خطبة الجمعة السابع من ربيع الثاني لعام 1443هـ قصيرة ومختصرة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحمدُ للهِ وَاسِعِ الفَضْلِ والإِحْسَانِ وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَريِكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وعلى آلِه وصحبِه إلى يومِ الدينِ أما بعدُ
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون ))
عبادَ اللهِ السَّكينةُ نعمةٌ يُنْزِلُها اللهُ على مَنْ يشاءُ من عبادهِ فإذَا حلَّت بالقلبِ سَكَنَ واطمئنَّ فأصبحَ هادئَ النِّفسِ منشرحَ الصدرِ مرتاحَ البالِ مُستقِرَّ التفكير والشعورُ بالسكينةِ محضُ عطاءٍ من اللهِ جلَّ وعلا لا يُوهبُ ولا يُكتسبُ ولا يُشترىَ بِمالٍ فهذا نَبِيُنَا صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وهوَ في الغارِ وقد رأى أقدامَ المشركينَ تُحيطُ به وقلبُه قد اطمئنَّ وسكنَ بَربِّه فقالَ لصاحبِه وهو على يقينٍ بحفظِ اللهِ لهمَا (( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ))
عبادَ اللهِ إِنَّ لِتَحْصِيلِ السَّكينةِ والطُّمَأنِينَةِ وَسَائِلِ فَمِنْ ذَلِكَ :
الإيمانُ باللهِ جلَّ وعلا وتعظيمُه ومحبتُه وخشيتُه والتوكَّلُ عليه وتسليمُ الأمرِ له وحسنُ الظَّنِّ بِه وتفويضُ الأمرِ له والصَّبرُ على قضائِه وكذلكَ الإكثارُ من ذكرِه وشكرِه قال تعالى (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))
وَالقُرْآنُ مَصْدَرُ السَّكينةِ بإذنِ اللهِ ولا سيَّما سورةَ البقرةِ ( فَإِنَّ أَخْذَهَا بركةٌ وترْكَها حسرةٌ ولا تستطيعُها البَطَلةُ ) رواه مسلم فعلينَا بكثرةِ تلاوتِه والتسلِّحِ بالصبرِ والتضّرعِ بكثرةِ الدُّعَاءِ وَالصَّلَاةِ
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجِيمِ (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريمِ صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين أما بعدُ فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ واعْلَمُوا أنَّ من أسبابِ تحصيلِ السَّكينةِ الصِّدقُ فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ يقولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدقَ طُمَأْنِينَةٌ وَالكَذِبَ رِيبَةٌ ) رواه الترمذي وصححه الألباني والإيمانُ بالقضاءِ والقدرِ والتسليمُ فيمَا يَقْضيهِ ربُّ البشرِ فهذَا منْ أقوى مُسببِّاتِ زيادةِ الإيمانِ ونزولِ السَّكينةِ في القلبِ واطمـئنانِه وَأَدَاءُ الفَرَائِضِ والوَاجِبَاتِ وَالحِرْصُ عَلَى برٍّ الوالدينِ وصِلةٍ الأرحامِ والإِحْسَانِ إِلَى الجِيرَانِ والبذلِ والعطاءِ والعفوِ والصفحِ والغفرانِ والتجاوزِ عن العثَراتِ والتغاضي عن الزلَّاتِ
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ والتمسُوا السَّكينةَ والطُّمأنينةَ واحْرِصُوا عَلَيهَا هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ
اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا
اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
عِبَادَ اللَّهِ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات
1636658007_خطبة الجمعة الموافق السابع من ربيع الثاني لعام 1443هـ.pdf
1636658024_خطبة الجمعة الموافق السابع من ربيع الثاني لعام 1443هـ.docx