقدمة، كما أرفقنا معها مجموعة من خطب ثلة من الخطباء، سائلين الله أن يفقهنا وإياكم في دينه.  

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة العاشرة:
الخطبة الحادية عشر:
العنوان
الأموال الزكوية 2014/08/18 3512 634 12
الأموال الزكوية

أيها المسلمون: أدوا الزكاة قبل أن تفقدوا المال مرتحلين عنه، أو مرتحلا عنكم، فإنما أنتم في الدنيا غرباء مسافرون، والمال وديعة بين أيديكم لا تدرون متى تعدمون، أدوا زكاة أموالكم قبل أن يأتي اليوم الذي يحمي عليه في نار جهنم، فتكوى به الجباه والجنوب والظهور قبل أن يمثل لصاحبه شجاعا أقرع، فيأخذ بشدقيه، ويقول: "أنا مالك، أنا ..."...

المرفقات

الزكوية

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life